📁 آخر الأخبار

حكايات دار المسنين حكاية الثانية ( معتز) بقلم الكاتب محمد إبراهيم عبدالعظيم

حكايات دار المسنين حكاية الثانية ( معتز) بقلم الكاتب محمد إبراهيم عبدالعظيم


بعد الضجة اللي عملتها في حكاية عم رأفت، ذاع صيتي في المبنى كله، وبفضل الله قدرت اعالجه وتعايش في الدار على وضعه الجديد، هي اه لسه الذكريات بتقع منه، بس اللي سمع حكايته هيفهم ان كدا افضل بكتير من انه يفتكر اللي حصل لمريم بنته.


دار المسنين,قصة با عمر نزيل دار المسنين,حكاية,دار العجزة,المسنين,دار الزهور في الاعظيمة,سيدي بلعباس : جدران دار المسنين تروي معاناة امرأة تخلى عنها إخوتها,قصص وحكايات واقعية,دار,زيارة دار الزهور,دار الأيتام,دار التقاعد,قصص دار الأيتام,روايات عربية,رمت أمها في دار العجزة,واحد من الناس مع عمرو الليثى | إبنها طردها وعايزها تروح دار مسنين.. إسمع حكاية الحاجة فاطمة,برنامج ايه الحكايه قناة النهار,الاخبار المحلية,الأخبار السياسية,الاخبار العالمية




بعد أيام لقيت مديري بيقولي : 

_ دكتورة رشا .. لو سمحتي سيبي اي حالات دلوقتي وركزي معايا.. في حالة في غرفة رقم٧ رافض انه يتكلم مع اي حد، وبسبب ضعف وهزلان جسمه والعلاج الي بياخده.. مش بيقدر يمشي على الاقل في الوقت الحالي لاننا زي ماقولتلك بنعالج فيه .. هو موجود دايما على سريره مش بيتحرك منه.

قولتله : 

= تمام يا ريس .. والمطلوب طبعاً احاول اخاطبه واخرجه من اللي هو فيه .

قالي : 

_ بالظبط .. مش لازم تعرفي كتير عنه هو اسمه معتز محمد خلف وعنده ٥٥ سنة.. بس تشوفيه تحسي انه فوق السبعين.. اللي نعرفه عنه ان في ولاد حلال جابوه هنا بعد ما لاقوه بينام في الشارع.

خرجت من مكتب المدير وروحت بلغت دكتورة زميلة اني هغيب عنها دقايق وهرجع ليها تاني، روحت لغرفة ٧ .. لقيت معتز قاعد وباصص على الشباك، لما حس بوجودي بص عليا.. لقيته بيبرأ وعينه لمعت وابتسم، وشه مريح وابتسامته جميلة، قولتله: 

_ ازيك يا استاذ معتز .

قالي : 

= معتز .. ارجوكي قوليلي معتز من غير استاذ.

يمكن اتفاجئت لاني كنت متوقعة على كلام المدير طبعاً انه مش بيكلم مع حد، قولت امهد الكلام واحدة واحدة بس فاجئني برده عليا، قولت لنفسي كويس قصرلي مسافة طويلة، قربت عليه وانا بقوله : 

_ خلاص هقولك يا معتز .. ويا زيزو كمان لو تحب .

ابتسامته زادت وهو باصصلي، قالي: 

_ شكلك الدكتورة الجديدة .. اصلي انا هنا من زمان وعارف وشوش الدكاترة كلها.

قولتله : 

= برافو عليك .. ايوة انا الدكتورة الجديدة .. قولي بقى كنت بتفكر ف ايه؟.

قالي : 

_ فيهم طبعا .. عمرهم ما فارقوني لحظة واحدة.. بس الواضح كدا ان ربنا بيحبني.. سيبك من كل ده .. انا ارتاحتلك .. ممكن افضفض معاكي بكلمتين ؟.

قولتله وانا مبسوطة بقراره : 

_ طبعاً احكي.. واديني جبت الكرسي وقعدت جنبك اهو .. اتفضل كلي آذان صاغية.

 حكايته مكنتش بالترتيب بس قولت اسيبه يحكي براحته وبدأ يحكي : 

الموضوع بدأ لما لقيت دينا بتقولي :

_ اتجوز يا معتز .. اسمع اللي بقولك عليه و من غير اي نقاش .

