حكاية قطة التوأم للكاتب محمد شعبان قصة رعب
عم سمير الورداني.. ده كان راجل طيب وغلبان، كان فاتح محل بقالة على قده كده بيسترزق فيه؛ يعني كان بيبيع جبنة وحلاوة وكل الحاجات اللي كانت بتتباع عند البقالين الغلابة بتوع زمان، المهم إن الراجل ده بقى، كان متجوز مراته بعد قصة حب طويلة، بس للأسف.. الراجل ده مراته ماكانتش بتخلف، لكنه من الأخر كده كان بيحبها اوي، ف ماسمعش لكلام أهله اللي قالوا له طلقها واتجوز غيرها، وفضل باقي على الست وسمع كلام الدكاترة اللي راحلهم هو وهي، وفضلوا ماشيين على العلاج وعلى الدعا لربنا على أمل يعني انه يرزقهم بحتة عيل ينور عليهم حياتهم، ولأن الراجل كان أصيل وكان بيحبها بجد واستحملها، ف ربنا كافئه بعد حوالي ٨ سنين جواز ومراته بقت حامل.. وقتها بقى يا ابني لا كان في سونار ولا كان حد بيقدر يعرف نوع المولود ايه الا لما يتولد.. والغريب في الموضوع بقى ان الست مرات عمك سمير وقت ما كانت حامل، بطنها كانت كبيرة بشكل ملحوظ.. وده اللي خلى جوزها وعيلتها وكمان عيلة جوزها، يقلقوا على الست ويجروا بيها عند الدكاترة.. بس الدكاترة اللي هي راحت عندهم، كلهم كانوا بيأكدوا ان الست سليمة وان حملها كويس جدًا، بس ماحدش كان يعرف هي بطنها كبيرة اوي كده ليه، وفضل الموضوع ده غامض وغريب، لحد ما عدى تسع تشهر.. والست خلفت، وساعتها بقى الراجل كان طاير من الفرحة لأن ربنا بعتله هدية كبيرة اوي، والهدية دي كانت عبارة عن تؤام.. بنتين.. سمى واحدة منهم أميرة على اسم مراته، والتانية سماها سميرة على اسمه يعني..
كان طاير بيهم من كتر الفرحة هو ومراته، وعاوزة اقولك بقى ان الراجل فعلًا رباهم أحسن تربية، وكان بيشتغل شغلانة تانية الصبح جنب محل البقالة اللي كان بيفتحه على العصرية كده، عشان يقدر يأمن لهم مستقبلهم ويعلمهم احسن تعليم، والشهادة لله يعني.. هو والست مراته، ربوا البنتين اللي كانوا بسم الله ماشاء الله زي القمر، احسن تربية، وكل المنطقة اللي هم كانوا عايشين فيها، كانت بتشهد بأخلاق البنات دول وبجمالهم، ومع مرور السنين.. البنات كبروا وبقى عندهم ١٥ سنة.. وفي السنة دي بقى البنات كانوا في أجازة الصيف، متعودين ينزلوا يقعدوا مع ابوهم في المحل، وبما إن محل ابوهم يعني محل بقال وبيبيع جبنة وكده، ف القطط كانت بتدخل المحل عشان تاكل بواقي الجبنة اللي بتقع على الأرض، وده طبعًا كان بيحصل والبنات قاعدين في المحل، ف المهم إن واحدة من البنات دول، بالتحديد يعني سميرة، شافت قطة من القطط اللي دخلت المحل وعجبتها، ف قعدت جنبها على الأرض وجابت لها حتة جبنة كبيرة وبدأت تأكلها، ف القطة حبتها وولفت عليها وفضلت قاعدة معاها لحد ما جه الليل وسمير قال للبنات..
(يلا يا بنات.. جهزوا نفسكوا عشان هنقفل ونروح..)
وقتها سميرة سابت القطة وحاولت تخرجها برة المحل، لكن القطة بقى ماكانتش راضية تسيبها، وفضلت واقفة تحت رجليها وكانت عمالة تتمسح فيها وكأنها بتقول لها خديني معاكي، ف لما أميرة شافت منظر القطة بالشكل ده، بصت لها وبصت لسميرة وقالتلها بحب وبشفقة كده..
(القطة دي حبتك.. ماتسيبيهاش في الشارع كده، ايه رائيك لما ناخدها معانا البيت؟!)
كلام أميرة او اقتراحها ده، عجب سميرة جدًا، وعشان كده شالت القطة على ايديها وراحت لابوها وهو بيقفل المحل وقالتله...
(القطة دي يا بابا كانت في المحل.. اكلتها وجيت اخرجها للشارع، مارضيتش تمشي وفضلت واقفة جنبي، أميرة بتقول انها حبتني وقالتلي كمان ناخدها معانا البيت، انت ايه رائيك!)
