📁 آخر الأخبار

قصص ألف ليلة وليلة قصة حكاية الملك يونان والحكيم رويان وهى من ضمن ما قبلها

 قصص ألف ليلة وليلة قصة حكاية الملك يونان والحكيم رويان وهى من ضمن ما قبلها


(قال) الصياد اعلم ايها العفريت انه كان في قديم الزمان وسالف العصر و الا وان في مدينة الفرس وارض رومان ملك يقال له الملك يونان وكان ذامال وجنود وبأس وأعوان من سائر الاجناس وكان في جسده برص قد عجزت فيه الاطباء والحكماء ولم ينفعه منه شرب أدوية ولا سفوف ولادهان ولم يقدر أحد من الاطباء ان يداويه وكان قد دخل مدينة الملك يونان حكيم كبير طاعن في السن يقال له الحكيم رويان وكان عارفا بالكتب اليونانية والفارسية والرومية والعربية والسريانية وعلم الطب والنجوم وعالما باصول حكمتها وقواعد أمورها من منفعتها ومضرتها عالما بخواص النبانات والحشائش والاعشاب المضرة والنافعة قد عرف علم الفلاسفة وحاز جميع العلوم الطبية وغيرها ثم ان م الحكيم لمادخل المدينة واقام بها .



قصص ألف ليلة وليلة قصة حكاية الملك يونان والحكيم رويان وهى من ضمن ما قبلها
حكاية الملك يونان والحكيم رويان 



ايام قلائل سمع خبر الملك وما جرى له في بدنه من البرص الذي ابتلاه الله به وقد عجزت عن مداواته الاطباء واهل العلوم فلما بلغ ذلك الحكيم بات مشغولا فلما أصبح الصباح لبس الحرثيا به ودخل على الملك يونان وقبل الأرض ودعاله بدوام العز والنعم واحسن ما به تكلم واعلمه بنفسه فقال أيها الملك بلغنى ما اعتراك من هذا الذى في جسدك وان كثيرا من الاطباء لم يعرفوا الحيلة في زواله وها نا أداويك ايها الملك ولا أسقيك دواء ولا أدهنك بدهن فلما سم الملك يونان كلامه تعجب وقال له كيف تفعل فو الله ان أبرئتنى أغنيتك لولد الولد وانعم عليك وكل والقنص وكان له بازي رباه ولا يفارقه ليلا ولا نهارا ويبيت طول الليل حامله على يده واذا طلع الى.




الصيد يا خذه معه وهو عامل له طاسة من الذهب معلقة فى رقبته يسقيه منها فبينما الملك جالس واذا بالوكيل على طير الصيد يقول يا ملك الزمان هذا او ان الخروج الى الصيد فاستعد الملك للخروج وأخذ البازي على يده وصار وا إلى أن وصلوا إلى واد و نصبوا شبكة الصيد واذا بغزالة وقعت في تلك الشبكة فقال الملك كل من فاتت الغزالة من جهته قتلته فضيقوا عليها حلقة الصيد واذا بالغزالة اقبلت على الملك وشبت على رجليها وحطت يديها على صدرها كأنها تقبل الارض للملك فطاطا الملك للغزالة غفرت من فوق دماغه وراحت الى البر فالتفت الملك الى العسكر فراهم يتغا مزون عليه فقال یا وزیری ماذا يقول العساكر فقال يقولون إنك قلت كل من فاتت الغزالة . من جهته يقتل فقال الملك وحياة رأسى لا تبعتها حتى أجيء بها ثم طلع الملك في آثر الغزالة ولم يزل وراءها وصار البازي بلطشها على عينيها الى أن أعماها ودوخها فسحب الملك دبوسا وضر بها فقلبها ونزل فذبحها وساخها وعلقها فى قر بوس السرج وكانت ساعة حر وكان المكان قفر الم يوجد فيه ماء فعطش الملك وعطش الحصان.



 فالتفت الملك فرأى شجرة ينزل منها ماء مثل السمن وكان الملك لا بسا فى كفه جلدا فاخذ الطاسة من قبة البازى وملاها من ذلك الماء ووضع الماء قدامه واذا بالبازي لطش الطاسة فقلبها فاخذ الملك الطاسة ثانيا وملاها وظن ان البازى عطشان فوضعها قدامه فلطشها ثانيا وقلبها فغضب الملك من البازى وأخذ الطاسة ثالنا وقدمها للحصان فقلبها البازى بجناحه فقال الملك الله بخيبك يا أشأم الطيو رأحرمتنى من الشرب وأحرمت نفسك وأحرمت الحصان ثم ضرب البازى بالسيف فرمی أجنحته فصار البازى يقيم رأسه ويقول بالاشارة انظر الذى فوق الشجرة فرفع الملك عينه فرأى فوق الشجرة حية والذي يسيل سمها فندم الملك على قص أجنحة البازي ثم قام وركب حصانه وسار ومعه الغزالة حتى وصل الى مكانه الأول فألقى الغزالة الى الطباخ وقال له خذها واطبخها ثم جلس الملك على الكرسى والبازي على يده فشهق البازي ومات فصاح الملك حزنا و أسفا على قتل البازي حيث خاصه من الهلاك هذا ما كان من حديث الملك السندباد.



