📁 آخر الأخبار

السيدة المفترسة بقلم أحمد محمود شرقاوي

 السيدة المفترسة بقلم أحمد محمود شرقاوي


"دي ست غلبانة يا هانم وبتجري على عيالها"


الجملة دي قالها عم فرج البواب لماما وهي واقفة قدام البرج، كانت واقفة جمبه واحدة ست لابسة اسود في اسود، كانت باصة في الارض بكل خضوع، المفترض انها جاية تشتغل في شقتنا، طبخ وتنضيف وغسيل والذي منه، ماهو أكيد سوسن هانم اللي هي ماما مش هتشتغل بنفسها في شقتها..



أدهم شرقاوي,ما هي حقيقة الكتب المحرمة,اللغز يونس محمد,كتاب مسموع,يونس محمد,الكتب المحرمة على العامة,كتب ستعيد شغفك بالقراءة,أحسن الكتب للقراءة هذا العام,وإذا الصحف نشرت,كتب للعام الجديد,أفضل الكتب العربية,أغرب الأزواج غير العاديين في العالم.. من الصعب تصديق وجودهم !!,اللغز,قائمة كتب,كتب مسموعة,ترشيحات كتب,حديث الصباح,معرض الكتاب,اقتراحات كتب,حكايات.هايدى,كتب للمبتدئين,حكايات نص الليل,كتب ينصح بقرائتها,حكايات,قصص,تجارب حقيقية,قصص واقعية
السيدة المفترسة بقلم أحمد محمود شرقاوي




مامي بصتلها كتير، كتير اوي قبل ما تقوله:


- خلاص يا فرج انا هختبرها ولو نجحت هتكمل معايا


وبكل حزم قالتلها:


- عارفة أهم حاجة عندي ايه يا، اسمك ايه ؟؟


- اسمي سماح يا سوسن هانم، وأكيد الامانة وانا ايدي تتقطع قبل ما امدها على حاجة مش بتاعتي


- شاطرة يا سماح، يالا اطلعي على الشقة وفرج هيوريكي كل حاجة


وخرجت انا وماما عشان توديني المدرسة، كنت قلقانة من الست الغريبة دي، حتي مامي لاحظت قلقي فباستني وقالتلي:


- ليلى القمر قلقانة ليه بقا، دي واحدة جاية تشتغل عندنا عشان تعملك الأكل وتنضفلك اوضتك


وابتسمت، وروحت مدرستي، خاصة اني في سادسة ابتدائي ولازم اركز اوي، وانتهى اليوم الدراسي..


جت مامي خدتني بالعربية ورجعنا شقتنا، كانت سماح جهزت الأكل ونضفت الشقة وغسلت هدومنا كمان، مامي ابتسمت وقالتلها:


- شكلك هتعمري معانا يا سماح


- شالله يخليكي يا هانم


وبدأت امورنا تستقر نوعا ما، خاصة ان شركة الامن كانت كل شوية تبعت واحدة متعجبش مامي، او مامي كانت بتمشيها ومش عارفة ليه..



يومها اتصل بيا بابي، روحت لماما وقولتلها، بصتلي وقالتلي:


- بابي مش بيحبك يا ليلى، طول عمره مش بيحبك ولا بيحب مامي، ولو رديتي عليه هزعل منك


وفعلا قفلت التليفون ونمت مع ماما في السرير، في اليوم التاني صحيت علي صريخ وزعيق ماما، قمت اتنفضت من السرير عشان اسمع ماما بتقول الفاظ صعبة اوي..



- سرقتنا بنت ال...


- انا اللي غلطانة اني وثقت في واحدة زي دي


ونزلت تصرخ علي السلم وتنادي علي فرج..


يا فرج


يا فرررررررررررج



نزلت اجري وراها وانا خايفة، وخرج ناس كتير من السكان يستفسروا عن سبب الزعيق، ومسكت مامي فرج بعنف وفضلت تصرخ فيه:



- هي دي اللي غلبانة، جايبلي واحدة حرامية في شقتي وتقولي غلبانة


- يا هانم اكيد فيه حاجة غلط


- غلط ايه يا متخلف انت، الدهب بتاعي كله اتسرق، انا هوديك في داهية انت وهي


- وانا مالي يا هانم، معاكي بطاقتها روحي اعملي فيها محضر


- انا فعلا هعمل فيك وفيها محضر يا شوية حرامية


ركبنا العربية ونزلت أمي عند القسم وطلبت مني منزلش، دخلت لضابط معرفة وعملت محضر ورجعنا البيت، ماما كان شكلها مضايق جدا، غضبانة، وانا كنت بحاول اهديها قدر الامكان..


