أخر الاخبار

الطفلة "جنة" من التعذيب والحرق وبتر الساق إلى الموت.. متى ينتهي العنف ضد الأطفال؟

الطفلة جنة,الطفلة جنى,قصة الطفلة جنة,وفاة الطفلة جنة,تعذيب الطفلة جنة,جنة,الطفلة,الدقهلية,الطفلة جنة فتحى,اطفلة جنا,جنازة الطفلة جنة,بتر ساق الطفلة جنا,مصر,جدة الطفلة جنة,السيسي,الطفله جنه,طفلة,الطفولة,الطفلة جنة وجدتها,وفاة الطفلة جنى,الطفلة جنا

الطفلة "جنة" من التعذيب والحرق وبتر الساق إلى الموت.. متى ينتهي العنف ضد الأطفال؟

على الأرجح لا تكون مقولة "أعز الولد ولد الولد" صحيحة مرة تلو الأخرى، فها هي الجدة التي تحولت لذئب بشري تجرد من عواطف الإنسانية، وتضرب وتحرق حفيدتها صاحبة السنين الخمسة في مقار حساسة بجسمها الضئيل الذي لم يحمل على عاتقه ذلك الوحشية، والدافع تبول الطفلة على نحو لا إرادي، ما أسفر عن موتها حتى الآن عملية بتر في الساق، إثر تبطل عضلة الفؤاد نتيجة لإصابتها.




أتى قتل الصبية جنة لفتح ملف الشدة الأسري في مواجهة الأطفال، فلم تكن تلك البنت البريئة الأولى ولن تكون الأخيرة، فأصبح المجتمع مليئًا بمثل تلك الأحداث المروعة، التي تعكس كمية الوحشية الذي يواجهه الأطفال من قبل أهاليهم، حيث إن هنالك نسبة كبيرة من السكان يلجأون للضرب كوسيلة لتأديب الأطفال وهو الذي يؤدي إلى عنف بدني الأطفال جسديا ونفسيا، وقد تبلغ للقتل مثلما وقع مع الفتاة جنة، أحدث مجني عليه الصرامة الأسري مقابل الأطفال.

اعتبر مجموعة من أساتذة علم الاجتماع والطب النفسي والأسري، أن القساوة الأسري ضد الأطفال متواجد منذ مدة زمنية طويلة، وليس وليد الحال الموجود، وأنه نابع عن مشاكل اجتماعية مالية، مؤكدين أن صعود الشدة ناجم عن صعود الخلافات العائلية التي جعلت الوالدين أكثر ضراوة إزاء أبناءهم الصغار، مطالبين بشكل سريع تأدية الإجراء التأديبي إزاء المتسببين في قتل الصبية "جنة".

عوامل العنف الأسري
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، يقول إن ظاهرة العنف الأسري تشعبت وتوسّعت جراء مشكلتين، الإشكالية الأولى عامة، وهي الانحدار الثقافي القوي الراهن في المجتمع الثقافي، حيث إننا تعرضنا لحملة نفسية جمعية، صارت فيها السعر المالية أثمن من السعر الأخلاقية بالمجتمع، الأمر الذي دمر الهوية وصارت نسخًا ثقافيًا، وانهارت القيم الدينية والاجتماعية ضِمن الأسر وخارجها.

ويضيف دكتور جمال فرويز، لـ ، أن انحدار القيم الثقافية والأخلاقية بالمجتمع، أسفر عن انتشار مثل تلك الجرائم العائلية كقتل قرين لابنته، واغتصاب الأولاد وغيرها، واختفت سعر الأم والأب والجدة، وبات الجشع والطمع والأنانية تعم في نطاق قليل من الأسر، فالطفلة جنى كانت معتدى عليه طلاق والديها الذين تركوها لجدة ليست تملك أي عاطفة وغير مؤهلة لتحمل مسئولية الصبية البريئة.

شخصية الجدة
ورجح استشاري الطب السيكولوجي، أن تكون الجدة المتسببة في قتل الصبية "جنة"، تتكبد قلاقِل نفسية حادة تدعى "الشخصية السيكوباتية"، التي تمثل أخطر أشكال الأشخاص وأعنفها، وهذا لأن تلك الشخصية تميل إلى التجرد من عواطف الحب والعاطفة على الرغم من إدراكها لجميع السلوكيات التي تجريها، مبينا أن الشخصية السيكوباتية لا تعني أنها تتكبد أي مرض عقلي.

