أخر الاخبار

قصة لوكاندة وسط البلد للكاتب محمد شعبان العارف

 قصة لوكاندة وسط البلد للكاتب محمد شعبان العارف




بيقولوا إن الراديو زمان كان زي صندوق الدنيا، او بمعنى اوضح، هو زمان كان زي الانترنت دلوقتي، يعني بتقدر تعرف من خلاله اخبار الدنيا وتسمع الماتشات وتسمع اغاني، بس ياترى بقى، ممكن الراديو في يوم من الأيام يخلي إنسان يتعرض لأكتر موقف مرعب ومفزع شافه في حياته؟!..


قصص رعب محمد جويلي,رعب محمد جويلي,قصص رعب,محمد جويلي,قصص رعب حقيقية حدثت بالفعل,قصص رعب انيميشن,قصص رعب نصف الليل,قصص رعب للمتابعين,قصص رعب قصص رعب,قصص رعب واقعية حقيقية,قصص رعب ياسمين,أشهر قصص الرعب الحقيقية,قصص جن كتاب شمس المعارف,قصص مرعبه,رعب,قصة رعب,رعب بالفعل,قصص مرعبة,قصة انيميشن رعب,٣ العاب رعب,قصص رعب احمد يونس,رعب احمد يونس,قصص رعب انميشن,موسي محمد رمضان,اللغز يونس محمد,قصة,محمد طاهر,محمد رمضان,حكايات رعب,محمد الشيخ



في يوم من الايام الجميلة في التسعينات كانت شيماء البنت اللي عندها 12 سنة، قاعدة مع جدها في محل الراديوهات بتاعه، المحل كان لتصليح الراديوهات العطلانة والاجهزة الكهربائية عامة، وفي اليوم ده، دخل عليهم طفل في نفس سن شيماء تقريبًا وهو بيجري، وقف قدام جد شيماء وقاله إن عمه طالبه يروح معاه اللوكاندة عشان عايزه في حاجة ضرورية، بصله الجد شوية وبعدين بص لشيماء وسألها، هل تفضل في المحل ولا تروح معاه؟.. جاوبته لما طلبت انها تروح معاه اللوكاندة، بعدها خرجوا التلاتة من المحل وشد الجد الباب ومشيوا، واول ما وصلوا للوكاندة اللي كانت بعيدة عن الدكان بحوالي عشر دقايق مشي، بصت شيماء لفوق وساعتها شافت مبنى من دورين،  دخل جدها وهي وراه، قابلوا راجل قاعد في الريسيبشن، لما شاف جدها سلم عليه وقاله انه عايزه يصلح الراديوهات العطلانة اللي في الاوض، وبلغه إن الدور التاني مقفول زي ماهو عارف من ساعة الحوار اللي حصل، لكن في الوقت ده قاطعه الجد وقاله انه مايعرفش اللي حصل ومش عايز يعرفه، ف كمل الراجل كلامه وقاله المهم إن الأوض اللي في الدور الأول.



 في منها اربع أوض راديوهاتها عطلانة، يعني الاوضة رقم 2..والأوضة رقم 4.. والأوضة رقم 7.. وكمان الأوضة رقم واحد، لكن دي الساكن اللي فيها لسه موجود، او نايم بمعنى اصح، بس الراجل ده بينزل بالليل عشان يروح الشغل بتاعه، فممكن يبدأ بالأوض التلاتة اللي فاضيين دلوقتي ومافيش حد فيهم، لان كل اللي قاعدين جواهم او مأجرينهم خرجوا، وفي الوقت ده، كان الطفل قريب الراجل صاحب اللوكاندة، كان جاب قازوزة لشيماء وادهالها عشان تشربها، بصلها الجد شوية وقالها تفضل قاعدة في الريسيبشن لحد ما يخلص وينزل، لكنها قالتله انها هتطلع معاه، وفعلًا خدها الجد في ايده وطلعوا ومعاهم طلع ابراهيم قريب صاحب اللوكاندة، وأول ما وصلوا الدور الأول، دخل الجد الأوضة رقم 2 وبدأ يصلح الراديو، وفي نفس الوقت، كانت شيماء بتلعب مع ابراهيم في الطرقة اللي بين الأوض بره، خلص الجد تصليح الراديو وخرج من الأوضة، وبعدها دخل الأوضة رقم 4 وكان قاعد بيصلح الراديو اللي فيها، وبرضه ابراهيم كان في الطرقة وهو وشيماء وكانوا لسه بيلعبوا، بس وقتها، سألها ابراهيم وقالها لو كانت عارفة هم ليه قافلين الدور التاني ومش بيخلوا حد يطلعه؟.. ف ردت عليه انها ماتعرفش ايه السبب؟.. ف قالها ان عمه بيقول إن في عفريت في الدور التاني، عفريت بيخوف الناس وبيقتل اللي بيطلع فوق!.. استغربت شيماء واعترضت على كلامه وقالت إن جدها قالها.



