أخر الاخبار

قصة الاستراحة للكاتب محمد شعبان العارف

 قصة الاستراحة للكاتب محمد شعبان العارف


-ااه.. كريم ده حكايته حكاية.


-احكي ياعم جاد.. بس قبل ما تحكي قولي الاول، ايه اللي فكرك بكريم ده، وهل له علاقة بقصة بدور ولا لا؟


-لا ياابني مالهوش علاقة، واللي فكرني بيه انه لسه ميت من قريب في الاستراحة.


-ايه حكاية الاستراحة دي كمان؟!


قصص رعب,قصص رعب انيميشن,قصص مرعبة,قصص انيميشن رعب,رعب,قصص مرعبه,قصص,قصص الرعب,قصص رعب 2021,قصص رعب حقيقية,قصص رعب حدثت بالفعل,قصص رعب اطفال,قصص رعب انميشن,قصص رعب حقيقية حدثت بالفعل,قصص انيمشن رعب,قصص كرتون رعب 2021,قصص مرعبة 2021,قصة رعب,انيميشن رعب,رعب انيميشن,قصص رعب انمي,قصص رعب علوش,قصص رعب كرتون,قصص انيميشن مرعبة,قصص الانيمشن الرعب,قصص رعب أنيميشن,قصص جن,قصص مخيفة,قصص الجن,قصص انيميشن,قصص حقيقية,قصه رعب,سيدة الرعب



-هحكيلك.. من فترة جُم شوية عمال من القاهرة عشان يعملوا كوبري صغير فوق الترعة الكبيرة اللي عندنا في البلد، وطبعًا لإنهم عُمال ومغتربين، فكانوا بيدوروا على سكن، والحق يتقال ياابني، العيال داخوا على سكن مناسب ومالاقوش، ده حتى لما حد جابلهم شقة ورضي انه يسكنهم فيها بالإيجار، كان طالب منهم مبلغ كبير اوي، واكيد هم مش هيدفعوا كتير لإنهم غلابة ويوميتهم عالقد، وعشان كده فضلوا يدوروا لحد ما في مرة سمسار لقطهم، السمسار ده كان صايع، بيعرف يطلع الجنيه من جيب اللي قصاده بالحنجلة اللي بيعملها، لا وكمان ايه، ده عنده قدرة انه يقنعك بأي حاجة، وهو ده اللي عمله مع العمال بتوع القاهرة.. جابلهم استراحة في مكان بعيد شوية عن البيوت، يعني، اوضة صغيرة ومحندقة كده جنب بيت فاضي وماحدش ساكن فيه.




 ولما سألوه عن السعر، قالهم انها رخيصة اوي لأن مافيهاش عفش ومقفولة بقالها فترة هي والبيت اللي جنبها، وسبب قفلتها ان صاحب البيت والأوضة عايش برة مصر، بس في الحقيقة هو عامل له توكيل عشان يأجر البيت والاستراحة لأي حد.. وبسبب كلام السمسار واقناعه للعمال، خدوا الاستراحة وباتوا فيها، لكن مع اول ليلة ليهم جواها.. شافوا اللي كان هيجيب أجلهم كلهم.. اصل ليلتها العيال رجعوا من الشغل مهدودين، كانوا ميتين من التعب لانهم بيشتغلوا وبيشيلوا وبيحطوا لاكتر من ١٢ ساعة، وبسبب تعبهم وحاجتهم للنوم، اول ما رجعوا، كل واحد فيهم فرد جسمه على كرتونة من الكراتين اللي كانوا جايبينها في الاستراحة، عشان يناموا عليها، وبعد ما ناموا هم الاربعة.. فجأة صحيوا على صوت زعيق وصويت!.. فتحوا عينيهم وبصوا حواليهم وهم مرعوبين.. ما هو الصوت اللي صحيوا عليه ده، كان جاي من جوة الاستراحة، مش من برة، بس ازاي بقى؟.. ازاي والاستراحة مساحتها صغيرة اوي ومافيهاش منفذ للخروج او للدخول غير الباب اللي كانوا قافلينه بالترباس من جوة!.. ودي كانت المشكلة بالنسبة لهم، الناس اللي بيصوتوا دول دخلوا عليهم منين، وبعدين هم بيصوتوا ليه؟.. حاجة غريبة ومالهاش تفسير، حاجة بسببها قام واحد منهم وفتح النور وهو بيقولهم..



-انا.. انا هفتح النور ياجدعان عشان اشوف اللي بيصوتوا دول مكانهم فين..