فه اسمع الوزير كلام الملك يونان قال له أيها الملك العظيم الشأن وما الذي فعلته من الضرورة و رأيت منه سوء انما فعل معك هذ اشفقة عليك وستعلم صحة ذلك فان قبات منى نجوت والاهلكت كما هلك وزير كان احتال على ابن ملك من الملوك وكان لذلك الملك ولد مولع بالصيد والقنص وكان له وزير اقامر الملك ذلك الوزير أن يكون مع ابنه أينما توجه فخرج يوما من الايام الى الصيد والقنص و خرج معه و زیر أبيه فسارا جميعا فنظرا الى وحش كبير فقال الوزير لا بن الملك دونك هذا الوحش فاطلبه فقصده ابن الملك حتى غاب عن العين وغاب عنه الوحش في البرية وتحير ابن الملك فلم يعرف أين يذهب واذا بجارية على رأس الطريق وهى تبكى فقال لها ابن الملك من أنت قالت بنت ملك من ملوك الهند وكنت في البرية فادركنى النعاس فوقعت من فوق الدابة ولم أعلم بنفسى فصرت منقعطة حارة يونان يتعجب من صنعه و يقول هذا دوانى من ظاهر جسدى ولم يدهنى بدهان فوالله ما هذه الا حكمة بالغة فيجب على لهذا الرجل الانعام والأكرام وان أتخذه جليسا وأنيسا مدى الزمان وبات الملك يونان مسرور فرحا بصحة جسمه وخلاصه من مرضه فلم أصبح الملك وجلس على كرسيه و وقفت أرباب دولته بين يديه وجلست الامراء والوزراء على يمينه ويساره ثم طلب الحكيم رويان فدخل عليه وقبل الارض بين يديه فقام له الملك وأجلسه بجانبه وأكل معه وحياه وخلع عليه وأعطاه .



ولم يزل يتحدث معه الى ان أقبل الليل فرسم له بخمس خلع والف دينار ثم الصرف الحكيم الى داره وهو شاكر الملك فلما أصبح الصباح خرج الملك الى الديوان وقد احدقت به الامراء والوزراء والحجاب وكان له وزير من وزرائه بشع المنظر نحس الطالع اثيم بخيل حسود مجبول على الحسد والمقت فلما رأى ذلك الوزيران الملك قرب الحكيم رويان وأعطاه هذه الانعام حسده عليه وأضمر له الشركما قيل في المعنى . ما خلا جسد من حسد وقيل في المعنى . الظلم كمين في النفس القوة تظهره والعجز يخفيه . ثم ان الوزير تقدم الى الملك يونان وقبل الارض بين يديه وقال له يا ملك العصر والا وان أنت الذي شمل الناس احسانك ولك عندى نصيحة عظيمة فإن اخفيتها عنك أكون ولد زنا فان أمرتني أن أبديها أبديتها لك فقال الملك وقد أزعجه كلام الوزير وما نصيحتك فقال أيها الملك الجليل قد قالت القدماء من لم ينظر فى العواقب فما الدهر له بصاحب وقد رأيت الملك على غير صواب حيث أنعم على عدوه وعلى من يطلب زوال ملكه وقد أحسن اليه وأكرمه غاية الاكرام وقربه غاية القرب وأنا أخشى على الملك من ذلك فانزعج الملك وتغير لونه وقال له من الذى تزعم أنه عدوى وأحسنت اليه فقال له يا أيها الملك ان كنت نائما فاستيقظ فانا أشير الى الحكيم رويان فقال له الملك ان هذا صديقي وهو أعز الناس عندى لانه دواني بشيء قبضته بيدى وابر أني من مرضى .



الذي عجزت فيه الاطباء وهو لا يوجد مثله فى هذا الزمان فى الدنيا غر با وشرقا فكيف أنت تقول عليه هذا المقال وانا من هذا اليوم أرتب له الجوامك والجرايات واعمل له في كل شهر الف دينار ولو قاسمته في ملكي ولكان قليلا عليه وما أظن انك تقول ذلك الاحسدا كما بلغنى عن الملك السندباد . ثم قال الملك يونان ذكر والله أعلم وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح فقالت لها أختها يا أختى ما أحلى حديثك وأطيبه وألذه وأعذ به فقالت لها و أين هذا مما أحدثكم به الليلة المقبلة أن عشت. وأبقانى الملك فقال الملك فى نفسه والله لا أقتلها حتى اسمع بقية حديثها لأنه حديث عجيب ثم انهم باتوا تلك الليلة متعانقين الى الصباخ ثم خرج الملك إلى محل حكمه واحتبك الديوان فحكم وولى عزل وأمر ونهى الى آخر النهار ثم انفض الديوان فدخل الملك قصره وأقبل الليل وقضى حاجته من بنت الوزير شهرزاد.



( وفي ليلة ٥ ) قالت بلغنى أيها الملك السعيد ان الملك يونان قال لوزيره أيها الوزير أنت داخلك الحسد من أجل هذا الحكيم فتريد أن أقتله وبعد ذلك أندم كاندم الملك السندباد على قتل البازي فقال الوزير وكيف كان ذلك فقال الملك ذكر أنه كان ملك ملوك الفرس يحب الفرجه والتنزه والصيد مثل ما قلت لك أيها العفريت وانت لا تدعني بل تريد قتلى فقال الملك يونان للحكيم رويان انى لا آمن الا ان أقتلك فانك برأتنى بشيء أمسكته بيدي فلا آمن أن تقتلني بشيء اسمه أو غير ذلك فقال الحكيم ايها الملك اهذا جزائى منك تقابل المليح با تقبيح فقال الملك لا بد من قتلك من غير مهلة فلما تحقق الحكيم ان الملك قاتليه لا محالة بكى وتأسف على صنع من الجميل مع غير أهله كما قيل في المعنى .


ميمونة من سمات العقل عارية لكن أبوها من الألباب قد خلقا

 لم يمش في يابس يوما ولا وحل الا ينور هداه يتقى الزاقا


و بعد ذلك تقدم السياف وغمى عينيه و شهر سيفه وقال ائذن والحكيم يبكى ويقول للملك ابقى يبقيك الله ولا تقتلنى يقتلك الله وانشد قول الشاعر.