 إن مافيش عفريت فوق، وإن كل ده كدب، وهنا ابراهيم عينيه لمعت وخطرت في باله فكرة، وهي انهم يطلعوا فوق، للدور التاني، ولو لقوا عفريت ينزلوا، ولو مالقوش، يبقوا اتاكدوا ومايخافوش تاني. وافقت شيماء على الفكرة ولكن لسبب تاني، وهو إنها لو لقت عفريت هتنزل تتخانق مع جدها عشان كِدب عليها وقالها إن مافيش عفاريت فوق، وفعلا طلعوا الاتنين على السلم، وفي مدخل الدور التاني، لقوا باب خشب عليه رزة من غير قفل، قرب ابراهيم من الباب وفتح الرزة ودخل ووراه شيماء، الجو كان ضلمة ومرعب، لكنهم ماكنوش خايفين، بالعكس، دول اتقدموا ناحية الأوض بتاعت الدور عشان يدوروا على العفريت اللي الناس خايفة منه، ودخلوا أول أوضة.. بصوا فيها بحذر، كانت عبارة عن تراب كتير مغطي كراكيب وعفش وراديوهات خربانة، ركزوا اكتر على الأوضة وهم بيندهوا ببراءة.. عمو العفريت.. ياعم العفريت.. انت فين؟.. ولما مالقوش رد، بصت شيماء لابراهيم وقالتله مش قولتلك، جدو مابيكدبش عليا أبدًا، مافيش عفريت هنا ولا في عفاريت اصلًا، انت اللي عمك بيضحك عليك، لكن أصر ابراهيم إن كلام عمه هو اللي صح، وان في عفريت في الدور التاني، ومش معنى إن العفريت مش موجود في أول أوضة، انه مش موجود خالص، والدليل على كده انه ممكن يكون في الأوضة التانية.



خرجت شيماء معاه وراحوا للأوضة التانية، وفتحوا الباب، وساعتها شافوا نفس المنظر الأوضة الاولى، الاوضة التانية كانت مليانة عفش وكراكيب وتراب، لكن أول ما شيماء قالت ياعمو العفريت.. انت فين؟.. ماحدش رد، بعدها ضحكت وهي بتقوله أكيد مش هنا كمان، او انت مككن تقول ياابراهيم انه نايم في الأوضة التالتة، مش كده؟! ابراهيم ماردش وحس باحباط وبإن عمه بيضحك عليه، بس فجأة سمعوا الاتنين صوت اغنية جاية من بعيد، كانت اغنية للأطفال، بصت شيماء لابراهيم وهي مرعوبة وسالته، الصوت ده جاي منين؟.. لكن ابراهيم كان مرعوب اكتر منها وبيترعش وقالها بصوت مهزوز..