وتابع: إن تلك الشخصية تميل للعنف ولا تحس بأي فئة من تأنيب الحس الأخلاقى في أعقاب ارتكابها لأعمال الشدة، ومن المعتاد أن تكون منبوذة من المجتمع ولا يمكنها تكوين روابط اجتماعية سوية، وتكوين تلك الشخصية يجيء كمزيج من قلاقِل اجتماعية ووراثية بالإضافة لظروف اجتماعية محددة.

العنف الأسري
هل يمكن التخلص من القساوة الأسري بين المجتمع، يجيب طبيب روعة فرويز، قائلا: "التخلص من تلك الظاهرة يفتقر إلى مخطط جمعية من منحى البلد، تعمل عن طريقها عمليات نفسية لرجوع الأخلاق بين المجتمع مرة ثانية، وهذا من خلال عمل حلقات مسلسلة تبرز القيم الإنسانية ومواقف نبيلة بين القاطنين، نشاهد زمانها المدنيين يقلدون تلك المواقف بدون شعورية، بسبب أن الإعلام هو أكثر الوسائط نفوذًا على الشخصيات".

ويستكمل: إنه يقتضي أن يعمل جميع من الأزهر الشريف، والكنيسة، ووزارة التربية والتعليم، والثقافة، على أسلوب وكيفية عودة القيم الأخلاقية والاجتماعية داخل المجتمع، وأيضاً تشديد الإجراءات التأديبية وأداؤها على نحو فوري على جميع من يقوم بمثل تلك الجرائم وذلك سوف يكون أكثر أهمية العوامل لانعدام القساوة الأسري داخل المجتمع، فلابد أن تعاقب الجدة أقسى عقوبة محتمل في أسرع وقت لتصير نموذج لجميع واحد يتعامل بعنف مع الأطفال.

ويؤثر الصرامة على المنحى السيكولوجي للأطفال بشكل ملحوظ؛ حيث إنه يعتبر واحد من العوامل التي تدفعهم للعيض في نفس الدائرة من الصرامة حتى حينما يكبرون، فالأطفال الذين يعيشون في بيت يتصف بالعنف يميلون لتكوين منازل مستقبلية تقوم على ذلك الصرامة المصدر في أنفسهن، فيعرضون أسرهم المستقبلية لمثل ذلك الصرامة، فالأطفال المعنفون أكثر عرضة لمثل ذاك المستقبل من غيرهم من الأطفال الذين ينشأون في بيئات آمنة وخالية من القساوة.

التبول اللا إرادي
ويقول الطبيب محمد هاني استشاري الصحة النفسية والزوجية وتحديث سلوك الأطفال، إن هنالك الكمية الوفيرة من الأسر التي تتعامل مع أبناءها الصغار بأسلوب غير تربوية وغير علمية بالمرة، ويتعاملون مع متشكلة التبول اللاإرادي حتّى الولد الصغير يقوم بذاك عن غرض، فيتم عقابه بأبشع الإجراءات العقابية ويتخذون القساوة الحل لذا المسألة، إلا أن ذاك يعد تدميرا للأطفال، فنتيجة ذلك الأسلوب أسفر عن مصرع بنت.

ويبدو استشاري الصحة النفسية، أن إشكالية التبول اللاإرادي، هي إشكالية سلوكية نفسية، قد تصيب الأطفال في طليعة الطفولة المبكرة لهم، وأحد عوامل تلك المتشكلة هو تعرض الصبي للخوف واللطم والإحباط من قبل العائلة؛ حيث إنه يكون قد تعرض للضرب والإهانة والمعاملة السيئة فكانت نتيجته إصابته بالتبول باللاإرادي، منوهًا أن هنالك طرق علمية صحيحة وتوفير بيئة جيد والسير على تدبير لحل تلك المتشكلة فالعنف ليس حلًا وذلك ما ينبغي أن تستوعبه الأسر.

المشاكل الزوجية
ويؤكد أنه ثمة شخصيات غير منتخبين لتحمل مسئولية أطفال، فأصبح شائعًا تلك المدة أن يقوم الآباء بتفريغ طاقتهم الهدامة وما يتعرضون له من ضغوط حياتية، في أبناءهم الصغار الذي لا يملكون  أي ذنب لما يتعرض له الأبوان في حياتهما، منوها بأن جدة الصبية جنة فقدت التحمل على التربية مرة ثانية، الأمر الذي جعلها تشاهد أن العقوبة بأبشع الأساليب هو الحل الأوحد لتربية البنت.

