📁 آخر الأخبار

الف ليلة و ليلة حكاية التاجر ايوب و ابنه غانم و بنته

الف ليلة و ليلة حكاية التاجر ايوب و ابنه غانم و بنته



قالت بلغني أيها الملك السعيدانه كان في قديم الزمان وسالف العصر والا وان تاجر من التجار له مال وله ولد كانه البدر ليلة تمامه فصيح اللسان يسمه غانم بن أيوب المتيم المسلوب وله أخت اسمها فتنة من فرط حسنها وجمالها فتوفى والدهما وخاف له ماء الاجزيلا وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .



الف ليلة و ليلة حكاية التاجر ايوب و ابنه غانم و بنته
الف ليلة و ليلة حكاية التاجر ايوب و ابنه غانم و بنته



 (وفي ليلة ٥٢) قالت بلغنى ايها الملك السعيد ان ذلك التاجر خاف له إما لا جزيلا ومن جملة ذلك مائة حمل من الخز والديباج ونوافج المسك ومكتوب على الاحمال هذا بقصد بغداد وكان مراده ان يسافر الى بغداد فاما توفاه الله تعالى ومضت مدة أخذ ولده هذه الاحمال وسافر بها الى بغداد وكان ذلك في زمن هرون الرشيد وودع امه وأقار به وأهل بلدته قبل سیره وخرج متوكلا على الله تعالى وكتب الله له السلامة حتى وصل الى بغداد وكان مسافراصحبة جماعة من التجار استاجر له دارا حسنة وفرشها بالبسط والوسائد وأرخى عليها الستور وانزل فيها تلك الاحمال والبغال والجمال وجلس حتى استراح وسلم عليه تجار بغداد واكابرها ثم أخذ بقجة فيها عشرة تفاصيل من القماش النفيس مكتوب عليها أثمانها ونزل بها الى سوق التجار قلاقوه وسلموا عليه وأكرموه وتلقوه بالترحيب وانزلوه على دكان شيخ الـوق وباع التفاصيل فرجح في كل دينار دينارين ففرح غانم وصار يبيع القماش والتفاصيل شيئا فشيئا ولم يزل كذلك سنة وفى أول السنة الثانية .



جاء الى ذلك السوق فرأى با به مقفولا فسأل عن سبب ذلك فقيل له انه توفى واحد من التجار وذهب التجار كلهم يمشون في جنازته فهل لك ان تكسب أجرا و تمشى معهم قال نعم ثم سال عن محل الجنازة فدلوه على المحل فتوضائم مشى مع التجار الى ان وصلوا المصلى وصلوا على الميت ثم مشى التجار جميع هم قدام الجنازة الى المقبرة فتبعهم غانم الى ان وصلوا بالجنازة الى المقبرة خارج المدينة ومشوا بين المقابر حتى وصلوا الى المدفن فوجدوا أهل الميت نصبوا على القبر خيمة واحضر واالشموع والقناديل ثم دفنوا الميت وجلاس القراء يقرؤن على ذلك القبر فجاس التجار وه. مهم غانم بن ايوب وهو غالب عليه الحياء فقال في نفسه انا لم أقدر على ان أفارقهم حتى انصرف معهم ثم انهم جلسوا يسمعون القرآن الى وقت العشاء .


فقدموا لهم العشاء والحاوى فاكلوا حتى اكتة وأوغلوا ايديهم ثم جاسواء كانهم فاشتغل خاطر غانم ببضاعته وخافه من اللصوص وقال في نفسه أنا رحل غريب ومتهم بالمال فان بت الليلة بعيدا عن منزلى سرق اللصوص ما فيه من المال والاحمال وخاف على متاعه فقام وخرج من بين الجماعة واستاذنهم على انه يقضى حاجة فسار يمشى و يتتبع آثار الطريق حتى جاء الى باب المدينة وكان ذلك الوقت نصف الليل فوجد باب المدينة مغلقة اولم ير أحمد اغاديا ولا رائحا ولم يسمع صوتا سوى نبيح الكلاب وعوى الذئاب فقال لاحول ولا قوة الا بالله كنت خائفا على ملى وحثت من أجله فوجدت الباب مغلق) قصرت الآن خائفا على روحى ثم رجع ينظر له محلا ينام فيه الى الصباح فوجد تربة محوطة باربع حيطان وفيها نخلة ولها باب من الصوان مفتوح فدخلها وأراد ان ينام فلم يحبه نوم وأخذته رحفة وخلعت رفوفه وكسرت طبقاته وشبابيكه وسخمت حيطانه بطين ونيلة وقالت ويلك يا كافور تعال ساعدنى واخرب هذه الدواليب وكسر هذه الأوانى والصينى .


فجئت اليها وأخرجت معها رفوف البيت وأتلفت ما عليها ودواليبه وأتلفت مفيها ودرت على السقوف وعلى كل محل حتى أخرجت الجميع وأنا أصبح واسيداه ثم خرجت سيدتي مكشوفة الوجه بغطاء رأسها لاغير وخرج معها البنات والأولاد وقالوايا كافور امشي قدامنا وأرنامكان سيدك الذى هو ميت فيه تحت الحائط حتى نخرجه من تحت الردم ونحمله فى تابوت ونجىء به إلى البيت فنخرجه خرجة مليحة فمشيت قدامهم وأ ا أصيح واسيداه وهم خلفى مكشوفوا الوجوه والرؤس يصيحون و امصيبتاه وانكبتاه فلم يبق أحد من الرجال ولا من النساء ولا من الصبيان ولا صبية ولا عجوزة إلا جاءت معنا وصار واكلهم يلطمون وهم في شدة البكاء فمشيت بهم في المدينة فسأل الناس عن الخبر فأخبروهم بما سمعوا منى فقال الناس لاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم اننا نمضى للواليه وتخبره فلما وصلوا إلى الوالى أخبروه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .


( وفى ليلة ٥٤ ) قالت بلغنى أيها الملك السعيد أنهم لما وصلوا إلى الوالى وأخبروه قام الوالى وركب وأخذ معه الفعلة بالمساحى والقصف ومشوا تابعين أثرى ومعهم كثير من الناس و أنا قدامهم أبكى وأصيح وأحنوا التراب على رأسى وألطم على وجهى فلما دخلت عليهم ورآ نی سیدى و أنا ألطم وأقول و اسيدتاه من يحن على بعد سيدتى ياليتنى كنت فداءها فلما رآ نی سیدی بهت واصفر لونه وقال مالك يا كافوروما هذا الحال وما الخبر فقلت له انك لما أرسلتنى إلى البيت لأجى. لك بالذي طلبته رحت إلى البيت ودخلته فرأيت الحائط التي في القاعة وقعت فاتنهدمت القاعة كلها على سيدتى وأولادها فقال لى وهل سيدتك لم تسلم فقال لا ما سلم منهم أحد وأول من مات منهم سيدتى الكبيرة فقال .



