📁 آخر الأخبار

قصة بيت الخولي بقلم الكاتبة ليزا زغلول

 قصة بيت الخولي بقلم الكاتبة ليزا زغلول


أوقات كتيرة بحس اني عايزة أهرب، اقفل كل الميديا والفون وانسحب بهدوء، لكن أنا شغلي دايما مرتبط بالسوشال ميديا والحوادث الغريبة اللي بتحصل عليها وبتعمل ضجة.

الموضوع كالعادة بدأ برسالة عادية علي الماسنجر



قصة بيت الخولي بقلم الكاتبة ليزا زغلول





- صباح الخير.. ازيك يا تغريد؟ عاملة ايه؟ فاضية أحكيلك القصة اللي وعدتك بيها؟

- صباح النور، الحمد لله، هو انا بأمانة مش مستوعبة الموضوع كله من الأساس، بس قشطة اديني ساعة هفطر وانزل وابعتلك لوكيشن الكافية اللي بقعد فيه ونتقابل هناك.

- تمام هستنى رسالتك يا بنتي ويا ريت ماتنسيش.

- تمام يا كبير.

طلعت بره شات الماسنجر وقولت لنفسي المرة دي المغامرة جديدة والقصة شكلها مشوق بشكل مش طبيعي يا ترى هيحكيلي ايه؟... كان جوايا كمية فضول رهيبة عشان اعرف اللي حصل معاه، بقالي فترة كبيرة شغالة معاه ومن ٣ شهور بالظبط لمحلي انه هيحكيلي عن قصة مرعبة حصلت معاه هو شخصيًا، احساس مايتوصفش متوترة وقلقانة لأخذله، أنا تغريد للي لسه مايعرفنيش فأنا بكتب قصص اذاعية على يوتيوب، انا اللي مطلعة عين امي معايا واهلي مقتنعين اني مخاوية وبشوف الجن وبتكلم مع العفاريت... حطيت الفون علي الشاحن وشديت فوطتي وخرجت من الاوضة، كانت ماما واقفة في المطبخ بتحضر الفطار وهي بتغني، وقفت في الطرقة قدام باب المطبخ وقولتلها...

- صباح الخير يا زوزو، هو انت يا حبيبتي بقالك ٢٥ سنة كل يوم الصبح اقولك صوتك وحش وبردو مش بتيأسي وتصحي تغني عادي كده، ايه بقي يا ماما! ده أنتي عندك اصرار فظيع.

- صباح الخير يا تغريد... انت مالك بيا يا بنت أنتِ ماتسيبيني براحتي، الله، ده بيتي، مش عاجبك اتجوزي وامشي من وشي خليني أرتاح بقي واشم نفسي شوية.

- آه بقى كده يا زوز، عايزة تجوزيني وتخلصي مني، أهون عليك يا جميل؟

- اه تهوني أنت وعفاريتك عادي جدا.

- طيب اعمليلي ساندوتش علي ما ادخل الحمام والبس عشان هخرج.

- هو مافيش يوم لامك يا تغريد، كله شغل شغل.

- معلش هعوضك والله ان شاء الله.

بصتلي بحزن وقالت...

- ربنا اللي بيعوض يا بنتي.

سيبتها بتحضر الساندوتش ودخلت الحمام، غسلت وشي وبصيت في المراية، ركزت شوية في ملامحي، العمر بيجري وانا ملامحي ونموي وقفوا عند سن معين، طفلة وش برئ بيخدع الناس، غمضت عيني وابتسمت باستسلام وخرجت ودخلت اوضتي، لبست وشيكت علي شنطتي وخدتها وطلعت من الاوضة ودخلت المطبخ، ركنت الشنطة جنب الترابيزة وسحبت كرسي وقعدت، كانت ماما حضرت السندوتش، خطفته من ايدها وقعدت اكله لأني كنت جعانة اوي ، بصيت في الساعة لقيت الوقت عدى بسرعة اوي، فسيبت الساندوتش ماكملتوش وخدت الشنطة ولبست الكوتشي علي الباب ونزلت، كنت سمعاها وهي بتدعيلي وبتقولي...

- ربنا يوقفلك ولاد الحلال في وشك ويبعد عنك ولاد الحرام وشرهم.


