حكاية شبح السيدة العجوز بقلم الكاتب محمد ابراهيم عبدالعظيم
الحق يا ياسر الحق .. حماتي جالها الحالة تاني ، بس المرادي شكل الموضوع مش هيعدي على خير .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. تاني .. مش كنا خلصنا من الحكاية دي .
كنت بكلم شيماء مراتي بعد ما صحيتني من النوم وقالتلي اللي حصل ، كنت سامع صوت صرخات امي وانا في الاوضة ، هي عايشة معانا وليها اوضة تانية بتنام فيها .
صرخاتها المرادي كانت عالية اوي ، وكنت سامع بين صرخاتها هزة في صوتها كإنها بتتكهرب ! .
كُنت بكلم شيماء وانا مرعوب بعد اللي هي قالتهولي ، كُنت فارد جسمي على السرير وهي مواربة باب أوضة النوم وباصة من فتحة صغيرة .. باصة بالتحديد على اوضة امي اللي قصاد اوضتنا بالظبط .
شايفها واقفة مرعوبة ورجلها بتترعش ، عاذرها ، ماحنا اللي عايشين فيه مش هين .
قومت من على السرير بهدوء علشان الأولاد ميتخضوش وقولت لشيماء وانا موطي صوتي :
_ وبعدين المفروض نعمل ايه دلوقتي ، الخوف لحد من العيال يصحى ويشوف الكارثة دي ، اوعي كدا خليني اشوف .
بعدت عن الباب ووقفت انا مكانها وهي بتقولي بخوف :
_ أنا خايفة أوي يا ياسر ، خايفة تعمل فينا او في ياسمين واحمد حاجة .. بص انا هجيبلك الموبايل تتصرف تكلم صاحبك اللي ابوة شيخ .
كُنت سامع صوت مراتي وصوت خطواتها وصوت نفسها السريع بس مكنتش مركز معاها قد ما انا فضلت أتنح بالمنظر او المشهد المرعب اللي انا شايفه .. وكنت واثق تمام الثقة انها مشفتش اللي انا شايفه في الوقت ده .
رغم صعوبة المنظر بس حمدت ربنا انها مش شايفه اللي قدامي ، لان شيماء لو شافتها زي مانا شايفها ، هتروح فيها .
مافيش ثواني ورجعت شيماء وقالتلي وهي بتمد ايديها على وشي :
_ خد الموبايل أهو يلا يا ياسر بسرعة .. ياسر .. ياسر مش بترد عليا ليه ؟ .. رد أحسن العيال يصحوا... يااااسر .
كانت بتكلمني وبتخبط بقوة على كتفي بس زي مقولت مكنتش مركز غير على الست اللي واقفة في نص الصالة ، مش أمي لأ ، ست لقيتها واقفة وضهرها محني لقدام ، نور البيت مقفول ، كنت شايف اضاءة شمعة ، وخيال ضخم على الحيطة ، خيال مستحيل يكون خيال الست وبس ! .
كانت واقفة ماسكة شمعة وبتتمشى بخطى ثابتة مشية على شكل دايرة ! .
عمالة تنفخ بهدوء في لهب الشمعة وهي بتتكلم بصوت واااطي اوي .. مش هكدب واقول مش عارفها لا اعرفها ، ودي مكنتش المرة الاولى اللي اشوفها فيها ، بس كل متظهر شكلها بيبقى ابشع من اليوم اللي قبله ، لدرجة اني قولت ان اللي واقفة دي مش هي ، بس قدرت اميز او اتاكد انها هي ، لما سمعتها و هي بتكرر اسمين بعينهم ( أسامة ابن نوال) .. ( اسامة ابن نوال ) ! .
واقف وببلع ريقي بالعافية من التوتر والخوف !
ومع ظهورها اتأكدت انها السبب ان امي بتتعذب بالشكل ده وطبعاً الدور عليا انا .