نصحت فلم أفلح وغشوا فافلحوا فا وقعنی نصحى بدار هوان 


فان عشت فلم انصح وان مت فنع لى ذوى النصح من بعدى بكل لسان


ثم ان الحكيم قال للمالك أيكون هذا جزائى منك فتجازيني مجازاة التمساح قال الملك وما حكاية التمساح فقال الحكيم لا يمكننى أن أقولها وانا في هذا الحال فبالله عليك ابقنى يبقيك الله ثم ان الحكيم بكى بكاء شديد افقام بعض خواص الملك وقال ايها الملك هب لنا دم هذا الحكيم لا ننا ما رأيناه فعل معك ذنبا وما رأيناه الا أبراك من مرضك الذى أعيا الاطباء والحكماء فقال لهم الملك لم تعرفوا سبب قتلى لهذا الحكيم وذلك لانى ان أبقيته فناها لك لا محالة ومن أبرأنى من المرض الذي كان بي بشيء امسكته بيدى فيمكنه ان يقتاني بشيء أشمه فانا أخاف ان يقتاني ويأخذ على جمالة لا نه ربما كان جاسوس اوماجاء الا ليقتلنى فلا بد من قتله و بعد ذلك آمن على نفسى فقال الحكيم ابقى يبقيك الله ولا تقتلني يقتلك الله فلما تحقق الحكيم ايها العفريت ان الملك قاتله لا محالة قال له ايها المالك ان كان ولا بد من قتلى فامهلنى حتى انزل الى دارى فاخلص نفسى وأوصى أهلى وجيراني أن يدفنوني واهب كتب الطب وعندى كتاب خاص الخاص أهبه لك هدية تدخره في خزانتك فقال الملك للحكيم وما هذا الكتاب قال فيه شيء .



لا يحصى واقل مافيه من الاسرار اذا قطعت رأسى وفتحته و عددت ثلاث ورقات ثم تقر أثلاث أسطر من الصحيفة التي على يسارك فان الرأس تكلمك و تجاوبك عن جميع ما سألتها عنه فتعجب الملك غاية العجب واهتز من الطرب وقال له أيها الحكيم وهل اذا قطعت رأسك تكامت فقال نعم ايها الملك وهذا أمر عجيب ثم ان الملك أرسله مع المحافظة عليه فنزل الحكيم الى داره وقضى أشغاله في ذلك اليوم وفى اليوم الثاني طلع الحكيم الى الديوان وطلعت الامراء والوزراء والحجاب والنواب وأرباب الدولة جميعا وصار الديوان كزهر البستان و اذا بالحكيم دخل الديوان و وقف قدام الملك ومعه كتاب عتيق ومكحلة فيها ذرو رو جلس رقال ائتوني بطبق فاتوه بطبق وكتب فيه الذرور وفرشه وقال ايها الملك خذ هذا الكتاب ولا تعمل به حتى تقطع رأسى فاذا قطعتها فاجعلها في ذلك الطبق وامر بكبسها على فلم اسمع ابن الملك كلامها رق لحالها وحملها على ظهر دابته وأردفها وسار حتى مر بجزيرة فقالت له الجارية ياسيدى اريدأن أزيل ضرورة فانزلها الى الجزيزة ثم تعوقت فاستبطأها فدخل خلفها وهى لا تعلم به فاذاهى غولة وهى تقول لاولادها يا أولادى قد أتيتكم اليوم بغلام سمين فقالوا لها أتينا به يا أمنانا كانه فى بطونها فلما سمع ابن الملك كلامهم ايقن بالهلاك وارتعدت فرائصه وخشي على نفسه ورجع فخرجت الغولة فرأته كالخائف الوجل وهو يرتعد فقالت له ما بالك خائفا فقال لها ان لى عدوا وانا خائف منه فقالت الغولة انك تقول انا ابن الملك قال لها نعم قالت له مالك لا تعطى .



عدوك شيأ من المال فترضيه به فقال لها انه لا يرضى بمال ولا يرضى الا بالروح وانا خائف منه وانا رجل مظلوم فقالت له ان كنت مظالمو ما كما تزعم فاستعن بالله عليه بانه يكفيك شره و شر جميع ما تخافه فرفع ابن الملك رأسه الى السماء وقال يا من يجيب دعوة المضطر اذا دعاه ويكشف السوء انصرنى على عدوى واصرفه عنى انك على ما تشاء قدير فلما سمعت الغولة دعاءه انصرفت عنه وانصرف ابن الملك الى ابيه وحدثه بحديث الوزير وانت ايها الملك متى آمنت لهذا الحكيم قتلك أقبح القتلات وان كنت أحسنت اليه وقربته منك فانه يدبر فى هلاكك اما ترى انه ابراك من المرض من ظاهر الجسد بشيء أمسكته بيدك فلا تأمن ان يهل كك بشيء تمسكه ايضا فقال الملك يونان صدقت فقد يكون كما ذكرت ايها الوزير الناصح فلعل هذا الحكيم آتی جاسوسا في طلب هلا کی واذ كان ابرأنى بشيء أمسكته بيدى فأنه يقدر أن يهلكنى بشيء أشمه ثم ان الملك يونان قال لو زيره أيها الوريركيف العمل فيه فقال له الوزير ارسل اليه فى هذا الوقت واطلبه فان حضر فاضرب عنقه فتكفى شره و تستريح منه وا غدر به قبل ان يغدر بك فقال الملك يونان صدقت أيها الوزير ثم ان الملك أرسل إلى الحكيم لتحضر وهو فرحان ولا يعلم ما قدره الرحمن كما قال بعضهم في المعنى .


يا خائفا من دهره كن آمنا وكل الأمور الى الذي بسط الثرى


 ان المقدر كائن لا يمحى ولك الأمان من الذى ما قدرا


وانشد الحكيم مخاطب اقول الشاعر .


اذا لم أقم يوما لحقك بالشكر فقل لى لن أعددت نظمى مع النثر لقد جددت لى قبل السؤال بانعم أتتنى بلا مطل لديك ولا عذر

فمالي لا أعطى ثناءك واثنى على علياك السر والجهر سأشكر ما أوليتني من صنائع يخف لها في وان أثقلت ظهري.