يمكن بسبب دعوتها دي انا دايما مش بزعل علي أي حاجة بتروح وبكمل في طريقي اللي رسماه لنفسي باصرار أكبر، مطلبتش اوبر المره دي لأن المسافة بيني وبين الكافية بتاع عشر دقايق مشي، الموضوع مش مستاهل، طول الطريق كنت بفكر في اللي هيحكيه زين الخولي، ايه اللي حصل معاه وعاوز يخرجه، ايه اللي عاشه وماحسش بيه فأي قصة رعب سمعها قبل كده؟ يمكن حضر حاجة بالغلط! بس عادي ما فيه كتير حضروا قبل كده، كان في معركة دايره في دماغي بطلها الفضول وحل اللغز فيها في ايد الخولي، وصلت الكافية ودخلت فتحت داتا وعملت شير للوكيشن في رسايلي مع الخولي، ثواني والويتر كان واقف قدامي...


- هتشربي ايه يا أستاذة؟


- بص يا عماد أنا عايزة اجرب القهوة بس ما بعرفش في الانواع بتاعتها دي، فأنت اظبطلي حاجة كده تكون علي زوقك.

- تمام عينيا ليكِ يا أستاذة.

مشيّ عماد من قدامي وانا طلعت الايربودز من الجراب بتاعهم ولبستهم وشغلت البلاي ليست بتاعة فيروز، مش عارفة ليه بقيت حاسه اني فعلا داخلة في جو الكُتاب اللي كنت بتريق عليهم قهوة ومطرة وفيروز... ما علينا كنت بحاول اشغل نفسي لحد ما الخولي يوصل، 
زهقت من الموسيقي انا حد متعود علي الهدوء، عماد حط القهوة قدامي وقالي...


- تأمري بحاجة تانية يا أستاذة؟

- شكرا يا عماد ربنا يخليك.

قعدت آقلب في الصور اللي علي الفون لحد ما عيني وقعت علي كذا صورة مش عجباني فقررت أحذفهم، سرحت في الصورة ومسكت الفنجان بايدي وبدأت أشرب القهوة... يخربيت كده دا طعمعا مرة أوي فجأة سمعت صوت بيقول...

- اللاه تغريد بحالها بتشرب قهوة يا ولاد! هو انت مش قولتي مالكيش في المنبهات؟

رفعت راسي، الصوت ماكنش غريب، ده الخولي، اه هو، انا بشوفه دايما في الصور ، وبسمع صوته في القصص الاذاعية او الريكوردرات اللي في الشات بينا، بس ماتقابلناش قبل كده وش لوش، ابتسمت بهدوء ووقفت عشان اسلم عليه...

- ازيك يا خولي؟

- الحمد لله.

- انا مش مصدقة نفسي معقولة انا شيفاك قدامي النهارده عادي كده.

- عادي جدا يا بنتي هو انا سوبر ستار يعني ولا ايه! ولا ماكنش حماقي وأنا مش عارف؟

- لا يا عم انت الخولي بجلالة قدره.

- بكاشة اوي يا تغريد بس لا النهاردة بالذات سيبك من اني الخولي انا واحد بيحب قلمك وجاي احكيلك قصة حصلت معايا من فترة عشان تكتبيها...

- شوقتني والفضول عامل معايا الواجب وزيادة، يلا احكي.

- هحكي وأنا واقف كده يعني!

- لا، لا طبعا اتفضل.

خد نفسه وقعد وبدأ يبص حواليه كان بيستكشف المكان، شاورت لعماد اللي جه بسرعة ووقف قدام الخولي وقاله...

- نجم الاذاعة عندنا، حضرتك تشرب ايه؟

- الله يخليك يا جميل؛ أنت تعرفني؟

- اه طبعا انا بسمع قصص الاستاذة تغريد عند حضرتك ولمحت صورتك علي القناة، بقيت بشغل القناة بتاعة حضرتك علي الموبايل طول ما انا شغال ولما بروح بسمعك برده علي البودكاست.

- ده شرف ليا يا...

- عماد يا فنان محسوبك عماد.

- ماشي يا عماد هاتلي قهوة فرنساوي لو سمحت.

- عينيا يا باشا، ثواني وتكون جاهزة.

اتحرك عماد بسرعة ودخل المطبخ بتاع الكافية، بصيت للخولي وقولتله...

- يلا احكي بقي لو سمحت مش لسه هستني لما عماد يجيبلك القهوة.

- معندكيش بربع جنية صبر يا تغريد أبدا

- لا ماعنديش يا خولي ويلا احكي وخلصني.