جملة قالتهالي دينا مراتي خليتني واقف قدامها متسمر ومش لاقي كلام أرد عليه بيها.

يمكن من صدمتي؟ .. يمكن بسبب الصدفة الغريبة؟..لا مش يمكن ده أكيد.. مانا كنت مقرر بعد كتير تفكير اني افاتحها في الموضوع ده خصوصا اني نفسي في أولاد لأسباب كتير أهمها اني عيشت حياتي من غير اخوات ومفتقد للعزوة والأسرة، ولما روحنا لدكاترة كتير أتضح ان العيب من عندها.

بس مش عارف ليه لما فاجئتني بكلامها معرفتش ارد عليها .. فضلت باصص لها وشايفها بتبكي وهي حاطة ايديها على راسها .. كانت المرة الأولى اللي اشوفها في الحالة دي.

قولتلها : 

_ ممكن اعرف انتي ليه بتقوليلي كدا دلوقتي يا دينا ؟

قالت :

= علشان عارفاك نفسك ف حتة عيل .. وانا مش بخلف خلاص انا يأست .. روحت بدل الدكتور عشرة ومافيش فايدة .. هبقى انانية اوي لو سيبتك كدا .

لسه هرد عليها لقيت باب الشقة بيخبط، لما فتحت لقيت أحمد أخو دينا، ابن خالتي وصاحبي .. وأكبر مني بسنتين، لما شافني باين عليا الزعل قالي :

_ مممم يبقى الدكتور قال نفس الكلام مش كدا؟.

هزيت راسي بمعنى (أيوة).. طبطب على كتفي ودخل الشقة وهو بينادي على اخته، خرجت دينا وهي بتمسح دموعها وبتبتسم لما شافت أحمد.

قعدنا ودينا حضرت الغدا وفضلت انا واحمد نتكلم، كان الواضح ان دينا فتحته في موضوع الجواز لانه قالي :

_ بص من الاخر انت لازم تشوف حالك وتتجوز .. ودينا عمرها ما هتزعل لو خدت القرار ده بالعكس أعتقد انها هتوافق.

الأفكار في دماغي دخلت في بعضها، مش عارف اخد قرار صائب خصوصا لما هي فاجئتني باالموضوع ده.

انا ودينا متجوزين من 8 سنيين، هكدب لو قولت اتجوزنا عن حب.. او بمعنى اصح بتكلم عن نفسي، لان دينا وبما انها بنت خالتي ومتربين مع بعض من صغرنا فهي كانت بتحبني جداً .

انا وهي في نفس سن بعض .. من اول م اتولدنا واهالينا قالوا دينا لمعتز .. ومعتز لدينا .

 لما كبرنا ..كبرنا سوا ومع الوقت دينا حبتني .. والسبب التاني اننا عايشين في بيت عيلة .. يعني في وش بعض طول الوقت .. بس للأسف عمري ماحسيت من ناحيتها أي مشاعر غير انها بنت خالتي وبس.

والأفضل من كدا ان احمد عارف كل ده لأني عمري ماخبيت عليه حاجة، صداقتنا شيء وقرابتنا شيء تاني خالص.

لما شافني سرحت خبط على رجلي وقالي : 

_ يا عم اسمع اللي بقولك عليه ومتقاوحش.. انا وانت عارفين اللي فيها .. ومحدش يقدر يلومك.. وده حقك .

قولتله في اللحظة اللي طلعت فيها دينا من المطبخ :

= لو عملت كدا أختك هتنام مرتاحة يا احمد؟ .. طبعا لا .. وأنا عمري ما هبني سعادتي على حساب حزنها .. لو كنت فكرت في الموضوع ده قبل كدا حاجة والوضع دلوقتي حاجة تانية .. انسوا الحكاية دي ويا ريت متتكلموش معايا فيها تاني.

مش عارف ليه عملت كدا رغم اني بالفعل كنت مقرر، يمكن لما شوفت دينا وهي زعلانة بالشكل ده!.

او  لما حطيت نفسي مكانها وحسيت بإحساس ان يكون مانع الخلفة عندي وايه هيكون رد فعلي وقتها، حسيت بقهر وعجز وحزن شديد، واكيد ده شعورها تجاه الموقف، بخلاف انها بتحبني وفكرة اني أكون مع واحدة تانية غيرها هيزود احزانها اكتر.