فله احضر الحكيم رويان قال له الملك أتعلم لماذا أحضرتك فقال الحكيم لا يعلم الغيب الا الله تعالى فقال له الملك احضرتك لا قتلك وأعدمك روحك فتعجب الحكيم رويان من تلك المقالة غاية العجب وقال ايها المالك لماذا تقتلنى و اى ذنب بدامنی فقال له الملك قد قيل لي انك جاسوس وقد أتيت لتقتلنى وها انا أقتلك قبل ان تقتلنى ثم ان الملك صاح على السياف وقال له اضرب رقبة هذا الغدار وأرحنا من شره فقال الحكيم ابقنى يبقيك الله ولا تقتلنى يقتلك الله ثم انه كر وعليه القول .


لو أنصفوا انصفوا لكن بغوا فبنى  عليهم الدهر بالآفات والمحن 

وأصبحوا ولسان الحال ينشدهم هذا بذاك ولا عتب على الزمن


فلما فرغ رويان الحكيم من كلامه سقط الملك ميتا من وقته فاعلم ايها العفريت ان الملك يونانلو أبقى الحكيم رويان لا بقاه الله والسكن أبي وطلب قتله فقتله الله وانت ايها العفريت لو ابقيتني لا بقاك الله . وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح فقالت لها اختهاد نياز ادما أحلى حديثك فقالت و اين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة ان عشت وابقاني الملك وباتوا تلك الليلة في نعيم وسرور الى الصباح ثم اطلع الملك الى الديوان ولما انفض الديوان دخل قصره واجتمع باهله ( فنى ليلة (٦) قالت بلغنى ايها الملك السعيد ان الصياد لما قال المعفريت لو ابقيتني كنت أبقيتك لكن ما أردت الاقتلى فانا اقتلاك محبوسا فى هذا القمقم وألقيك في هذا البحر ثم صرخ المارد وقال بالله عليك أيها الصياد لا تفعل وا بقنى كر ما ولا تؤاخذني بعملى فاذا كنت أنا مسيئا كن أنت محسن وفي الامثال السائرة يا محسن المن أساء ك فى المسىء فعله ولا تعمل كما عمل امامة مع عاتكة قال الصياد وما شأنهما فقال العفريت ما هذا وقت حديث وانا فى السجن حتى تطلعنى منه وأنا أحدثك بشأنهما فقال الصياد لا بد من القائك في البحر ولا سبيل الى اخراجك منه فانى كنت استعطفك واتضرع اليك وأنت لا تريد الاقتلى من غير ذنب استوجبته منك ولا فعلت معك.



 سوء اقط و لم أفعل معك الاخيرا لكونى أخر جتك من السجين فلما فعلت معى ذلك عامت انك رديء الاصل واعلم انني مارميتك في هذا البحر الالأجل ان كل من أطلعك أخبره بخبرك وأحذره منك فيرميك فيه ثانيه فتقيم في هذا البحر الى آخر الزمان حتى ترى أنواع العذاب فقال العفريت اطلقني فهذا وقت. المرء وات وأنا أعاهدك انى لم أسوك أبدا بل أنفعك بشيء يغنيك دائما فاخذ الصياد عليه العهدانه اذا أطاقه لا يؤذيه أبدا بل يعمل معه الجميل فلما استوثق منه بالايمان والعهود وحلفه باسم الله الاعظم فتح له الصياد فتصاعد الدخان حتى خرج و تكامل فصار عفريتا مشوه الخلقة ورفس القمقم فرماه في البحر فلما راي الصياد أنه رمى القمقم في البحر أيقن بالهلاك وبال في ثيابه وقال هذه لیست علامة خير ثم انه قوى قلبه وقال ايها العفريت ذل الله تعالى واوفوا العهدان العهد كان مسئولا وأنت قد عاهدتني وحانت انك لا تغدر بي فان غدرت بي يجزك الله فانه غيور يمهل ولا يهمل وانا قلت لك مثل ما قال الحكيم رويان الملك يونان أبقى يبقك الله فضحك العفريت ومشى قدامه وقال ايها الصياد اتبعنى فمشى الصياد وراءه وهو لم يصدق بالنجاة الى ان خرجا من ظاهر المدينة وطله اعلى جبل ونزلا الى برية متسعة واذا فى وسطها بركة ماء فوقف العفريت عليها وأمر الصياد ان يطرح الشبكة ويصطاد فنظر الصياد الى البركة واذا بهذا السمك ألوانا الابيض والاحمر والازرق والأصفر فتعجب الصياد من ذلك ثم انه طرح شبكته وجذبها فوجد فيها أربع سمكات كل سمكة بلون فلما رآها الصياد فرح فقال له العفريت .



ادخل بها الى السلطان وقدمها اليه فانه يعطيك ما يغنيك وبالله اقبل عذري فاني في هذا الوقت لم أعرف طريقا وانا فى هذا البحر مدة الف وثمانمائة عام .


ذلك الذر و رفاذا فعلت ذلك فان دمها ينقطع ثم افتح الكتاب ففتحه الملك فوجده ملصوقا فحط أصبعه فى فمه و بله بريقه وفتح أول ورقة والثانية والثالثة والورق ما ينفتح الا بجهد ففتح الملك ست ورقات و نظر فيها فلم تجد كتابة فقال الملك ايها الحليم مافيه شيء مكتوب فقال الحكيم قلب زيادة على ذلك فقلب فيه زيادة فلم يكن الا قليلا من الزمان حتى سري فيه السم لوقته وساعته فان الكتاب كان مسموما فعند ذلك تزحزح الملك وصاح وقد قال سري في السم فانشد الحكيم رويان يقول .

 

تحكموا فاستطالوا في حكومتهم وعن قليل كان الحكم لم يكن.


فوضع اصبعه في فمه و بله بريقه



ان عدت عدنا وإن وافيت وافينا وان هجرت فانا قد تكافينا وادرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.