- خلاص حاضر هحكي أهو، انت طبعا عارفة اسمي زين الخولي بس الخولي ده الاسم اللي اتعرفت بيه في المجال وخد شهرة كبيرة.

- اه عارفة وبعدين.

الحكاية كلها بدأت معايا لما قررت ادخل مجال الاذاعة علي اليوتيوب، كنت لسه صغير وكده، تقدري تقولي كنت طموح شويتين ومفكر 
اني ههد الدنيا وابنيها في كام يوم واول ما امسك المايك مع اول قصة هعمل مشاهدات محصلتش، كان وهم انا لوحدي اللي عايش فيه، خبطت لما شبعت وعملت مصايب كتيرة، كنت بشوط في اللي يجي قدامي مذيع زميل بقى أو كاتب حتى بتاع المونتاج ماسلمش مني، ماكنتش ببقى علي حد خالص، كنت طايش شويتين لحد ما حسيت ان كل الناس اللي حواليا بتعلى وانا لوحدي اللي بخسر، فقررت أغير اسلوبي واعيد حساباتي، وفعلا الدنيا بدأت تمشي معايا والمشاهدات تزيد والكتاب بقوا مبسوطين من التطور اللي حصل، كبرت دايرة القناة واتكلمت مع كتاب تانين وقررت اعمل تيم ثابت ليا وبدأت ادعبس في الاكونتات علي ناس تطلع معايا السلم من أوله وتستحملني انا وظروفي وبعد شهور من البحث والتدقيق لقيت الكتاب وعملت التيم وبدأت معاهم مرحلة تانية جديدة في حياتنا العملية كلنا.....


كنت بنزل الشغل بالنهار وارجع البيت ارتاح شوية واقعد مع امي وبعدين ادخل اوضتي واقفل الباب عليا واسجل القصص وامنتجها مع الوقت كنت بنجح نجاح كان مخوفني انا شخصيا! عارفة خوفت ليه؟ لاني بدأت اتأثر وأسمع اصوات نفس جنبي وكمان احيانا كنت بسمع حد بينادي عليا، انا كنت في البداية بسجل في الضلمة بس بدأت أخاف وبقيت اشغل النور واول ما اخلص شغل اجري اقعد مع امي واخويا، كنت عاوز احس بالونس عشان احساس الخوف وحش جدا...


في مرة امي واخويا اتأخروا، كانوا في خطوبة بنت خالتي، ولما رجعت من الشغل كسلت اروحلهم فدخلت المطبخ وكلت اللي قابلني وبعدها كنت حاسس اني دايخ فسندت علي الكرسي اللي جنب المطبخ لحد ما اتماسكت شوية ودخلت اوضتي، اترميت علي السرير، وشديت عليا الغطا... كنت حاسس اني بردان أوي، جسمي كله كان بيتنفض وفي نفس دافي كان بيخبط في وشي ومضايفني، فتحت عيني بكسل واتنفضت مع علي السرير وكل اللي كان علي لساني ساعتها... أعوذ بالله أعوذ بالله.


كنت بترعش، الكلام كان بيطلع مني مهزوز، لزقت في الحيطة من كتر الخوف، اول مرة اخاف بالشكل ده مش عارف انا لما فتحت عينيا شوفت عيون حمرة كبيرة، كانت مبرقالي في وسط الضلمة وأنا حسيت فجأة ان في زلزال، حيطان الاوضة كانت بتترج كأنها هتقع فوق دماغي، لكن باب الاوضة اتفتح وفي حد طويل دخل وساعتها النور الاحمر اختفي واللي دخل كان ماشي ببطء لحد ما وصل لزرار النور وشغله، كنت حاسس ان قلبي من كتر ما بيدق هيقف، لما النور ولع لقيت ان اللي دخل ده كان ياسر اخويا، قعدت علي حرف السرير وانا بحاول استوعب وافهم اللي كنت عايش فيه من ثواني، ياسر قرب مني لحد ما وقف جنبي وقالي....
- مالك يا زين؟ في ايه؟ انت قاعد كده ليه؟

-مافيش انت رجعتوا امتي؟

- لسه حالا، وجيت اطمن عليك.

- انا تمام يا ياسر ماتقلقش مافيش حاجة ده كان مجرد كابوس.

- من قصص الرعب والعفاريت اللي انت بتذيعها.

سكت لأن ماكنش عندي كلام اقوله, وهو كمان بصلي وأنا قاعد وقالي...