ويشير الطبيب محمد هاني على أن الأطفال هم الخاسر الأضخم للمشكلات الزوجية، ويقومون بدفع كشف حساب عكس الآباء والضغوط التي تقابلهم في الحياة، وعند فسخ العلاقة الزوجية يشاهد كل واحد عمره دون التفكير في حياة الأطفال التي لا يملكون  أي ذنب في وقع، لذا أطالب بفعل مؤتمرات للأسر، وتوفير حقوق الأطفال، ويكون ثمة قوانين رادعة لجميع من يسفر عن عنف بدني الأطفال، وتعليمهم أسلوب وكيفية تربية الأطفال بأساليب علمية سليمة.

تأدية العقوبة
ويرى أحمد مصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال، أن جرائم عنف بدني الأطفال صارت ذائعة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، نظرا بسبب وجود معتقدات غير صحيحة عند القاطنين الذين يعتبرون أن الأطفال ملكهم، إضافة لصعود نسب فسخ العلاقة الزوجية التي أدت لتفكيك العائلة ووقوع الأطفال مجني عليه، أكيدًا أن انتشار تلك الجرائم يعود لأسباب عديدة أكثرها أهمية إنعدام وجود عدالة ناجزة، فالعقوبة في مثل تلك الحالات يلزم أن تنفذ بأسلوب عاجل.

ويضيف رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال، ، أن التواصل الاجتماعي والمصنفات الإعلامية التي جلَد القساوة، هي دافع من عوامل انتشار تلك الجرائم، ما إذا كان في المدارس أو في الشوارع أو في نطاق الأسر مثلما نشاهد، لذا يتحتم أن تبدل المصنفات الإعلامية وحجب كل ما يحمل الشدة ويبيحه.

تشريع لمنع تعذيب الأطفال
ويبدو أن إيذاء الأطفال يعاود إنعدام وجود تشريع يعاقب من يعذب الأطفال، فالقانون الراهن الآن يبقى به مقال عن اللطم التي عقوبته 3 أعوام فحسب، فهناك وضعية لقرينة والد وقفت على قدميها بصفع فتاة حتى تم كسر أرجلها ويديها ولم تعاقب سوى 3 سنين ليس إلا، وتلك لا تمثل حلا رادعًا لمنع إيذاء الأطفال، متطلباتًا بفعل مقال قانوني يحجب إيذاء الأطفال ويعاقب أمتن الغرامات ويحدث تطبيقه وأداؤه بأسلوب لحظي، حتى لا نعطي إحتمالية للمجرمين لارتكاب الجرائم.

ثقافة الإبلاغ
وناشد جميع المدنيين، إن رأوا حالات تعد على الأطفال الاتصال على نحو عاجل بخط إنقاذ الأطفال والإبلاغ عن الظرف، مثلما يلزم على المجلس القومي للطفولة الإتصال مع الأسر وحجب الجرائم قبل حدوثها، وعمل تقارير شهرية عن الأطفال في البلد لحمايتهم من التعدي والشقاء.

بينما يشاهد الطبيب فرحان خيّر أستاذ معرفة الندوة، أن جرائم الوحشية الأسري شائعة في مختلف المجتمعات وليس المجتمع المصري لاغير، وغالبا ما تكون نتيجة الأحوال الاستثمارية والاجتماعية التي يتجاوز بها هؤلاء الشخصيات، فالمجرم يشاهد أنه ينفث عن فقره وجهله ومشاكله النفسية في الأطفال، وهنالك العدد الكبير من القضايا البشعة غير المعروفة، نظرًا لثقافة العار التي تحرم القلة من الإبلاغ على مثل تلك الجرائم.

ويضيف أستاذ معرفة الندوة، أن الإعلام ليس الحجة الأساسي في انتشار مثل تلك الجرائم، فجعل الإعلام الحجة في ذاك ليس سوى "شماعة" نحط أعلاها أخطاءنا، فالمجرم الذي يملك ميول للقتل لا يترقب أن يشاهد جرم على شاشات الإعلام لأجل أن يقوم بتقليدها، مضمونًا أننا نفتقر لأداء أقوى الإجراءات التأديبية على من يقوم بمثل تلك الجرائم، ولذا هو الحل الضروري لتلك الإشكالية.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-