📁 آخر الأخبار

قصة قطار الموت للكاتب أحمد محمود شرقاوي

قصة قطار الموت للكاتب أحمد محمود شرقاوي


من دقايق بس شوفت أبشع حادثة ممكن انسان يشوفها في حياته، شوفت واحدة ست بتتفرم تحت عجلات القطر وسمعت صرخة الموت الأخيرة اللي طلعت منها، كنت واقف في البلكونة اللي بتطل على شريط القطر في منطقة من بعد المغرب بتكون مهجورة زي الأماكن اللي بيتصور فيها أفلام الرعب، ولفت نظري وسط ضلمة المكان واحدة ست لابسة اسود وشايلة طفل صغير في حضنها وعمالة تتحرك بتوتر شديد أوي، فضلت مراقبها وهي عمالة تتحرك بعشوائية شديدة لحد ما وصلت على شريط القطر، ومن حظها كان القطر جاي بكل سرعته، وشوفت الطفل اللي في ايديها بيطير وبيقع بعيد وهي بتتفرم فرم تحت عجلات القطر..



قطار الموت,قطار,قصة,قطار موت,القطار الشبح,قصة القطار المختفي,حادث قطار,قصة رعب القطار,قصة شبح القطار,قصة القطار العابر للزمن,قصة حقيقية,قصة حقيقية عناختفاء القطار,قطارات موت,الموت,قطار الحياة,قطار الحديد,اخطر قطار موت في العالم,قطار الأشباح,الموتى,القطار المختفي,اخطر قطارات موت في العالم,سكه الموت,قطارات,القطار,قطار ايطاليا المختفي,ركبنا اخطر قطار موت في العالم,لعبة القطار المرعب,لغز القطار المختفي,قطار سافر عبر الزمن




المشهد خلى قلبي تقريبا يقف من الرعب اللي فيه، ووقفت أبص من البلكونة على القطر اللي عدى وساب وراه جثة متقطعة الله أعلم سحبها معاه لحد فين ولا فرمها ازاي.


استعنت بالله واتحركت ناحية تحت لحد ما وصلت لشريط السكة الحديد، بس الجثة مكنش ليها أدنى أثر، ممكن يكون القطر سحبها كيلو كامل قدام من قوته زي ما بيحصل في كل حوادث القطارات، بس اللي لفت نظري كان صوت بكاء الطفل الصغير اللي كان جاي من جمب شريط السكة الحديد، جريت ناحيته وانا مخضوض عشان الاقيه، كانت طفلة زي القمر تقريبا عندها سنة واحدة، ويشاء ربك ان البنت تكون سليمة تماما ومفيش فيها أي خدش..


شلتها بين ايديا لقتها بتضحك، دورت تاني في الضلمة على جثة أمها لعل وعسى الاقي بطاقة أو شنطة فيها حاجة تدل على هويتها بس للأسف مفيش، وبدون تفكير خدت البنت وطلعت شقتي، وقعدت جمبها طول الليل مش عارف انا ممكن أعمل ايه..


لحد ما نمت على الفجر من التعب والارهاق، وصحيت على الضهر، صحيت على بكاء الطفلة، نزلت اشتريت لبن وبدأت أشربها واهدهدها عشان تقف عن صوت البكاء، وفضلت أفكر من تاني أنا ممكن اساعدها واعمل ايه، لدرجة اني خدت تلت أيام أجازة من رصيد اجازاتي في الشغل لحد ما أقرر انا هعمل ايه، هسلم الطفلة للشرطة ولا ملجئ ولا هعمل ايه، خاصة انها بتفكرني ببنتي اللي ماتت هي وأمها في حادثة من سنة وبسبب الحادث سبت المكان كله وجيت أجرت الشقة دي، مش قادر أتخيل ان البنت تتشرد أو تترمي في ملجئ.


وعلى بعد المغرب بدأ الصمت يلف في منطقة المساكن تاني اللي كلها بتطل على شريط القطر، ووقفت مع الطفلة في البلكونة، بس مسافة ما الشمس غابت لمحت جسم واحدة ست واقفة على شريط القطر بثبات غريب، وكأنها شيطانة مش انسانة، ورغم اني مكنتش عارف هي باصة فين بس قلبي بدأ يدق بعنف وشعر جسمي كله وقف، وفي لحظة لقتها بتشاور ناحيتي وبتصرخ صرخة غريبة، لدرجة اني وقعت في الأرض وزحفت بالطفلة ودخلت جوة وقفلت باب البلكونة بسرعة..


فضلت وقت طويل لحد ما هديت، بس الغريب اني بدأت اسمع قدام باب شقتي صوت خطوات تقيلة واشوف خيال رايح جاي، حتى الطفلة صوتها وقف وشوفت نظرة خوف في عنيها، فضلت أراقب باب الشقة وانا قلبي هيقف لحد ما الصوت اختفى، وخدت البنت ودخلنا ننام..