وجه الليل ودخلنا ننام، كنت مبسوطة عشان الست مشيت، وزعلانة عشان سرقت ماما، ونمت..


نمت وانا سامعة صوت همسات، همسات عجيبة، وضربات


طاخ


طاخ


طاخ


كل شوية كنت بصحا وارجع انام، ومسافة ما كنت بنام كنت بسمع من تاني..


همسات..


ضربات..



وانتهت الليلة، ليلة صعبة مشوفتش زيها، بس لما صحيت قررت اني اسكت، ومحكيش لماما حاجة، روحت المدرسة ورجعت مع ماما عشان نلاقي طانط منيرة جارتنا باعتالنا صنية كبيرة مليانة اكل..



قعدت معانا وواست ماما على سرقة امبارح وقالتلنا انها هتبعت تجيب واحدة ثقة تشتغل عندنا وانها عملتلنا الاكل ده عشان مش هنلحق نتغدى، والاسوأ ان المطعم اللي كنا بنطلب منه يوميا قفل، وده مسبب لماما قلق وتوتر بقالها كذا يوم..


قعدنا ناكل احنا التلاتة،. بصراحة الأكل كان لذيذ جدا، وبالأخص اللحم والبشاميل..


كلنا الذ وجبة كلناها في حياتنا وشربنا الشاي وقعدنا نتفرج علي التلفزيون، لحد ما الليل جه ودخلت انام..


ومن اول ما دخلت سريري لقيت الهمسات رجعت تاني، بس كانت قريبة اوي من ودني، فتحت عيني لقيت فيه واحدة واقفة قدام باب الاوضة..


كانت لابسة اسود في اسود، جسمي كله اتكهرب وحسيت برعب محستش بيه في حياتي، دي هي، الست الحرامية اللي سرقتنا قبل كدا، جاية تعمل ايه عندنا، بصتلي كتير اوي ومشيت من الاوضة، قربت وانا بترعش، خايفة انادي على امي..


قربت من باب الاوضة وجسمي عمال يتكهرب من الخوف، بصيت بهدوء لقيتها بتخرج من باب الشقة، لحظات وشوفت مامي خارجة من المطبخ بهدوء خالص وخرجت من باب الشقة..


كنت مرعوبة، مش قادرة حتى اناديها، فضلت واقفة في الضلمة مستخبية، مفيش دقيقة ورجعت ماما وهي شايلة اكياس في ايديها، دخلت المطبخ وحطتهم ورجعت تجري بشويش وخرجت من باب الشقة..


حسيت بخوف رهيب، خاصة ان مامي كان شكلها يخوف، يخوف اوي، كانت متلطخة بالدم، والاكياس كان شكلها يخوف، لحظات ودخلت تاني وهي شايلة شنطة وحطتها في المطبخ ورجعت خرجت من تاني..


قربت من المطبخ بشويش، وبصيت علي الشنط وانا مش فاهمة، قربت واحدة واحدة ومسكت شنطة منهم، وبصيت فيها من خلال النور الضعيف..


وصرخت، صرخت لما شوفت راس مقطوعة جوة الكيس، وقبل ما تكمل صرختي لقيت ايد قوية بتكتم صرختي، فضلت اتنفض وانا حاسة بفزع رهيب، سمعت صوت مامي من ورايا بتقول:


- قمرايتي صحيت دلوقتي ليه بس


فضلت احاول اهرب منها بس هي اتكلمت تاني بنبرة وعيد:


- لو صرختي هضربك ماشي


هزيت راسي بسرعة، واول ما سابتني طلعت اجري زي الصاروخ ناحية اوضتي، قفلت الباب من جوة بالمفتاح، سمعت صوت خبطها وفضلت تنادي عليا عشان افتح..