بص سمير للقطة، ف شاف انها ظريفة وان شكلها جميل، وكمان سميرة كانت متعلقة بيها، ف ابتسم لهم كده هم الاتنين وقال..
(ماشي يا حبيبتي.. ناخدها معانا، بس اعملي حسابك اننا لازم نحميها اول ما نروح البيت لا يكون في فروتها حشرات ولا حاجة)
ضحكت سميرة وانبسطت جدًا بالقطة اللي خدتها معاها البيت، وحمتها وحطت لها أكل وبدأت تراعيها هي وأميرة، وفضلت القطة عايشة معاهم في البيت لمدة شهر تقريبًا، لحد ما في ليلة سمير ومراته وبناته صحيوا على صوت مواء القطة، كانت قاعدة على سرير سميرة وكانت عمالة تنونو بطريقة غريبة وبصوت عالي، وقتها كلهم افتكروا ان القطة عيانة او فيها حاجة، بس القطة كانت كويسة جدًا وماكانتش بتتألم؛ هي بس كانت قاعدة على سرير سميرة وكانت عمالة تبص لها وتنونو زي ما قولتلك بطريقة غريبة وبشكل مستمر، وقتها أميرة حاولت تشيلها وتاخدها تنام جنبها، بس القطة كانت عمالة تبص لسميرة وكأنها مش عايزة تسيبها، ولما أميرة خدتها ونيمتها جنبها على سريرها، نزلت من جنبها ورجعت تاني لسرير سميرة وقعدت جنبها وفضلت تنونو برضه... ف سميرة فضلت قاعدة جنبها وقالت لابوها وامها واختها انهم يناموا ويسيبوا القطة، وهي هتعرف تتصرف معاها وتنيمها، بس القطة مانامتش ولا كانت راضية تسكت.. فضلت تطلع صوت المواء الغريب ده لحد أذان الفجر، ومن بعد أذان الفجر.
قربت من سميرة ونامت جنبها بكل هدوء، ف نامت سميرة هي كمان وعدى اليوم لحد ما صحيوا كلهم الصبح، ويومها سمير نزل على شغله من بدري، وأميرة قامت عشان تروق البيت، وسميرة لبست هي وامها ونزلوا يشتروا قماش من محل عشان بعد كده ياخدوه ويروحوا يفصلوه عند الترزي الحريمي، بس سميرة لما استعدت هي وامها عشان ينزلوا من البيت، القطة وقفت قصاد الباب وفضلت تطلع في صوت مؤاها الغريب واللي ماكنش من عادتها انها تعمله، وكأنها بتمنع سميرة من النزول، بس وقتها ندهت امهم على أميرة وقالت لها..
(تعالى يا بنتي خدي القطة دي ودخليها في أي أوضة.. دي زي ما تكون مش عايزانا ننزل..)
ضحكت سميرة وشالتها واديتها لاختها ونزلت هي وامها، وفي الوقت بقى اللي هم كانوا فيه عند بتاع القماش، القطة ماكانتش راضية تسكت لدرجة ان أميرة خافت من صوتها ودخلتها أوضة من أوض البيت وحطت لها أكل وسابتها، بس الغريب بقى إن القطة فجأة كده سكتت لوحدها، دخلت عليها أميرة عشان تشوف مالها، ف لقتها قاعدة في ركن بعيد كده لوحدها ومش عايزة تاكل ولا تعمل اي حاجة، صعبت القطة على أميرة ف شالتها وحاولت تلعب معاها، لكن القطة على غير عادتها فضلت ساكتة ومابتلعبش لحد ما فجأة باب الشقة اتفتح ودخل منه عم سمير وهو ملهوف وعلى ملامح وشه الخوف والرعب والحزن، وأول ما دخل من باب الشقة، بص لأميرة وقال لها..
(قومي بسرعة غيري هدومك وتعالي معايا.. اختك سميرة خبطها اتوبيس ونقلوها على المستشفى وامك معاها..)
سابت اميرة القطة ودخلتها في نفس الأوضة اللي كانت فيها، وغيرت هدومها بسرعة ونزلت هي وابوها على المستشفى، ولما وصلوا هم الاتنين هناك، لقوا ام سميرة واميرة، واقفة في استقبال المستشفى وهي عمالة تعيط، وقتها قربت منها أميرة وخدتها في حضنها وهي بتقول لها..
(في ايه يا ماما.. اهدي.. ايه اللي حصل بالظبط.. اهدي كده وفهميني.. انا مش عارفة حاجة.. اختي حصل لها ايه)
ردت عليها امها في الوقت اللي سمير كان راح يسأل فيه على سميرة..