لما كانت بتظهر قبل كدا يا دوب كنت بشوفها ثواني وتختفي ، لكن المرادي الوضع كان غير خالص .
بدأت الست تقعد مكانها على ارضية الصالة ، حطت الشمعة قدامها وبدأت تقعد وهي مربعة رجليها وبدون مقدمات بدأت تهز راسها لورا وقدام بقوة ! .
شعرها الابيض القليل ، ودماغها اللي مليانة جروح وقُرح دموية كبيرة ، وسنانها المدببة وعيونها السودة وجلدها المكرمش وضوافرها الطويلة المتوسخة وبوئها المفتوح مكنوش الحاجات الوحيدة اللي رعباني واللي كنت شايفهم بوضوح .
لا اللي رعبني لما ثبتت دماغها وركزت النظر عليا ، وبدأت ضحكة شيطانية تترسم على ملامحها ودم اسود بدا ينزل من ودانها ومناخيرها ، بمجرد ما بدات تبصلي اكتشفت ان لهب الشمعة بيعلى لحد ما شوفته بيوصل على مستوى بطنها ! .
بطنها اللي كانت بتتحرك وكإن جواها كائن حي عايش ومحبوس .. رعبي وقلقي على ياسمين واحمد ولادي وعلى شيماء مراتي كانوا دافع ليا اني اتجرأ وأطلعلها وأقفل الباب ورايا .
وده اللي حصل فعلاً ، قربت وانا رجلي بتترعش وباصصلها برعب ، كانت مثبتة نظرها عليا ، بدأت أسمع صوتها اللي عامل زي فحيح التعابين بالظبط ، مكنتش بتتكلم ولا بتحرك بوئها ، كنت سامع صوتها جوايا وبيدور في راسي ! .
بمجرد ماسمعت صوتها اتنفضت ومسكت راسي من الألم :
_ لو فاكر اني هسيبك تعيش مرتاح ... تبقى غلطان يا ياسر .. قولتلك هعيشك أيام سودة .. ولسه .. الدور على مراتك وولادك .
وقعت على الارض من شدة الالم ، كنت مغمض عيني وبصرخ ، بس وسط كل ده كنت حاسس بصوت أنفاسها قدام وشي بالظبط ، ونفس ريحة الكبريت الخنيقة اللي بتظهر بمجرد ماهي تظهرلي .
بهمس شيطان سمعتها بتقولي :
_ جاهز تشوف اللي عملته فيا .
جملة صعقتني ، جملة كانت كفيلة اني مهتمش بالألم أكتر من اللحظة الصعبة اللي كنت عامل حسابها .
قشعرينة إجتازت جسمي كله ، برودة شديدة ، لدرجة اني مكنتش حاسس بأطرافي ، كنت سامع ولادي بيصرخوا وصريخهم حواليا في كل مكان .
أيوة لاني لما فتحت عيني لقيتني في المقابر ، نفس المكان اللي بشوفه دايماً ، لكن المرادي الموضوع مكنش بسيط زي قبل كدا .
المرادي لقيت امي ، ايوة امي قاعدة جوة قبر بس كانت لسه صغيرة ، كانت بتبصلي وبتضحك ، لقيت نسخة مني بتتحرك تجاهها وانا واقف وباصص على نفسي بقرب منها وفي ايدي كبش ضخم بشده بالعافية .
امي كانت قاعدة وجمب منها كلوب منور معظم القبر ، الطبق النحاس اللي اعرفه كويس ، والجمر اللي محطوط تحتيه وقصاقيص الورق الصغيرة و السكينة .
السكينة اللي بمجرد ما وصلت وانا ماسك الكبش مسكتها ودبحته جوة الطبق لحد ما قطعت راسه من جسمه ، الدم اللي نزل في الطبق كان كافي اني ارمي باقي جسمه برة القبر .