بس مسافة ما نمت بدأت أحس بجسم البنت بيتسحب بهدوء شديد من جمبي، وكأن فيه حد بياخدها من جمبي، صحيت بسرعة وبصيت لقيت واحدة واقفة قدام السرير وواضح انها حامل وبتسحب الطفلة من جمبي بهدوء شديد..


مسكتها من ايديها بعنف عشان تزوم زي الحيوان وتعضني في أيدي عضة شديدة وتجري برة الأوضة في لحظة واحدة، قمت مسكت عصاية من تحت السرير وجريت وراها أدور عليها، بس للأسف كانت اختفت تماما ومكنش ليها أدنى أثر، كأنها مكنتش موجودة من الأساس..


حضنت الطفلة اللي اتعلقت برقبتي بقوة وكأنها بتتحامى فيا، وبدأت أدعي ربنا انه ينجيني من أي شر بيحاوط بيا، خاصةً ان الموضَوع شكله هيتكرر من تاني، بس تاني يوم وفي نفس الوقت شوفت على شريط السكة الحديد واحدة تانية، بس كانت ماشية بطريقة مختلفة، باين عليها بشرية، ورافعة ايديها للسما وعمالة تنادي وتقول:


"يارب، يارب لو ماتت حتى دلني عليها، يارب ماليش غيرك يارب"


الغريب ان الطفلة هاجت وبدأت تتحرك وكأنها عايزة تنط من البلكونة وتروح للست دي، استغربت أوي من الموقف وركزت مع الست اللي سمعتها بتقول:


"انتي فين يا شهد يا حبيبتي"


ولأول مرة تلفت نظري سلسلة في رقبة الطفلة مكتوب عليها شهد، وبدون تفكير نزلت أجري تحت، وأول ما الست شافت الطفلة خطفتها مني وبدأت تحضنها بجنون، والبنت نفسها استجابت لده، واتأكدت ان الست دي هي اللي أمها مش التانية، عشان كدا طلبت منها تطلع معايا نتفاهم ونتكلم، وبعد نص ساعة من البكاء والشكر بدأت تحكيلي..


وحكتلي كل حاجة بالتفصيل، قالتلي انها أرملة وعايشة مع أبوها ومراته من سنة تقريبا، وطبعا كانت الحياة بينهم شبه مستحيلة، لحد ما مرات أبوها حملت في الفترة الأخيرة وقالتلي نصا انها هتعمل أي حاجة عشان تطفشني من البيت، لحد ما خدت بنتي وراحت ترميها عند القطر عشان تتخلص منها بما انها هتولد وعشان تتخلص مني بعدها، بس يشاء ربك انها قبل ما ترمي البنت ومن توترها القطر ياخدها هي ويسحبها والبنت تقع بعيد وميحصلهاش أي حاجة، وجثة مرات ابوها سحبها القطر يمكن ٢ كيلو كاملين لحد ما ناس لقوها، كان وشها سليم تماما بس جسمها متدمر تماما..


وعرفت بعدها انها خدت بنتي معاها يوم موتها لما استدلوا على هويتها، وقلبنا الدنيا على بنتي وقتها حتى لو جثة بس كانت اختفت تماما ومكنش ليها أدنى أثر..


وقتها ابتسمت، ابتسمت لإرادة ربنا وقدره الرحيم، اللي عاقب الشيطانة بنفس العقاب اللي قررت تعاقب بيه الطفلة الصغيرة، وكان واضح ان الست دي جواها طاقة شر وحقد رهيبة لدرجة ان القرين فضل يحاول بعد موتها خطف الطفلة وقتلها عشان يتم المهمة اللي الست ماتت عشانها، أو يمكن دعوة أم شهد بصدق انه ينجيها من شر مرات أبوها وينجي بنتها..


وخدت الست الطفلة، ومعرفش ليه جالي ايحاء عجيب، هي أرملة جوزها مات في حادثة، وانا أرمل مراتي وبنتي ماتوا في حادثة، دي لو مترتبة استحالة كانت هتبقا بالترتيب ده، عرضت عليها الجواز وابتسمت ووافقت، وربنا عوضني، عوضني عشان قررت أبقا راجل وانقذ بنت صغيرة بأنه جعلها بنتي وجعل امها مراتي..


وكأن ربنا بيوصلنا رسالة مش فاهمنها، انه دايما بيعوضنا، وتعويضه بيكون أجمل من اللي راح مننا، واحنا ما علينا الا الشكر والصبر، وهو عليه الاجابة والعطايا.. والحمد لله رب العالمين..









تعليقات