(مش عارفة يا بنتي.. مش عارفة، انا حاسة اني في كابوس.. انا واختك كنا بنتمشى في الشارع، بس واحنا ماشيين دخلتني اختك ناحية الرصيف وقالتلي ماينفعش إن انا امشي ناحية الشارع عشان العربيات، كنت لسه هقولها انا مش مهم، المهم انتي يا حبيبتي بس مالحقتش.. مالحقتش لأن جه أتوبيس بسرعة من ورانا وخبطها وداس عليها، الفرامل بتاعته ماكانتش شغالة، بس السواق هدا السرعة وقدر يوقف الاتوبيس ونزل يشوف اختك مالها، الناس اتلموا وسميرة يا حبة عيني واقعة على الارض وسايحة في دمها.. الناس طلبوا الاسعاف وجت خدتها وانا معاها، وفي ناس من اللي كانوا واقفين راحوا بلغوا ابوكي.. انا مش عارفة ازاي ده يحصل بس.. لا حول ولا قوة الا بالله.. يارتني كنت انا وانتي لأ يا بنتي.. ياريتك كنتي سيبتيني انا امشي ناحية العربيات وانتي ماكنتيش اتأذيتي)
لما الست كانت بتحكي، أميرة كانت بتسمعها وهي عمالة تعيط لأنها كانت بتحب اختها ومرتبطة بيها بشكل جنوني، لكن العياط ده زاد اكتر لما خرج سمير وراح ناحية الاستقبال وهو بيعيط وبيقول لمراته وبنته..
(لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم لا اعتراض.. اللهم لا اعتراض..)
اول ما قال كده، الست أغمى عليها، وأميرة جت لها حالة جنون وهيستيريا وفضلت تزعق وتصرخ وهي مذهولة ومش مصدقة إن اختها التؤام واقرب حد ليها في الدنيا خلاص مابقتش موجودة على وش الدنيا...
المهم بقى إن الست أسعفوها وفاقت وروحت على البيت لأنها كانت تعبانة وماكانتش قادرة تقف على رجليها.. وفي نفس اليوم، سميرة خرجت من المستشفى واتغسلت واندفنت وبعد كده رجعوا كلهم للبيت بعد الدفنة، وخدوا العزا بالليل وسط عياط كل ستات العيلتين في عزا الحريم، ووسط حزن شباب ورجالة عيلة الراجل ومراته في عزا الرجالة، ومع نهاية العزا.. طلع سمير بيته وفضل قاعد جنب مراته اللي كانت حالتها يا ابني تصعب على الكافر، أما بقى أميرة.. ف دي دخلت في أوضتها اللي هي بالمناسبة كانت أوضة اختها هي كمان، وفضلت قاعدة فيها وهي قافلة الباب على نفسها وبتعيط..
عدت ساعة ووراها ساعة لحد ما جت الساعة ٢ بالليل، وقتها سمير كان صاحي وبيقرا قرأن على روح بنته، جنب مراته اللي يا عيني كانت تعبت ونامت من كتر اللي شافته طول اليوم، بس فجأة سمير اتنفض.. لما سمع صوت أميرة بنته وهي بتصرخ في أوضتها!
قام الراجل جري وراح على الأوضة وفتح الباب بسرعة، وساعتها اتصدم لما لقى بنته نايمة على سريرها وهي عمالة تصرخ وتتشنج وتعيط بطريقة غريبة، وجنبها القطة واقفة جنب السرير، لكن الراجل اول ما شاف البت كده مابقاش عارف يعمل ايه، وقف ثواني وهو محتار ومصدوم من المنظر والحالة اللي لقى بنته عليها لحد ما جري ناحية المطبخ وجاب ازازة ماية وابتدا يغسل لها وشها عشان تفوق او تهدى او ع الأقل يعني تتكلم معاه، بس البت يا عيني ماكانتش بتنطق، هي كانت عمالة تتشنج وتصرخ وتعيط زي الملبوسين بالظبط، وفضلت على الحال ده لمدة خمس دقايق والراجل بيحاول يفوقها لحد ما حصل العكس، والبنت أغمى عليها وسكتت خالص..
وقتها سمير فتح باب الشقة ونزل جري في الشارع وراح لدكتور كان زبون عنده في المحل وكان موجود معاه في الدفنة وفي العزا، راح له بيته وصحاه من النوم وخده معاه البيت لما قال له ان بنته تعبانة وأغمى عليها، ف راح معاه الدكتور واول ما وصل لقى مرات سمير قاعدة جنبها وهي عمالة تعيط على بنتها اللي ماتت وبنتها التانية اللي أغمى عليها، المهم ان الدكتور كشف على البنت واداها حقنة وبعد كده خرج مع سمير من الأوضة وقال له..