وقبل ما يكمل كلامه، عينيه برقت اول ما نَور النور، طب عينيه برقت ليه؟.. انا اقولك، النور اول ما اتفتح، العيال كلهم لقوا الارض حواليهم مليانة جثث، ولما بقولك جثث فانا ماقصدش ناس ميتين وبكفنهم، لا لا لا.. اللي كانوا مالين ارض الاستراحة، كانوا جثث لناس مضروبين بالنار وعمالين ينزفوا في دم!.. وغير بقى انهم جثث والمفروض انهم ميتين، كانوا بيتحركوا.. بيزحفوا على بطونهم وبيشاوروا ناحية مكان نوم العيال، وقتها العامل اللي فتح النور وكان واقف جنب الباب، فتح الترباس وطلع يجري، ومن وراه، جريوا اصحابه هم كمان، بس مش كلهم، في واحد منهم ماخرجش، بس هم ماخدوش بالهم منه لإنهم كانوا خايفين وكان كل واحد فيهم كان بيجري بسرعة عشان يبعد عن الاستراحة وعن الجثث الصاحية اللي فيها، اه.. كله قال يلا نفسي.. بس وهم بيجروا قابلوا راجل بيته كان بعيد الاستراحة بمسافة كبيرة.. وفي اللحظة دي، واول ما شافوا الراجل، وقفوا ياخدوا نفسهم، وقبل ما يحكوا او يقولوا اي حاجة، صعبوا على الراجل ودخل جابلهم مايه من بيته، وبعد ما شربوا وهديوا، الراجل سألهم عن اللي شافوه وحكوا له.. حكوا له عن انهم ساكنين في الاستراحة اللي جنب البيت الفاضي، وحكوا له كمان عن انهم شافوا فيها جثث صاحية، لكن الغريب بقى انهم بعد ما خلصوا، الراجل ماتخضش ولا كدبهم، بل بالعكس، ده قالهم ان الاستراحة فعلًا مسكونة، وكمان لامهم على انهم أجروها، طب ومسكونة ليه بقى.. هقولك، الاستراحة دي هي والبيت اللي جنبها، كانوا مِلك لراجل طيب اوي من اهل البلد، الراجل ده كان سنه كبير، ومقامه اكبر، يعني كانوا بيحضروه في الجلسات العرفية وجلسات فض التار والصلح، ولإنه عمره ما رد حد محتاجله.




 فكان تملي فاتح الاستراحة للقعدات اللي زي دي.. ومن ضمن القعدات اللي اتدخل فيها وكان بيحلها، كانت قعدة بين عيلتين كبار في ما بينهم تار وبحور دم، بس الحمد لله، بعد كلام الناس العاقلين اللي في البلد، العيلتين وافقوا انهم يقعدوا ويعملوا جلسة صلح، وحصل وتمت الجلسة في الاستراحة.. ووقت الجلسة، رجالة العيلتين جُم وكل واحد كان جايب معاه حاجة، اللي جايب دية لأهل واحد قتله، واللي جايب كفنه، واللي كان قاعد ومعاه سلاحه وناوي يقلبها دندرة على الكل لو حقه مارجعش، وفي وسط الناس دي كلها كان قاعد الراجل صاحب البيت والاستراحة وابتدا الجلسة بأيات من القرأن، وبعد خلص قراية لكلام ربنا، ابتدا الصلح وكل من له حق كان بيرجعله، بس في وسط المشهد الجميل اللي كان حاصل ده، دخل راجل من باب الاستراحة، الراجل ده ماكنش من العيلتين، يعني لا من دول ولا من دول.. وبرغم انه مش من اي عيلة من العيلتين اللي متجمعين، الا انه اول ما دخل من الباب صرخ فيهم وقالهم.. (بقوا انتوا قاعدين تتصالحوا وكل واحد منكم بياخد حقه، وناسين حقي!... اكمنكوا يعني عيلتين كبار بتاخدوا حقكوا، وانا عشان فرداني وماليش حد، حقي يروح!.. لكن لا.. انا مش هسكت، انا مراتي اللي كانت حامل في ابني، وقعت في وسط عركتكوا دي، ولما عملتوا جلسة الصلح، نيسيتوا حقي وحق دم مراتي وابني، وبقى كل اللي يهمكوا بس انكوا تتصالحوا.. طب والناس البريئة اللي وقعت في النص، ايه.. فراخ بالنسبالكوا ودمهم حلال ولا ايه؟).. لما الراجل ده قال كده، الرجالة وقفوا وكانوا عاوزين يتكلموا معاه او يهدوه، إنما للأسف مالحقوش، دول اول ما قاموا وقبل ما يقربوا منه، فجأة طلع سلاح كان مخبيه ورا ضهره وطَوق الضرب فيهم، غربلهم، واللي منهم مات، كان خلاص عُمره وخلص، واللي عاشوا، اتكوموا جنب الاموات لحد ما الاسعاف جت خدتهم، ومن ضمن الناس اللي ماتوا كان صاحب الاستراحة وابنه والراجل اللي ضرب النار، ايوه اللي قتل الناس، مات..





