أخر الاخبار

أسرار وحكايات آثار سيدنا النبي محمد "عليه الصلاة والسلام" | بالفيديو

محمد,النبي,الرسول,قبر النبي محمد,النبي محمد,الله,الاسلام,رسول,سيدنا,آثار النبي محمد,عليه,معجزة كبيرة,ابار سيدنا سليمان,الشيعة,علي,سياسة,السعودية,الاقتراب من قبر النبي محمد,الحسين,القرآن,القران,المغرب,اخبار روسيا اليوم,اثار,النبي محمد ﷺ


أسرار وحكايات آثار سيدنا النبي محمد "عليه الصلاة والسلام" | بالفيديو

نسمع قصص عديدة عما بقي لنا من آثار سيد الخلق نبينا محمد "عليه الصلاة والسلام"، قصص عن بردته وعباءته وأخرى عن سيفه وغيرها عن خصلات شعره - صلوات ربي وسلامه عليه، قصص عن وجودها في مصر، وأخرى عن وجودها في تركيا، وبين تلك القصص سوف تكون جولتنا عبر الزمن لنعرف كل أسرار الآثار الشريفة لحبيبنا المصطفى "عليه الصلاة والسلام".




بمسجد الحفيد "الحسين"

حين ندخل إلى مسجد سيدنا الحسين بالعاصمة المصرية القاهرة نرى حجرة الآثار النبوية، وتلك الحجرة تشتمل على مجموعة من آثار الرسول "عليه الصلاة والسلام"، غير أن كيف بلغت تلك الآثار إلى هنالك؟!
عرفنا من القصص أن تلك الآثار النبوية نقلت إلى مسجد الإمام سيدنا الحسين في الغرفة التي بناها الخديو عباس حلمي الـ2 عام 1893، وقد كانت تلك الآثار النبوية في مدفن السلطان قانصوه الغوري، الذي كان قد نقلها إلى مدفنه من مسجد الصاحب بهاء الدين المطل على النيل بحي مصر القديمة بداخل منطقة أثر النبي.

ضِمن الغرفة نشاهد سيف النبي "عليه الصلاة والسلام"، ويقال عن روايته؛ إن اسمه "سيف العضب" ومعنى العضب يشير إلى الحاد، وقد أهداه إلى النبي الصحابي سعد بن عبادة في غزوة واحد من، فأعطاه النبي لسماك بن خرشة (أبودجانة) ليعرض قوة وصلابة الإسـلام والمسلمين في مواجهة القرشيين.

وضِمن الحجرة أيضًا نجد جزءًا من قميص النبي "عليه الصلاة والسلام" وهي ثلاث قطع من النسيج، وله قصة جميلة؛ وهي ما ذكرها أنس بن مالك: لما كانت الفتن عقب وفاة النبي كانت عائشة تطلع قميص رسول الله "عليه الصلاة والسلام" وشعره وتقول: "هذا قميصه وشعره لم يبليا وقد بلي دينه".

وأيضاً نجد بقايا عصا الرسول؛ والتي يُحكى عنها أنها العصا التي دخل بها إلى مكة، وقد كان يشير إلى الأصنام فتتحطم، وهو يقول "أتى الحق وزهق الباطل"، وقد وضح لنا عقب فحص العصا أنها من خشب "الشوحط"، وهو نوع من خشب الأرز الذي كان ينمو على مناطق جبلية بلاد الشام في أوائل العصر الإسلامي، والقطعة الباقية منها يوضح عليها القدم القوي، وقد غطيت العصا بطبقة من الراتنج لوقايتها من التلف والتسويس، أما الغلاف المعدني الذي يغلف أغلب العصا فاتضح أنه من الفضة الجيدة، ولذلك فقد وصفت العصا بالبيضاء.

ذلك فضلا على ذلك المكحلة والمرود، وعرفنا من القصص، أنه كان يتكحل بهما صلوات ربي وسلامه عليه، وهما من أدوات الزينة الخاصة به، فعن يزيد بن هارون عن ابن عباس، أن النبي "عليه الصلاة والسلام" كانت له مكحلة يكتحل منها لدى النوم.

والجزء المقعر للمكحلة، والذي يشبه الملعقة مصنوع من النحاس الأصفر، وإذا كان لونها حاليا، قد بات يميل إلى السواد، وهذا من أثر القدم، أما بقية اليد فقد كسيت بغلاف من الفضة؛ على الأرجح أن تكون قد أضيفت بينما عقب، أما المرود فإنه من الحديد وقد غلف جزء من نهايته الغليظة بغلاف من الفضة، وليس من المستبعد أن يكون قد أضيف مع غلاف المكحلة أيضاً.




