📁 آخر الأخبار

قصص ألف ليلة وليلة حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه

 قصص ألف ليلة وليلة حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه


فقال جعفر أعلم يا أمير المؤمنين أنه كان فى مصر سلما از صاحب عدل و احسان له و زیر عاقل خبير له علم بالامور والتدبير وكان شيخا كبيراولاء والدان كانهم المران وكان اسم الكبير شمس الدين واسم الصغير نو رالدين وكان اله غير أميز من الكبير فى الحسن والجمال وليس في زمانه أحسن منه حتى أنه شاع ذكره في البلاد فكان بعض أهلها يسافر من بلاده الى بلده لاجل رؤية جماله فاتفق أن والد مات فحزن عليه السلطان وأقبل على الوالدين وقربهما وخلع عليهما وقال لهما أنتما في مرتبة أبيكما ففرحا وقبلا الارض بيزيده وعملا العزاء لا بيهما شهرا كاملا ودخلا في الوزارة وكل منهما يتولاها جمعة واذا أراد السلطان السفر يسافر مع واحد منهما فاتفق فى ليلة من الليالي أن السلطان كان عازما على السفر في الصباح وكانت النوبة للكبير فبينما الاخوان يتحدثان في تلك الليلة اذقال الكبير يا أخى قصدي أن أتزوج أنا و أنت فى ليلة واحدة فقال الصغير فعل يا أخى ماتريد فاني موافقك على ما تقول واتفقا على ذلك ثم أن الكبير قال لاخيه ان قدر الله و خطبنا بنتين ودخلنا في ليلة واحدة ووضعن في يوم واحد وأراد الله وجاءت زوجتك بغلام وجاءت زوجتى ببنت نزوجهما البعض . الانهما أولاد عم فقال نورالدين يا أخى ما تأخذم من ولدى فى مهر بنتك قال آخذ من ولدك فى مهر بنتى ثلاثة آلاف دينار وثلاثة بساتين وثلاث ضياع فن عقد الشاب عقدة بغير هذا.


قصص ألف ليلة وليلة حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه
حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه




الوزير فنزل عن المغله ودخل على الوزير فقبل يده ورحب به الوزير وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .


( وفي ليلة (۲۱) قالت بلغنى ايها الملك السعيد ان الوزير قام له ورحب به وقال له قم ادخل هذه الليله على زوجتك وفي غد أطلع بك الى السلطان وارجو لك من الله كل خير فقام نور الدين ودخل على زوجته بنت الوزير هذا ما كاز من أمر نور الدين (واما ) ما كان من أمر أخيه فانه غاب مع السلطان مدة في السفر ثم رجع فإ يجد أخا . فسأل عنه الخدم فقالو اله من يوم سافرت مع السلطان ركب بغلته بعدة الموكب وقال أنا متوجه الى جهة القليوبيه وغيب يوما أو يومين فان صدري ضاق ولا يتبعنى منكم أحد ومن يوم خروجه الى هذا اليوم لم نسمع له خبر افتشوش خاطر شمس الدين على فراق أخيه واغتم نما شديد الفقده وقال فى نفسه ما سبب ذلك الا انى اغلفات عليه في الحديث ليلة سفرى مع السلطان فلعله تغیر خاطره وخرج مسافرا فلا بد أن أرسل خلفه ثم طلع وأعلم السلطان بذلك فكتب بطاقات وأرسل بها إلى نوا به في جميع البلاد و نورالدين قطع بلادا بعيدة في مدة غياب أخيه مع السلطان فذهبت الرسل بالمكاتيب ثم عاد واولم يقفواله على خبر و يئس شمس الدين من أخيه وقال لقد أغظت أخي بكلامى من جهة زواج الاولاد فليت ذلك لم يكن وما حصل ذلك الا من قلة عقلى وعدم تدبیری تم بعد مدة يسيرة خطب بنت رجل من تجار مصر وكتب كتابه عليها ودخل بها وقد اتفق.



ان ليلة دخول شمس الدين على زوجته كانت ليلة دخول نور الدين على زوجته بنت وزير البصرة وذلك بإرادة الله تعالى حتى ينفذ حكمه فى خلقه وكان الامر كما قالاه فاتفق ان الزوجتين حملت منهما وقد وضعت زوجة شمس الدين وزير مصر بنتا لا يرى فى مصر أحسن منها و وضعت زوجة نورالدين ولد اذكر الا يري في زمانه أحسن منه كما قال الشاعر.

ومهفهف يغنى النديم بريقه عن كأسه الملأى وعن أبريقه فعل المدام ولونها ومذاقها من مقلتيه ووجنته وريقه .


فسموه حسناو فى سابع ولادته صنعوا الولائم وعملوا أسمطه تصلح لا ولاد الملوك ثم ان وزير البصرة أخذ معه نو رالدين وطلع به الى السلطان فلما صار قدامه قبل الأرض بين يديه وكان نور الدین فصیح اللسان ثابت الجنان صاحب حسن واحسان فانشد قول الشاعر.


هذا الذي عم الانام بعدله وسطا فهد سائر الآفاق أشكر صنائعه فلسن صنائعا لكنهن قلائد الاعناق وأتم أنامله فلسن أناملا لكنهن مفاتح الارزاق .


فالزمهما السلطان وشكر نور الدين على ماقال وقال لوزيره من هذا الشاب فحكى له الوزير قصته من أولها إلى آخرها وقل له هذا ابن أخى فقال وكيف يكون ابن أخيك ولم نسمع به فقال يا مولانا السلطان انه كان لي أخ وزير بالديار المصرية وقدمات وخلف ولد بن فالكبير جلس في مرتبة والده و زیر او هذا ولده الصغير جاء عندى وحلفت أنى لا أزوج ابنتى الاله فلما جاء زوجته بها وهو شاب .


ثم حط الخرج تحت رأسه وفرش البساط ونام في مكان والغيظ غالب عليه ثم انه بات في ذلك المكان فلما أصبح الصباح ركب وصار يسوق البغلة الى ان وصل الى مدينة حلب فنزل في بعض الخانات وأقام ثلاثة أيام حتى استراح وأراح البغلة وشم الهواء ثم عزم على السفر وركب بغلته وخرج مسافر اولا يدري أين يذهب ولم يزل سائرا الى ان وصل الى مدينة البصرة ليلا ولم يشعر بذلك حتى نزل في الخان وانزل الخرج عن البغلة وفرش السجادة وأودع البغلة بعدتها عند البواب وأمردان يسيرها فاخذها وسيرها فاتفق از وزير البصرة جالس فى شباك قصره فنظر إلى البغلة ونظر ما عليها من العدة لمثمنة فظنها بغلة وزير من الوازراء أو ملك من الملوك فتأمل في ذلك وحار عقله وقال لبعض غلمانه ائتنى بهذا البواب فذهب الغلام الى البواب وأتي به الى الوزير فتقدم البواب وقبل الارض بين يديه وكان الوزير شيخا كبيرا فقال للبواب من صاحب هذه البغلة وما صفاته فقال البواب ياسيدى ان صاحب هذه البغلة شاب صغير ظريف الشمائل من أولاد التجار عليه هيبة ووقار فلما سمع الوزير كلام البواب قام على قدميه وركب وسار الى الخان ودخل على الشاب فلما رأى نور الدين.


الوزير قاد ما عليه قام على قدم يه و لاقاه واحتضنه و نزل الوزير من فوق جواده وسلم علیه فرحب به وأجلسه عنده وقال له يا ولدى من أين أقبات وماذا تريد فقال نور الدين يمولاى اني قدمت من مدينة مصر وكان أبى وزيرا فيها وقد انتقل الى رحمة الله وأخبره بماجرى من المبتدأ الى المنتهى ثم قال وقد عزمت على نفسى أن لا أعود أبدا حتى انظار جميع المدن والبلدان فلما سمع الوزير كلامه قال له يا ولدى لا تطاوع النفس فترميك في الهلاك فان البلدان خراب وأنا أخاف عليك من عواقب الزمان ثم انه أمر بوضع الخرج عن البغلة والبساط والسجادة وأخذ نور الدين معه الى بيتة وانزله في مكان ظريف وأكرمه وأحسن اليه وأحبه حبا شديدا وقال له يا ولدى أنا بقيت رجلا كبيرا ولم يكن لى ولد ذكر وقدر زقني الله بنتا تقاربك في الحسن ومنعت عنها خطابا كثيرة وقد وقع حبك في قلبي فهل لك ان تأخذا بنتى جارية لخدمتك وتكون لها بعلا فان كنت تقبل ذلك اطلع الى سلطان البصرة وأقول له انه ولد أخى وأوصلك اليه حتى أجعلك وزير امكا ، والزم أنا بيتى فانى صرت رجلا كبيرا فلما سمع نورالدين كلام وزير البصرة أطرق برأسه ثم قال سمعا وطاعة ففرح الوزير بذلك وأمر غلمانه أن يصنعو اله طعاما وان زينوا قاعة الجلوس الكبيرة المعدة لحضور أكابر الامراء ثم جمع أصحابه ودعا أكابر الدولة وتجار البصرة فحضر وا بين يديه وقال لهم انه كان لى أخ وزير بالديار المصرية ورزقه الله ولدين وانا كما تعمون رزقنى الله بنتا وكان أخى أوساني أن أزوج بنتى لأحد أولاده.