- هروح اعمل حاجة اشربها وادخل الاوضة بتاعتي لو احتجت حاجة رنلي.

خرج من الاوضة وسابني , كنت قاعد بسأل نفسي هو أنا ممكن يجرالي حاجة بسبب الطلاسم اللي بقولها في القصص, بعد شوية تفكير ومناهدة مع عقلي قررت اخد استراحة اسبوع من التسجيل واستعين بالقصص اللي مسجلها , سيبت للتيم بتاع الكتاب اللي معايا اني هختفي لمدة اسبوع وجدولة الفديوهات بحيث انها تنزل في مواعيدها الطبيعية كأني موجود وفاتح عادي وبعد كده فصلت النت وانعزلت عن عالم الميديا خالص, كنت مفكر ان كل حاجة هتهدي والكوابيس هتخف وأموري هتبقي تمام , بس أنا بدأ يحصل معايا حاجات غريبة في أول يوم لما قررت أنزل اجيب الفطار , وأول ما فتحت باب الشقة, لمحت قطة سودة قدام الباب, فضلت واقفة بصالي ومش بتتحرك , لدرجة اني خوفت منها وكنت هدخل واقفل الباب بس هي فجأة اتحركت من مكانها ونزلت علي السلالم, بصيت حواليا وقفلت باب الشقة ونزلت انا كمان لقيتها واقفة جنب باب العمارة ومركزة معايا , عديت من الباب وروحت جبت الفطار ورجعت بردو كانت لسه واقفة مكانها , الفضول خدني ناديت علي البواب وقولتله...

- ازيك يا عم محروس ؟

- الحمد لله يا استاذ زين .

- عيالك عاملين ايه؟

- بخير والله .

- هي القطة دي بتاعت مين ؟

- قطة ايه يا استاذ؟

- القطة السودة اللي هناك دي!

- هناك فين ؟

- اللي جنب باب العمارة دي .

- مافيش قطط هنا خالص يا استاذ والله.

كنت واقف حاسس اني هتجنن وهيجرالي حاجة , القط كان واقف قدامي جنب الباب , انا شايفه بس البواب لا , لازم اسأل حد من اللي 
نازل او طالع عشان اتأكد القط ده موجود بجد ولا انا اللي بيتهيألي, سألت واحد جارنا كان نازل رايح الشغل والغريب انه قالي بردوو ان مافيش قطط جنب الباب , ساعتها بس حسيت ان ملامح وش القط بتتغير قدامي وفجأة اختفي, طلعت الشقة وانا مش فاهم حاجة من اللي بيجري حواليا , حطيت الفطار في المطبخ ودخلت اوضتي وقفلت الباب عليا وقولت لنفسي يمكن اللي انا فيه ده من السهر ولازم اول خطوة اخدها اني انام كويس واخفف منبهات , رميت نفسي علي السرير وشغلت اذاعة القران الكريم جنبي , كل ما كانت عيني تقرب تروح في النوم الراديو كان اوقات بينطفي مع نفسه واوقات تانية المحطة كانت بتتغير , في كل مرة كنت بصحي ابص حواليا واشغل الراديوو او اظبط المحطة واحاول انام, كنت عارف من جوايا ان في حاجة بتزاولني بس كنت بحاول اكدب علي نفسي لان الخوف لو اتملك من اي بني ادم بيدمره , كنت في حالة غريبة كده لا منها اني نايم ولا منها صاحي بس كنت سامع صوت خبط جامد مش عارف هو جاي منين لحد ما سمعت باب الاوضة وهو بيتفتح وشوفت حاجة سودة دخلت منه , قربت عليا وكتمت علي صدري وبقت بتضغط عليه جامد و غمضت عينيا , كنت حاسس ان روحي بتطلع بس فجأة سمعت صوت القران شغال , كان بعيد اوي وصوت أمي هو الي كان بيعلي كانت بتقولي...

- زين اصحي يا زين, أخوك جاب الفطار يلا عشان عشان تاكلك لقمة معانا .

- حاضر يا ماما .

هزتني بايدها جامد وقالتلي...

- قوم انا مش هسيبك اصلا غير لما تسيب السرير وتدخل عشان تغسل وشك .

شيلت البطانية من عليا وفتحت عينيا وبصيتلها وقولتلها ...

- خلاص يا ماما انا قومت اهو.