وهل سلمت بنتى الصغيرة فقلت له لا فقال لى وما حال البغلة التي أركبها هل هي سالمة فقالت له لا ياسيدى فان حيطان البيت وحيطان الاصطبل انطبقت على جميع ما في البيت حتى على الغنم والأوز والدجاج وصاروا كلهم كوم لحم وصار وا تحت الردم ولم يبق منهم أحد فقال لى ولا سيدك الكبير فقات له لا فلم يسلم منهم أحد وفي هذه الساعة لم يبق دار ولا سكان ولم يبق من ذلك كانه أثر و أما الغنم والأوز والدجاج فإن الجميع أكلها القطط والكلاب فاما سمع سيدى كلامي صار الضياء في وجهه ظلاما ولم يقدر أن يتمالك نفسه ولا عقله ولم يقدر أن يقف على قدميه بل جاءه الكساح وانكسر ظهره ومزق أثوابه ونتف لحيته ولطم على وجهه ورمي عمامته من فوق رأسه ومازال يا عم على وجهه حتى سال منه الدم وصار يصيح آه وا أولاداه آه و از وجتاه آه و امصیبتاه من جرى له مثل ما جرى لى فصاحت التجار .


رفقاؤه لصياحه وبكوا معه ورثوا لحاله وشقوا أثوابهم وخرج سيدي من ذلك البستان وهو ياطم من شدة ما جرى له وأكثر اللطم على وجهه وصار كأنه سكران فبينما الجماعة خارجون من باب البستان و اذاهم نظروا غيرة عظيمة وصياحات بأصوات مزعجة فنظروا إلى تلك الجهة فرأوا الجماعة المقبلين وهو الوالى دخلت عليها يوما من الايام وهي جالسة فى محل خلوة وكانها خرجت من الحمام الذى في البيت لانها كانت معطرة مبخرة ووجهها مثل القمر فى ليلة أربعة عشر فلا عبتنى ولاعبتها فنفر أحليلى حتى صار مثل المفتاح الكبير فدفعتنى على الارض فوقعت على ظهرى وركبت على صدرى وصارت تتمرغ على فانكشف أحليلي فلما رأته وهو نا فر أخذته بيدها وصارت تحك به على أشفار فرجها من فوق لباسه فهاجت الحرارة عندى وحضنتها فشبكت يدها فى عنقى وقرطت على بجهدها فما أشعر الا وأحليلى) .



فتق لباسها ودخل في فرجها وأزال بكارتها فلما عاينت ذلك هربت عند أصحابي فدخلت عليها أمها فلما رأت حالها غابت عن الدنياثم تداركت أمرها وأخفت حالما عن أبيها وكتمته وصبرت عليها مدة شهرين كل هذا وهم ينادوني و يلاطفوننى حتى أخذوني من المكان الذي كنت فيه ولم يذكروا شيئا من هذا الامر لا بيها لانهم كانوا يحبونني كثيرا ثم ان أمها خطبت لها شابا مزين كان يزين أباها وأمهرتها من عندها وجهزتهاله كل هذا وأبوها لا يعلم بحالها وصاروا يجتهدون في تحصيل جهاز هائم انهم امسكونى على غفلة وخصو ني ولماز فوها للمريس جعلونى طواشيا لها أمشى قدامها اينما .


راحت سواء كان رواحها الى الحمام أوالى بيت أبيها و قدستر وا أمرها وليلة الدخلة ذبحوا على قميصها حمامة ومكنت عندها مدة طويلة وانا أتملى بحسنها وجمالها على قدر ما أمكننى من تقبيل وعناق الى ان ماتت هي وزوجها وأمها وأبوها ثم اخذت بيت المال وصرت في هذا المكان وقدار تفقت بكم وهذا سبب قطع أحليلي والسلام فقال العبد الثاني اعلمو ايا اخواني انى كنت فى ابتداء أمرى ابن ثمان سنين ولكن كنت أكذب على الجلابة كل سنة كذبة حتى يقعوا فى بعضهم فقاق منى الجلاب وانزلنى في يد الدلال وأمره ان ينادي ، من يشترى هذا العبد على عيبه فقيل له وما عيبه .


قال يكذب فى كل سنة كذبة واحدة فتقدم رجل تاجرا الى الدلال وقال له كم أعطوا في هذا العبد من الثمن على عيبه قال اعطو استمائة در هم قال ولك عشرون مجمع بينه وبين الجلاب وقبض منه الدراهم وأوصلنى الدلال الى منزل ذلك التاجر وأخذ دلالته فكساني التاجر ما يناسبنى ومكنت عنده باقى سنتى الى ان هات السنة الجديدة بالخير وكانت سنة مباركة مخصبة بالنبات فصار التجار يعملون العزومات وكل يوم على واحد منهم الى ان جاءت العزومه على سيدى في بستان خارج البلد فراح هو والتجار وأخذ لهم ما يحتاجون اليه من أكل وغيره فجلسواياً كلون ويشربون ويتنادمون إلى وقت الظهر فاحتاج سيدى الى مصلحة من البيت فقال يا عبد اركب البغلة وروح الى المنزل وهات من سيدتك الحاجة الفلانية وارجع سريعا فامتنات أمره ورحت الى المنزل فلما قربت من المنزل صرخت وأرخيت. الدموع فاجتمع أهل الحمارة كبارا وصغارا وسمعت صوتى زوجة سيدى و بناته. ففتحوا الباب وسألوني عن الخبر .


فقات لهم ان سيدى كان جالسا تحت حائط قديمة هو وأصحابه فوقعت عليهم فلما رأيت ماجرى لهم ركبت البغلة وجئت مسرعا لأخبركم فلما سمع أولاده وزوجته ذلك الكلام صرخوا وشقوا ثيابهم ولطموا على وجوههم فاتت اليهم الجيران وأما زوجة سيدى فانها قلبت متاع البيت بعضه على بعض  الصباح فسكتت عن الكلام المباح ( وفي ليلة ٥٥) قالت بلغنى ان العبد قال ومازلت التي الفتن في الاماكن التي أباع فيها وانتقل من أمير الى أمير ومن كبير الى كبير بالبيع والشراء حتى دخلت قصر أمير المؤمنين وقد انكسرت نفسى وضعفت قوتى وأعدمت خصيتي فله اسمع العبدان كلامه ضحكا عليه وقالا له انك خبيث بن حبيث قد كذبت كذبا شنيعا . ثم قالو اللعبد الثالث احك لنا حكايتك قال لهم يا أولاد عمى كل ما حكى هذا بطال ما أحكى لكم سبب قطع خصيتي وقد كنت استحق أكثر من ذلك لأني كنت نكحت سيدتي وابن سيدتي والحكاية معى طويلة وما هذا وقت حكايتها لان الصباح يا أولاد عمى قريب وربما يطلع علينا الصباح ومعنا هذا الصندوق فنتفضح بين الناس وتروح أرواحنا فدونكم فتح الباب فاد افتحناه ودخلنا محلنا قلت لكم على سبب قطع خصيتى ثم تعلق ونزل من الحائط وفتح الباب فدخلوا وحطوا الشمع وحفروا حفرة على قدر الصندوق بين أربعة قبور وصار كافور.