فاجبته الى ذلك فلما استحقت الزواج أرسل إلى أحد أولاده وهو هذا الشاب الحاضر فلما جاء فى أحببت ان أكتب كتابه على بنتى ويدخل بها عندى فقالوا نعم ما فعلت ثم شربوا السكر ورشوا ماء الورد وانصرفوا وأما الوزبرفانه أمر غلمانه أن ياخذوا نور الدين ويدخلوا به الحمام وأعطاه الوزير بدلة من خاص ملبوسه وأرسل اليه الفوط والطاسات ومجامر البخور وما يحتاج اليه فلما خرج من الحمام لبس البدلة فصار كالبدر ليلة تمامه ثم ركب بغلته ولم يزل سائرا حتى وصل الى قصر.


مماليك الوزير نور الدين المتوفي فلم يهن عليه ولد سيده فذهب ذلك المملوك الى حسن بدر الدين فوجده منكس الرأس حزين القلب على فراق والده فاعلمه بما جرى فقال له هل فى الامر مهلة حتى أدخل فأخذ معي شيئا من الدنيا لاستعين به على الغربة فقال له المملوك الج بنفسك فلما سمع كلام المملوك غطى رأسه بذيله وخرج ماشيا الى أن صار خارج المدينة فسمع الناس يقولون ان السلطان أرسل الوزير الجديد الى بيت وزيره المتوفي ليختم على ماله وأما كنه و يقبض على ولده حسن بدرالدین و یطلع به اليه فيقتله وصارت الناس تتأسف على حسنه وجماله فلم اسمع كلام الناس خرج الى غيره قصد ولم يعلم أين يذهب فلم يزل سائر الى ان ساقته المقادير الى تربة والده فدخل المقبرة ومشى بين القبو والى أن جاس عند قبر أبيه وأزال ذيله من فوق رأسه فبينما هو جالس عند تربة أبيه اذ قدم عليه يهودى من البصرة وقال يا سيدى ملى أراك متغير افقال له انى كنت نائما في هذه الساعة فرأيت أبي يعا تمنى على عدم زيارتي قبره فقمت وأنا مرعوب وخفت أن يفوت النهار ولم أزره فيصعب على الامر فقال له اليهودى ياسيدى ان أباك كان أرسل مراكب نجارة وقدم منها البعض ومرادي أن اشترى منك وثق كل مركب قدمت بالف دينار ثم اخرج اليهودى كيسا ممتاما من الذهب وعدمنه الف دينار ودفعه الى حسن ابن الوزير ثم قال اليهودى اكتب لى ورقة واختمها فاخذ حسن ابن الوزير.


ورقة وكتب فيها كاتب هذه الورقة حسن بدر الدين ابن الوزير نو رالدین قدباع لليهودى فلان جميع وثق كل مركب وردت من مراكب أبيه المسافرين بالف دينار وقبض الثمن على سبيل التعجيل فاخذ اليهودى الورقة وصارحسن يبكى ويتذكر ما كان فيه من العز والاقبال ثم دخل عليه الليل وأدركه النوم فنام عند قبر أبيه ولم يزل نائما حتى طلع القمر فتدحرجت رأسه عن القبر ونام على ظهر د وصار وجهه يلمع في القمر وكانت المقابر عامرة بالجن المؤمنين فخرجت جنية فنظرت وجه حسن وهو نائم فلما رأته تعجبت من حسنه وجماله وقالت سبحان الله ما هذا الشاب الاكانه من الحور العين ثم طارت الى الجو تطوف على مادتها فرات عفريتا طائر ا فسلمت عليه وسلم عليها فقالت له من أين أقبات قال من مصر فقالت له هل لك ان تروح معى حتى تنظر إلى حسن هذا الشاب النائم في المقبرة فقال لما نعم فسار احتى نزلا في المقبرة فقالت له هل رأيت فى عمرك مثل هذا فنظر العفريت اليه وقال سبحان من لا شبيه له ولكن يا أختى ان أردت حدثتك بما رأيت فقالت له حدثني فقال لها انى رأيت مثل هذا الشاب في أقليم مصر وهى بنت الوزير وقد علم بها الملك فخطبها من أبيها الوزير شمس الدين فقال له يا مولانا السلطان أقبل عذرى وارحم عبرتى فانك تعرف از أخي نورالدين خرج من عند ناولا نعلم أين هو وكان شريكى فى الوزارة وسباب خروجه انى جلست أتحدث معه في شأن.


الزواج فغضب منى وخرج مغضبا وحكى للملك جميع ما جرى بينهم اثم قال للملك فكان ذلك سدا لغيظه وأنا حالف أن لا ازوج بنتى الا لابن أخي من يوم ولدتها أمها وذلك نحو ثمان عشرة سنة ومن مدة قريبه سمعت ان أخى تزوج بنت وزير البصرة وجاء منها بولدوأنا لا ازوج بنتى الاله كرامة لاخى ثم الى أرخت وقت زواجي و حمل زوجتى وولادة هذه البنت وهى باسم ابن عمها.


وأنا صرت شيخا كبيرا وقل سمعی و عجز تدبيرى والقصد من مولانا السلطان أن يجعله في مرتبتى فانه ابن أخي وزوج ابنتى وهو أهل للوزارة لانه صاحب رأى وتدبير فنظر السلطان اليه فاعجبه واستحسن رأى الوزير بما أشار عليه من تقديمه في رتبة الوزراء فالعم عليه بها وأمر له بخلعة عظيمة وزاد له الجوامك والجرايات الى ان اتسع عليه الحال وسارله مراكب تسافر من تحت يده بالمتاجر وغيرها و عمر أملاكا كثيرة ودواليب وبساتين الى ان بلغ عمر ولده حسن أربع سنين فتو فى الوزير الكبير والد زوجة نورالدین فاخرجه خرجة عظيمة واو راه في التراب ثم اشتغل بعد ذلك بتربية ولده فلما بلغ أشده أحضر له فقيها يقرئه في بيته وأوصاه بتعليمه رحسن تربيته فاقرأد و عامه فوائد فى العلم بعد أن حفظ القرآن فى مدة سنوات ومازال حسن يزداد جمالا وحسنا واعتدالا كما قال الشاعر.


قمر تكامل في المحاسن وانتهى فالشمس تشرق من شقائق .خده. ملك الجمال باسره فكانما البرية كلها من عنده حسن.


وقدر باه الفقيه في قصر أبيه ومن حين نشأته لم يخرج من قصر الوزارة الى ان أخذه والده الوزير نور الدين يوما من الايام وألبسه بدلة من أفخر ملبوسه وأركبه بغلة من خيار بغاله وطلع به الى السلطان ودخل به عليه فنظر الملك حسن بدالدرين بن الوزير نور الدين فانبهر من حسنه وقل لا بيه ياوزير لا بدانك تحضره معك في كل يوم فقال سمعا وطاعة ثم عاد الوزير بولده الى منزله ومازال يطلع به الى تحضره السلطان في كل يوم الى ان باغ الولد من العمر خمسة عشر عاما ثم ضعف والدها او زیر نورالدین فاحضره وقال له ياولدى اعلم ان الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء وأريد أن أوصيك وصايا فافهم ما أقول لك واصغ قلبك اليه وصار يوصيه بحسن عشرة الناس وحسن التدبير ثم ان نور الدين تذكر أخاه وأوطانه وبلاده و بكى على فرقة الاحباب وسحت دموعه وقال يا ولدى اسمع قولى فان لي أخا يسمى شمس الدین وهو عمك ولكنه وزير بمصر قد فارقته وخرجت على غير رضاه والقصد انك تأخذ در جامن الورق وتكتب ما أمليه عليك فاحضر قرطاسا وصار يكتب فيه كل ما قاله أبوه فاملى عليه جميع ماجرى له من أوله إلى آخره وكتب له تاريخ زواجه ودخوله على بنت الوزير وتاريخ وصوله الى البصرة واجتماعه بوزيرها وكتب رصية موثقة ثم قل لولده احفظ هذه الوصية فان ورقتها فيها أصلك وحسبك ونسبك فان أصابك شيء من الامورفاقه دمصر واستدل على عمك وسلم عليه وإعلمه انى مت غريبا مشتاق اليه فاخذ حسن بدر الدين الرقعه وطواها ولف عليها خرقة مشمعة وخاطها بين البطانة.