 ماهو بعد ما خلص ضرب، وقف على باب الاستراحة وقال بعلو صوته انه خلاص جاب تار مراته وابنه، وبعد كده ضرب نفسه برصاصة في دماغه.. وبس كده، من وقتها والاستراحة والبيت اتقفلوا، اما مرات الراجل صاحب البيت، ف خدت بنتها وراحت عاشت عند اهلها في القاهرة، والظاهر كده انها سايبة مفتاح البيت والاستراحة للسمسار ده عشان يأجرهم، وهو فعلًا أجرهم قبل كده، بس اللي سكنوهم ماكملوش كام يوم ومشيوا، وكل عيلة بقت بتحاول تأجر البيت والاستراحة وتحاول انها تعيش فيهم، كان لازم حد منهم يا يموت يايتجنن من اللي بيشوفه، ايوه ياابني، ما المكان ده بقى مسكون من بعد ما مات في الاستراحة دي فوق ال ٨ بني آدمين.. يعني من الاخر كده، السمسار لبسهم في استراحة ملعونة، اللي بيدخلها مفقود، واللي بيخرج منها مولود، وللأسف، مع إن العمال خرجوا وسمعوا الحكاية اللي حكيتهالك دي من الراجل، إلا إنهم برضه فقدوا واحد منهم، العامل اللي ماخرجش يجري معاهم، واللي لما حسوا انه ماخرجش، وبسبب خوفهم عليه من الحكاية اللي عرفوها، رجعوا له.. وبعد رجوعهم وفتحهم لباب الاستراحة، لقوا صاحبهم واللي اسمه كريم، شانق نفسه وجثته متشعلقة في الجَنش اللي رابط فيه هدومه وعاملها زي المشنقة، وقتها طبعًا التلاتة انهاروا وبلغوا، وبعد البلاغ والتحقيقات، الموضوع اتقفل على انه انتحار، اما الاستراحة ف اتقفلت تاني والشباب رجعوا القاهرة، بس رجعوا ناقصين واحد... لكن تعرف، رغم ان الاستراحة والبيت لسه مقفولين لحد النهاردة، إلا إن برضه اي حد بيعدي من جنبهم بالليل، لازم يسمع من جواهم اصوات الصرخات اللي سمعوها العمال في اول واخر ليلة ليهم جواها.. جوة الاستراحة.



-ياسلام عليك ياعم جاد.. حكاياتك دوا والله.. يسلم لسانك بصحيح.


-الله يسلمك يااخويا، ها بقى.. هتعشيني فين النهاردة؟


-اعشيك ايه ياعم جاد، انت جاي على بيات ولا ايه؟!


-اهو.. شوفت، حقيقتك ظهرت اهي، عشان تعرف بس انك بخيل.


-ياعم لا بخيل ولا حاجة، طب اقولك، يلا بيننا ننزل، انا هعزمك عالأكل برة ياسيدي.

-ماشي.. اما نشوف هتأكلني ايه، واياك بس تدفع الحساب وماتقفش تمسح المحل بعد ما نخلص.


-لا هدفع ياعم جاد، هدفع.. او اقولك، انا همشي واسيبك معاهم رهن.

-رهن؟... هو انا ازازة قازوزة؟


-قازوزة!.. انت جيبت الكلمة دي منين ياعم جاد!

-يعني اللي بيحكيلك الحكايات دي كلها، مش هيعرف كلمة قازوزة، يلا يااخويا يلا، حاكم انا جوعت من كتر الكلام.


وفعلًا.. نزلت انا وعم جاد واتعشينا برة، بس بعد العشا وواحنا قاعدين على القهوة، حكالي حكايات تانية.. حكايات هرجع قريب وهحكيهالكم ان شاء الله.. هتوحشوني.. سلام.







تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-