 يحفر وصواب ينقل التراب بالقفف الى ان - فروا نصف قامة ثم حطوا الصندوق في الجفرة وردوا عليه التراب وخرجوا من التربة وردوا الباب وغابوا عن عين غانم بن أيوب فلما خلا الغانم المكان وعلم انه وحده اشتغل سره بما فى الصندوق وقال فى نفسه يا ترى اى شىء فى الصندوق ثم صبر حتى برق الفجر ولاح وبان ضياؤه فنزل من فوق النخلة وازال التراب بيده حتى كشف الصندوق وخلصه ثم أخذ حجرا وضرب القفل فيكسره وكشف الغطاء ونظر فرأى صبية نائمة مبنجة ونفسها طالع ونازل الا انها ذات حسن و جمال وعليها حلى ومصاغ من الذهب وقلا ئط من الجوهر تساوى ملك السلطان ما يفى بثمنها مدل فلما رآها غانم بن أيوب عرف انهم تنامز واعليها فلما تحقق ذلك الأمر عالج فيها حتى أخرجها من الصندوق وأرقدها على قفاها فلما استنشقت الارياح ودخل الهواء في مناخرها عطست ثم شرقت وسعات فوقع من حلقها قرص بنج لو شمه الفيل لر قد من الليل إلى الليل ففتحت عينيها وأدارت طرفها وقالت بكلام فصيح ويلك ياريج ما فيك رى للعطشان ولا اس للريان این زهر البستان فلم يجاوبها أحد فالتفتت وقالت صبيحة شجرة الدر نور الهدى نجمة الصبح أنت في شهر نزهة حلوة ظريفة تكلموا فلم يجبها أ - دخجالت بطرفها وقالت ويلى عند انزالي في القبور يا من يعلم ما في الصدور ويجازي يوم البعث والنشور من جاء بى من بين الستور والخدو ر ووضعنى بين أربعة قبور هذا كا. وغانم واقف على قدميه فقال لها يا سيدتى لا خدور ولا قصور ولا قبور ما هذا الا عبدك غانم بن أيوب ساقه اليك الملك علام الغيوب .


حتى ينجيك من هذه الكروب ويحصل لك غاية المطلوب وسكت فلم اتحققت الامر قالت أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله والتفتت الى غانم وقد وضعت يديها على صدرها وقالت له بكلام عذب أيها الشاب المبارك من جاء بى الى هذا المكان فها انا قد أفقت فقال ياسيدتى ثلاثة عبيد خصيون أتوا وهم عاملون هذا الصندوق ثم حكى لها جميع ما جرى وكيف امسى عليه المساء حتى كان سبب سلامتها والا كانت ماتت بغصتها ثم سألها عن حكايتها وخبرها فقالت له أيها الشاب الحمد لله الذي رماني عنده لك فتم الآن وحطني في وجماعته والخلق والعالم الذين يتفرجون وأهل التاجر وراء هم يصرخون ويصيحون وهم في بكاء وحزن زائد فأول من لاقى سيدى زوجته وأولادها فلما رآهم بهت وضحك وقال لهم ما حالكم أتم وما حصل الحكم في الدارو ما جرى لكم فلمار أود قالوا الحمد لله على سلامتك أنت ورموا أنفسهم عليه وتعلقت اولاده به وصاحو او اأبتاه الحمد لله على سلامتك يا أبانا وقالت له زوجته الحمد لله الذى ارا.


 نا وجهك بسلامة وقد اندهشت وطار عقله الما رأته وقالت له كيف كانت سلامتك أنت وأصحابك فقال لها وكيف كان حالكم في الدار فقالوا نحن طيبون بخير وعافية وما أصاب دار ناشيء من الشر غير أن عبدك كافوراجاء الينا مكشوف الرأس ممزق الا ثواب وهو يصيح و اسيداه واسیداه فقلناله ما الخبر يا كافور فقال ان سيدي جلس تحت حائط في البستان ليقضى حاجة فوقعت عليه فمات فقال لهم سیده و الله انه اتاني في هذه الساعه وهو يصيح واسيد تاه وا اولا د سید تاه وقال ان سیدتی وأولادها ما توا جميع انم نظر الى جانبه قرآنی و عمامتي ساقطة في رأسى وانا اصيح وأبكى بكاء شديدا وأحثوا التراب على رأسى فصرخ على فاقبلت عليه فقال لى ويلك يا عبد النحس يا ابن الزانية يا ملعون الجنس ما هذه الوقائع التي عملتها ولكن والله لأ ساخن جلدك عن الحمك وأقط عن الحمك عن عظمك فقلت له والله ما تقدر أن تعمل معى شيئا لانك قد اشتريتنى على عيبي بهذا الشرط والشهود يشهدون عليك حين اشتريتنى على عيبى وأنت عالم به وهو أبي أكذب .



في كل سنة كذبة واحدة وهذه نصف كذبة فاذا كملت السنة كذبت نصنها الآخر فتبقى كذبة كاملة فصاح على يا ألعن العبيد هل هذا كله نصف كذبة وانما هو داهية كبيرة اذهب عنى فأنت حر فقلت والله ان أعتقتنى أنت ما أعتقك أنا حتى تكمل السنة وأكذب نصف الكذبة الباقي وبعد أن أنها فانزل بي السوق و بعنى بما اشتريتنى به على عيب ولا تعتقى فنى مالى صنعة أقتات منها وهذه المسئلة التي ذكرتها لك شرعية ذكرها الفقهاء فى باب العتق فبينما نحن في الكلام واذا بالخلايق والناس وأهل الحارة نساء ورجالا قدجاؤا يعملون العزاء وجاء الوالى وجماعته فراح سيدى والتجار الى الوالى وأعلموه بالقضية وان هذه نصف كذبة فلما سمع الحاضرون ذلك منه استعظموا تلك الكذبة وتعجبوا غاية العجب فلعنونى وشتمولى فبقيت واقفا أضحك وأقول كيف يقتلنى سيدى وقد اشترانى على هذا العيب فلما مضى سيدى الى البيت .


وجده خرابا وأنا الذي أخربت معظمه وكسرت فيه شيئا يساوي جملة من المال فقالت له زوجته ان كافور هو الذي كسر الاواني والصيني فازداد غیظه وقال والله ما رأيت عمری ولدز نا مثل هذا العبد ولانه يقول إنها نصف كذبة فكيف لو كانت كذبة كاملة فحينئذ كان أخرب مدينة أو مدينتين ثم ذهب من شدة غيظه الى الوالى فضر بنى علقة شديدة حتى غبت عن الدنيا وغشى على فتاني بالمزين في حال غشيتي فخصاني وكوانى فلما أفقت وجدت نفسى خصيا وقال لى سيدى مثل ما أحرقت قلبي على أعز الشيء عندى أحرقت قلبك على أعز الشيء عندك ثم أخذني فباعنى باغلى ثمن لاني صرت طو اشيا وما زلت القى الفتن في الاماكن التي أباع فيها وهنا أدرك شهرزاد.


