📁 آخر الأخبار

الطفلة حنين بقلم أحمد محمود شرقاوى

 الطفلة حنين بقلم أحمد محمود شرقاوى


امبارح لقيت بنتي الصغيرة جاية من الشارع وشكلها معفن من كتر التراب اللي عليها وماسكة في ايديها عروسة لعبة عليها كل قاذورات الدنيا, زعقت فيها فورا عشان تسيب العروسة من ايديها وتدخل تستحمى بس رفضت رفض قاطع, وقالت انها هتستحمى مع العروسة اللعبة, محبتش أضربها وأنكد عليها خاصةً إني متوترة أوي الفترة دي بسبب ظروف خاصة في حياتي, سبت بنتي تدخل الحمام عشان تستحمى هي والعروسة بتاعتها, وبعد دقايق خرجت وهي مستحمية ومحمية العروسة بل ونشرتها في الشمس عشان تنشف, دخلت أكمل الأكل اللي بعمله وانا لسة دماغي تايهة في اللي قررت أعمله, ومش عارفة أنا ازاي هكمل فيه وهتكون نهايته ايه..


رسمة حزينة لمحمود البنا,حق محمود البنا فين,عائلة محمود البنا,قصة محمود البنا,رسم محمود البنا,قضية محمود البنا,رسمه محمود البنا,نتيجة قضية محمود البنا,قتل راجح لمحمود البنا,الطنين,احمد حسن وزينب,محمد امام,مودي امين,البث المباشر,الرقص الشرقي,مودي امين 2021,مودي امين وحلقولو,طنين,مهرجان شو هالعود المفترى,حلقولو ومودي امين و على قدورة,الأحداث,رقص شرقي,حمدي ووفاء,الممثل عادل,حمدي ووفاء.,رقص شرقي مصري,رقص شرقي مثير,سامو الارهابي



قعدت مع بنتي ناكل وحاولت أخرج من التفكير اللي جوايا وفضلت ألعب معاها شوية وبعدين جوزي جه, اتغدينا مع بعض وفضل يلاعب نور بنتي رغم انها مش بنته, بس كان بيحبها أكتر من نفسه, وفي خلال سنتين جواز بقت بتحبه أكتر مني كمان, رغم انه أكبر مني بكتير وأكبر منها بمراحل, وياما عملت مشاكل عشان تنام جمبه بالليل..


سهرت ليلتها مشغولة وعمالة بفكر في الموضوع إياه, لدرجة إن الساعة دخلت في اتنين بالليل وانا لسة صاحية, شوية وصحي جوزي يدخل الحمام, لقاني صاحية وشكلي مهموم, طبطب عليا وحاول يفهم ايه اللي مزعلني بس محبتش أقوله حاجة ولا كان ينفع أقول, وقولتله هشرب قهوتي وهنام, طلع من الحمام ودخل يكمل نوم وانا فضلت مكاني, شوية وسمعت حاجة بتخبط في الحمام, لدرجة إني قمت اتنفضت في مكاني, روحت على الحمام أشوف فيه ايه بس كانت كل حاجة طبيعية, قررت إني أدخل أنام أحسن, وقبل ما أتحرك من مكاني شوفت حاجة صغيرة جريت من قدام عنيا ودخلت أوضة بنتي في لحظة واحدة, كأنه فار, بس فار ضخم شوية, جسمي كله اترعش وده لأني بخاف من الفيران من الأساس, وحمدت ربنا إن بنتي نايمة مع جوزي, وقررت بكرة أقوله يجيب مصيدة أو يقتل الفار ده, ودخلت نمت جمبهم..


تاني يوم كلمت جوزي ودخل قلب الأوضة كلها بس مكانش فيه أي حاجة, وعدني انه هيشتري مصيدة وهو راجع ويحطها في الأوضة, وكملت اليوم عادي جدا جدا, وعلى بالليل مشيت الأمور ما بينا كويسة من تاني, وقعدت مكاني سهرانة من جديد وبفكر, مفيش لحظات وسمعت صوت قوي, صوت قفل المصيدة, جريت على المصيدة عشان أشوف الفار اللي اتقفل عليه, بس الغريب إني ملقتش الفار, أنا لقيت العروسة اللي بنتي كانت بتلعب بيها وجابتها من الشارع هي اللي جوة المصيدة..