ونجد أيضًا هنالك بضع شعرات تنسب إلى النبي - عليه الصلاة والسلام، وبالرجوع إلى ما ورد في كتب الحديث وكتب السيرة من القصص عن شعره عليه الصلاة والسلام، عرفنا أن أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تحتفظ بشعرات من شعره، وأيضا كانت عائشة أم المؤمنين تحتفظ بشيء من شعره وردائه.
وعرفنا أيضًا من الروايات، أنه "عليه الصلاة والسلام"، أنه كان يفرق خصلات من شعره على الحاضرين من المسلمين لدى حلقه، وأن أبا طلحة - رضي الله عنه - كان يقوم بمهمة تفريقه، وعلى هذا فليس من المستبعد أن نجد من شعره شعرات طويلات أو قصيرات في كثير من أنحاء العالم الإسلامي تناقلها السلف.


وفي ذاك الشأن قصة جميلة، أن بضع شعرات كانت مع الآثار النبوية بقبة الغوري ونقلت معها إلى ذاك المسجد، وهم في زجاجة محفوظة في صندوق صغير من الفضة ملفوف بلفافة من الديباج الأخضر المطرز بخيوط من الفضة، ولون الشعرات يميل إلى الكستنائي الداكن، وقد يكون ذاك نتيجة خضابها أو دهنها أو تطييبها ولقد خضب عليه الصلاة والسلام شعره ودهنه، وهي من الشعر "الرَجِل" فقد كان شعره الشريف بتفاوت طوله بين (7 - عشرة) سنتيمرات، حيث يصل شحمة أذنيه.




وتلك الآثار قد حفظت كلها في أربعة صناديق من الفضة، ملفوفة في قطع من الحرير الأطلس الأخضر الموشي بخيوط من الذهب والفضة.


وايضاً نجد مصحفًا يحكي أنه قد كتبه سيدنا علي بن والدي طالب - رضي الله عنه، ويتشكل من 504 من الصفحات الورقية المكتوبة بمداد يميل إلى السواد، أما خط المصحف فهو كوفي بسيط نقطت حروفه بنقط حمراء للشكل وأخرى سمراء للأعاجم.

آثار أخرى في إسطنبول

وفي مسجد الفاتح في إسطنبول أيضًا، يرى الزوار آثارًا أخرى الأمر الذي تركه النبي مثل عباءته - عليه الصلاة والسلام - وشعرات من لحيته الشريفة المعروضة في المسجد الذي يُعد واحد من المساجد التاريخية بمدينة إسطنبول بتركيا، وعن كيفية وصول تلك الآثار النبوية إلى إسطنبول هنالك قصة طويلة تقول إن تلك الآثار كانت بداخل منطقة تعرف بـ"أثر النبي" في مصر القديمة، والتي يعود تاريخ تسميتها بذاك الاسم لأن فيها جمعت آثار الرّسول - عليه الصلاة والسلام - ومقتنياته الشّخصية وحفظت في مصر بمسجد يقال له "أثر النبي"، الواقع بداخل منطقة ساحل أثر النبي في المنطقة الجنوبية من القاهرة، وبقيت آثار النّبي هنالك حتى أتى الفتح العثماني لمصر في سنة 1571 للميلاد، وبعد هيمنة العثمانيين على مصر والهزيمة التي لحقت بالمماليك في موقعة مرج دابق على يد السلطان العثماني سليم الأول، عمل على أخذ خليفة المسلمين المتوكل بالله الـ3 أسيرًا إلى تركيا مع كل تلك الآثار النبوية الشريفة.

وفي إسطنبول قام الخليفة المتوكّل بالله قبل موته بالتنازل عن خلافة المسلمين لسلطان العثمانيين، مثلما قام بالتنازل عن آثار الرّسول عليه الصلاة للعثمانييّن، ومن وقتها وحتى اليوم تمّ عرض آثار الرسول عليه الصلّاة والسلام في القصر المعلوم باسم قصر "طوب قبو قابي".




وتلك الآثار هي الأخرى من المقتنيات الشخصية للرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل هذه التي بمسجد الحسين، وتشمل جزءًا من عصا النّبي الكريم الّتي كان يتكئ عليها، والسيف الذي كان يجاهد به، ومكحلة أخرى كان يستعملها في تكحيل عينيه.


ونجد ثمة أيضًا قارورة الوضوء وحجر التيمم الخاص بالنّبي - صلى الله عليه وسلم، والوعاء الذي سقي به سهل بن سعد الماء للنبي بعدما غلف بالفضة، وأيضاً ختم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مصنوع من أحجار كاميليون الحمراء وحفر عليه "محمد رسول الله"، وقد كان الختم مثبتًا على الخاتم الذي كان يرتديه الرّسول عليه وتناقله من بعده الخلفاء الرّاشدون حتى سقط من إصبع عثمان بن عفان في بئر إيريس، ويقال إنه بحث عنه لوقت طويلة، إلّا أنّه لم يتم العثور عليه، ممّا اضطر عثمان بن عفان لصنع واحد حديث مطابق له.