( وفى ليلة ٥٦) قالت بلغنى ايها الملك السعيد ان غانم بن أيوب وصل الى داره بالصندوق وفتحه وأخرج الصبية منه و نظرت فرأت هذا المكان محلا مليحا مفروشا بالبسط الملونة والالوان المفرحة وغير ذلك ورات قماشا محز وما وأحمالا وغير ذلك فعلمت انه تاجر كبير صاحب أموال ثم انها كشفت وجهها ونظرت اليه فاذا هو شاب مليح فلما رأته أحبته وقالت له هات لنا شيئانا كله فقال لها غانم على الرأس والعين ثم نزل السوق واشترى خروفامشو يا وصحن حلاوة وأخذ معه نقلا وشمعا واخذ معه نبیذ اوه ايحتاج اليه الامر من آلة المشموم واتى الى البيت .


ودخل بالحوائج فلما رأته الجارية ضحكت وقبلته واعتنقته وصارت تلاطفه وازدادت عنده المحبة واحتوت على قلبه ثم أكل وشربا الى ان أقبل الليل وقد أحب بعضهما بعض الانهما كانا فى سن واحد وحسن واحد فلما أقبل الليل قام المتيم المسلوب غانم بن ايوب وأوقد الشموع والقناديل فضاء المكان وأحضر آلة المدام ثم نصب الحضرة وجلس هو واياها وكان يملأ ويسقيها وهى تملأ وتسقيه وهما يلعبان و يضحكان وينشدان الاشعار وزاد بهما الفرح وتعالما بحب بعضهما فسبحان مؤلف القلوب ولم يزالا كذلك الى قريب الصبح فغاب عليها النوم فنام كل منهما فى موضعه الى ان أصبح الصباح فقام غانم بن ايوب وخرج الى السوق واشترى ما يحتاج اليه من خضرة ولحم وخمر وغيره واتی به الى الدار و جلس .


هو واياها یا کلان فا كلا حتى اكتفيا و بعد ذلك أحضر الشراب وشر با ولعبا مع بعضهما حتى احمرت وجناتهما اسودت أعينهما و اشتاقت نفس غانم بن أيوب الى تقبيل الجارية والنوم معها فقال لها ياسيدتى اندنى لى بقبله من فيك لعلها تبرد نارقابي فقالت يا غانم اصبر حتى أسكر و أغيب واسمح لك سرا بحيث لم أشعر انك قبلتني ثم انها قامت على قدميها وخامت بعض ثيابها وقعدت في قميص رفيع وكوفية فعند ذلك تحركت الشهوة عند غانم وقال ياسيدتى أما تسمحين لى بما طلبته منك فقالت والله لا يصح لك ذلك لانه مكتوب على دكة لباسى قول صعب فانكسر خاطر غانم بن أيوب وزاد عنده الغرام الماعز المطلوب فانشد هذه الابيات .


سألت من أمر ضنى في قبلة تشفى السقم فقال لا لا أبدا قلت له نعم نعم فقال خذها بالرضا من فقلت غصبا قال لا الا على رأس فلا تسل عما جرى واستغفر الله ونم ففان ماشئت بنا فالحب يحلوا بالتهم ولا أبالى بعد ذا انباح يوما أوكتم .


ثم زادت محبته وانطلقت النيران في مهجته هذا وهى تتمنع منه وتقول مالك وصول الى ولم يزالا.

في عشقها و منادمتها وغانم بن أيوب غريق في بحر الهيام وأما هى فانها قد ازدادت قسوة وامتناعا.

الى ان دخل الليل بالظلام وأرخى عليها ذيل المنام فقام غانم وأشعل القناديل واوقد الشموع وزاد بهجة المقام وأخذ رجليها وقبلهم أفوجدهما مثل الزبد الطرى فرغ وجهه عليهما وقال ياسيدتي ارحمى أسيره والك ومن قتات عيناك كنت سليم القاب لولا ك ثم بكى قليلا فقالت له والله يا سيدى.



غانم ابن ايوب وهو يكشف غطاء الصندوق الذي تركه العبيد الثلاثة ورأى فيه الصبية وهي مبنجة


الصندوق وأخرج الى الطريق فاذا وجدت مداريا أو بغالا فاكتره لحمل هذا الصندوق وأوصانى الى بيتك فاذا صرت في دارك يكون خير او أحكى لك حكايتي واخبرك بقصتى ويحصل لك الخير من جهتى ففرح وخرج الى البرية وقد شعشع النهار وطلعت الشمس بالا نوار وخرجت الناس ومشوا فاکتری رجلا ببغل واتى به الى التربة فحمل الصندوق بعد ما حط فيه الصبيه ووقعت محبتها في قلبه وسار بها وهو فرحان لانها جارية تساوى عشرة آلاف دينار وعليها حلى وحلل يساوى مالا جزيلا وما صدق ان يصل الى داره وأنزل الصندوق وفتحه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح فعند ذلك قامت اليه قوت القلوب واحتضنته وقبلته وتمكن حبه في قلبها وباحت له بسرها وما عندها من المحبة وطوقت على رقبته بيديها وقبلته وهو يتمنع عنها خوفا من الخليفة ثم تحدثا ساعة من الزمان .


وهما غريقان فى بحر محبة بعضهما الى أن طلع النهار فقام غانم ولبس أثوابه وخرج الى السوق على عادته وأخذ ما يحتاج اليه الامر وجاء الى البيت فوجد قوت القلوب تبكى فلما رأته سكتت عن البكاء وتبسمت وقالت له أو حشتنى يا محبوب قلبي والله ان هذه الساعة التي غبتها عنى كسنة فإني لا أقدر على فرانك وها أنا قد بينت لك حالى من شدة ولعى بك فقم الآن ودع ما كان واقض أربك منى قال أعوذ بالله ان هذا شيء لا يكون كيف يجاس الكلب في موضع السبع والذى لمولاي يحرم على أن أقر به ثم جذب نفسه منها وجلس في ناحية وزادت هي محبة بامتناعة عنها ثم جلست الى جانبه و نادمته ولاعبته فسكر او هامت بالافتضاح به فغنت منشدة هذه الابيات.


قاب المتيم كاد أن يتفتتا فالى متی هذا الصدود إلى متى يا معرضا عنى بغير جناية فعوائد الغزلان أن تتلفتا صد وهجر زائد وصبابة ما كل هذا الأمر يحمله الفتى.