رجعت لورا وانا شايف نفسي بشيل جسم الكبش وبخرج برة القبر وببص يمين وشمال وبرميه ، وقتها سمعت امي بتقول بصوت واطي :
_ سيبه عندك ، هما هيتصرفوا فيه ، تعالى بسرعة قبل ما الفجر يشقشق اكتب الطلاسم في الورق .
دخلتلها ومسكت الورق وفضلت أكتب بصباعي بدم الكبش كلام مش مفهوم ورسومات ومثلثات كبيرة جواها دواير .
٧ ورقات صغيرة كتبت فيهم نفس الطلاسم ، بعد مخلصت لقيتها بتقولي بعيون مليانة شر :
_ أسامة ابن نوال ، في حرف متكرر بين الاسمين ، هنعمله عمل ترابي هو وامه وهندفنه جوة بطن الجُثة اللي هتيجي النهاردة الصبح في المدفن ده .
لقيتني بهز لامي راسي ، ثواني علشان اوضح ، زي ما قولت اني شايف نفسي بخدمها ، يعني انا واقف باصص على نفسي ، لما قولت اني هزيت دماغي ، اقصد هنا اني بالفعل هزيت دماغي وانا قاعد قدامها وفي نفس الوقت هزيت دماغي وانا واقف وباصص على المنظر وكإني بالفعل انا اللي قاعد !!! .
من اللحظة دي الموضوع اختلف ، حسيت بشعور غريب بيجري جوايا وانا واقف ، مش عارف ليه بصيت ورايا بعد ماسمعت صوت واطي ومسرسع .
لقيت حوالي ٤ غربان سود ضخمين جداً وطوال وكانوا نافشين جناحتهم ، وبدأوا يلفوا حوالين باقي جسم التيس وبيشمشموا فيه ، في الوقت ده سمعتها بتقول :
_ يلا دلوقتي ، هما مستنيين .
اللي عملته بعد كدا كان حاجة غير ارادتي تماماً ، لاني روحت ساعدت نفسي معاها ، حطيت ايدي جوة الدم اللي كان مغلي ، وبإيدي بدأت أعمل زي دايرة جوة الدم ، أما اللي شبهي كان بيطبق الورق وبيرميه جوة الدم المغلي وانا كان عليا اني بقلبهم في الدم من غير ماحس بأي وجع !! .
لقيت امي بتطلع من جمبها حبل كبير وبدأت تعقد فيه وهي بتوشوش فيه وبتنفخ بعد كل عقدة ، بطريقة هيستيريا قامت وقفت نص وقفة كدا وبدأت تنزل الحبل وهو معقود جوة الدم .
في الوقت ده مقدرتش أسيطر على الشهقة اللي صدرت مني وانا لسه بقلب في الورق ، لان الحبل بمجرد ما قرب من الدم بدأ يسود ويتحرك كانه تعبان !! .
بمجرد ما نزل في الدم عمل صوت غريب وإختفى تماماً ! .. بعد ما أختفى حسيت بعديها علطول بألم في إيدي ، ايدي اللي كنت بقلب بيها الدم ، رغم الوجع ده ورغبتي اني اشيل ايدي لكن لقيت ايديها متبته في ايدي بقوة ومنعتني اني اخرجها من قلب الطبق النحاس .
حاولت لكن مقدرتش ، كانت قوية جداً ، للمرة الاولى اتاكدت فيها انها شايفاني بعد ماكنت فاكر ان محدش فيهم شايفني .. لكن اتضحلي ان العكس ، وانهم الاتنين شايفيني ومش هما بس لأ والغربان اللي بدأوا يبصولي !! .
اللي حصل ان وش امي بدا يتغير لوشها هي ، بنفس الضحكة الشيطانية قالت :
_ غلبان يا ياسر ، انت هنا جوة العالم الخاص بتاعي ، جوة الجحيم بعينه ، هتفضل تسأل نفسك انت جيت هنا ازاي وبتعمل هنا ايه ، لكن مش هتلاقي اجابة ، لاني عايزه ده ، لاني هجننك يا ياسر ، هجننك .