والظهارة وصار يبكى على أبيه من أجل فراقه وهو صغير وه از ال نو رالدین یومی ولده حسن بدر الدين حتى طلعت روحه فاقام الحزن في بيته وحزن عليه السلطان وجميع الامراء ودفنوه ولم يزالوا في حزن مدة شهرين وولده لم يركب ولم يطلع الديوان ولم يقابل السلطان واقام مكانه بعض الحجاب

وولى السلطان وزیر ا جديدا مكانه وأمره أن يختم على أماكن نورا الدين وعلى عماراته وعلى أملاكه فنزل الوزير الجديد وأخذ الحجاب وتوجهوا الى بيت الوزير نور يختمون عليه ويقبضون على ولده حسن بدر الدين و يطلعون به الى السلطان ليعمل فيه  ما يقتفى رأيه وكان بين العسكر مملوك من .


الفرح وأجاسوه برغم أنف العريس الاحدب واصطفت جميع نساء الامراء والوزراء والحجاب صفين وكل مرأة معها شمعة كبيرة موقدة مضيئه وكاهن ملثمات وصرن صف وفا يمينا وشمالا من تحت المنصة الى صدر الليوان الذى عند المجلس الذي تخرج منه العروسة فلما نظر النساء حسن بدر الدين وما هو فيه من الحسن و الجمال ووجهه يضىء كأنه هلال مالت جميع النساء اليه فقالت المغنيات للنساء الحاضرات اعلموا ان هذا المسيح ما نقطنا الا بالذهب الاحمر فلا تقصرن فى خدمته واطعنه فيما يقول فازدحمن النساء عليه بالشمع ونظرن الى جماله فانهبرت عة ولهن من حسنه وصارت كل واحدة منهن تود أن تكون فى حضنه سنه أوشه راً أو ساعة ورفعن ما كان على وجوههن من النقاب وتحيرت منهن الالباب وقلن هنيئا لمن كان هذا الشاب له أو عليه ثم دعون على ذلك السائس الاحدب ومن كان سببا في زواجه هذه المليحة وكلما دعون لحسن بدر الدين دعون على ذلك الاحدب ثم ان المغنيات ضر بنا بالدفوف واقبات المواشط و بنت الوزير بينهن وقد طيبينها وعطرنها وألبسنا وحسن شعرها ونحرها بالحلى والحال من لباس الملوك الاكاسرة ومن جملة ما عليها ثوب منقوش بالذهب الاحمر وفيه صور الوحوش والطيور وهو مسئول عليها من فوق حوائجها و في عنقها عقد يساوى الالوف قد حوى كل فص من الجوهر ما حاز مثله تبع ولا قيصر وصارت العروسة كانها البدراذا القمر فى ليلة أربعة عشر ولما أقبات كانت كانها حورية فسبحان من خلقهابهية وأحدق بها.


النساء فصرن كالنجوم وهى بينهن كالقمر اذا انجلى عنه الغيم وكان حسن بدر الدين البصري جالسا والناس ينظرون اليه فحضرت العروسة وأقبات وتمايلت فقام اليها السائس الاحدب ليقبلها فأعرضت عنه وانقلبت حتى صارت قدام حسن امن عمها فضحك الناس فلما رأوهاملت الى نحو حسن بدر الدين وحط يده فى جيبه وكبش الذهب ورمى فى طار المغنيات فه رحو او قالوا كنا نشتهی أن تكون هذه العروسة لك فتبسم هذا كله والسائس الاحدب وحده كانه قردوكانا أوقدواله الشمعة طفئت فبهت وصار قاعدا فى الظلام بمقت في نفسه وهؤلاء الناس محدقون به وتلك الشموع الموقدة بهجتها من أعجب العجائب يتحد من شماعها أولوا الالباب وأما العروسة فانهار فعت كفيها إلى السماء وقالت اللهم اجعل هذا بعلى وأرحنى من هذا السائس الاحدب وصارت المواشط تجلى العروسة الى آخر السبع خلع على حسن بدر الدين البصرى والسائس الاحدب وحده فلما فرغوا من ذلك أدنوا الناس بالانصراف فخرج جميع من كان في الفرح من النساء والاولاد ولم يبق الاحسن بدر الدين والسائس الاحدب ثم ان المواسط أدخلن العروسة ليكشفن ما عليها من الحلي والحامل ويهيئنها للعريس فعند ذلك تقدم السائس الاحدب لى حسن بدر الدين وقال یاسیدی آنستنافی هذه الليلة وغمرتنا احسانك فلم لا تقوم تروح بيتك بلا مطرود فقال بسم الله ثم قام وخرج من.


الباب فلقيه العفريت فقال له قف يا بدر الدين فاذا خرج الاحدب الى بيت الراحة فادخل أنت وأجلس في المخدع فاذا أقبات العروسة فقل لها أناز وجك والملك ما عمل تلك الحيلة الا لانه يخاف عليك من العين وهذا الذى رأيته سائس من سيا سنائم أقبل عليها واكشف وجهها ولا تخش با سامن.


والبنات كثير فلما سمع السلطان كلام الوزير غضب غضبا شدید او قال له كيف يخطب مثلى من مثلك بنتا فتمنعها منه وتحتج بحجة باردة وحياة رأسى لا أزوجها الا لاقل منى برغم انفك وأدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ) وفى ليلة ٢٢ ) قالت بلغنى أيها الملك السعيد أن الجنى لما حكى للجنية حكاية بنت وزير مصر وأن الملك قد أقسم أن يزوجها رغم أنف أبيها بأقل منه وكان عند الملك سائس أحدب بحدبة من قدام وحدبة من وراء فأمر السلطان باحضاره وكتب كتابه على بنت الوزير بالقهر وامر أن يدخل عليها في هذه الليلة ويعمل له زفافا وقد تركه وهو بين مماليك السلطان وهم حوله في أيديهم الشموع موقدة يضحكون عليه ويسخرون منه على باب الحمام وأما بنت الوزير فانها جالسة تبكى بين المنقشات والمواشط وهى أشبه الناس بهذا الشاب وقد حجر واعلى أبيها ومنعوه أن يحضرها و ما رأيت يا أختى أقبح من هذا الاحدب وأما الصبية فهى أحسن من هذا الشاب قالت له الجنية تكذب فان هذا الشاب أحسن أهل زمانه فرد عليها العفريت وقال والله يا أختى ان الصبية أحسن من هذا ولكن لا يصلح لها الا هو فانهما مثل بعضهما ولعلهما أخوان أو أولاداعم فيا خسارتها مع هذا الاحدب فقالت له يا أخى دعنا ندخل تحته ونحمله ونروح به الى الصبية التي تقول عليها وننظر أيهما أحسن.


فقال العفريت سمعا وطاعة هذا كلام صواب وليس هناك أحسن من هذا الرأى الذى اخترتيه فأنا أحمله ثم انه حمله وطار به الى الجو وصارت العفريتة في كل ركابه تحاذيه الى أن نزل به فى مدينة مصر وحطه على مصطبة ونبهه فاستيقظ من النوم فلم يجد نفسه على قبر أبيه في أرض البصرة والتفت يمينا وشمالا فلم يجد نفسه الا فى مدينة غير مدينة البصرة فأراد أن يصيح فغمزه العفريت وأوقدله شمعة وقال له اعلم انى قد جئت بك وأنا أريد أن أعمل معك شيئا الله فخذ هذه الشمعة وامش بها الى ذلك الحمام واختلط بالناس ولا تزل ماشيا معهم حتى تصل الى قاعة العروسة فاسبق وادخل القاعة ولا تخشى احد او اذا دخلت فقف على يمين العريس الاحدب وكل ما جاءك المواشط والمغنيات والمنقشات فحط يدك في جيبك تجده ممتلئا ذهبافا كبش و ارم لهم ولا تتوهم انك تدخل يدك ولم تجده ممتاما بالذهب فاعط كل من جاء ك بالحفنة ولا تخشى من شيء وتوكل على الذي خلقك فما هذا بحولك وقوتك بل بحول الله وقوته فلما سمع حسن بدر الدين من العفريت هذا الكلام قال ياهل ترى أى شىء هذه القضية وما وجه الاحسان ثم مشى وأوقد الشمعة وتوجه الى الحمام فوجد الاحدب را كب الفرس فدخل حسن بدر الدين بين الناس وهو على تلك الحالة مع الصورة الحسنة وكان عليه الطربوش والعمامة والفرجية المنسوجة بالذهب ومازال ماشيا في الزينة وكلما وقفت المغنيات الناس ينقطوهن.


يضع يده فى جيبه فيلقاه ممتلئا بالذهب فيكش ويرمى فى الطار للمغنيات والمواشط فيملأ الطار دنانيرفاندهشت عقول المغنيات وتعجب الناس من حسنه وجماله ولم يزل على هذا الحال حتى وصلوا الى بيت الوزير فردت الحجاب الناس ومنعوهم فقالت المغنيات والمواشط والله لا ندخل الا ان دخل هذا الشاب معنالانه غمرنا باحسانه ولا نجلى العروسة الا وهو حاضر فعند ذلك دخلوا به الى قاعة.


رأسها وكذلك الأخرى وضعت يدها تحت رأسه ثم انهما تعاقا وناما متعانقين وشرحا بعناقهما مضمون هذه الابيات.