فبكى غانم بن ایوب و بكت هى لبكائه ولم يزالا يشربان إلى الليل ثم قام غانم وفرش فرشين كل فرش في مكان وحده فقالت له قوت القلوب لمن هذا الفرش الثاني فقال لها هذا لى والآخر لك ومن الليلة لا تنام إلا على هذا النمط وكل شيء للسيد حرام على العبد فقالت ياسيدى دعنا من هذا وكل شيء يجرى بقضاء وقدر فأبى فانطلقت النار فى قلبها وزاد غرامها فيه وقالت والله ما ننام إلا سواء فقال معاذ الله وغلب عليها ونام وحده إلى الصباح فزاد بها العشق والغرام واشتد بها الوجد والهيام وأقاما على ذلك ثلاثة أشهر طوال وهى كما اتقرب منه يمتنع عنها و يقول كل ماهو مخصوص بالسيد حرام على الابد فلما طال بها المطال مع خانم بن أيوب المتيم المسلوب وزادت بها الشجون والكروب أنشدت هذه الابيات.


بديع الحسن كم هذا التجنى ومن أغراك بالاعراض عنى حويت من الرشاقة كل معنى الرشاقة كل معنى وحزت من وحزت من الملاحة كل فن وأجريت الغرام لكل قلب وكالات السهاد بكل جفن وأعرف قلبك الاغصان تجنى فياغصن الأراك أراك تجنى وعهدى بالقلب صيد فمالي أراك تصيد أرباب المجن وأعجب ما أحدث عنك أنى فتنت وأنت لم تعلم بأنى فلا تسمح بوصلك لى فانى أغار عليك منك فكيف منى ولست بقائل ما دمت حيا بديع الحسن كم هذا التجنى وأقاموا على هذا الحال مدة و الخوف يمنع غانما عنها فهذا ما كان من أمر المتيم المسلوب .


غانم بن ونور عينى انا والله لك عاشقة و بك متعلقة ولكن أنا أعرف انك لا تصل الى فقال لها وما المانع فقالت له ساحكي لك في هذه الليلة قصتى حتى تقبل عذرى ثم انها ترامت عليه وطوقت على رقبته بيديها وصارت تقبله وتلاطفه ثم وعدته بالوصال ولم يزالا يلعبان و يضحكان حتى تمكن حب بعضهما من بعض ولم يز الا على ذلك الحال وهما في كل ليلة ينامان على فرش واحد و كا ماطلب منها الوصال تتعزز عنه مدة شهر كامل وتمكن حب كل واحد منهما من قلب الآخر ولم يبق لهما صبر عن بعضهما الى ان كانت ليلة من الليالي وهو راقد معها و الاثنان سكرانا فمديده على جسدها و ماس ثم مر بيده على بطنها ونزل الى سرتها فانتبهت وقعدت و تعهدت اللباس فوجدته .



مربوط فنامت ثانيا في لملس عليها بيده ونزل بها الى سراويلها وتكتها وجذبها فانتبهت وقعدت وقعد غانم بجانبها فقالت له ما الذي تريد قال أريد ان أنام ممك وأتصا فى انا و أنت فعند ذلك قالت له انا الآن أوضح لك أمرى حتى تعرف قدري و ينكشف لك سرى و يظهر لك عذر ى قال نعم فعند ذلك شقت ذيل قميصها ومدت يدها الى تكة لباسها وقالت ياسيدى اقرأ الذى على هذا الطرف فاخذ طرف التكة في يده ونظره فوجده مرقوما عليه بالذهب انالك وأنت لي يا ابن عم النبي فلما قرأه تثريده وقال لها اكثر فى لى عن خبرك قالت نعم اعلم انني محظية أمير المؤمنين واسمى قوت القلوب وان أمير المؤمنين لمار باني في قصره وكبرت نظر الى صفاتي وما أعطاني ربى من الحسن والجمال .


فاحبنى محبة زائدة وأخذني واسكنني في مقصورة وأمر لي بعشرجوار يخدمننى ثم انه أعطانى ذلك المصاغ الذي تراه معى ثم ان الخليفة سافر يوما من الايام الى بعض البلاد فجاءت السيدة زبيدة الى بعض الجوارى التى في خدمتي وقالت اذا نامت سيدتك قوت القلوب فحطى هذه القلعة البنج فى انفها أو فى شرابها ولك على من المال ما يكفيك فقالت لها الجارية حبا وكرامة ثم ان الجارية أخذت البنج منها وهي فرحانة لأجل المال ولكونها كانت في الأصل جاريتها فجاءت الى ووضعت البنج في جوفى فوقعت على الأرض وصارت رأسي عند رجلى ورأيت نفسى فى دنيا أخري ولما تمت حياتها حطتنى فى ذلك الصندوق وأحضرت العبيد سرا و أنعمت عليهم وعلى البوابين وارسلتنى مع العبيد في الليلة التي كنت نائما فيها فوق النخلة وفعلوا معى ما رأيت وكانت نجاتى على يديك وأنت أتيت بى الى هذا المكان .


و أحسنت الى غاية الاحسان وهذه قصتى وما أعرف الذي جرى للخليفة فى غيبتى فاعرف قدرى ولا تشهر أمرى فله اسمع غانم بن أيوب كلام قوت القلوب وتحقق انها محظية الخليفة تأخر الى ورائه خيفة من هيبة الخليفة وجلس وحده في ناحية من المكان يعاتب نفسه ويتفكر فى أمره وصار متحيرا في عشق التي ليس له اليها وصول فبكى من شدة الغرام ولوعة الوجد والهيام وصار يشكو الزمان وماله من العدوان فسبحان من شغل قلوب الكرام بالمحبة ولم يعط الاندال منها وزن حبة وأنشد هذين البيتين قلب المحب على الاحباب متعوب وعقله مع بديع الحسن منهوب وقائل قال لى ما الحب قلت له الحب عذب ولكن فيه تعذيب و نام ساعة فجلست عند رأسه جارية وعند رجليه جارية وبعد أن غلب عليه النوم تنبه وفتح عينيه فسمع الجارية التي عند رأسه تقول للتى عند رجليه ويلك يا خيزران قالت لاى شىء يا قضيب قالت لها إن سيدنا ليس عنده علم بما جري حتى إنه يسهر على قبر لم يكن فيه إلا خشبة منجرة صنعة .



النجار فقالت لها الاخرى وقرت القلوب أى شىء أصابها فقالت اعلمي أن السيدة زبيدة أرسات مع جارية بنجا و بنجتها فلا تحكم البنيج نها وضعتها في صندوق وأرساتها مع صواب وكافور وأمرتهما أن يرمياها في التربة فقالت خيزران ويلك يا قضيب هل السيدة قوت القلوب لم تمت فقالت سلامة شبابها من الموت ولكن أنا سمعت السيدة زبيدة تقول إن قوت القلوب عند شاب تاجر اسمه غانم الدمشقى وان لها عنده الى هذا اليوم أربعة أشهر رسيد ناهذا يبكى ويسهر الليالي على قبر لم يكن فيه الميت وصارتا تتحدثان بهذا الحديث والخليفة يسمع كلامهما فلما فرغ الجاريتان من الحديث وعرف القضية وان هذا القبر زور وان قوت القلوب عند غانم بن أيوب مدة أربعة أشهر .