وبدأت تضحك وصوتها يعلى بالتدريج .
حسيت ان الدنيا بتلف بيا ودماغي تقيلة ، فضلت اقول وانا بعيط :
_ أنا أسف ، انا خلاص توبت عن اللي كنت بعمله ، سامحيني ، ارجوكي سامحيني .
ردت عليا بعد ما سكتت بعد ماكانت بتضحك :
_ كنت سبب اني أقتل ولادي بإيدي وأعيش عمري كله في مستشفى المجانين ، انت شايف ان كلمة اسف هتكون كفاية ، هترجعلي ولادي اللي قتلتهم بعد اللي عملته معايا انت وأمك ؟ .. وزي ماقولتلك ، الدور على مراتك وولادك .
بدون مقدمات لقيت الغربان بيهجموا عليا .. فضلت احاول ابعدهم عني .. وانا بصرخ .
في الوقت ده بدأت أسرح في صوت كان جايلي طوق نجاة ، صوت قران ، وصوت بيطالبني اني أثبت .
لقيتهم بيبعدوا عني ومبقاش حد موجود غيري في المقابر ، بدأ المكان يتغير بيا ولقيتني واقف في مكان واسع اوي وضلمة ، سامع صوت اللي اسمها نوال بتهددني ، وصوت القران بيبعد صوتها عني .
بيتغير بيا المكان لبيتنا القديم ، بيت العيلة ، البيت اللي بدأت منه شرارة الأحداث ، بيتغير بيا المكان وانا سامع القران حواليا والمرادي لقيتني تحت في بدروم البيت ، البدروم اللي كنا بنستخدمه كمكان خفي لكل اعمال الكفر والشر اللي كنا بنعمله انا وامي وكان ده بالنسبالنا مصدر الرزق بتاعنا زمان .
بيتغير بيا المكان ودلوقتي واقف في ساحة طويلة وشايف ناس كتير بيحاولوا يقربوا عليا ، انا عارفهم كلهم ، أيوة ، دول كل اللي اذيناهم من وقت مبتدينا .
فتحت عيني أخيراً لقيت شيخ عبدالرازق ابو مسعد صحبي ، كنت متكتف من ايدي في السرير ، نظرة الشيخ عبدالرازق ليا كانت كلها غضب .
اول مشافني فوقت فك ايدي ومشي علطول ، غمضت عيني وروحت في النوم .. وعدت ايام وفيهم قررت اني اكتب مذكراتي مش عارف ليه بعمل كدا ، مش لاقي سبب مقنع غير اني لازم أحكي عشان استريح وخلاص .
وحابب أقول كذا حاجة .. اولهم واهمهم اني كنت دجال ، أيوة ، كنت دجال لكن انا توبت ورجعت عن الطريق ده ، امي كانت فلاحة غلبانة أهلها رموها بعد مارفضت تتجوز ابن عمها لانه كان متجوز ٣ ورفضت امي تكون الرابعة .
ولما اصرت على رفضها رموها واعتبروها عالة عليهم عشان ابن عمها كان اغنى واحد في البلد .
شقت امي طريقها بايديها وملقتش اي شغل غير النصب والدجل لما اشتغلت مع واحدة من قرايبها واتعلمت منها كل حاجة .
وقتها امي اتجوزت من واحد من اللي كانوا بيروحوا لقريبتها ، حبيته اوي وهي تظاهر بحبه لأمي ، لكن وبمجرد ماعرف ان امي حامل فيا طلقها لانه مكنش عايز يخلف من امي .
بعدت امي عن عيون الناس وكانت مضطرة تعمل اللي عملته عشان تعيش ، حتى لما انا جيت وكبرت اشتغلت معاها ، بس انا كنت السبب بعد ربنا طبعاً اني اقنع امي اننا نبعد عن السكة دي ، لانها في الاول وفي الاخر كفر .