وغصب عني لاحظت انها بتترعش وكأنها صاحية وفيها الروح, صرخت بأعلى صوتي وجريت صحيت جوزي اللي جه يجري وبصينا في المصيدة, بس مكانتش فيه أي حاجة إطلاقا, قعدت أبكي من الخوف وجوزي يطمن فيا لحد الصبح تقريبا, ومسافة ما مشي على الشغل دخلت أحضر الفطار وبدأت أسمع صوت همس غريب في أوضة بنتي الصغيرة, قربت من الأوضة وانا خايفة, وسمعت بنتي وكأنها بتكلم حاجة جوة, تتكلم وتقول:


"لا طبعا استحالة ماما تعمل كدا"

وتسكت شوية وتكمل

"لا بقولك لا استحالة"


وقفت أترعش على باب أوضتها مش قادرة أقرب, وغصب عني فتحت الباب, لقيت بنتي ماسكة التابلت وبتلعب لعبة عليه, خدت نفس عميق وفهمت انها بتكلم شخصية في اللعبة وروحت أجهز باقي الأكل, وبعد ما خلصت روحت أوضة بنتي ملقتهاش في الأوضة من الأساس, قلبت عليها الشقة بس مكانتش موجودة, شوية ولقتها راجعة متوسخة وشكلها زي أطفال الشوارع, سألتها بقسوة عن سبب غيابها قالتلي انها كانت بترجع حنين لبيتها..


سألتها مين حنين, قالتلي حنين دي تبقا العروسة اللي جابتها, ومحبتش تعيش معانا وطلبت ترجع لبيتها, حسيت إن الموضوع كله مجرد خيال أطفال لولا إن بنتي قربت مني أوي وقالت:


- ماما اوعى تنفذي اللي في دماغك وإلا حنين هتجيلك


جسمي كله اترعش وقولتلها:


- وهو ايه اللي في دماغي بقا وهنفذه



بصتلي بصة جمدت الدم في عروقي, وبعدها قالت:


- انتي عارفة كويس مش لازم أقولك


وسابتني وراحت تكمل لعب, قعدت مكاني أترعش وفضلت أقنع نفس انها مجرد خيالات طفلة ليس إلا, وعدى تقريبا تلت أيام كاملين, وتناسيت كل حاجة, لحد ما جيت في مرة أدي علاج القلب لجوزي, وفي اللحظة دي دخلت نور وخدت مني شريط العلاج ورمته من البلكونة, زعقت فيها بقسوة شديدة بس جوزي منعني وكلمها بحنية وقال:


- ليه رميتي شريط الدوا بتاع بابا يا حبيبتي

- اسألها هي عارفة


بص ناحيتي باستغراب بس انا مسكتها بعنف وكنت هموتها لولا إنه مسكني وهو غضبان وكان هيتخانق معايا, ودخلت بنتي أوضتها وهي بتقول بغضب:


- كدا حنين هترجع الليلة وانتي حُرة بقا


وفضل البيت مكهرب لحد بالليل لحد ما دخلت أنام جمب جوزي اللي فضل يهدي فيا وينصحني إني أعامل البنت برفق وحنية عشان متطلعش معقدة, ومن كتر التفكير والخنقة نمت, نمت نوم عجيب, واحساس إن فيه حاجة عمالة تخربش في جسمي طول مانا نايمة, لدرجة إني صحيت وفيه وجع شديد أوي في بطني, قمت بسرعة وجريت على الحمام وانا معتقدة إنه مغص, بس بعد دقيقة كاملة اكتشفت ان الوجع مش من جوة بطني, الوجع جاي من لحم البطن, كشفت بطني بسرعة وفوجئت بخرابيش عميقة في لحم البطن, لسة هصرخ من الخوف نور الحمام اتقطع..