مش عارف بس اللي عارفه اني خرجت قرار الجواز من دماغي خالص، زي ما استعوضت ربنا في مسألة الخلفة.

اتلاهيت في الشغل ومع الوقت تعايشت على الوضع، واللي خرجت بيه هو علاقتي اللي اتحسنت مع دينا وبدأت أحبها خصوصا بعد اللي قولته وعملته معاها واللي بسببه غيرت كتير من نفسها ومبقتش تعمل أي حاجة تضايقني عكس الأول.

علشان انسيها كان ييجي كل خميس اخدها ونخرج، مرة اعزمها على العشا ومرة نتفرج على فيلم في السيما ومرة اجيبلها هدوم وهدايا وهكذا.

وبما اننا عايشين في بيت عيلة كبير فكل فترة يعملوا سبوع لطفل جديد لواحد من قرايبنا في العيلة، وفي كل مرة كنت بموت من جوايا وانا واقف وسطهم، باين عليا السعادة لكن جوايا بتقطع .

انا مش بعترض على حكم ربنا لا والله، ولا تحسبيني اني بحقد على اللي ربنا بيرزقه لا برضه.. بس حطي نفسك مكاني كدا.

اليوم ده مبيعديش عليا انا ودينا بسلام، مكناش بنعرف نداري على بعض او نمثل اننا كويسين واحنا الوجع بيعصر في قلوبنا.

بس كنت اخدها في حضني واطبطب عليها لحد ما تروح ف النوم، كل يوم استنى صلاة الفجر علشان اتوضا وانزل اصليه جماعة في المسجد، وبعد الصلاة ابكي بحرقة وانا بدعي ربنا يرزقني بالذرية الصالحة.

على الرغم ان معظم الدكاترة قالولنا صعب الخلفة بسبب ضعف شديد في المبايض اللي عند دينا، الا اني مكنتش فاقد الامل، وكان جوايا احساس ان ربنا هيكرمنا وهيعوض صبرنا خير.

فكرت ففكرة عرضتها على دينا، قولتلها : 

_ ايه رأيك يا دينا اننا نخصص يوم في الشهر نروح فيه لدار ايتام ونشتري شوية العاب ونفرح الايتام اللي هناك .. اهو ثواب وربنا ان شاء الله هيجازينا عليه كل خير.

وافقت طبعاً من غير تفكير، وفعلاً اول يوم روحنا كان من اجمل ايام حياتي، لما شوفت السعادة على وشوش الاطفال اليتامى، مقدرتش اداري الدموع قدام طفل يتيم من أصحاب الهمم وانا بديله لعبه ولقيته بيحضني وبيبوس خدي.

ضميته اوي في حضني وبكيت على كتفه.

مع الوقت بدل ما كنا بنروح يوم في الشهر، بقينا نروح يوم كل اسبوع، لحد ما بقينا بنروح يومين في الاسبوع.. كنت انا ودينا بنتسابق على مين هيحوش فلوس اكتر علشان يسيبها للاطفال، ومين ذوقه احلى في اللبس اللي بنشتريه ليهم.

وفي مرة واحنا معاهم ووسطهم، لقيت طفل منهم وهو بيتنطط وقع على ايده وصرخ، شوفت لهفة دينا وهي بتجري عليه وبتسأله مالك وعلى وشها قلق كان هيسببلها فقدان لوعيها خصوصاً لما بدأت تجري جوة الدار علشان تطلب دكتور يشوف الولد، وجيه فعلاً وهي معاه لما شافه قال ان ايده اتكسرت!.

عارفه يا دكتورة.. دينا رفضت تروح البيت معايا اليوم ده، وفضلت بايته معاه على سريره ٣ ليالي لحد ما بقى كويس نوعاً ما ومبقاش يصحى مفزوع من الالم.

دينا كان جواها حنان ودفء امومة يملوا اطفال الدار كلهم، لما جيت  في مرة واقترحت عليها اننا نتبنى طفل منهم، ردها ليا فاجئني لما قالتلي : 

_ بلاش يا معتز .. احنا بكدا هنظلم باقي الاطفال .. حتى لو هنفضل نروحلهم بعد ما نتبى الطفل .. بس صدقني هنهتم بيه اكتر منهم.. انا اول مرة موافقش على اقتراح منك .. بس اتمنى تكون فهمت وجهة نظري.