غضب غضبا شديدا وقام وأحضر أمراء دولته فعند ذلك أقبل الوزير جعفر البرمكي وقبل الارض بين يديه فقال له الخليفة بغيظ انزل ياجعة و بجماعة واسأل عن بيت غانم بن أيوب والجموا على داره و ائتونى بجاريتى قوت القلوب ولا بد لى أن أعذبه فاجابه جعفر بالسمع والطاعة فعند ذلك نزل جعفره و وأتباعه والوالى صحبته ولم يزالواسائرين إلى أن وصلوا إلى دار غانم وكان غانم خرج في ذلك الوقت وجاء بقدر لحم وأراد أن يمد يده ليأكل منها هو رقوت القلوب فلاحت منه التفاته فوجد البلاط أحاط بالدار والوزير والوالى والظلمة والمماليك بسيوف مجردة ودار و ابه كما يدور بالعين السواد فعند ذلك عرفت أن خبرها وصل إلى الخليفة سيدها فايقنت بالهلاك واصفر لونها وتغيرت محاسنها ثم انها نظرت إلى غانم وقالت له يا حبيبي فز بنفسك فقال لها كيف أعمل والى أين أذهب ومالى ورزقى فى هذا الدار.


 فقالت له لا تمكث لئلا تهلك و يذهب مالك فقال لها يا حبيبتي ونور عيني كيف أصنع فى الخروج وقد أحاطوا بالدار فقالت له لا تخف ثم إنها نزعت ما عليه من النياب وألبسته خلقانا بالية وأخذت القدر التي كان فيها اللحم ووضعتها فوق رأسه وحمات فيها بعض خبر و زبدية طعام وقالت له أخرج بهذه الحيلة ولا عليك مني فانا أعرف أى شيء فى يدى من الخليفة فلما سمع غانم كلام قوت القلوب وما أشارت عليه به خرج من بينهم وهو حامل القدر وستر عليه الستار ونجا من المكايد والاضرار ببركة نيته فلما وصل الوزير جعفر إلى ناحية الدار ترجل عن حصانه ودخل البيت ونظر إلى قوت القلوب وقد تزينت و تبهرجت و ملات صندوقا من ذهب ومصاغ وجواهر و تحف مماخف حمله وغلا ثمنه فلما دخل عليها جعفر قامت على.


قدهم يها وقبلات الارض بين يديه وقالت له ياسيدى جرى القلم بما حكم الله فاء ارأى ذلك جعفر قال لها والله ياسيدتى انه ما أوصانى إلا بقبض غانم بن أيوب فقالت اعلم أنه حزم تجارات وذهب إلى دمشق ولا علم لي بغير ذلك وأريد أن تحفظ لي الصندوق وتحمله الي قصر أمير المؤمنين فقال جعفر السمع والطاعة ثم أخذا الصندوق وأمر بحمله وقوت القلوب معهم الى دار الخلافة وهى مكرمة أيوب ( وأما ) ما كان من أمرز بيدة فانها في غيبة الخليفة فعات قوت القلوب ذلك الامر ثم صارت متحيرة تقول في نفسها ما أقول للخليفة إذا جاء وسأل عنها وما يكون جوابي له فدعت به جوز كانت عندها وأطلعتها على سرها وقالت لها كيف أفعل وقوت القلوب قد فرط فيها الفرط فقالت لها العجوز لما فهمت الحال اعلمى ياسيدتي أنه قرب مجىء الخليفة ولكن أرسلى إلى نجار وأمر يه أن يعمل صورة ميت من خشب ويحفروا له قبر او توقد حوله الشموع والقناديل وأمرى كل من في القصر أن يلبسوا الاسود وأمرى جواريك والخدام إذا علموا أن الخليفة أتى من سفره أن يشيعوا الحزن في الدهليز فاذا دخل رسأل عن الخبر يقولون إذ قوت القلوب ماتت.


 و يعظم الله أجرك فيها ومن معزتها عند سيدتنا دفنتها في قصرها فإذا سمع ذلك يبكى ويعز عليه ثم يسهر القراء على قبرها القراءة الختمان فان قال فى نفسه إن بنت عمى زبيدة من غيرتها سعت في هلاك قوت القلوب أو غلب عليه الهيام فأمر بإخراجها من القبر فلا تفزعى من ذلك ولو حفر وا على تلك الصورة التي على هيئة ابن آدم وأخرجوها وهى مكفة بالاكفان الفاخرة فان أراد الخليفة إزالة الاكفان عنها لينظرها فامنعيه أنت من ذلك والاخرى عنعه وتقول رؤية عورتها حرام فيصدق حينئذ أنها ماتت و يردها إلى مكانها و يشكرك على فعلك وتخلصين ان شاء الله تعالى من هذه الورطة فلما سمعت السيدة زبدة كلامهاورات أنه صواب خلفت عليها خلعة وأمرتها أن تفعل ذلك بعد ما أعطتها جملة من المال فشرعت العجوز فى ذلك الامر حالا وأمرت النجار أن يعمل لها صورة كما ذكرنا و بعد تمام الصورة جاءت بها إلى السيدة زبيدة فكفتها وأوقدت الشموع والقناديل وفرشت البسط حول القبر ولبست السواد وأمرت الجوارى أن يلبسن السواد واشتهر الامر في القصر أن قوت القلوب ماتت ثم بعد مدة أقبل الخليفة من غيبته وطالع إلى قصره ولكن ماله شغل إلا قوت القلوب فرأى الغلمان والخدام والجوارى كلهم لابسين السواد فار تجف فؤاده فلما دخل القصر على.



 السيدة زبيدة رآها لابسة الاسود فسأل عن ذلك فاخبروه بموت قوت القلوب فوقع مغشيا عليه فلما أفاق سأل عن قبرها فقالت له السيدة زبيدة اعلم يا أمير المؤمنين أننى من معزتها عندي دفنتها في قصری فدخل الخليفة بنياب السفر إلى القصر ليزررقوت القلوب فوجد البسط مفروشة والشموع والقناديل موقودة فلما رأى ذلك شكرها على فعلها ثم انه صار حائرا في امره ولم يزل ما بين مصدق ومكذب فاما غلب على ه الوسواس أمر بحفر القبر واخراجها منه فلما رأى المكنن وأراد أن يزيله عنها ليراها خاف من الله تعالى فقالت العجوز ردوها إلى مكانها ثم إن الخليفة أمر فى الحال باحضار الفقهاء والمقرئين وقرأوا الختمات على قبرها وجلس بجانب القبر يبكى إلى أن غشى عليه ولم يزل قاعدا على قبرها شهرا كاملا فادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح  .