فخرج الصياد الى البركة وطرح الشبكة 


( وفي ليلة ) قالت بلغني أيها الملك السعيد أنه لما تكلم السمك قابت الصبية الطاجن بالقضيب وخرجت من الموضع الذي جاءت منه والتحم الحائط. فعند ذلك قام الوزير وقال هذا أمر لا يمكن اخفاؤه عن الملك ثم انه تقدم الى الملك وأخبره بما جرى قدامه فقال لا بد أن أنظر بعيني فأرسل الى ما رأیت ظاهر الدنيا الا فى هذه الساعة ولا تصطد منها كل يوم الامرة واحدة واستودعتك الله ثم دق الأرض بقدميه فانشقت وابتلعته ومضى الصياد الى المدينة وهو متعجب مما جرى له مع هذا العفريت ثم أخذا السمك ودخل به، نزله وأتى بما جو رثم ملاه ماء وحط فيه السمك فاختبط السمك من داخل الماجور في الماء ثم حمل الماجو رفوق رأسه وقصد به قصر الملك كما أمره العفريت فلما طام الصياد الى الملك وقدم له السمك تعجب الملك غاية العجب من ذلك السمك الذي قدمه اليه الصياد لانه لم يرى في عمره مثله صفة ولا شكلا فقال القوا هذا السمك للجارية الطباخة وكانت هذه الجارية قد أهداها له ملك الروم منذ ثلاثة أيام وهو لم يجربها في طبيخ فأمرها الوزير أن تقليه وقال لها يا جارية أن الملك يقول لك ما أدخرت دمعتى الا لشدتي ففرجينا اليوم على طهيك وحسن طبيخك فان السلطان جاء اليه واحد بهدية ثم رجع الوزير بعدما أوصاها فأمره الملك أن يعطى الصياد أر بعمائة دينارة عطاه الوزير اياها فأخذها فى حجره وتوجه الى منزله لزوجته وهو فرحان مسرورثم اشتری لعیاله ما يحتاجون اليه هذا ما كان من أمر الصياد (وأما ما كان من أمر الجارية فانها أخذت السمك ونظفته.


 ورصته في الطاجن ثم أنها تركت السمك حتى استوى وجهه وقلبته على الوجه الثاني واذا بحائط المطبخ قد انشقت وخرجت منها صبية رشيقة القد أسيلة الحد كاملة الوصف كحيلة الطرف بوجه مليح وقد رجيح لابسة كوفية من خز أزرق وفي أذنيها حلق وفى معاصمها أساو روفى أصابعها خواتيم بالفصوص المثمنة وفى يدها قضيب من الخيزران فغرزت القضيب في الطاجن وقالت ياسمك باسمك هل أنت على العهد القديم مقيم فلما رأت الجارية هذا غشى عليها وقد أعادت الصبية القول ثانيا وثالثا فرفع السماك رأسه في الطاجن وقال نعم نعم ثم قال جمعية هذا البيت .


ان عدت عدنا وان وافيت وافينا وان هجرت فانا قد تكافينا فعند ذلك قلبت الصبية الطاجن وخرجت من الموضع الذى دخلت منه والتحمت حائط المطبخ ثم أقامت الجارية فرأت الأربع سمكات محروقة مثل الفحم الأسود فقالت تلك الجارية من أول غزوته حصل كسر عصبته فبينماهی تعاتب نفسها واذا بالوزرواقف على رأسها وقال لها هاتي السمك للسلطان فبكت الجارية وأعلمت الوزير الحال و با الذى جري فتعجب الوزير من ذلك وقال ما هذا الا أمر عجيب ثم أنه أرسل الى الصياد فأتوا به اليه فقال له أيها الصياد لا بد أن تجيب لنا بأربع سمكات مثل التي جئت بها أولا فخرج الصياد الى البركة وطرح شبكته ثم جذبها واذا بأر سمكات فأخذها وجاء بها الى الوزير فدخل بها الوزير الى الجارية وقال لها قومي اقليها قدامى حتى أرى هذه القضية فقامت الجارية وأصلحت السمك ووضعته في الطاجن على النار فيما استقر الا قليلا واذا بالحائط قد انشقت والصبية قد ظهرت وهى لابسة ملبسها وفى يدها القضيب ففرزته في الطاجن وقالت ياسمك باسمك هل أنت على العهد القديم مقيم فرفعت السمكات رؤسها وانشدت هذا البيت .


 وتأسف حيث لم يره أحد يستخرج منه عن تلك البركة والسمك والجبال والقصر ثم جلس بين الابواب يتفكر واذا هو بأنين من كبد حزين فسمعه يترنم بهذا الشعر .

لما خفيت منى ووجدى قد ظاهر والنوم من عينى تبدل بالسهر 

ناديت وجداقد تزايد بي الفكر ياوجد لا تبقى على ولا تذر 

ها مهجتي بين المشقة والخطر


فه اسمع السلطان ذلك الانين نهض قائما و قصد جهته فوجده ترامبولا على باب مجلس فرفعه فرأى خلف الستر شابا جالسا على سرير مرتفع عن الارض. قدر ارذراع و هو شاب ملیح بقدر جيح ولسان فصيح وجبين أزهر وخد أحمر وشامة على كرسى خده - ترس من عنبر كما قال الشاعر.


ومهفهف من شعره وجبينه مشت الوري فى ظلمة وضياء م أبصرت عيناك أحسن منظر فيما يرى من سائر الاشياء كالشامة الخضراء فوق الوجنة الحمر اذتحت المقلة السوداء .