زر من تحب وذع كلام الحاسد ليس الحسود على الهوى بمساعد لم يخلق الرحمن أحسن منظرا من عاشقين على فراش واحد متعانقين عليهما حلل الرضا متوسدين بمعصم وبساعد واذا تألنت القلوب على الهوي فلناس تضرب في حديد بارد واذا صفالك من زمانك واحد فهو المراد وعش بذلك الواحد.


هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين وست الحسن بنت عمه ( وأما ) ما كان من أمر العفريت فانه قال العفريتة قومى وادخلى تحت الشاب ودعينا نود 4 مكانه لئلا يدركنا الصبح فان الوقت قریب فعند ذلك تقدمت العفريتة ودخلت تحت ذيله وهو نائم وأخذته وطارت به وهو على حاله بالقميص وهو بلا لباس ومازالت العفريتة طائرة به والعفريت يحاذيها فأذن الله الملائكة ان ترمی العفريت بشهاب من نار فاحترق وسلمت العفريتة فأنزلت بدر الدين في موضع ما أحرق الشهاب العفريت ولم تتجاوزه به خوفا عليه وكان بالامر المقدر ذلك الموضع في دمشق الشام فوضعته العفريتة على باب من أبوابها وطارت فلما طلع النهار وفتحت أبواب المدينة خرج الناس فنظروا شابا مليحا بالقميص والطاقية بلا عمامة ولا لباس وهو مما قاسى من السهر غرقان في النوم فلما رآه الناس قالوا يا بخت من كان هذا عنده فى هذه الليلة وياليته صبر حتى لبس حوائجه وقال الآخر مساكين أولاد الناس لعل هذا يكون في هذه الساعة خرج من المسكرة البعض شغله فقوى عليه السكر فتاه عن المكان الذي كان قصد حتى وصل الى باب المدينة فوجده مغلقا فنام هنا وقد خاض الناس فيه بالكلام واذا بالهوى هب على بدر الدين فرفع ذيله من فوق بطنه فبان من تحته بطن وسره محققة وسيقان وأفاد مثل البلو رقصار الناس يتعجبون فانتبه حسن بدر الدین فوجد روحه على باب مدينة وعليها.


ناس فتعجب وقال أين أنا يا جماعة الخير وما سبب اجتماعكم على وما حكايتي معكم فقالوا نحن رأيناك عند أذان الصبح ملقى على هذا الباب نأء ا ولا نعلم من أمرك غير هذا فاين كنت نأما هذه الليلة فقال حسن بدر الدين والله يا جماعة انى كنت نائما هذه الليلة فى مصر فقال واحد هل أنت تأكل حشيشا وقال بعضهم أأنت مجنون كيف تكون بايتا فى مصر و تصبح نأما فى مدينة دمشق فقال لهم والله يا جماعة الخير لم أكذب عليكم أبدا و أنا كنت البارحة بالليل في ديار مصر وقبل البارحة كنت بالبصرة فقال واحد هذاشى عجيب وقال الآخر هذ اشاب مجنون وصفقوا عليه بالكفوف وتحدث الناس مع بعضهم وقالوا يا خسارة شبابه والله ما فى جنو نه خلاف ثم أنهم قالواله ارجع لعقلك فقال حسن بدر الدين كنت البارحة عريسا في ديار مصر فقالوا لملك جامت و رأيت هذا الذى تقول في المنام فتحير حسن فى نفسه وقال لهم والله ما هذا منام وأين السايس الاحدب الذي كان قاعدا عندنا والكيس الذهب الذى كان معى وأين ثيابى ولباسى ثم قام ودخل المدينة ومشى في شوارعها.


أحد فبينما بدر الدين يتحدث مع العفريت واذا بالسائس دخل بيت الراحة وقعد على الكرسى فطام له العفريت من الحوض الذي فيه الماء في صورة فأر وقال زيق فقال الاحدب ماجاء بك هذا فكبر الفأر وصار كا لقط ثم كبر حتى صار كلبا وقال عوه عوه فلما نظرا لسائس ذلك فزع وقال اخساً يا مشؤوم فكبر الكلب وانتفخ حتى صار جحشا و نهق وصرخ في وجهه هاق هاق فا تزعج السائس وقال الحقونى يا أهل البيت واذا بالجحش قد كبر وصار قدر الجاموسة وسد عليه المكان وتكلم بكلام ابن آدم وقال ويلك يا أحدب يا أنتن السياس فلحق السائس البطن وقعد على الملاقي بأثوابه واشتبكت أسنانه ببعضها فقال له العفريت هل ضاقت عليك الارض فلا تتزوج الا بمعشوقتى فسكت السائس فقال له رد الجواب والا إسكنك التراب فقال له والله ملى ذنب الا أنهم غصبو في وما عرفت ان لها عشاقا من الجواميس ولكن أنا تائب الى الله ثم اليك فقال له العفريت أقسم بالله ان خرجت في هذا الوقت من هذا الموضع أو تكلمت قبل أن تطلع الشمس لا قتلنك فاذا طلعت الشمس فاخرج الى حال سبيلك ولا تعد الى هذا البيت أبدا ثم ان العفريت قبض على السائس الاحدب وقلب رأسه في الملاقي وجعلها إلى أسفل وجعل رجليه الى فوق وقال له استمر هنا وأنا أحرسك إلى طلوع الشمس هذا ما كان من قصة الاحدب ( وأما ) ما كان من قصة حسن بدر الدين.


البصري فانه خلى الاحدب والعفريت يتخاصمان ودخل البيت وجلس في داخل المخدع واذا بالعروسة اقبلت ومعها عجوز فوقفت العجوز في باب المخدع وقالت يا أبا شهاب قم وخذ عروستك وقد استودعتك الله ثم ولت العجوز ودخلت العروسة في صدر المخدع وكان اسمهاست الحسن وقلبها مكسور وقالت في قلبها والله لا أمكنه من نفسى ولو طلعت روحى فلما دخات الى صدر المخدع نظرت بدر الدين فقالت يا حبيبى والى هذا الوقت أنت قاعد لقد قلت في نفسى لملك أنت والسائس الاحدب مشتركان في فقال حسن بدر الدين وأى شيء أوصل السائس اليك ومن أين له أن يكون شريكي فيك فقالت ومن زوجى أنت أم هو قال حسن بدر الدين ياسيدتي نحن ما عملنا هذا الاسخرية به لنضحك عليه فلما نظرت المواشط والمغنيات وأهلك حسنك البديع خافوا علينا من العين فاكتراه أبوك بعشرة دنانير حتى يصرف عنا العين وقد راح فلما سمعت ست الحسن من بدر الدين ذلك الكلام فرحت و تبسمت وضحكت ضحكا لطيفا وقالت والله لقد اصفات نارى فبالله خذني عندك وضمنى الى حضنك وكانت بلا لباس فكشفت ثوبها الى نحرها فبان ما قدامها و ورأنها فلما نظر بدرالدین صفاء جسمها تحركت فيه الشهوة فقام وحل الباسه ثم حل الكيس الذهب الذى كان أخذه من اليهودى و وضع فيه الف دينار ولفه في سرواله وحطه تحت ذيله الطراحة وقاع عمامته ووضعها على الكرسى و بقى بالقميص الرفيع وان القميص مطرز بالذهب فعند ذلك قامت اليه.


ست الحسن وجذبته اليها وجذبها بدر الدين وعانقها وأخذ رجليها في وسطه ثم ركب المدفع وحرره على القلعة واطلقه فهدم البرج فوجدها درة ماثقبت ومطية الغيره ما ركبت فازال بكارتها وتملى بشبابها ولم يزل بركب المدفع ويرد الى غاية خمس عشرةة فعلقت منه فلما فرغ حسر بدرالدین وضع يده تحت.


( وفى الملة (۲۳) قالت بلغنى أيها الملك السعيد أن السائس الاحدب لما كلمه الوزير لم يرد عليه فصرخ عليه الوزير وقال له تكلم والا أقطع رأسك بهذا السيف فعند ذلك قال الاحدب و الله ياشيخ العفاريت من حين جعلتني في هذا الموضع ما رفعت رأسى فبالله عليك ان ترفق بي فاما سمع الوزير كلام الأحدب قال له ما تقول فاني أبو العروسة وما انا عفريت فقال ليس عمرى في يدك ولا تقدر ان تأخذ روحي فرح إلى حال سبيلك قبل أن يأتيك الذى فعل بي هذه الفعال فاتم لاتزوجوني الا بمعشوقة الجواميس ومعشوقة العفاريت فلعن الله من زوجنى بها ولعن من كان السبب في ذلك فقال له الوزيرقم واخرج من هذا المكان فقال له هل أنا مجنون حتى أروح معك بغير اذن العفريت فانه قال لي اذا طلعت الشمس فاخرج وروح الى حال سبيلمك فهل طلعت الشمس أو لا فاني لا أقدر أن أطلع من موضعى الا ان طلعت الشمس فعند ذلك قال له الوزير من أتى بك الى هذا المكان فقال الى جئت البارحة الى هنا لا قضى حاجتی وازیل ضرورتی و اذا بغار طلع من وسط الماء وصاح وصار يكبر حتى بقى قدر الجاموسة وقال لى كلاما دخل فى أذنى فيلمنى ورح امن العروسة ومن زوجني بها فتقدم اليه الوزير وأخرجه من المرحاض فخرج وهو يجرى وما صدق ان الشمس طلعت وطلع الى السلطان وأخبره بما اتفق له مع العفريت و اما الوزير أبو العروسة فانه دخل البيت وهو حائر العقل في أمر بنته.