دينا كان معاها حق، لما فكرت ف كلامها فعلاً طلع مظبوط). 

طول ما معتز بيكلمني عينه متشالتش من عليا، مش المقصود بأي تفكير مش مظبوط لا .. لسه شايفه ف عينه اللمعان ولهفته في الكلام معايا كان شيء ملحوظ جداً، خصوصاً انه متكلمش مع حد من فترة طويلة زي ما المدير نبهني.

استأذنته اروح اجيب ليا وليه اي مشروب نشربه مع بعض وهو بيحكي، وافقت وبالفعل روحت ورجعت بكوبايتين عصير، خده بلهفة وهو باصصلي وقالي : 

= علفكرا دينا طول عمرها بتحب عصير البرتقال.. انا متشكر اوي يا دكتورة انك خلتيني افتكرها .. بس انا مش فاكر انا وصلت لحد فين؟.

كملتله وفكرته، ابتسم وهو راسه وكمل حكايته : 

_ اقترحت عليها اقتراح تاني وافقت عليه بدون تفكير.. لما قولتلها اننا عايزين نروح نعمل عمرة انا وانتي.. لما لقيتها فرحت بدأت احضر في ورق السفر من الجوازات والتأشيرة وكله حاجة.. وبالفعل روحنا السعودية ومن اول ما رجلي خطت رخام الحرم وانا حسيت اني نفسي اعيش باقي حياتي في المكان الشريف ده.. احساس جميل اوي .. في كل شبر في المكان في روحانيات عظيمة.. وهناك دعيت بكل جوارحي وعند الحجر الاسود تمنيت اماني كتير.. منها ( يارب ارزقني بالذرية الصالحة).

عيشت انا ودينا اجمل اسبوع في حياتنا حرفياً.. مكناش عايزين نرجع والوقت جري بينا.. لما رجعنا اول مكان روحناه هو الدار.. جبنا من هناك هدايا كتير للاطفال ولعمال الدار كلهم.

لما روحت البيت واول ليلة نمت فيها شوفت رؤية جميلة.. انا مش فاكر تفاصيلها لكن اللي فاكره اني شوفت طيفين لونهم ابيض بيقربوا عليا وبيمسحوا بأيديهم على راسي.. مش فاكر ملامحهم بس لما صحيت حسيت ان صدري انشرح.

كانوا اسبوعين بالظبط وفيهم حست دينا بتعب ولما روحنا كشفنا الدكتورة قالتلنا ان دينا حامل!! .

متتخيليش فرحتنا كانت عامله ازاي.. انا نزلت سجدت على ارضية العيادة.. ودينا نسيت نفسها وكانت هتتنطط من الفرحة لولا اني مسكتها كدا وقولتلها زي بتوع الافلام ( بتعملي ايه.. من هنا ورايح هتقعدي على السرير من غير ما تعملي اي حركة وانا هجيبلك كل حاجة لحد عندك) .

وعدت شهور الحمل واحنا واخدين كل حذرنا.. وبفضل الله وكرمه الكبير، دينا جابت توأم.. ولد وبنت.. سميت الولد ساجد والبنت مكة.

عملنا اجمل وافخم واغلى سبوع اتعمل في البلد كلها.. دبايح ومائدة كبيرة فضلت ايام مفتوحة للغلابة والمساكين.. وطبعاً منسيناش الدار 

.. بقينا نروح بساجد ومكة اكتر من الاول علشان مننساش الوعد اللي خدناه واحنا في الحرم .. اننا مهما حصل مش هننساهم.

ساجد ومكة كبروا وملوا حياتنا بهجة وحب.. وف يوم جاتلي دينا تقولي انها حلمت بالكعبة وانها عايزة تزور بيت الله واحنا معاها.

رفضت لان الشغل زاد عليا .. لكن فضلت تتحايل عليا ايام لحد ما وافقت بس بشرط اني مش هعرف اكون معاهم .. وخليت احمد يروح مكاني واهو يخلي باله منهم ..وجهزت كل حاجة وبالفعل سافروا.

بس قبل ما تركب الطيارة قالتلي ( خلي بالك من نفسك يا معتز .. وصيتي ليك تفتح الشقة اللي فـ اول دور للايتام .. اوعدني يا معتز).

كلامها كان خارج منها بنبرة مهزوزة وكأنها عارفه ان في حاجة هتحصل ومتأكدة كمان.. انا خدت كلامها عادي ووافقت علشان اريحها .