(وفي ليلة ٥٧)


 قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة لم يزل يتردد على قبرها مدة شهر فاتفق أن الخليفة دخل الحريم بعد انقضاض الامراء والوزراء من بين يديه إلى بيوتهم قتلوه في يوم واحد ثم أمر صبيانه محمل محملوه الى بيته وفرش له فرشا جديدا و وضع له مخدة جديدة وقال لزوجته اخدميه بنصح فقالت على الراس ثم تشمرت وسخنت له ماء وغسات يديه ورجليه و بدنه والبسته تو با من لبس جواريها وسقته قدح شراب و رشت عليه ماء ورد فأفق وتذكر محبوبته قوت القلوب فزادت به الكروب هذا ما كان من أمره وأما ما كان من أمر قوت القلوب فانه لما غضب عليها الخليفه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

(وفي ليلة ٥٨) 


قالت بلغني أيها الملك السعيد ان قوت القلوب لما غضب عليها الخليفة واسكنها في مكان مظلم استمرت فيه على هذا الحال ثمان يوما فاتفق أن الخليفه مر يوما من الايام على ذلك المكان فسمع قوت القلوب تنشد الاشعار فام افرغت من انشادها قالت يا حبيبي يا غانم ما أحسنك وما أعف نفسك قد أحسنت لمن أساءك وحفظت حرمة من انتهك حرمتك وسترت حريمه وهو سباك وسبي أهلك ولا بد أن تقف أنت وأمير المؤمنين بين يدى حاكم عادل وتنتصف عليه في يوم يكون القاضى هو الله والشهودهم الملائكة فلما سمع الخليفة كلامها وفهم شكواها علم أنها مظلومة فدخل قصره وأرسل الخادم لها فلما حضرت بين يديه أطرقت وهى باكية العين حزينة القلب فقال ياقوت القلوب أراك تتظلمين منى وتنسبيني إلى الظلم وتزعمين أني أسأت إلى من أحسن الي فمن هو الذى حفظ حرمتى وانتهكت حرمته وستر حریمی وسبيت.


 حريمه فقالت له غانم بن أيوب فانه لم يقر بنى بفاحشة وحق نعمتك يا أمير المؤمنين فقال الخليفة لا حول ولا قوة إلا بالله ياقوت القلوب تمنى على فنا أبلغك مرادك قالت تمنيت عليك محبوبي غانم بن أيوب فلما سمع كلامها قال أحضره ان شاء الله مكر ما فقالت يا أمير المؤمنين ان أحضرته أتهبنى له فقال ان أحضرته وهبتك هبة كريم لا يرجع فى عطائه فقالت يا أمير المؤمنين ائذن لي أن أدور عليه لعل الله يجمعنى به فقال لها افعلى ما بذالك ففرحت وخرجت ومعها الف دينار فزارت المشايخ وتصدقت عنه وطلعت ثانى يوم الى التجار وأعطت عريف السوق دراهم وقالت له تصدق بها على الغرباء ثم طلعت ثانى جمعة ومعها الف دينار ودخات سوق الصاغة وسوق الجواهرجية وطلبت عريف السوق فحضر فدفعت له الف دينار وقالت له تصدق بها على الغرباء فظهر اليها العريف .



وهو شيخ السوق وقال لهاهل لك أن تذهبي الى دارى وتنظرى الى هذا الشاب الغريب ما أظرفه وما أكمله وكان هو غانم بن أيوب المتيم المسلوب ولكن العريف ليس له به معرفة وكان يظن أنه رجل مسكين مديون سلبت نعمته أو عاشق فارق أحبته فله اسمعت كلامه خفق قلبها و تعلقت به أحشاؤها فقالت له أرسل معى من يوصلنى الى دارك فارسل معها صبياصغيرا ، وصاها إلى الدار التي فيها الغريب فشكرته على ذلك فلما دخلت تلك الدار وسلمت على زوجة العريف قامت زوجة العريف وقبات الارض بين يديها لانها عرفتها فقالت لهاقوت القلوب أين الضعيف الذى عندكم فبكت وقالت ها هو ياسيدتي الا انه معززة وكان هذا بعد أن نهبوادار غانم ثم توجهوا إلى الخليفة فحكى له جعفر جميع ماجرى. فأمر الخليفة لقوت القلوب بمكان مظلم وأسكنها فيه وألزم بها عجوزا لقضاء حاجتها لانه ظن أن غانما فحش بها ثم كتب مكتوبا للامير محمد بن سليمان الزينى وكان نائبا في دمشق ومضمونه ساعة وصول المكتوب الى يديك تقبض على غانم بن أيوب وترسله الى فلما وصل المرسوم اليه قبله ووضعه على رأسه ونادى فى الاسواق من أراد أن ينهب فعليه بدار غانم بن أيوب فجاؤا إلى. الدار فوجدوا أم غانم وأخته قد صنعتا لهما قبرا وقعدتا عنده تبكيان فقبضوا عليهما ونهبوا .


الدار ولم يعلما ما الخبر فلما أحضرهما عند السلطان سألها عن غانم بن أيوب فقالتاله من مدة سنة ما وقفناله على خبر فرد وهما إلى مكانهما هذا ما كان من أمرها ( وأما ) ما كان من أمر غانم بن. أيوب المتيم المسلوب فانه لما سلبت نعمته تحير فى أمره وصار يبكى على نفسه حتى انفطر قلبه وسار ولم يزل سائرا الى آخر النهار وقد ازداد به الجوع وأضر به المشى حتى وصل إلى بلد فدخل المسجد وجلس على برش وأسند ظهره الى حائط المسجد وارتمى وهو في غاية الجوع والتعب ولم يزل مقيما هناك الى الصباح وقد خفق قلبه من الجوع وركب جلده القمل وصارت رائحته منتنة وتغيرت أحواله فأتى أهل تلك البلدة يصلون الصبح فوجدوه مطروحة ضعيفا من الجوع وعليه آثار النعمة لائحة فلما أقبلوا عليه وجدوه بردان جائعا فالبسوه تو با عتيقا قد بليت أكمامه وقالو اله من أين أنت يا غريب وما سبب ضعفك ففتح عينه ونظر اليهم وبكى ولم يرد عليهم جوابا ثم ان بعضهم عرف شدة جوعه فذهب وجاء له بكرجة عسل و رغيفين فاكل وقعدوا عنده حتى طلعت الشمس ثم انصرفوا لاشغالهم ولم يزل على هذه الحالة شهرا وهو عندهم وقد تزايد عليه الضعف والمرض فتعطفوا عليه وتشاوروا مع بعضهم في أمره ثم اتفقوا على أن يوصلوه الى المارستان الذى يبغداد فبينما هم كذلك واذا بامرأتين سائلتين قد دخلتا عليه وهما أمه وأخته فلما رآهما أعطاها الخبز الذى عند رأسه ونامتا عنده تلك الليلة .