فقال يا بنتى اكشى لى عن خبرك فقالت ان الظريف الذي كنت أتجلى عليه بات عندى البارحة وأزال بكارتي وعلقت منه وان كنت لم تصدقنى فهذه عمامته بلفتها على الكرسي ولباسه تحت الفراش وفيه شيء ملفوف لم اعرف ما هو فلما سمع والدها هذا الكلام دخل المخدع فوجد عمامة حسن بدر الدين ابن أخيه ففي الحال أخذها في يده وقلبها وقال هذه عمامة وزراء الا انها موصلية ثم نظر الى الحرز مخيط في طربوشه فاخذه وفتقه وأخذ اللباس فوجد الكيس الذى فيه الف دينار ففتحه فوجد فيه ورقة فقراها فوجد مبايعة اليهودى واسم حسن بدر الدین بن نور الدين المصرى ووجد الالف دينار فلما قر أشمس الدين الورقة صرخ صرخة وخرم غشيا عليه فلما أفاق وعلم مضمون القصة تعجب وقال لا اله الا الله القادر على كل شيء وقال يا بنت هل تعرفين من الذى أخذ وجهك قالت لا قال انه ابن أخي وهو ابن عمك وهذه الألف دينار مهرك فسبحان الله فليت شعرى كيف اتفقت هذه القضية ثم فتح الحرز المحيط فوجد فيه ورقة مكتوبا عليها بخط أخيه نورالدين المصرى أبي حسن بدر الدين فلما نظر خط. أخيه أنشد هذين البيتين.

أرى أثارهم فأذوب شوقا واسكب فى مواطنهم دموعى واسأل من بفرقتهم رمانى يمن على يوما بالرجوع.


فلما فرغ من الشعر قرأ الحرز فوجد فيه تاريخ زواجه بنت وزير البصرة وتاريخ دخوله بها وتاريخ عمره إلى حين وفاته وتاريخ ولادة ولده حسن بدر الدين فتعجب واهتز من الطرب وقابل ماجرى لأخيه على ماجرى له فوجده سواء بسواء وزواجه وزواج الآخر موافقين تاريخا ودخولهما بزوجتيهما متوافقا وولادة حسن بدر.


وأسواقها فازدحمت عليه الناس و زفوه فدخل دكان طباخ وكان ذلك الطباخ رجلا مسرفا فتاب الله عليه من الحرام وفتح له دكان طباخ وكان أهل دمشق كلهم يخافون منه بسبب شدة باسه فلما نظر الناس الى الشاب وقد دخل دكان الطباخ افترقوا وخافوا منه فلما نظر الطباخ الى حسن بدرالدین و شاهد حسنه وجماله وقعت فى قلبه محبته فقال من أين أنت يافتي فاحكى لي حكايتك فأنك صرت عندي أعز من روحى فحكى له ماجرى من المبتدأ الى المنتهى فقال له الطباخ ياسيدى بدر الدين اعلم ان هذا أمر عجيب وحديث غريب ولكن يا ولدى اكتم ما معك حتي يفرج الله ما بك واقعد عندي في هذا المكان و أنا مالي ولد فاتخذك ولدى فقال له بدر الدين الامر كما تريد ياعم فعند ذلك نزل الطباخ الى السوق واشترى لبدر الدين أقمشة مفتخرة وألبسه اياها وتوجه به الى القاضى وأشهد على نفسه انه ولده وقد اشتهر حسن بدر الدين فى مدينة دمشق انه ولد الطباخ وقعد عنده في الدكان يقبض الدراهم وقد استقر امره عند الطباخ على هذه الحالة هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين ( وأما ) ما كان من أمر ست الحسن بنت عمه فانها لم اطلع الفجر وانتبهت من النوم لم تجد حسنا بدر الدین قاعدا عندها فاعتقدت انه دخل المرحاض فجلست تنتظره ساعة واذا باييها قد دخل عليها وهو مهموم مما جرى له من السلطان وكيف غصبه وزوج ابنته غصبا لا حدغه انه الذي هو السايس الاحدب وقال في نفسه أقتل هذه البنت ان كانت مكنت هذا الخبيث من نفسها فمشى الى ان وصل الى.


المخدع ووقف على بابه وقال ياست الحسن فقالت له نعم يا سيدى ثم انها خرجت وهى تتمايل من الفرح وقبلت الارض بین یدیه و از داد وجهها نورا وجمالا لعناقها لذلك الغزال فلما نظرها أبوها وهى بتلك الحالة قال لها يا خبيثة هل أنت فرحانة بهذا السايس فلما سمعت ست الحسن كلام والدها تبسمت وقالت بالله يكفى ماجرى منك والناس يضحكون على ويما يروني بهذا السايس الذي ما يجيء في أصبعي قلامة ظفر ان زوجي والله مابت طول عمرى ليلة أحسن من ليلة البارحة التي بتها معه فلا تهز أبى وتذكر لى ذلك الأحدب فلما سمع والدها كلامها امتزج بالغضب و از رقت عيناه وقال لها و يلك أى شىء هذا الكلام الذي تقولينه ان السايس الاحدب قد بات عندك فقالت بالله عليك لا تذكر دلى قبحه الله وقبح أباه فلا تكثر المزاح بذكره فما كان السايس الامكترى بعشرة دنانير وأخذ أجرته وراح وجئت أنا ودخلت المخدع فنظرت زوجي قاعدا بعد ما جلتني عليه المغنيات ونقط بالذهب الاحمر حتى أغنى الفقراء الحاضرين وقد بت فى حضن زوجى الخفيف الروح صاحب العيون السود والحواجب المقرونة فلما سمع والدها هذا الكلام صار الضياء فى وجهه ظلاما وقال لها يا فاجرة ما هذا الذى تقولينه أين عقلك فقالت له يا أبت لقد فتت كبدى لاى شىء تتغافل فهذاز وجي الذي أخذ وجهى قد دخل بيت الراحة واني قد علقت منه فقام والدها وهو متعجب و دخل بيت الخلاء فوجد السائس الاحدب ورأسه مغروزة فى الملاقي ورجلاه مرتفعة الى فوق فبهت فيه الوزير وقال اما هذا هو الاحدب فخاطبه فإ يرد عليه وظن الاحدب انه العفريت وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.


ذكر أبيه بكت لذكر ولد عمها وتذكرت محاسن حسن بدر الدين البصرى وما جرى لها معه وصرخت وكذلك ولدها وادا بالوزير دخل فلم انظر الى بكائهما احترق قلبه وقال ما يبكيكما فاخبرته بما أتفق لولدها مع صغار المكتب فيكي الآخر ثم تذكر أخاد وما اتفق له معه وما اتفق لا بنته ولم يعلم بما في باطن الامر ثم قام الوزير فى الحال ومشى حتى طلع الى الديوان ودخل على الملك واخبره بالقصة وطلب منه الاذن بالسفر الى الشرق ليقصد مدينة البصرة ويسأل عن ابن اخيه وطلب من السلطان ان يكتب له مراسيم لسائر البلاد اذا وجدا بن أخيه في أى موضع يأخذه ثم بكى بين يدى السلطان فرق له قابه و كتب مراسيم ! - ائر الاقاليم والبلاد ففرح بذلك ودعالسلطان و ودعه ونزل في الحال وتجهز للسفر وأخذها يحتاج اليه وأخذا بنته وولدها عجيبا وسافر أول يوم وثاني يوم و ثالث يوم حتى وصل الى مدينة دمشق فوجدها ذات أشعار وأنهار كما قال الشاعر.


من بعد يوم فى دمشق ولياتي حلف الزمان بمثلها لا يغاط بتنا وجنج الليل في غفلاته ومن الصباح عليه فرع أشمط والظل فى تلك النصون كانه در يصافحه النسيم فيسقط والطير يقرأ والغدير صحفية والريح تكتب والغمام ينقط.