مرت الايام عليا تقيلة.. كل يوم اتصل بيهم اطمن عليهم .. لحد ما رجعوا من هناك.. كانوا فرحانين اوي .. ركبت عربيتي وروحت استقبلهم في المطار.. ساعة ساعتين مافيش اخبار وماجوش!.

لحد ما سمعت خبر خلاني اقع من طولي غصب عني ولا ارادي.. لما سمعت عامل من عمال المطار بيقول ( لا حول ولا قوة الا بالله.. الطيارة اللي راجعة من السعودية حصل فيها عطل ووقعت وللأسف كل اللي فيها ماتوا).

!!!!!!.

خلص الحكاية ومعاها دخلت في حالة من الحزن، وهو على النقيض مني.. ابتسامته مفارقتش وشه، حسدته على قوة تحمله وصبره على اللي حصل لمراته وولاده، مسحت دموعي ولقيته بيقولي: 

_ لو كانت الدموع هترجع اللي راحوا .. كنت هفضل اعيط ليل ونهار علشان اشوفهم تاني .. لكن ده قدرهم وانا راضي لحد ما اشوف اولادي من جديد.. انا نفذت وصيت دينا وفتحت الشقة للايتام .. وسيبت الدنيا كلها واللي ورايا ومشيت .. اصلي هعمل ايه بالفلوس مانا خلاص مش محتاجها.

ولادي وحشوني ايوة ..اما دينا فـالحمدلله .. ربنا استجاب لدعواتي كل ليلة .. وبعد سنين من موتها.. انا دلوقتي شايفها.

بصيتله بصة عرف منها اني مش فاهمه حاجة، علشان كدا قالي : 

= سبحان الله يا دكتورة .. صدق اللي قال يخلق من الشبه اربعين .. انتي شبه دينا مراتي بالظبط .

مد ايده تحت المخدة وخرج مجموعة من الصور، فضل يقلب فيهم لحد ما ثبت تركيزه على اكبر صورة فيهم، بصلها شوية وهو مبتسم، وبعدها ادهالي وهو بيقولي : 

_ احب اعرفك على دينا مراتي .. اتفضلي .

فيها بالفعل شبه كبير مني، اشفقت عليه لما بصيت على باقي الصور ولقيتهم صوره ومراته واولاده، تقريباً في كل مكان راحوه خده فيه صورة، وانا بقلب فيهم قالي : 

_ انا عارف ان الصور حرام بس يمكن دول اللي مخليني فاكرهم .. ما البني ادم نسّاي بطبعه.. انا بقى كل ما الاقيني بنسى اقوم باصص عليهم بسرعة .. ممكن اطلب منك طلب يا دكتورة؟.

بصيتله وقولتله : 

= طبعاً يا معتز .. اتفضل .

قالي : 

_ انا عارف ان مشاغلك كتير ربنا يكون في العون.. بس ممكن كل يوم تيجي تصبحي عليا .

ضحكت وف عيوني دموع وانا بهزله راسي بمعنى موافقة، وقبل ما امشي قالي: 

_ انا مش عايز الصورة بتاعت دينا .. خليها معاكي .. انا خلاص هشوفها كل يوم واصبح عليها كمان.. مين قدي هنا.

ابتسم وانا كمان واخدت الصورة وخرجت.

شوفت حالات وعالجت حالات كتير، لكن حالة معتز هي الاصعب بالنسبالي من حيث صدمته اللي قابلها بصدر رحب، وقدر يسيطر على احزانه لكن مقدرش يسيطر على الالم اللي ألمّ بجسمه اللي مستحملش الصدمة.

تفتكروا انا بقول انها الاصعب علشان كدا وبس؟.

طبعاً لأ.

معتز تاني يوم ما حكالي حكايته وانا شخصت حالته وكتبتله على جدول واديته للمرضة علشان تمشيه عليه، تاني يوم راحت تصحيه لقيته ميت!!.

زي ما سمعتوا.. معتز مات وهو باصص لفوق وعلى وشه نفس الابتسامة، وصور ولاده جنبه.

خلصت حكاية معتز اللي فضلت شهور محبوسه جواها و بحاول اخرّج نفسي منها..

استنوني في حكاية جديدة، قريب جدا.

تمت.



تعليقات