وزاد الوجع أكتر وأكتر في بطني, زاد بطريقة موحشة, لدرجة إني وقعت على أرضية الحمام, ومن قلب الحمام سمعت همس غريب, همس بيقول:


- هيحس وقتها بنفس الوجع ده في بطنه لما ياخد الدوا, هيموت قدام عنيكي عشان واحدة مخادعة زيك, وبنتك هتتشرد والموضوع هيتكشف, حذرناكي مرة واتنين بس انتي مصرة على الغلط, وكأن ابن آدم مبيعترف بالنصيحة


وفجأة حسيت بكلب ضخم, أو حاجة ليها مخالب, هجمت عليا في الحمام, وقطعت وشي وجسمي لدرجة إني كنت بصرخ باعلى صوت, بصرخ بهيستريا شديدة, لدرجة إن حصل تهتك في الثدي اليمين ونزفت دم من كل حتة, جوزي صحي ولحقني من الجحيم ده وجرينا على المستشفى, وهناك لحقوني في آخر لحظة, بعد ما أنسجة جسمي اتقطعت في أكتر من مكان, وعشت ألم بشع لمدة اسبوع كامل مشفتوش في حياتي, واعترفت لجوزي, اعترفت عشان يسامحني, عشان تبطل حنين تزورني كل ليلة, لأن امتناعها عن زيارتي بقا مقرون بإن جوزي يسامحني..


أنا خلفت نور من جوزي الأولاني اللي طلقني بسبب معاملتي وخناقاتي كل شوية معاه على أي حاجة, كنت فاكرة إني بعد الطلاق هعيش والدنيا هتبقا وردي, بس اكتشفت انها الجحيم خاصةً إن معايا بنت مسؤولة مني, لحد ما وقعت في حكيم, راجل كبير كان مدير مكتب محاسبة انا شغالة فيه, عرف ظروفي وقرر يرتبط بيا لأنه أرمل من زمن ومعندوش ولاد, ومن أول يوم جواز كان بيعامل بنتي كأنها بنته, ومعيشنا حياة كريمة جدا جدا..


لحد ما في ليلة روحت صيدلية أجيب علاج واتعرفت على صيدلي فيها, ومرة مع مرة اتطورت العلاقة بينا لكل حاجة تقريبا, حبيته وحبني أوي, وقالي اننا ممكن نرجع نور لأبوها ونتخلص من جوزي ونتجوز, سنة كاملة بنخطط لده لحد ما قالي ان بعد اسبوع هيوصله نفس علاج القلب بتاع جوزي بس بجرعة رهيبة ميتحملهاش قلبه, ومن أول قرص هيتعب أوي وهيموت خلال أيام بس من الاجهاد, وفعلا استنيت, بس ظهرت حنين العروسة مع بنتي نور, وبدأت تبعت تحذيرات إني مكملش, بس أنا كملت وشيطاني غلبني, وحصل الهجوم الشرس ده في النهاية..


جوزي سمع الكلام كله ومنطقش غير بكلمتين:


"إنتي طالق"


ونور رفضت تعيش معايا وراحت لأبوها مع وعد انها هتزور حكيم كل شوية, وبقيت انا لوحدي, لوحدي تماما, الصيدلي لما عرف اني اتكشفت اختفى تماما, والموضوع اتعرف وأهلي اتبروا مني, وكأنها لعنة, لعنة حنين..


حنين اللي عرفت بعد كدا انها كانت ساكنة مع أبوها وأمها في البيت المهجور اللي بنتي كانت بتلعب عنده ولقت العروسة, وأم حنين خانت أبوها واتخلصت منه, وشافت حنين بعنيها الجريمة كلها وهي شايلة عروستها, ومن قهرتها على أبوها رمت نفسها من البلكونة هي وعروستها, وفضل البيت مهجور بعد ما الأم سابته سنين, لحد ما بنتي نور لقت العروسة, وجابت حنين لبيتي, حنين اللي قررت ان ميحصلش في نور زي ما حصل معاها, وانا شربت نتيجة أفعالي قبل ما أنفذها..


للأسف احنا كأمهات وأباء مبنفهمش ان أي قرار لخراب البيت سواء بطلاق أو خيانة بيدمر الأطفال وهما اللي بيكونوا الضحايا, وان ربنا وصانا عليهم ولازم نتقي الله فيهم, انما نخون ونطلق بدون أسباب, أو نعمل مشاكل كل شوية فاحنا بنشيل وزر الاطفال دول طول العمر..





تعليقات