كنت مرعوبة، بتنفض، اتصلت برقم بابا، فضل يرن، يرن، لحد ما رد، اول ما رد قولتله:


- تعالى بسرعة يا بابا


قفلت الفون وفضلت اترعش مكاني، سمعت صوت امي وهي ثايرة برة وعمالة تقولي:


- افتحي يا ليلى، افتحي بقولك


كنت خايفة، خايفة اوي، سمعت مامي بتقول بهدوء:


- يا ليلى دي الست الوحشة اللي سرقتنا، احنا مش هنعمل فيها حاجة، هناكلها بس، مش انتي بتحبي اللحمة


وقعت علي الأرض وفضلت ابكي من الرعب، جسمي فقدت القدرة عليه، وقتها سمعت تكة من برة واتفتح الباب، وبصيت لقيت مامي وطنط منيرة واقفين بيبصولي بكل غضب وهدومهم غرقانة دم..


بصوا علي الفون ومسكته منيرة وشافت اتصالي برقم بابا:


- قولتي ايه لبابا


كنت بترعش مش قادرة اتحرك، بصت منيرة لماما وقالتلها:


- يا البت يا ابوها، اختاري


- البت لا، ابوها ماشي


ودخلوا المطبخ بسرعة جابوا سكاكين وحطوها تحت المخدة بتاعتي..


قربت مني مامي وانا بترعش وقالتلي:


- خايفة ليه يا لولي


- ااا شششوفت مممن


حضنتني بقوة وقالتلي:


- مش انتي كنتي بتحبي اللحمة اللي بنجبها من المطعم كل يوم


- اااايوووة


- طيب المطعم ده قفل واحنا مش لاقيين لحمة ناكلها، فبناخد من لحمة الست الحرامية دي عشان ناكل، ولا نسبها ومامي تموت من الجوع.



بصتلها وانا مش عارفة اتكلم، عشان تكمل منيرة:


- ده طبيعي يا لولي، احنا بنحب ناكل لحم البشر، وكنا هنموت لما المطعم قفل، ولحم الست دي هيكفينا شهر كامل، مش انتي كلتي منها امبارح، لما كلنا لحمة وبشاميل


في الوقت ده سمعنا صوت عربية، كان بابي، لقيت طانط منيرة استخبت في الدولاب، ومامي بصتلي وقالتلي:


- بابا وحش يا ليلى ولازم ناكله زي الست الحرامية


في الوقت ده كان بابا طالع زي الصاروخ على السلم، دخل من باب الشقة على اوضتي، في العادي مكنش هيدخل شقة طليقته بالطريقة دي، بس مكالمتي رعبته، دخل لقاني انا ومامي واقفين..


بص لمامي بغضب وقالها:


- بنتي مالها يا سوسن


- بنتك كويسة اهي حتى شوف


قرب مني وحضني اوي، وفجأة وهو في حضني لقيته بيتنفض، بصيت بفزع لقيت طنط منيرة ضربته بسكين في ضهره، مرة واتنين وتلاتة، كان بيتنفض في حضني، بيتنفض اوي..


ووقع جثة هامدة، وفضلت مذهولة مش قادرة انطق، لقيت ماما بتقول لطانط:


- المفاتيح اهي روحي رجعي عربيته عند شقته، واتأكدي ان فرج نايم كالعادة ومشافوش وهو طالع الشقة


ومشيت طانط، مشيت ومامي حضناني، حضنتني وفضلت تفهمني ساعة كاملة ان اللي بتعمله ده عشان ناكل، واني لازم اساعدها كمان..


وشيلنا بابا لحد شقة طنط منيرة اللي جت مبتسمة، كله تمام، وشوفت اوضة عاملة زي محل الجزارين، وبدأنا نقطع بابا ونعبي التلاجات كلها باللحمة..



وحكولي، حكولي ان لما المحل اللي بيبيع لحم البشر قفل كنا هنموت من الجوع، ولازم نتصرف، عشان كدا خطفنا سماح وعملناها لحمة، وبابا كمان وحش ويستاهل..


الغريب اني مبقتش خايفة، بقا الأمر طبيعي، طبيعي خالص..


طبيعي لدرجة اني بعد عشر سنين كنت واقفة في شقة الصالة وامي جثة هامدة قدامي، كنت بقطع فيها وبقول:


- سامحيني يا مامي، بس الجوع كافر، الجوع عاق بالوالدين



تعليقات