 صدقتي بقى إن العفريت موجود، الجملة دي فوقت شيماء وافتكرت إن مافيش عفريت هنا، وعشان كده قالتله إن الصوت ده أكيد جاي من الراديو، وعشان تثبتله كلامها، مشيت ناحية الصوت، ومشي ابراهيم وراها وهو مرعوب، الصوت كان جاي من أوضة في نص الطرقة، فتحت شيماء الباب اللي زيق بصوت مخيف، وساعتها شافت اللي عمرها ما نسيته طول حياتها، الأرض غرقانة دم، فيران ميتة في كل حتة في الأوضة، وفجأة عينيها جت على كرسي محطوط في نص الأوضة، كان عليه حد قاعد، بس ماكانتش قادرة تحدد إذا كان راجل ولا ست، كل اللي شايفاه حد قاعد ومتغطي بملاية سودة، مشيت خطوة لجوة ناحية الكرسي، بس في نفس اللحظة اتحرك اللي على الكرسي ومد ايده ناحيتهم بفار ميت غرقان دم، وقالهم.. بصوت مخيف خدوا الفار ده..



 خدوا اللعبة دي مني، صرخت شيماء وخرجت تجري بسرعة ووراها ابراهيم، وأول ما نزلوا لتحت، طلع الجد من الأوضة على صوتهم، وشافها وهي بتصرخ، حضنها وحاول يطمنها وبعدها طلب منها تحكيله اللي حصل، ف قالتله انه كداب وإن فيه عفريت فوق، وبعدين حكتله اللي شافته، بصلها الجد وبص لابراهيم اللي كان واقف بيتنفض في مكانه، وزعق في الاتنين بصوت عالي لانهم ماسمعوش كلام الكبار وطلعوا فوق من وراهم، بعدها خد شيماء ونزل الريسيبشن، وقال لصاحب اللوكاندة على اللي حصل وانه لازم يروح البنت، وهو بقى يشوف هيعمل ايه في ابراهيم ابن اخوه اللي تقريبًا كده اتلبس، رد عليه الراجل وقاله إنه هيجيب شيخ يرقي ابراهيم وان شاء الله هيبقى كويس، خرج الجد بعد ما وعد الراجل يرجعله لما يوصل شيماء ويطمن عليها عشان يصلح الراديو اللي ناقص في الأوضة رقم واحد، ومشي الجد ومعاه حفيدته ووصلها للبيت، وبعدين رجع للراجل زي ما وعده.



لكن في نفس اليوم بالليل، شافت شيماء كابوس مرعب، شافت نفسها في الأوضة دي من تاني، بس الأوضة المرة دي ماكنش فيها كراكيب، وكانت إلى حدِ ما مُنظمة عن ما شافتها الصبح، بس كان في واحد نايم على السرير وبيكح وهو بيشهق، زي مايكون بيطلع في الروح، وبعدها بيموت فعلًا، وفي نفس اللحظة بتسمع شيماء صوت جاي من جنبها، ولما بتبص على مصدر الصوت، بتشوف مجموعة من الفيران بتخرج من جحر صغير في الجدار، وبعدها الفيران بتنتشر في المكان كله وبتطلع على جثة الراجل، صرخت بعلو صوتها وقامت من النوم مفزوعة، والصبح ماحكيتش لحد الحلم وكملت يومها عادي، لكن لما دخلت تنام بالليل تاني، شافت حلم أبشع، كانت في نفس الأوضة وبرضه في حد نايم على السرير بيكح، بس المرة دي مد ايده وهو بيحاول يقوم وقالها.. ساعديني، أرجوكِ ساعديني، ومعاه سمعت صوت الفيران بتخرج من الجحر، وبتنقض على الراجل النايم فوق السرير، وبعدها الدم بيغرق المكان، وكمان وقتها، كانت بتشوف شيماء الفيران بتزحف ناحيتها وبتلمس رجليها، صرخت بفزع وقامت من النوم، بعد الكابوس التاني ده، قررت إنها تحكي للجد عن اللي حصل، وقتها قعد جنبها ورقاها وحصنها بالقران، ومن بعدها وهي مابقتش تشوف أي حاجة تتعلق بالأوضة ولا الراجل ولا حتى الفيران الميتة.