فنزل الوزير من ميدان الحصباء ونصب خيامه وقال الغلمانه ناخذ الراحة هنا يومين فدخل الغلمان المدينة لقضاء حوائجهم هذا يبيع وهذا يشترى وهذا يدخل الحمام وهذا يدخل جامع بنى أمية الذى ما في الدنيا مثله ودخل المدينة عجيب هو وخادمه يتفرجان والخادم يمشى خلف عجيب وفى یده سوط لو ضرب به جم لا اسقط ولم يثر فلما نظر أهل دمشق الى عجيب وقده واعتداله و بهائه وكماله بديع : الجمال رخيم الدلال ألطف من نسيم الشمال وأحلى للظمآن من الماء الزلال وألذ من العافية لصاحب الاعتلال فلما راه أهل دمشق تبعوه وصارت الخلق تجرى وراء وتتبعه وتقعد فى الطريق حتى يجىء عليهم وينظرونه الى ان وقف عجيب بالامر المقدر على دكان ابيه حسن بدر الدين الذي أجلسه فيه الطباخ الذى استرف عند القضاة والشهود انه ولده فلما وقف عليه العبد في ذلك اليوم وقف معه الخدام فنظر حسن بدر الدين الى ولده فاعجبه حين وجده في غاية الحسن فنحن اليه فؤاده و تعلق به قلبه وكان قد طبخ حب رمان محلى بلوز وسكرفا كاوا سواء فقال لهم حسن بدرالدين انستمو ناكلوا هنيئا مريئا ثم ان عجيب قال لوالده اقعد كل معنا لعل الله يجمعنا بمن نريد فقال حسن.


بدر الدين يا ولدى هل بليت على صغر سنك بفرقة الاحباب فقال عجبب نعم يا عم حرق قلبي بفراق الاحباب والحبيب الذى فارقنى هو والدى وقد خرجت انا وجدى نطوف عليه البلاد فواحسرتاه علی جمع شملی به و یکی بکاء شديد او بكى والده لبكاءه وتذكر فرقة الاحباب وبعده عن والده ووالدته فحن له الخادم واكلوا جميعا الى ان اكتفوائم بعد ذلك قاما وخرجا من دكان حسن بدر الدين فاحس ان روحه فارقت جسده و راحت معهم فما قدر أن يصبر عنهم لحظة واحدة فقفل الدكان وتبعهم وهو لا يعلم إنه ولده وأسرع فى مشيه حتى لحقهم قبل ان يخرجوا.


الدين ابن أخيه وولادة بنته ست الحسن متوافقين فاخذ الورقتين وطلع بهما إلى السلطان واعلمه بما جرى من أول الامر الى آخرة فتعجب الملك وأمر أن يؤرخ هذا الامر فى الحال ثم أقام الوزير ينتظر ابن أخيه فما وقع له على خبر فقال والله لأعمان عملا ما سبقنى اليه أحد وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.


( وفي ليلة ٢٤) قالت بلغنى ايها الملك السعيد ان الوزير اخذ دواة وقلما وكتب أمتعة البيت وان الخشخانة في موضع كذا والستارة الفلانية فى موضع كذا وكتب جميع ما في البيت ثم طوى الكتاب وأمر بخزن جميع الامتعة واخذ العمامة والطربوش وأخذ معه الفرجيه والكيس وحفظهما عنده واما بنت الوزير فانها لما كملت أشهرها ولدت ولدا مثل القمر يشبه والده من الحسن والكمال والبهاء والجمال فقطعوا سرته وكحلوا مقلته وسلموه الى المرضعات وسموه عجيبا فصار يومه بشهر وشهره بسنة فلما مر عليه سبع سنين أعطاه جده لفقيه ووصاه ان يربيه ويحسن تربيته فاقام فى المكتب أربع سنوات فصار يقاتل أهل المكتب ويسبهم ويقول لهم من فيكم منلى أنا ابن وزير مصر فقامت الاولاد واجتمعوا يشكون الى العريف مما قاسوه من عجيب فقال لهم العريف انا أعلمكم شيئا تقولون له لما يجىء فيتوب عن المجيء.



للمكتب وذلك انه اذا جاء غدا فاق عدوا حوله وقولو البعضكم والله ما يلعب معنا هذه اللعبة الامن يقول لنا على اسم أمه واسم أبيه ومن لم يعرف اسم امه واسم أبيه فهو بن حرام فلا ياعب معنا فلها أصبح الصباح أتوا الى المكتب وحضر عجیب فاحتاطت به الاولاد وقالوا نحن نلعب لعبة ولكن ما يلعب معنا الا من يقول ننا على اسم أمه واسم أبيه واتفقوا على ذلك فقال واحد منهم اسمی ماجدى وأمى علوى وأبىء الدين وقال الآخر مثل قوله والآخر كذلك الى ان جاء الدور الى عجيب فقال أنا اسمى عجيب وأمى ست الحسن وأبي شمس الدين الوزير بمصر فقالوا له والله ان الوزير ما هو أبوك فقال عجيب الوزير أبى حقيقة فعند ذلك ضحكت عليه الاولاد وصفقوا عليه وقالوا أنت ما تعرف لك أبا فقم من عندنا فلا يلعب معنا الا من يعرف اسم أبيه وفي الحال تفرق الاولاد من حوله وتضاحكو اعليه فضاق صدره وانخنق بالبكاء فقال له العريف هل تعتقد ان أباك جدك الوزير أبو أمك ست الحسن ان اباك ما تعرفه أنت ولا نحن لان السلطان زوجها للسائس الاحدب وجاءت الجن فناموا عندها فان لم تعرف لك أبا يجعلوك بينهم ولدا ز نا ألا ترى ان ابن البائع يعرف أباه فوزير مصر انما هو جدك وأما أبوك فلا نعرفه نحن ولا أنت فارجع لعقلك قلما سمع ذلك الكلام قام من ساعته ودخل على والدته ست الحسن وصار يشكولها وهو يبكى ومنعه.


البكاء من الكلام فلما سمعت امه كلامه وبكاءه التهب قلبها عليه وقالت له ياولدى ما الذى أبكاك فاحك لى قصتك في - كى لها ما سمعه من الاولاد ومن العريف وقال يا والدتى من هو ابى قالت له أبوك وزير مصر فقال لها ليس هو أبى فلا تكذبي على فان الوزير أبوك أنت لا أبى أنا فمن هو أبى فان لم تخبرينى بالصحيح قتلت روحى بهذا الخنجر فلما سمعت والدته.


ورأوه خافهم فغضب عجيب وخاف من الطواشي أن يخبر جدد فاه تزج بالغضب مخافة أن يقولوا أنه دخل دكان الطباخ وأن الطباخ منعه فالتنت حتى صارت عيناه فى عين أبيه وقد بقى حسدا بلا روح و رأي تجيب عينه كانها عين خائن و ربما كان ولد زنا فازداد غضبا فأخذ حجرا وضرب به والده فوقع الحجر في جبينه فبطحه فوقع حسن بدر الدین مغشيا عليه وسال الدم على وجهه وسار عجيب هو والخادم الى الخيام وأما حسن بدر الدين فأنه لما أفاق مسح دمه وقطع قطعة .




من وعصب بها رأسه ولام نفسه وقال أنا ظلمت الصبي حيث علقت دکانى و تبعته حتى ظن أنى خائن ثم رجع الى الدكان واشتغل ببيع طعامه وصار مشتاقا الى والدته التي في البصرة ويبكي عليها وأنشد عمامته من هذين البيتين .


لا تسأل الدهر انصافا لتظلمه فلست فيه ترى ياصاح انصافا خذ ماتيسر وأزوالهم ناحية لا بد من كدر فيه وان صافى.



ثم أن حسن بدر الدين استمره شتغلا ببيع طعامه و أما الوزير عمه فانه اقام في دمشق ثلاثة أيام ثم رحل متوجها الى حصر فدخلها ثم رحل عنها وصار يفتش فى طريقه اينما حل وجهه في سيره الى أن وصل الى ماردين والموصل وديار بكر ولم يزل سائرا الى مدينة البصرة فدخلها فلما استقر به المنزل دخل الى سلطانها واجتمع به فاحترمه واكرم منزله وسأله عن سبب مجيئه فاخبره بقصته وان أخاه الوزير على نو رالدين فترحم عليه السلطان وقال أيها الصاحب انه كان وريرى وكنت أحبه كثيرا وقدمات من مدة خمسة عشر عاما وخلف ولد او قد فقدناه ولم نطاع له على خبر غير أن امه عند نالانها بنت وزيرى الكبير فلما سمع الوزير شمس الدين من الملك ان أم ابن أخيه طيبة فرح وقال يا ملك اني أريد أن اجتمع بها فاذن له في الحال ثم أنه صار يمشى الى أن وصل الى قاعة زوجة أخيه أم حسن بدر الدين البصرى وكانت في مدة غيبة ولدها قد لزمت البكاء والنحيب بالليل والنهار فلما طالت عليها المدة عمات لولدها قبرا من الرخام فى وسط القاعة وصارت تبكى عليه ليلا ونهار اولا تنام الا عند ذلك القبر فلما وصل الى مسكنها سمع حسها فوقف خاف الباب فسمعها تنشد في القبر هذين البيتين.


بالله یا قبر هل زالت محاسنه وهل تغير ذاك المنظر النضر ياقبر لا أنت بستان ولا ذلك فكيف يجمع فيك الغصن والقمر.