ففرح به الملك وسلم عليه والصبی جالس وعليه قباء حر بربار از من ذهب لكن عليه أثر الحزن فرد. السلام على الملك وقال له ياسيدي اعذرنى فى عدم القيام فقال الملك أيها الشاب اخبرني عن هذه. البركة وعن سمكها الملون وعن هذا القصر وسبب وحدتك فيه وما سبب بكائك فيه اسمم الشاب هذا الكلام نزلت دموعه على خده و بكى بكاء شديد افتعجب الملك وقال ما يبكيك أبها الشاب فقال كيف لا أبكى وهذه حالتى ومديده لى أذياله فرفعها فاذا نصفه التحتانى الى قدميه حجر ومن سرته الى شعر رأسه بشر ثم قال الشاب اعلم أيها الملك ان لهذا السمك أمر اعجيبا لو كتب بالا بر على بالا آمق البصر لكان عبرة من اعتبر وذلك يا سيدى أنه كان والدى مالك هذه المدينة وكان اسمه محمود صاحب الجزائر السود وصاحب هذه الجبال الاربعة أقام فى الملك سبعين عاما ثم توفى والدى وتسلطنت بعده وتزوجث بابنة عمى وكانت تحبنى محبة عظيمة بحيث اذا غبت عنها لا تأكل ولا تشرب حتى ترانى فكنت في عصمتى خمس سنين الى أن ذهبت يوما م من الايام الى الحمام فامرت الطباخ ان يجهز لناط. اما لاجل العشاء ثم دخلت هذا القصر ونمت في الموضع الذى أنا فيه وأمرت جاريتين أن ير وحا على وجهى فجلست واحدة عند رأسى ..



والاخرى عند رجلى وقد قلقت لغيابها ولم يأخذني نوم غيران عينى مغمضة ونفسى يقظانه فسمعت التي عند رأسى تقول للتي عند رجلى يا مسعودة أن سيدنا مسكين شبابه وياخسارته مع سيدتنا الخبيثة الخاطئة فقالت الاخرى لعن الله النساء الزانيات ولكن مثل سيدنا واخلاقه لا يصلح لهذه الزانية التي كل ليلة تبيت في غير فراشه فقالت التي عند رأسى أن سيدنا مغفل حيث لم يسأل عنها فقالت الاخرى ويلك وهل عند سيدنا علم بحالها أوهى تخليه باختياره بل تعمل له عملا في قدح الشراب الذى يشربه كل ليلة قبل المنام فتضع فيه ابنج فينام ولم يشعر بما يجرى ولم يعلم أين تذهب ولا بما تصنع لانها بعد ماتسقيه الشراب تلبس ثيابها وتخرج من عنده الصياد وأمره أن يأتي باربع سمكات مثل الأول وأمهله ثلاثة أيام فذهب الصياد الى البركة وأتاه بالسمك في الحال فامر الملك أن يعطوه اربعمائة دينار ثم التفت الملك الى الوزير وقال له سو أنت السمك ههنا قدامى فقال الوزير سمعا وطاعة فاحضر الطاجن و رمى فيه السمك بعد أن نظفه ثم قلبه واذا بالحائط قد انشقت وخرج منها عبد ا أسود كانه ثور من الثيران أو من قوم عاد وفي يده فرع من شجرة خضراء وة ل بكلام فصبح مزعج باسمك باسمك هل أنت على العهد القديم مقيم فرفع السمك رأسه من الطاجن وقال نعم نعم وأنشد هذا البيت.


ان عدت عدنا وان وافيت وافينا وان هجرت فانا قد تكافينا .


ثم أقبل العبد على الطاجن وقلبه بالفرع الى أن صار فما أسود ثم ذهب العبد من حيث أتى فاما غاب العبد عن أعينهم قال الملك هذا أمر لا يمكن السكوت عنه ولا بد أن هذا السماك له شأن غريب فامر باحضار الصياد فاما حضر قال له من أين هذا السمك فقال له من بركة بين أربع جبال وراء هذا الجبل الذي بظاهر مدينتك فالتفت الملك الى الصياد وقال له مسيرة كم يوم قال له يا مولانا السلطان مسيرة نصف ساعة فتعجب السلطان رأمر بخروج العسكر من وقته مع الصياد فصار الصياد يلعن العفريت وساروا إلى أن طلعوا الجبل ونزلوا منه الى برية متسمة لم يروها مدة أعمارهم والسلطان وجميع العسكر يتعجبون من تلك البرية التي نظر وها بين أربع جبال والسمك فيها على أربعة الوان أبيض وأحمر واصفر و أزرق فوقف الملك متعجبا وقال للمعسكر وان حضر هل أحد منكم رأي هذه البركة في هذا المكان فقالوا كلهم لا فقال الملك والله لا أدخل مدينتى ولا أجلس على تخت ملكي حتى أعرف حقيقة هذه البركة وسمكها ثم أمر الناس بالنزول حول هذه الجبال فنزلوا ثم دعا بالوزير وكان وزيرا خبيرا عاقلا لبيبا عالما بالا مورفلما حضر بين يديه قل له أني أردت أن أعمل شيئا فاخبرك به وذلك أنه خطر ببالى أن انفرد بنفسي في هذه الليلة وابحث عن خبر هذه البركة وسمكها فاجلس على باب خیمتى وقل للامراء والوزراء والحجاب أن السلطان متشوش وأمر نى أذلا اذن لاحد في الدخول عليه ولم تعلم أحدا بقصدى فلم يقدر الوزير على مخالفته ثم أن الملك غير حالته وتقلد سيفه وانسل من بينهم ومنى بقية ليله الى الصباح فلم يزل سائر احتى اشتد عليه الحر فاستراح ثم مشى بقية يومه وليلته الثانية الى الصباح فلاح له سواد.