وأيضًا نجد بردة سمراء اللّون كان يرتديها النبي، وقد كان يستعملها الخليفة العباسي في مباركة سلاطين المماليك، وتم حفظ البردة الشريفة في حجرة خاصّة في البهو الرّابع من القصر، وايضا عمامة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي باللّون الأسود، وقد كانت علامة الخلافة لمن أتي بعده من الخلفاء، ذاك إضافة إلى ذلك حذاء الرّسول صلى الله عليه وسلم.


ومن الآثار النبوية الشريفة أيضاً هنالك شعرة من لحية النّبي - صلى الله عليه وسلم - وشعيرات من رأسه، وسن النّبي صلى الله عليه وسلم الّذي سقط خلال قتاله في غزوة أحد، وقد حفظ في وعاء من الذهب والفضة، ويوجد أيضًا نقش لأثر قدمه وجدت في قبة الصخرة عقب حادثة الإسراء والمعراج.


ونرى ثمة كذلك رسالة النّبي - صلى الله عليه وسلم، الّتي بعثها إلى المقوقس ملك الروم، وهي ما ردّ فيها النّبي صلى الله عليه وسلم على مسيلمة الكذاب، وراية الرّسول صلى الله عليه وسلم الحمراء، الّتي رفعها علي بن أبي طالب، خلال فتح خيبر، وقد قام العثمانيّون بخياطتها على قطعة من الحرير الأخضر وخاطوا عليها أسماء الله الحسنى، وأسماء العشرة المبشرين بالجنّة بخيوط من الفضة.

حكم التبرك بآثار النبي

أتى في صحيح البخاري رحمه الله - عن عمرو بن الحارث رضي الله عنه أنه قال: (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم - عند موته درهمًا ولا دينارًا، ولا عبدًا ولا أمة، ولا شيئًا، سوى بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضًا جعلها صدقة)، ولاشك أن ذلك يشير إلى قلة ما خلفه الرسول - عليه الصلاة والسلام عقب وفاته من أدواته الخاصة.

وقد وردت أنباء عديدة عن طريق بعض العلماء والصالحين من عقب عصر الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله، تشير إلى حرص الناس حتى يومنا على التبرك بآثار المصطفى عليه الصلاة والسلام، وإذا كان بعض تلك الأنباء ليس صحيحًا، ولذا إما نتيجة لـ ضعف في قصته، أو لعدم صحة نسبة الأثر ذاته إلى الرسول عليه الصلاة والسلام.






ومن ذلك ما أتى في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما إنه قال: (اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا من ورق فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع منه في بئر أيريس، نقشه – محمد رسول الله).

وايضا ما جاء في البردة والعصا اللتين فقدتا في أجدد البلد العباسية، حين أحرقهما التتار لدى غزوهم لبغداد سنة 656هـ، وعنهما قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: (وقد توارث بنو العباس هذه البردة خلفًا عن سلف، وقد كان الخليفة يلبسها يوم العيد على كتفيه، ويأخذ العصا المنسوبة إليه صلوات الله وسلامه عليه في إحدى يديه، فيخرج وعليه من السكينة والوقار ما يصدع به القلوب، ويبهر به الأبصار).

وأخرج البخاري في صحيحه: (شاهدت قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم لدى أنس بن مالك، وقد كان انصدع، فسلسلة بفضة، قال أنس: لقد سقيت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" في ذاك القدح أكثر من  كذا وكذا).



وفي صحيح البخاري، أيضًا عن ابن سيرين، أنه قال: قلت لعبيدة: (عندنا من شعر النبي "عليه الصلاة والسلام"، أصبناه من قبل أنس، أو من قبل أهل أنس)، فقال: (لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلىيَّ من الدنيا وما فيها).


إلا أن أليس من الأفضل أن يكون الاقتداء بالرسول "عليه الصلاة والسلام" هو باتباع سنته والاقتداء به، والسير على منهاجه ظاهرًا وباطنًا، ففي ذلك كل الخير.


قال ابن تيمية: كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي "عليه الصلاة والسلام" في بركته لما آمنوا به وأطاعوه، فببركة ذاك حصل لهم سعادة الدنيا والآخرة، بل كل مؤمن آمن بالرسول وأطاعه حصل له من بركة الرسول بسبب إيمانه وطاعته من خيري الدنيا والآخرة ما لا يعلمه سوى الله).

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-