فبينما هي كذلك واذا بالو زير شمس الدين قد دخل عليها وسلم عليها واعلمها أنه أخو زوجها ثم أخبره بما جرى وكشف لها عن القصة وان ابنها حسن بدر الدين بات عندا بنته ليلة كاملة ثم فقد عند الصباح وقال لها ان ابنتي حمات من ولدك وولدت ولداوه و متى وأنه والدك و ولد ولدك من ابنتي فلما سمعت خبر ولده او أنه حى و رأت اخاذ وجها قامت اليه و وقعت على قدميه وقبلتهما وأنشدته هذين البيتين.


لله در مبشری بقدومهم فلقد أتي بأطايب المسموع.


من الباب الكبير فالتفت الطواشى وقال له مالك يا طباخ فقال حسن بدر الدين لما نزلتم من عندى كأن روحی خرجت من جسمی ولى حاجة في المدينة خارج الباب فاردت أن أر افقكم حتى أقضى حاجتى وارجع فغضب الطواشي وقال لعجيب ان هذه ا كله مشؤومة وصارت علينا مكرمة وها هو تابعنا من موضع الى موضع فالتفت عجیب فرأى الطباخ فاغتاظ واحمر وجهه وقال للخادم دعـه يمشى في طريق المسلمين فاذا خرجنا الى خيامنا وخرج معنا وعرف أنه يتعبنا نطرده فاطرق رأسه ومشى والخادم وراءه فتبعهم حسن بدر الدين الى ميدان الحصباء وقد قربوا من الخيام فالتفتوا.


عجيب يلتقط حجر او یرمی به آباه حسن بدرالدین



ثم قالت العجيب يا والدي أين كنت قال في مدينة دمشق فعند ذلك قامت و قدمت له زبدية طعام من حب الرمان وكان قليل الحلاوة وقالت للخادم اقعد مع سيدك فقال الخادم في نفسه والله مالناشهية في الاكل ثم جلس الخادم وأم عجيب فانه لما جلس كان بطنه ممتلئا بما أكل وشرب فاخذ لقمة وغمسها في حب الرمان وأكلها فوجده قابل الحلاوة لانه شبعانا فتضجر وقال أي شيء هذا الطعام الوحش فقالت جد ته یا والدی اتعیب طبيخي وأنا طبخته ولا أحد يحسن الطبيخ مثلى الا والدك حسن بدر الدين فقال عجیب والله ياسيدتى ان طبيخك هذا غير متقن نحن في هذه الساعة رأينا في المدينة طبا خاطبخ حب رمان و اسکن رائحته ينفتح لها القلب وأما طعامه فأنه يشتهي نفس المتخوم ان تأكل وأما طعامك بالنسبة اليه فأنه لا يساوي كثيرا ولا قليلا فاما سمعت جدته كلامه اغتاظت.


غيظ الشديد او نظرت الى الخادم و ادرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ( وفى ليلة ٢٤ ) قالت بلغني أيها الملك السعيدان جدة عجيب ما اسمعت كلامه اعتادت ونظرت الى الخادم وقالت له ويلك هل أنت افسدت ولدى لانك دخلت به الى كاكين الطباخين فخاف الطواشي وانكر وقال ما دخلنا الدكان ولكن جزنا جو از افقال عجيب والله لقد دخلنا رأ كلناوه و أحسن من طعامك فقامت جدته وأخبرت أخاز وجها و أغرته على الخادم فحضر الخادم قدام الوزير.



فقال له لم دخلت بولدى دكان الطباخ فخاف الخادم وقال ما دخلنا فقال عجيب بل دخلنا وأ كلنا من حب ارمان حتي شبعنا وسقانا الطباخ شرا با بن لج وسكر فازداد غضب الوزير على الخادم وسأله فانكر فقال له الوزير ان كان كلامك صحيحا فاقعد وكل قدامنا فعند ذلك تقدم الخادم وأراد أن يأكل فلم يقدروري اللقمة وقال يا سيدى الى شبعان من البارحة فعرف الوزير انه أكل عند الطباح قمر الجوادى أن يطرحنه فطرحنه ونزل عليه بالضرب الوجيع فاستغاث وقال يا سيدى انى شبعان من البارحة ثم منم عنه الضرب وقال له انطلاق بالحق فقال اعلم انناد خلاد كان الطباخ وهو يطبخ حب الرمان فغرف لنا منه والله ما أكات عمرى منه ولا رأيت أقبح من هذا الذى قدامنا فغضبت أم حسن بدر الدين وقالت لا بد أن تذهب الى هذا الطباخ وتجي لنا بز بدية حب رمان من الذى عنده وتريه السيدك حتي يقول ايهما احسن وأطيب فقال الخادم نعم فنى الحال اعطته زبدية ونصف دينار فضي الخادم حتي وصل الى الدكان وقال للطباح نحن تراهنا على طعامك في بيت سيد نالان هناك حب رمان طبخة أهل البيت فهات لنا بهذا النصف دينار وادر بالك فى طهيه واتقنه فقد أكلنا الضرب الموجع على طبيخك فضحك حسن بدر الدين وقال والله ان هذا الطعام لا يحسنه أحد الا أنا و والدتى وهي الآن في بلاد بعيدة ثم أنه عرف الزبدية وأخذه ، وختمها بالمسك وماء الورد فأخذها الخادم وأسر عنها حتى وصل اليهم فاخذتها والدة حسن وذاقتها ونظرت حسن طعمها فعرفت.


طباخها فصرخت ثم وقعت مغشيا عليها فبهت الوزير من ذلك ثم رث واعلي با ماء الورد و بعد ساعة افاقت وقالت ان كان ولدى فى الدنيا في الطبخ حب الرمان هذا الاهو وهو ولدى حسن بدر الدين لا شك فيه ولا محالة لان هذا اطعامه وما أحد يطبخه غيره الا أنا لاني علمته طبيخه فلما سمع الوزير.


لو كان يقنع بالخليع وهبته قلبا تقطع ساعة التوديع ثم أن الوزير أرسل الى عجيب ليحضره فلم احضر قامت له جدته واعتنقته وبكت فقال لها شمس الدين ما هذا وقت بكاء بل هذا وقت تجهيزك للسفر معنا الى ديار مصر عسى الله ان يجمع شملنا وشملك بولدك ابن أخي فقالت سمعا وطاعة ثم قامت من وقتها وجمعت جميع أمتعتها وذخائرها وجواريها و تجهزت فى الحال ثم طلع الوزير شمس الدين الى سلطان البصرة وودعه فبعث معه هدايا وتحفا الى سلطان مصر وسافر من وقته هو وزوجة أخيه ولم يزل سائر احتى وصل الى مدينة دمشق فنزل على القانون رضرب الخيام رقال لمن معه انسا نقيم بدمشق جمعة إلى أن نشتري للسلطان هدايا وتحنا تم قال عجيب للطواشي يا غلام انى اشتقت الى الفرجة فقم بنا ننزل الى سوق دمشق ونعتبر أحوالها و تنظر ما جرى لذلك الطباخ الذي كنا كلنا طعامه وشحنا رأسه مع أنه قد كان أحسن الينا ونحن اسأ ناد فقال الطواشي سمعا وطاعة ثم أن عجيبا خرج من الخيام هو والطواشي وحركته القرابة الى التوجه لوالده ودخل مدينة دمشق وماز الاسائرين الى أن وصلا الى دكان الطباخ فوجداه واقفا في الدكان وكان ذلك قبل العصر وقد وافق الامر أنه طبخ حب رمان فلما قر بامنه و نظره عجیب حن اليه قلبه ونظر الى أثر الضربة بالحجر فى جبينه فقال السلام عليك يا هذا اعلم ان خاطرى عندك فلما نظر.


اليه حسن بدرالدین تعلقت احشاؤه به و خفق فؤاده اليه وأطرق برأسه الى الارض وأراد أن يدير لسانه في فمه فما قدر على ذلك ثم رفع رأسه الى ولده خاصه امتذللا وأنشد هذه الابيات تمنيت من أهوى فلما رأيته ذهلت فلم أملك لسانا ولا طرفا وأطرقت اجلالا له ومهابة وحاولت اخفاء الذى بى فلم يخف وكنت معدا للعتاب صحائفا فلما اجتمعنا ما وجدت ولا حرفا.


ثم قال لهما اجبر اقاي وكلا من طعامي فوالله من نظرت اليك أيها الغلام الاحن قلبي اليك وما كنت تبعتك الا وانا بغير عقل فقال عجيب والله انك محب لنا ونحن أكلنا عندك لقمة فلازمتنا عقبها وأردت أن تهتكنا ونحن لا نأكل لك اكلا الا بشرط أن تحلف انك لا تخرج وراء ناولا تتبعنا والا لا نعود اليك من وقتنا هذا فنحن قيمون فى هذه المدينة جمعة حتي يأخذ جدى هدايا للملك فقال بدر الدين لكم على ذلك فدخل عجيب هو والخادم في الدكان فقدم لهم ازبدية ممتلة حب رمان فقال عجيب كل معنا لعل الله يفرج عنا ففرح حسن بدر الدين واكل معهم حتي امتلأت بطونهما و شبعا شبعا على خلاف عادتهما ثم انصرفا واسرعافي مشيهما حتي وصلا الى خيامهما ودخل عجيب على.