 من بعد فة رح وقال له لى أجد من يخبرني بقضية البركة وسمكها فاہ اقرب من السواد وجده قصر ا مبنيا بالحجارة السود مصفحا بالحديد وأحد شقى بابه مفتوح والآخر مغاق ففرح الملك و وقف على الباب ودق دقا لطيفا فلم يسمع جو ابا فدق ثانيا وثالثا فلم يسمع جوابا فدق را به ادقا مزعجا فلم بجبه أحد فقال لا شك أنه خال فشجع نفسه ودخل من باب القصر الی دهلیزه ثم صرخ وة ل يا أهل القصر أنى رجل غريب وعابر سبيل هل عندكم شيء من الزاد وأعاد القول ثانيا وثالثا فلم يسمع جوابا فقوى قلبه و ثبت نفسه ودخل من الدهايز الى وسط القصر فلم يجد فيه احد اغير أنه مفروش و فى وسطه فسقية عليها أربع سباع من الذهب الاحمر تلقى الماء من أفواهها كالدر والجواهر و في دائره طيور و على ذلك القصر شبكة تمنعها من الطلوع فتعجب من ذلك لا قطع رأسه قطعت الحلقوم والجلد واللحم فظننت أنى قتلته فشخر شخيرا عاليا فتحركت بنت عمی رقامت بعد ذهابی فاخذت السيف وردته الى موضعه وأتت المدينة ودخلت القصر ورقدت فى فراشى الى الصباح ورأيت بنت عمى فى ذلك اليوم قد قطعت شعرها ولبست ثياب الحزن وقالت يا ابن عمى لا تلمني فيما أفعله فانه بلغنى ان والدتى توفيت وان والدى قتل في الجهادوان أخوى أحد همامات لمسوعا والآخر رد يما فيحق لى ان أبكر واحزن فاما سمعت كلامها سكت عنها وقات لها افعلى ما بدالك فأنى لا اخالفك فكنت فى حزن وبكاء وعديد سنة كاملة من الحول الى الحول وبعد السنة قالت لى أريد ان أبنى لى في قصرك مدفنا مثل القبة وانفرد فيه بالاحزان واسميه بیت الاحزان فقلت لها افعلى ما بدالك فبنت لها بيتة اللحزن في وسطه قبة ومدفنا مثل الضريح.


 تم نقات العبد وانزلته فيه وهو ضعيف جد الا ينفعها بنافعة لكنه يشرب الشراب ومن اليوم الذى جرحته فيه ما تكلم الا أنه حى لان أجله لم يفرغ فصارت كل يوم تدخل عليه القبة بكرة وعشيا وتبكي عنده وتعدد عليه وتسقيه الشراب والمساليق ولم تزل على هذه الحالة صباحا ومساء الى ثانى سنة وانا أطول بالى عليها الى ان دخلت عليها يوما من الأيام على غفلة فوجدتها تبكى وتلطم وجهها وتقول هذه الابيات .


عدمت وجودى فى الورى بعد بعد كم فان فؤادى لا يحب سواكم

خذوا كرما جسمى الى این ترتموا واین حللتم فادفنوني حداكم

وان تذکر را اسمى عند قبرى يجيبكم أنين عظامى عند صوت نداكم



فلما فرغت من شعرهاقات لها وسيفى مسلول فى يدى هذا كلام الخائنات اللاتى ينكرن المعشرة ولا يحفظن الصحبة واردت أن أضر بها فرفعت يدي في الهواء فقامت وقد علمت اني أنا الذى جرحت العبدثم وقفت على قدميها وتكلمت بكلام لا أفهمه وقالت جعل الله بسحرى نصفك حجرا و نصفك الآخر بشر ا فصرت كاترى و بقيت لا اقوم ولا أقعد ولا أناميت ولا أنا  حى فلما صرت هكذا سحرت المدينة وما فيها من الاسواق والغيطان وكانت مدينتنا اربعة أصنف مسلمين و نصاری و یهود و مجوس فسحرتهم سمكا فالأبيض مسلمون والأحمر مجوس والازرق نصارى والاصفر يهود وسحرت الجزائر الأربعة أربعة جبال وأحاطتها بالبركة ثم انها كل يوم تعذبني وتضر بنى بسوط من الجلد مائة ضربة حتى يسيل الدم ثم تلبسنى من تحت هذه النياب تو با من الشعر على نصفى الفوقاني ثم ان الشاب بكى وانشد هذا الشعر.


صبرا لحكمك يا إله القضاء انا صابران كان فيه لك الرضا 

قد ضقت بالأمر الذى قدنا بني فوسيلتي آل النبي المرتضى.



فعند ذلك التفت الملك الى الشاب وقال له ايها الشاب زدتنى هما على همي ثم قال له و اين تلك المرأة قال في المدفن الذى فيه العبد را قد فى القبة وهى تجي له كل يوم مرة وعند مجيئها تجىء الى وتجردنى من ثيابي وتضربنى بالسوط مائه ضربة وأنا أبكى وأصبح ولم يكن في حركة حتى أدفعها عن نفسى فتغيب الى الفجر وتأتي اليه وتبخره عند انفه بشيء فيستيقظ من منامه فلما سمعت كلام الجوارى صار الضيافی وجهی ظلاما و ما صدقت از الليل اقبل وجاءت بنت عمى من الحمام فمددنا السماط وأكلنا وجلسناساءة زمانية نتنادم كالعادة ثم دعوت بالشراب الذي أشر به عند المنام فناولتنى الكاس فتز اوغت عنه وجعلت انى أشر به مثل عادتى و دلقته في عبى و رقدت في الوقت والساعة واذا بها قالت تم بيتك لم تقم والله كرهتك وكرهت صورتك ومات نفسى من عشرتك ثم قامت ولبست أنحر ثيابها وتبخرت وتقلدت سيف ا وفتحت باب القصر وخرجت فقمت وتبعتها حتى خرجت من القصر وشقت في اسواق المدينة الى ان انتهت الى أبواب المدينة فتكلمت بكلام لا أفهمه فتساقطت الاقبال وانفتحت الابواب وخرجت وأنا خلفها وهى لا تشعر حتى انتهت الى ما بين الكيمان وأنت حصنافيه قبة مبنية بطين لها باب فدخلته.



