📁 آخر الأخبار

المنطقة الزفرة بقلم أحمد محمود شرقاوي

 المنطقة الزفرة بقلم أحمد محمود شرقاوي


من شوية جالنا تليفون إن ابني الكبير مات أو اتقتل، محدش كان عارف أي تفاصيل وسط الهرج والمرج والدنيا اللي اتقلبت بالخبر ده، جرينا على مكان الحادثة وهناك كانت المُصيبة في انتظارنا، ابني كان سهران مع أربعة اصحابه سهرة عادية خالص وفجأة وقع منهم ومات، ده طبعا اللي اتقال قدام الظابط اللي وصل للمكان واستدعى اصحابه، بس تقرير الطب الشرعي أثبت الحقيقة اللي مستخبتش كتير، ابني كان سهران مع اصحابه بيشربوا حشيش، وتقريبا كدا متحملش كمية الشُرب الغير طبيعي دي وقلبه وقف ووقع ميت منهم..



المكان الزفر,المنطقة الحساسة,ريحة المنطقة,تبييض المناطق الحساسة,وصفة لتبيض المنطقة الحساسة,تضيق منطقة البكيني,ازاله الزفره من الدجاج,كيفيه ازاله الزفره من الدجاج,طريقه ازاله الزفره من الدجاج,تفتيح المناطق الداكنة,المناعة,تفتيح المناطق الحساسة,تعطير المناطق الحساسة,الزوجة الثانية,تبييض البشرة,تفتيح البشرة,طريقه سحريه لازاله الزفره من الدجاج,توحيد لون البشرة,العالم,المرأة الحامل,القسطرة الذكية,صحة المرأة,فيلم طاردة الأرواح الشريرة,إزالة الشعر




بس المُرعب أكتر والمخيف إن ابني كانت فيه نظرة فزع على وشه تخليك تقول ان استحالة يكون مات بسبب جرعة زايدة، دي نظرة واحد شاف الجحيم قبل ما يموت، شاف زبانية جهنم وهما جايين يخدوه، وسهرنا ليلة من أسوأ الليالي اللي مرت عليا في المستشفى ما بين بكاء وتعب ومرمطة عشان ناخد جثة ابني وندفنها، وطبعا نظرات اعمامه كانت كلها لوم وعتاب ناحيتي، اللي هو أبوه مات وانتي معرفتيش تربيه من الأساس، وفي النهاية خدنا الجُثمان على البيت عشان يتغسل ويتكفن..


ودخل ابني لغرفة في البيت وجبنا شيخ معروف عشان يغسله, وقعدت انا وسط الستات أبكي وأصرخ بكل قهر الدنيا على ابني، بس كلها لحظات ولقينا المُغسل طالع يجري من الأوضة وبيقول انه مش هيكمل غُسل, وده ببساطة لأن فيه حشرات كتير أوي بتخرج من جسمه، حاجة فوق خيال البشر، وفوق كل حاجة تقريبا، حتى لما قالوا هندفن بدون غُسل الجثة رفضت تتحرك من مكانها، لزقت في الترابيزة اللي محطوطة عليها، لحد ما عمه الكبير حلف وأقسم انه ما هيدفن ابني في مقابر العيلة، وكأن الجثة بقت لعنة وهو خايف على أموات العيلة من ابني، وحصلت خناقة كبيرة في العزا ما بين مؤيد ومعارض لحد ما جت الشرطة من تاني، وكان قرار الظابط الأخير ان ابني هيتدفن في مقابر الحكومة، وبالأخص في المنطقة الزفرة، واتشال في عربية الحكومة بالترابيزة بتاعته اللي الجثة لازقة فيها وطلعوا على المقابر واحنا وراهم..


وأكتر من مرة في الطريق حسينا إن عربية الحكومة هتتقلب والسواق يفقد السيطرة عليها، لحد ما في النهاية قدرنا نوصل للمنطقة، واتشال ابني بالترابيزة كلها واتحط جوة مقبرة من المقابر واتقفل عليها، في المنطقة الزفرة اللي عرفت بعد دفن ابني انها منطقة بيدفن فيها الناس اللي ماتوا في حوادث بشعة أو اتقتلوا عن عمد, وكأنهم بيفصلوهم عن الأموات العاديين مخافةً من اللي ممكن يحصل، أو يمكن سبب تاني محدش عارف..