(الضغط تمام.. ونبضات القلب برضه منتظمة، البنت جسديًا سليمة، لكن اللي حصل لها ده نتيجة لصدمة عصبية، ده طبيعي بعد موت اختها التؤام واقرب حد ليها، انا اديتها حقنة مهدئة وهي هتنام دلوقتي وبكرة بأذن الله لما تصحى هتبقى زي الفل.. اهدى يا عم سمير وشد حيلك كده، وياريت لما أميرة تصحى ماتسيبوهاش قاعدة لوحدها لان ده غلط على نفسيتها.. يعني.. اقعدوا معاها، وحاولوا تنسوها وحاولوا كمان تعوضوها عن غياب اختها، البنت ماينفعش تتساب كده وألا ده هيكون له تأثير فيما بعد عليها)
سمع سمير كلام الدكتور اللي بعد ما مشي، قعد هو ومراته جنب البنت لحد ما النهار طلع، ومع طلوع النهار، كان سمير ومراته غصب عنهم ناموا جنب أميرة لحد ما هي صحيت لوحدها، بس المصيبة بقى انها لما صحيت، فضلت تصوت وتصرخ.. وقتها صحيت امها ووراها ابوها وحاولوا يهدوها لحد ما هديت شوية، بس البنت وقت ما كانت بتصرخ بعد ما صحيت من النوم، كانت عمالة تشاور على القطة!
في الاول سمير ماكنش عارف في ايه، بس لما أميرة هديت وابتدت تتكلم معاه فهم كل حاجة، وده ببساطة كده لأن البت قالتله وهي بتعيط..
(القطة دي يا بابا.. القطة دي خرجوها برة البيت.. هي اللي موتت سميرة اختي، فضلت تنونو جنبها قبل ما تموت بالليل، وكمان قبل ما تخرج كانت واقفة لها على الباب، ده غير إن انا وانا قاعدة في الأوضة لوحدي.. فجأة لقيتها بتبص لي وكانت عمالة تنونو بصوتها الوحش ده.. لحد ما النونوة بتاعتها اتحولت لكلام.. كانت بتتكلم بصوت سميرة أختي.. والله يا بابا انا مابخرف.. القطة دي مش قطة عادية، دي عفريت او جن.. خرجها من الشقة يا بابا.. خرجها وألا هتموتنا كلنا..)
سمير لما سمع الكلام ده من بنته صدقها، اه... ما انا زي ما بقول دايمًا في كل حكاية حصلت زمان.. إن الناس زمان كانوا طيبين وبيصدقوا في وجود الجن والعفاريت بشكل كبير، ومش بس كده لأ.. دول الناس كمان كانوا بيصدقوا ان الجن ممكن اوي يتشكل في صورة قطة او كلب، وعشان سمير كان راجل طيب وغلبان وبرضه كان من الناس القديمة، ف صدق بنته وخد القطة وسربها، وداها في مكان بعيد عشان ماتعرفش ترجع تاني، بس تفتكر بعد كده حال اميرة اتعدل؟!... لا والله ده بالعكس، البت فضلت لمدة يومين حالها مقلوب، كانت كل ليلة بتفضل تصرخ وتتشنج وتعيط بشكل غريب، وفي نفس الوقت كمان، كانت بتقول انها شايفة القطة واقفة لها في ركن من أركان البيت، وعشان كده راح سمير وحكى لواحد شيخ كان يعرفه، الراجل ده برضه كان زبون عند سمير في المحل.. اصل محل البقالة ده، هو حاجة من ضمن الحاجات اللي بتجمع ما بين كل الناس من كل الطوايف، البقال ممكن تلاقي زباينه دكتور وحلاق ومهندس وعامل نضافة وكمان شيخ..
ف المهم يعني ان سمير لما حكى للشيخ ده على حالة بنته، الراجل قال له انه هيجيله البيت وهيرقيها وبأذن الله هتبقى زي الفل، وفعلًا وافق عمك سمير، وخد الراجل وطلعوا على البيت، واول ما الشيخ دخل اوضة أميرة وابتدا يقرا عليها، البت ابتدت تتشنج أكتر وتصرخ وتزعق وتقول ان القطة عمالة تتمشى حواليهم في الأوضة، وقتها الشيخ كمل قراية والبت فضلت تتشنج وتتشنج لحد ما قامت ومسكت الشيخ من رقبته عشان يسكت، وقتها الشيخ ضربها بالقلم وفضل يضرب فيها ويقول لها..
(اخرج.. اخرج يا مارد يا عدو الله.. اخرج من جسمها والا هموتك من كتر الضرب)
وفضل الشيخ يضرب في البت بالاقلام لحد ما اغمى عليها..
الجزء التاني
↚