عدت على الحكاية سنين طويلة لحد ما دخلت شيماء ثانوية عامة، وفي يوم كانت معزومة على عيد ميلاد واحدة صاحبتها، ف راحت لصاحبتها البيت في اليوم ده، وفي وسط حفلة عيد الميلاد، قابلت ابراهيم، وكانت دي بالنسبة لها مفاجأة غريبة جدًأ، سلمت عليه وعرفت وقتها إنه صاحب أخت صاحبتها، وقاري في فاتحتها وخلاص هيتخطبوا قريب.. بعدها قعدوا يتكلموا شوية عن الدراسة واصحابهم، لحد ما في وسط الكلام فتح ابراهيم الموضوع وسألها إذا كانت شافت حاجة من يوم اللي حصل معاهم في الأوضة اياها ولا لا؟.. ف حكتله شيماء إنهم كانوا مجرد كابوسين وراحوا، ومن بعدهم جدها رقاها ومابقتش تشوف حاجة، ابتسم ابراهيم وكإنه ارتاح أو اطمن عليها، فسألته شيماء عن حكاية الدور التاني بالظبط والكلام اللي كان بيقوله يومها؟..



 بص في الأرض قبل مايقولها إن اللوكاندة دي من ايام جده الكبير اللي هو ابو جده يعني، ومن زمان وهي كانت شغالة ومشهورة جدًا، بس فجأة انتشر مرض الطاعون في مصر، وساعتها ماكنش فيه أماكن كتير تنفع تكون حجر صحي، وعشان كده اختاروا اللوكاندة دي من ضمن الاماكن اللي هيتعمل فيها حجر صحي، وكان الحجر في الدور التاني، اما الدور الأول فكان قاعد فيه عمال اللوكاندة وكام واحد من السكان اللي مالهمش متوى غير اللوكاندة، وطبعًا فوق ماكنش فيه غير الموت في كل حتة، ناس ميتة وناس بتموت، وناس مستنية الموت، وكل يومين كانوا بيعدوا ياخدوا جثث اللي ماتوا ويجيبوا بدالهم ناس لسه هيموتوا، المرض خد كتير في سكته، لحد ما انتهى أخيرًا الحمدلله، ورجعت الأمور لطبيعتها، بس الدور التاني مارجعش لطبيعته، وكإن حلت عليه اللعنة، لعنة استمرت لسنين وسنين، ولما حاولوا يسكنوا النزلا في الأوض، اكتشفوا انهم بيصرخوا طول الليل، وفي منهم اللي بينزل ويطلب يمشي في نفس الليلة، ولما كانوا بيسألوهم عن السبب، كانوا بيحكوا حكايات بشعة جدًا، في منهم اللي قال إنه كان بيسمع صوت حد بيكح وبعدها بيقرب منه ويحاول يخنقه، وفيه اللي قال انه كان بيشوف الفيران بتخرج من الجحر وبتقرب من السرير وبتحاول تاكله، وكلام كتير وحكايات، في منها اللي بجد وفي منها اللي كان بيتهول من كتر الصدمة، بس الحقيقة إنه مع كتر الحكايات، اضطر جده إنه يقفل الدور التاني نهائيًا، ويعتمد على الدور الأول بس، واستمر الوضع كده لحد ما جِه عمه وحاول يفتحه تاني.



 بس أول ما الناس بدأت تسكن في الأوض، رجعت كل حاجة زي ماكانت، بيصرخوا ويصوتوا وبيحكوا نفس اللي قبلهم حكوه، فاضطر عم ابراهيم هو كمان إنه يقفل الدور التاني مرة تانية.. سكت ابراهيم وساعتها سألته شيماء إذا كان حاول يفتح الدور التاني من بعد اليوم ده ولا لا بحُكم انه ورث اللوكاندة عن اهله؟.. ف جاوبها إنه فعلًا حاول، لكنه لقى نفس النتيجة، وبعد مانضفوا الدور، طلع واحد من العمال وبات فيه، وبعد شوية نزل وهو بيصرخ من الفزع وقال إنه شاف الفيران بتزحف زي ما ابراهيم وشيماء شافوها زمان، فقررمن وقتها انه يقفله تاني، والدور الأول فضل هو بس اللي شغال، اما عن الدور التاني، فلحد النهاردة بيتنضف ويتقفل تاني.




ودي كانت حكاية شيماء مع لوكاندة الحي الشعبي... اللوكاندة اللي كانت ومازالت موجودة في حي قديم من احياء القاهرة.







تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-