أول ما عرفت يعني ايه المنطقة الزفرة قلبي اتقهر أكتر ماهو مقهور، ابني مات وحتى معرفناش نكرمه بالدفن، ويوم ما اتدفن اتدفن مع اللي مات محروق ومشنوق ومقتول ومطعون، اتدفن وسط طاقة ألم وحزن عظيمة، مكنتش عارفة هعيش ازاي ولا ايه اللي ممكن يصبر قلبي بعد اللي حصل، هل المقولة بتاعت "قدر ولطف" دي حقيقية, طيب ربنا قدر ان ده يحصل، المفترض دلوقتي ينزل اللُطف بقا، ينزل يبرد قلبي، يارب انا تعبانة، تعبانة أوي، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين..


وفي النهاية مقدرتش أتحمل أكتر من كدا ونمت، نمت نوم غريب، نوم كله اضطرابات وقلق وخوف، وهناك وفي نومي شوفت ابني واقف في مكان موحش وضلمة وعمال يبص يمين وشمال بخوف كبير، كانو كأنه عارف ان فيه عدو مترصد بيه، عدو مُخيف، وأول ما شافني جري عليا وحضني بكل قوته، لقيت نفسي بشده عليا بطاقة جبارة وكأني عايزة أرجعه بطني من تاني، بس مفيش لحظات وبدأ جسمه يتحلل في ايدي، وبدأت أشم ريحة بشعة منه والدود يطلع عليا كمان، رميته بعيد عني لقيته بيمد ايده وبيستغيث بيا، بس كان استحالة أقرب منه ولا حتى كنت قادرة أبص في وشه، وفجأة جه كائن ضخم بلع ابني بالمعنى الحرفي وجري من قدامي، وصحيت من نومي مفوعة، قلبي بيدق وعرقانة ومش قادرة أتنفس، وكأني كنت بطلع في الروح..


ومسافة ما قمت من سريري سمعت صوت الدش مفتوح، وكان صوته واضح وكأن باب الحمام مش مقفول, روحت ناحية الحمام لقيت باب الحمام فعلا مفتوح على آخره والدش بينزل مية، مين اللي هيفتح الدش ويسيبه كدا، دخلت الحمام لقيت ابني اللي لسة مدفون من ساعات قاعد في البانيو ومية الدش بتنزل عليه تهري لحمه وجلده، شوفت دمه بينزف مع مية الدش ودود نازل من جسمه، كان شكله بشع، بشع لدرجة إني رجعت كل اللي في بطني على أرضية الحمام، وفي اللحظة دي سمعت همساته بتقول:


- مستنيكي لازم تيجي تلحقيني في أسرع وقت


واختفى من قدامي، كأن كل ده كان مجرد وهم، تاني يوم من الجنون اللي كنت فيه خدت تاكسي ناحية المقابر، وبالأخص ناحية المنطقة الزفرة اللي بيقولوا عليها دي، ونزلت من التاكسي عشان السواق يبصلي بصة غريبة ويقول:


- انتي رايحة فين يا مدام

- رايحة زيارة لحد متوفي

- يا مدام المنطقة دي كلها مشاكل والوقت متأخر، متدخليش لوحدك كدا


مكملتش معاه ودفعتله الأجرة ومشيت، بس فعلا زي ما قال المكان د كان غير أي مكان، مكان مُخيف أوي، تحس ان المقابر جواها أحياء مش أموات، هتحس ان فيه الف عين بتبص عليك من جوة القبور، بس انا تجاهلت كل ده، وفوجئت بواحدة ست ضخمة لابسة اسود وداخلة ومقابلاني، معرفش ليه حسيت بالخوف من منظرها, كانت ملامحها باردة أوي وكأنها من الأموات، وبدون مقدمات وأول ما شافتني قالت:


- انتي داخلة لمين

- ابني مدفون وجاية أزوره

- طالما مدفون هنا يبقا تنسي خالص ان ليكي ابن وتمشي من هنا


بصتلها بخوف وسبتها وكملت مشي، أنا لازم أشوف ابني عاوزني ليه، لازم، في اللحظة دي بس سمعت صوت ابني بيناديني من جوة القبر، جريت ناحية القبر لقيته مفتوح، قربت زي المجنونة من الباب وانا سامعة صوت ابني عمال ينادي، لقيته بيقول من الضلمة بتاعت القبر:


- انتي جيتي يا أمي

- أيوة جيت يا حبيبي

- طيب يالا ادخلي تعالي


وقبل ما أخطي جوة القبر لقيت حد مسكني بعنف، كان سواق التاكسي، صرخت فيه عشان يسبني بس سحبني بالعافية لبرة، وقبل ما أنطق شوفت، شوفت وش بشع بيبص علينا بغضب من جوة القبر، وش ضخم كأنه وش حيوان كبير، مسافة ما شوفته وقعت من طولي، ولولا السواق اللي شالني وهرب بيا من المكان مكنتش هقوم..


فوقت لقيت نفسي في شقة السواق ومراته جمبي بتحاول تفوقني، أول ما فوقت بدأت أبكي وابصله بحيرة وخوف، قالي ان المنطقة دي كلها مشاكل واللي بيدخلها لوحده اما بيطلع ميت أو مجنون، بكيت وقولتله إن ابني كان بينادي عليا عشان أروحله، قالي ان اللي بيموت بيروح لعالم تاني، وان كل دي من أفعال الجن ومينفعش نستجيب ليها ولازم كمان أحصن شقتي، وعرفت انه بعد ما مشي حس بتأنيب ضمير لأنه سابني لوحدي ورجع تاني, ولقاني داخلة قبر مفتوح، قبر مش مدفون فيه حد أصلا وأكيد لو قبر ابني كان هيبقا مقفول عشان كدا أجزم انها من أفعال الجن..


ورجعت بيتي محطمة, تعبانة, السواق بعتلي شيخ حصنلي الشقة، وكانت فيه حاجة واحدة ناقصة، ابني مات ازاي، بعت لواحد من اللي كانوا معاه وحلفت عليه يحكيلي كل حاجة بالتفصيل، وهو أشفق عليا وقالي، قالي انهم بيسهروا كل فترة يشربوا حشيش ومخدرات، ومن كتر استمتاعهم بدأت دماغهم تاخدهم ناحية كتب السحر وبقوا يجيبوها ويشربوا ويفضلوا يقرأوا فيها، لأن المخدرات دايما بتخلي العقل شاذ وبيجري ورا كل حاجة غريبة..


وفي الليلة دي شربوا كتير وابني بدأ يقرأ بصوت عالي، لحد ما شافوا قدام منهم قزم شكله اسود، الكل صرخ وجري الا ابني اللي وقع من طوله مقامش تاني، وباس على ايدي واعتذر وبكى كتير أوي وبعدها مشي، وهنا اتأكدت ان كلها كانت أفعال جن، جثة ماتت وهي بتقرأ سحر ومتخدرة بالحشيش لازم كل ده يحصلها وأكتر..


ولو ليا كلمة أخيرة هقولها لكل الشباب اللي بعتبرهم ولادي، وهوصل صوتي من خلال صفحة الكاتب أحمد محمود شرقاوي وهقوله يقولكم ان المخدرات مش متحرمة من قليل، المخدرات بتحولك لمسخ معدوم المشاعر، ونشوتها بتوديك ناحية كل الأبواب المحرمة والشاذة, السحر, الزنا, زنا المحارم, القتل, التمثيل بالجثث, كل ده ظهر في مجتماعتنا لما المخدرات ظهرت بأنواعها الكتير دي، حتى الحشيش ممكن يموتك في أي وقت, وياخدك ناحية سكة هلاكك, لأنه بيخدر العقل, بيخليك تفكر من منطلق النشوة والسعادة مش الدين والمنطق, عشان كدا بطلوها, بطلوها في أسرع وقت لأني مش عاوزة شاب تاني يتدفن في المنطقة الزفرة بسبب سيجارة حشيش ولا قرص مخدر، بطلوها لوجه الله..





تعليقات