انا مش ببرر اللي عملناه ، بس انا حبيت اوضح القصة باختصار ، ايه اللي الاسباب اللي خلت امي تبقى دجالة .
في يوم عرفت ان ابويا بعد مطلق امي راح واتجوز قريبة امي ، وللتوضيح قريبتها دي تبقى نوال ! .
اتجوزها وخلف منها اسامة و ندى ، ليه كمل حياته معاها ومع ولادها في حين مرضاش يعترف بيا ورماني وانا في بطن امي مش عارف ؟ .
بس امي قالتلي الاجابة الوحيدة هي ان نوال سحرتله وعملتله عمل عشان يعمل اللي عمله ، واننا لازم ننتقم ، وبالفعل عملنا عمل قوى لنوال وابنها اسامة ، للاسف الغضب كان عاميني ، نسيت لواهلة ان اسامة يبقى اخويا من ابويا .
بس ابويا اللي معترفش بيا ، علشان كدا كنا سبب في خراب بيتهم وأذيتهم لسنين كتير اوي ، لحد ما نوال اتجننت وقتلت ولادها واتقبض عليها وهي بتصرخ في الشارع ولبسها كله دم .
بعد التحقيقات ودوها مستشفى المجانين ، ومن ساعتها معرفناش طريق ابويا واتقطعت الاخبار على كدا ، بعد كل الاحداث دي قررنا نرجع عن اللي بنعمله .
وعدت الايام واتجوزت شيماء وخلفت ياسمين واحمد والحياة مشيت زي مكنت بتمنى .
لكن فجاة ظهرت نوال في حياتنا ومن وقتها وخربت كل حاجة كانت هادية .
وعرفت من اول ما ظهرت انها ماتت ، وبترجع تنتقم مننا .
انا بعترف اني اقترفت غلط كبير ، لكن انا برضو مجنى عليه ، لو ابويا اعترف بيا مكنش كل ده حصل .
انا هسيب الورقة دي في الشقة ، وقبل ما أمشي عايز اعتذر لشيماء ، انا اسف يا حبيبتي اني مقولتلكيش اي حاجة من اللي حكيتها هنا .
كنت عايز ابدأ حياة جديدة بصفحة جديدة بيضا ، بس اظاهر ان خطيئتي هتفضل ورايا زي البركان اللي بيزيح اي حاجة قدامه ، عشان كدا كان لازم امشي واسيبك عشان متتأذيش والاولاد يكونوا بخير .
هتوحشوني ، وخلي بالك من امي .. امي امانة في رقابتك .
( السلام عليكم .. انا شيماء زوجة ياسر .. بتأسفلك لان الأسماء دي مش حقيقية لكن الحكاية حصلت بالفعل ، عدى على اللي حصل لجوزي ٦ سنين ، ومن وقتها ياسر مظهرش تاني ، لفيت على كل اقسام ومستشفيات مصر وسيبتلهم مواصفاته مكنتش عارفه حتى هو عايش ولا مات .
لما كلمت الشيخ عبدالرازق وقولتله ييجي بسرعة قبل ما ياسر يحصله حاجة ، كنت بكلمه وانا بصرخ ، لما اديت لياسر الموبايل وفضلت اكلمه وهو مكنش بيرد عليا ، اتاكدت انه شايف حاجة انا مش شايفتها واتاكدت اكتر لما قريت اللي كان شايفه في المذكرات بتاعته ! .
فجأة لقيت ياسر خرج برة الاوضة وقفل علينا الباب ، فضلت اخبط واحاول افتح لكنه قفل من برة ، كانت ثواني وبدات اسمع صرخاته هو وامه ، ولادي صحيوا مفزوعين ، جريت عليهم وفضلت اعيط وانا وخداهم في حضني ، كلمت الشيخ وجالي علطول ، قولتله لما تيجي اكسر باب الشقة واننا محبوسين في اوضة النوم انا والاولاد ، من كلامي مسألش كتير ونفذ فعلاً ، فتحلي باب الاوضة وقالي هو فين ياسر مش لاقيه في الصاله ؟ .