 هي وصعدت أنا على سطح القبة واشرفت عليها واذ ابها قد دخلت على عبد اسود احدى شفته غطاء وشفته الثانية وطاء وشفاهه تلقط الرمل من الحصى وهو مبتلى و راقد على قليل من قش القصب فقبلت الارض بين يديه فرفع ذلك العبد رأسه اليها وقال لهما ويلك ما سبب قعودك الى هذه الساعه كان عن - نا السودان وشربوا الشراب وصار كل واحد بعشيقة وانا ما رضيت ان أشرب من شأنك فقالت ياسيدى وحبيب قلبي أما تعلم اني متزوجة بابن عمى وانا اكره النظر فى صورته وا بغض نفسى فى صحبته ولولا أني أخشى على خاطرك لكنت جعلت المدينة خرابا يصيح فيها البوم والغراب وانقل حجارتها الى جبل قاف فقال العبد تكذبين يا عاهرة وانا أحلف وحق فتوة السودان والا تكون مروءت امروءة البيضان ان بقيت تقعدى الى هذا الوقت من هذا اليوم لا أصاحبك ولا أضع جسدي على جسدك يا خائنة اتغيبين على من أجل شهوتك يا منتنة يا أخس البيضان قال الملك فلم سمعت كلامها وانا أنظر بعينى . اجرى بينهما صارت الدنيا في وجهي ظلاما ولم أعرف روحى فى أى موضع وصارت بنت عمى واقفة تبكى اليه وتتذلل بين يديه وتقول له يا حبيبي وثمرة فؤادى ما أحد غيرك بقى لى فان طردتنى یا ویلی یا حبيبي يا نور عينى ومازالت تبكي وتضرع له حتی رضی علیه اففرحت وقامت قلعت ثيابها ولباسها وقالت له ياسيدى هل عندك ما تأكله جاريتك فقال لها اكشفي اللقان فإن تحتها عظام فيران مطبوخة فكليها ومر مشيها وقومى لهذه القوارة تجد فيها بوظة فشر بيها فقامت وأكات وشربت وغسلت يديها وجاءت فرقدت مع العبد على قش القصب وتعرت ودخلت معه تحت الهدمة والشراميط فلما نظرت الى هذه الفعال التي فعلتها بنت عمی غبت عن الوجود فنزلت من فوق أعلى القبة ودخلت وأخذت السيف من بنت عمى و همت .



أن اقتل الاثنين فضربت العبد اولا على رقبته فظننت ا و قد قضى عليه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح فلما أصبح الصباح دخل الملك الى محل الحكم واحتبك الديوان الى آخر النهار ثم طلع الملك قصره فقالت لها اختها دنيا زاد تممى لنا حديثك قالت حبا وكرامة.


و فى ليلة (۸) قالت بلغنى أيها الملك السعيد ان الشاب المسحور قال للملك لما ضربت العبد السحر عن أهل المدينة وصارت المدينة عامرة والاسواق منصوبة وصاركل واحد فى صناعته وانقلبت الجمال جزائر كما كانت ثم ان الصبية الساحرة رجعت الى الملك في الحال وهى تظن انه العبد وقالت يا حبيبي ناولني يدك الكريمة أقبلها فقال الملك بكلام خفى تقربى منى فدنت منه وقد أخذه أرمه وطعنها به فى صدرها حتى خرج من ظهرها ثم ضربها فشقها نصفين وخرج فوجد الشاب المسحور واقفا في انتظاره فهنأه بالسلامة وقبل الشاب يده وشكره فقال له الملك اتقعد في مدينتك ام تجى معى الى مدينتى فقال الشاب يا ملك الزمان اتدرى ما بينك وبين مدينتك فقال الملك يومان ونصف فعند ذلك قال له الشاب ايها الملك ان كنت نائما فاسيتقظ ان بينك و بين مدينتك سنة للمجد وما أتيت في يومين ونصف الالان المدينة كانت مسحورة وانا ايها الملك لا أفارقك لحظة عين ففرح الملك بقوله ثم قال الحمد لله الذي من على بك فأنت ولدى لاني طول عمرى لم أرزق ولدائم تعانقا وفرحا فرحا شديدائم مشيا حتى وصلا الى القصر واخبر الملك الذي كان مسجو را ارباب دولته انه مسافر الى الحج الشريف فهي واله جميع ما يحتاج اليه ثم توجه هو والسلطان وقاب السلطان ما تهب على مدينته حيث غاب عنها سنة ثم سافر ومعه خمسون مملوكا ومعه المدايا ولم بزالا مسافرين ليلا ونهارا سنة كاملة حتى أقبلا على مدينة السلطان فخرج الوزير والعساكر لمقابلته بعد ما قطعوا الرجاء منه وأقبات العساكر وقبات الأرض بين يديه وهنوه بالسلامة فدخل وجلس على الكرسي ثم أقبل على الوزير وأعلامه بكل ماجرى على الشاب.



 فلما سمع الوزير ماجرى على الشاب هنأه بالسلامة ولما استقر الحال أعم السلطان على أناس كثير ثم قال للوزير على بالصياد الذي أنى بالسمك فارسل الى ذلك الصاد الذى كان سببا لخلاص أهل المدينة فاحضره وخلع عليه وسأله عن حاله وهل له أولاد فاخبره ان له ابنا و بنتين فتزوج الملك باحدى بنتيه وتزوج الشاب بالاخرى وأخذ الملك الابن عنده وجعله خازندارا ثم أرسل الوزير الى مدينة الشاب التي هي الجزائر السود وقلده سلطنتها وأرسل معه الخمسين مملوكا الذين جاؤا معه وارسل معه كثيرا من الخلع لسائر الامراء فقبل الوزير يديه وخرج مسافرا واستقر السلطان والشاب واما الصياد فانه قد صار أغنى أهل زمانه و بناته زوجات الملوك الى أن أتاهم الممات وما هذا بأعجب مما جرى للحمال .



حكاية الحمال مع البنات




تعليقات