جدته ام والده حسن بدر الدین فقبلته وتذكرت حسن بدر الدین فتنهدت وبكت ثم أنها انشدت هذين البيتين لو لم أرى بأن الشمل يجتمع ما كان لي في حياتي بعدكم طمع أقسمت ما فى فؤادى غير حبكم والله ربي على الاسرار مطلع.


وافرشي البيت مثل فرشه ليلة الجلاء فأمرت الجوارى بذلك فقمن وأوقدن الشمع وقد أخرج الوزير الورقة التي كتب فيها امتعة البيت ثم قرأها و أمر أن يضع واكل شيء في مكانه حتى أن الرائي اذا رأى ذلك لا يشك في أنها ليلة الجلاء بعينها ثم أن الوزير أمر أن تحط عمامة حسن بدر الدين في مكانها الذي حملها فيه بيده وكذلك السروال والكيس الذي تحت الطراحة ثم أن الوزير أمرا بنته تتحف نفسها كما كانت ليلة الجلاء وتدخل المخدع وقال لها اذدخل عليك ابن عمك فقولي له قد أبطأت على في دخولك بيت الخلاء ودعيه يبيت عندك وتحدثى معه الى النهار وكتب هذا التاريخ ثم أن الوزير اخرج بدر الدين من الصندوق بعد أن فك القيد من رجليه وخلع ماعليه من التياب وصار بقميص النوم وهو رفيع من غير سر وال كل هذا وهو نائم لا يعرف بذلك ثم انتبه بدر الدين من النوم فوجد نفسه في دهليز نير فقال في نفسه هل أنا فى اضغاث أحلام أو في اليقظة ثم قام بدر الدين فمشى قليلا الى باب ثان ونظر واذا هو في البيت الذي انجلت فيه العروسة ورأي المخدع والسرير ورأى عمامته وحوائجه فلما نظر ذلك بهت وصار يقدم رجلا و يؤخر أخرى وقال في نفسه هل هذا في المنام أو فى اليقظة وصار يمسح جبينه و يقول وهو متعجب والله ان هذا كان العروسة التي انجلت فيه على فانى كنت في صندوق فبينما هو يخاطب نفسه واذا بست الحسن رفعت طرف الناموسية وقالت.



له ياسيدى أما تدخل فانك أبطأت على في بيت الخلاء فه اسمع كلامها ونظر الى وجهها وضحك وقال ان هذه أضغاث أحلام ثم دخل وتنهد وتفكر فيما جرى له وتحير في أمره واشكلات عليه قضيته ولما رأى عما ته وسرواله والسكيس الذي فيه الالف دينار قال الله اعلم أني في اضفات أحلام وصار من فرط التعجب متحير او هذا أدرك شهرزاد الصباح ) وفى ليلة (۲۵) قالت بلغنى أن بدر الدين تعجب وتحير فعند ذلك قالت له ست الحسن مالي أراك متعجبا متحير ا ما كنت هكذا في أول الليل فضحك وقال كم عام الى غائب عنك فقالت له سلامتك اسم الله حواليك أنت انما خرجت الى الكنيف لتقضى حاجة وترجع فاي شى جري في عقلك فلما سمع بدر الدين ذلك ضحك وقال لها صدقت و لكنني لما خرجت من عندك غلبني النوم في بيت الراحة محلمت أنى كنت طباخا في دمشق وأقمت بها عشرة سنين وكأنه جاء فى صغير من أولاد الاكابر ومعه خادم وحصل من أمره كذا و كذا ثم أن حسن بدر الدين مسح بيده على جبينه فرأى أثر الضرب عليه فقال والله ياسيدتى كأنه حق لانه ضربني على جبيني فشجه فكأنه في اليقظة ثم قال اهل هذا المنام حصل حين تعانقت أنا وأنت ونمنا فرأيت في المنام كأني سافرت الي دمشق بلاطر بوش ولا عمامة ولاسر وال وعملت طباخا ثم سكت ساعة وقال والله كانى رأيت أني طبخت حب رمان وفلف له قليل والله ما كاني الانمت في بيت.



الراحة فرأيت هذا كله في المنام فقالت له ست الحسن بالله وعليك أي شيء رأيته زيادة على ذلك فحكى لها جميع ما رآه ثم قال والله اولا اني انتبهت لكانوا صلبونى على لعبه خشب فقالت له على أي شيء فقال على قلة الفلفل فى حب الرمان ورأيت كانهم أخرجوا دكاني وكسروا مواعينى.


كلامها فرح فرحا شديدا وقال والأشوقاه الى رؤية ابن أخي أتري تجمع الايام شملنا وما نطلب الاجتماع به الا من الله تعالى ثم أن الوزير قام من وقته وساعته وصاح على الرجال الذين معه وقال يمضى منكم عشرون رجلا الى دكان الطباخ ويهدمونها و يكتفونه بعمامته و يجرونه غصبا الى مكاني من غير ايذاء يحصل له فقالواله نعم ثم أن الوزير ركب من وقته وساعته الى دار السعادة واجتمع بنائب دمشق واطلعه على الكتب التى ممه من السلطان فوضعها على رأسه بعد تقبيلها وقال من هو غريمك قال رجل طباخ ففي الحال أمر حجابه أن يذهبوا الى دكانه فذهبوا فرأوها مهدومة وكل شيء فيها مكسور لانه لما توجه الى دار السعادة فعلت جماعته ما أمرهم به وصاروا منتظرين مجيء الوزير من دار السعادة وحسن بدر الدين يقول في نفسه يا ترى أى شيء رأوا فى حب الرمان حتي صار لي هذا الامر فاما حضر الوزير من عند نائب دمشق وقد أذن له في أخذ غريمه وسفره به فلما دخل الخيام طلب الطباخ فاحضر ود مكتفا بعمامته فلما نظر حسن بدر الدين الى عمه بكى بكاء شدید او قال یا مولای ماذني عندكم فقال له أنت الذي طبخت حب الرمان قال نعم فهل وجدتم فيه شيئا يوجب ضرب الرقبة فقال هذا أقل جزائك فقال له ياسيدى أما توقفنى على ذني فقال له الوزير نعم في هذه الساعة ثم ان الوزير صرخ على الغلمان وقال ها توا الجمال وأخذوا حسن بدر الدين.


معهم وادخلوه في صندوق وقفلوا عليه وسار واولم يزانو اسائرين الى أن أقبل الليل فحطوا وأكلوا شيئا من الطعام وأخر جو احسن بدر الدين فأطعموه وأعادوه الى الصندوق ولم يزالوا كذلك حتي وصلوا الى مكان فاخر جو احسن بدر الدين من الصندوق وقال له هل أنت الذي طبخت حب الرمان قال نعم ياسيدى فقال الوزير قيدوه فقيدوه وأعادوه الي الصندوق وساروا الي ان وصلوا الي مصر وقد نزلوا فى الزيدانية فامر باخراج حسن بدر الدين من الصندوق وأمر باحضار نجار وقال اصنع لهذا لعبة خشب فقال حسن بدر الدين وما تصنع بها فقال أصلبك واسمرك فيها ثم أدوربك المدينة كلها فقال على أي شيء تفعل بي ذلك فقال الوزير على عدم اتقان طبيخك حب الرمان كيف طبخته و هو ناقص فلفل فقال له وهل لكونه ناقص فلفلا تصنع معي هذا كله أما كفاك حبسى وكل يوم تطعموني أكلة واحدة فقال له الوزير من أجل كونه ناقصا فلفلا ما جزاؤك الا القتل فتعجب حسن بدر الدين وحزن على روحه وصار يتفكر فى نفسه فقال له الوزير في أى شىء تتفكر فقال له في العقول السخيفة التي مثل عقلك فانه لوكان عندك عقل ما كنت فعلت معي هذه الفعال لاجل نقص الفلفل فقال له الوزير يجب علينا أن نؤدبك حتى لا تعود لمثله فقال حسن بدر الدين ان الذى فعلته معي اقل شيء فيه ادبي فقال لا بد من صلبك وكل هذا والنجار.


يصلح الخشب وهو ينظر اليه ولم يزالوا كذلك إلى أن أقبل الليل فأخذه عمه ووضعه في الصندوق وقال في غد يكون صابك ثم صبر عليه حتي عرف أنه نام فقام وركب وأخذ الصندوق قدامه ودخل المدينة وسار إلى أن دخل بيته ثم قال لا بنته ست الحسن الحمد لله الذي جمع شملك بابن عمك قومي.


حكاية الخياط والاحدب واليهودى والمباشر والنصراني فيما وقع بينهم






تعليقات