ولم يعرفهما فلما كان ثاني يوم أتاه أهل القرية وأحضروا جملا وقالوا لصاحبه احمل هذا الضعيف فوق الجمل فاذا وصلت إلى بغداد فانزله على باب المارستال لعله يتعافى فيحصل لك الأجر فقال لهم السمع والطاعه ثم انهم أخرجوا غانم بن أيوب من المسجد وحملوه بالبرش الذي هو نائم عليه فوق الجمل وجاءت أمه وأخته يتفرجان عليه من جملة الاس ولم يعلما به ثم نظرتا اليه وتأملتاه وقالتا انه يشبه غانما ابننا فياترى هل هو هذا الضعيف أولا وأما غانم فانه لم يفق الا وهو محمول فوق الجمل فصار يبكي وينوح وأهل القرية ينظرون وأمه وأخته يبكيان عليه ولم يعرفانه ثم سافرت أمه وأخته الى أن وصلتا الى بغداد وأما الجمال فانه لم يزل سائرا به حتى انزله على باب المارستان وأخذ جمله و رجع فمكث غانم راقدا هناك الى الصباح فلما درجت الناس. في الطريق نظروا اليه وقد صاررق الخلال ولم يزل الناس يتفرجون عليه حتى جاء شيخ السوق ومنع الناس عنه وقال أنا أكتسب الجنه بهذا المسكين لانهم متى أدخلوه المارستان فعند ذلك وقعت مغشيا عليها فلما سمعت أخته وأمه كلامه. اصاحتا بقولها وافر حتادو، قعتا مغشيا عليهما وبعد ذلك استفاقتا فقالت له قوت القلوب الحمد لله الذي جمع شملنا بك وبامك وأختك وتقدمت اليه وحكت .



له جميع ما جرى لها من الخليفة وقالت انى قات له قد أظهرت لك الحق يا أمير المؤمنين فصدق كلامى ورضى عنك وهو اليوم يتمنى أن يراك ثم قالت نغانم ان الخليفة وهبنى لك ففرح بذلك غاية الفرح فقالت لهم قوت القلوب لا تبرحوا حتى أحضر ثم انها قامت من وقتها وساعتها و انطلاقت لى قصرها وحمات الصندوق الذى أخذته من داره وأخرجت منه دنانير وأعطت العريف اياها وقالت له خذ هذه الدنانير واشتر لكل شخص منهم أربع بدلات كوامل من أحسن القماش وعشرين منديلا وغير ذلك مما يحتاجون اليه ثم انها دخلت بهما و بغانم الحمام وأمرت بغسلهم وعمات لهم المساليق رماء الخولنجان وماء التفاح بعد أن خرجوا من الحمام ولبسوا النياب وأقامت عندهم ثلاثة أيام وهى تطعمهم لحم الدجاج والمساليق وتسقيهم السكر المكرر وبعد ثلاثة أيام ردت لهم أرواحهم وأدخلتهم الحمام ثانيا وخرجوا وغيرت عليهم الثياب وخلتهم فى بيت العريف وذهبت إلى الخليفة وقبلت الارض بين يديه وأعلمته بالقصة وانه قد حضر .


سيد ها غانم بن ايوب المتيم المسلوب وان أمه وأخته قد حضر تا فاما سمع الخليفة كلام قوت القلوب قال للخدام على غانم فنزل جعفر اليه وكانت قوت القلوب قد سبقته ودخلت على غانم وقالت له ان الخالية ة قد أرسل اليك ليحضرك بيزيديه فعليك بفصاحة اللسان وثبات الجنان وعذوبة الكلام وألبسته حلة فاخرة وأعطته دنانير بكثرة رقالت له أكثر البذل الى حاشية الخليفة وأنت داخل عليه واذا بجعفر أقبل عليه وهو على ابغلته فقام غانم وقابله وحياه وقبل الارض بين يديه وقد ظهر كوكب سعده وارتفع طالع مجدد فاخذه جعفر ولم بز الاسائرين حتى دخلاء على أمير المؤمنين فلما حذرا بين يديه نظر الى الوزراء والامراء والحجاب والنواب وأرباب الدولة وأصحاب الصولة وزغانم فصيح اللسان ثابت الجنان رقيق العبارة أنيق الاشارة فاطر برق أسه الى الارض ثم نظر الى الخليفة وأنشد هذه الابيات.


افديك من ملك عظيم الشان متتابع الحسنات والاحسان.

متوقد العزمات فياض الندي حدث عن الطوفان والنيران

لا ياجون بغيره من قيصر فى ذا المقام وصاحب الايوان      

تضع الملوك على ثرى اعتابه عند السلام جواهر التيجان 

حتى اذا شخصت له ابصارهم خروا لهيبته على الاذقان

ويفيدهم ذاك المقام مع الرضا رتب العلا وجلالة السلطان

ضاقت بعسكرك الفيافي والفلا فاضرب خيامك في ذرى كيوان

واقرى الكواكب بالمواكب محسنا لشريف ذاك العالم الروحاني

 وملكت شامخة الصياصي عنوة من حسن تدبير وثبت جنان .


ابن ناس وعليه أثر النعمة فالتفتت إلى الفرش الذى هو راقد عليه وتأملته فرأته كأنه هو بذاته ولكنه قد تغير حاله وزاد نحوله ورق إلى أن صار كالخلال وانبهم عليها أمره فلم تتحقق أنه هو ولكن أخذها الشفقة عليه فصارت تبكي وتقول ان الغرباء مساكين وان كانوا أمراء في بلادهم و رتبت له الشراب والادوية ثم جلست عند رأسه ساعة وركبت وطلعت إلى قصرها وصارت تطلع في كل سوق لاجل التفتيش على غانم ثم ان العريف أتى بامه وأخته فتنة ودخل بهما على قوت القلوب وقال ياسيدة المحسنات قد دخل مدينتنا في هذا اليوم امرأة وبنت وهما من وجوه الناس وعليهما أثر النعمة لائح لكنهما لابستان ثيابا من الشعر وكل واحدة معلقة في رقبتها مخلاة وعيونهما .



باكية وقلوبهما حزينة وها أنا أتيت بهما اليك لتأويهما وتصونيهما عن ذل السؤال لانهما ليستا أهلا لسؤال اللثام وان شاء الله ندخل بسببهما الجنة فقالت والله ياسيدى لقد شوقتنى اليهما وأين هم فامرها بالدخول فعند ذلك دخلت فتنة وأمها على قوت القلوب فلما نظرتهما قوت القلوب وهاذا تا جمال بكت عليهما وقالت والله انهما أولاد نعمة ويلوح عليهما أثر الغنى فقال العريف يا سيدتى اننا نحب الفقراء والمساكين لاجل الثواب وهؤلاء ربما جار عليهم الظلمة وسلوا نعمتهم وأخر بوا ديارهم ثم ان المرأتين بكيتا بكاء شديدا و تفكرتا غانم بن أيوب المتيم المسلوب فزاد نحيبهما فلما بكيته بات قوت القلوب لبكاأنهما ثم أن أمه قالت نسأل الله أن يجمعنا بمن نريده وهو ولدى غانم بن أيوب فلما سمعت قوت القلوب هذا الكلام علمت أن هذه المرأة أم معشوقها وان الاخري أخته فبكت هى حتى غشي عليها فلما أفاقت أقبات عليهما وقالت لهما لا بأس عليكما فهذا اليوم أول سعادتكما وآخر شقاوتكما فلا تحزنا وأدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

 وفى ليلة ٥٨) 






تعليقات