لقيناه في الحمام بيتلوى حرفيا ، شاله الشيخ ودخل بيه اوضة النوم وبلغني مدخلش عليه ، معرفش ايه اللي حصل جوة بس بعد ساعات لقيت الشيخ طالع وهو غضبان وبص عليا وعلى الاولاد بشفقة وسابني ومشي .
لما دخلت على ياسر لقيته نايم وفي سابع نومة عشان كدا سيبته اليوم ده .
عدى كام يوم من بعد اليوم ده وفجأة راجعة البيت بعد الشغل ملقتش ياسر بس لقيت ورق كتير فيهم اللي حكيته كله واللي كتبه بإيده .
علطول اتصلت بالشيخ ، اول حاجة قلهالي الشيخ :
_ سيبيه متسأليش عنه ، جوزك ربنا يغفرله ، أذى ناس كتير ملهمش أي ذنب ، والواضح كدا ان اللي عليه مش هيسيبوه في حاله .
كلام قلقني اكتر مطمنيش .
مش هكدب عليك واقولك اني كنت عارفه حقيقة ياسر ، لا كنت شاكة انه مخبي عليا حاجة طول الوقت ، كنت بلاقي دايماً كتب بتتكلم عن الجن والعفاريت وطرق التحضير وكدا ، لما كنت بساله عنهم كان بيتوه الموضوع وبيغيره علطول .وكنت بسكت وخلاص.
واوقات كتير مكنش بيحب يسمع قران في البيت استغفر الله العظيم يعني ، وعمره ما ركع من وقت معرفته ، وحاولت كتير اكلمه في الموضوع ده كان بيثور وبيزعق .
ياسر بالفعل كان عايز يتغير ، بس بعد اللي قريته عنه اتاكدت انه كان جواة صراع نفسي بين انه يرجع للطريق ده تاني او انه يفضل مبطل ، ماهو ايه المبرر اللي يخليه محتفظ بالكتب دي ، كان في كرتونة فيها الكتب دي وكام حاجة كمان ، زي احبال كبيرة وشموع و ورق متدبس فيه رسومات وطلاسم كتير ! .. وكان في سكينة تلمة عليها دم !! .
أنا عايشة في عذاب حاليا ، مش مستريحة ف بعد ياسر زي ماقالي ، انا يوميا اصحى على صوت بيناديني او ايد بتنغص في صدري او حد بينفخ في وشي ، والاكتر من كدا ، بصحى على صوت صرخات حماتي اللي ماتت بعد ما ياسر مشي بأيام .
انا اتخلصت من الكرتونة حرقتها باللي فيها ، قولت وجودها في البيت اكيد سبب البلاوي دي كلها ، بالفعل الدنيا هديت شوية .
وللأمانة مكنتش حابة اعرض مشكلتي ولا اقولها لاي حد بس اللي خلاني اعمل كدا ، اني عرفت ياسر كان فين كل الفترة دي ، ببساطة ياسر عايش في الجبل وبالتحديد عند مقابر عيلته ، وللأسف الشديد ، ياسر بيشتغل دجال ومازال بيأذي ناس ملهمش ذنب .
عرفت ازاي ومين اللي قالي ، الشبخ عبدالرازق هو اللي عرفني .. ورغم كدا حذرني اني اروحله ، واني اسيبه لحاله .
بس انا محتارة ومش عارفه اعمل ايه ، مهما كان الحمل تقيل عليا ، قولولي اعمل ايه عشان اخلص من الهم ده .. انا مش خايفه على نفسي اكتر ماانا خايفه على ولادي .
تمت .