خرجت من الاوضة عشان تكمل تحضير الفطار, وانا خرجت وراها عشان ادخل ا لحمام واغسل وشي , بعد دقايق كنت قاعد علي الترابيزة في المطبخ وهي بتحطلنا الفطار انا واخويا ياسر اللي بصلها وقالها...

- هو مين اللي جاب الفطار؟

ردت أمي باستغراب وقالتله

- هو مش انت؟

- لا يا ماما.

بصتلي باستغراب وهي رافعة حاجبها وقالتلي...

- ايه ده الخولي نزل جابلنا الفطاربنفسه؟

- ايه يا امي هو انا مش بني ارم يعني .

- لا يا حبيبي بس مش عوايدك.

- عادي تغيير.

خلصت فطار وطلعت قعدت في البلكونة , ماكنتش عارف بصراحة الناس لما بتاخد اجازة بتعمل ايه ؟ بس فجأة سمعت صوت أمي بتنادي عليا , دخلت عشان اشوفها عايزة ايه واتصدمت لما قالتلي ...

- لا غني عنك يا حبيبي , بس انا ماندتش عليك اصلا .

حسيت ساعتها ان في حد شكني بدبوس , جسمي اتنفض وماكنتش عارف ارد عليها اقولها ايه , لفيت ومشيت وانا ساكت , دخلت اوضتي وقفلت الباب , خلاص انا بقيت متأكد ان في حاجة غلط دي مش تهيؤات , حاولت اراجع نفسي واشوف القصص اللي سجلتها في الفترة الاحيرة ممكن تكون فيها حاجة هي السبب في اللي بيحصلي ده لكن كلها كانت قصص رعب عادية ده انا حتي بطلت اقول الطلاسم اللي الكتاب بيبقوا كاتبينها بقالي فرة كبيرة, ماعرفتش اتصرف ازاي كنت حاسس اني عاجز , في الوقت ده تليفوني رن , كان واحد صاحبي بيسأل عليا ,فضلت اتكلم معاه ساعة ونص ,حسيت في المكالمة دي اني فصلت من كل التوتر والقلق اللي كان جوايا عشان كده طلبت منه نتقابل بالليل ووافق, اهو حاجة اضيع فيها وقتي .


نزلت وقابلته, لفينا شوية سوا وبعدين عزمني علي العشا عنده في البيت وسهرنا سوا نلعب جيمز وبعد ما روحت نمت علي طول , نمت كتير مافوقتش الا لما حسيت بصداع فظيع كان هيفرتك دماغي , كأن حد ماسك دماغي بايده وبيضغط عليها جامد.


حاولت اقوم من علي السرير عشان اجيب اي مسكن بس كنت دايخ وماشي حاسس اني هقع, وصلت للباب بتاع الاوضة بأعجوبة , فتحت الباب وخرجت للصالة , الدنيا كانت ضلمة أوي مافيش نور خالص, مش عارف ماما وياسر ازاي بيسيبوا الدنيا ضلمة اوي كده بالليل , دوست علي زراير النور اللي في الصالة كذا مرة بس ماكنتش شغال ففهمت ان الكهربا قاطعة , الشقة كانت غرقانة في الضلمة وصلت للمطبخ بصعوبة وخدت المسكن ومشيت لحد اوضتي, وقفت قدام الباب وحطيت ايدي علي الكالون وقبل ما افتح الباب سمعت همهمه غريبة جاية من جوه اوضتي, كان في صوت حد بيتكلم بلهجة انا مش عارفها, رجعت كام خطوة لوره وسيبت كالون الباب , لمحت من ورا الازاز اللي في الباب نور احمر جوه في الاوضة , جسمي كله اتنفض وحسيت اني هفقد الوعي بس فجأة النور اللي جوه اختفي وسمعت صوت همس من حواليا بيقول ...

- هلاكك قريب يا خولي.





حسيت ساعتها بحرارة شديدة حواليا , الجو كان صهد أوي وفجأة نور الصالة ولع وسمعت صوت ياسر اخويا وهو بيقول من ورايا...

- انت بتعمل ايه في الضلمة دي يا زين وبتكلم مين؟

بصيت ورايا بخضة وقولتله...

- انا كنت باخد مسكن وراجع الاوضة بتاعتي.

- بس انا كنت سامعك بتكلم حد , ده انا افتكرتك بتتكلم في الموبايل .

- لا لا .

خوفت احكيله حاجة من للي حصلت معايا , فقولتله ...

- انا كنت ماشي بدندن اغنية مع نفسي .

- ماشي يا زين , ماتطفيش نور لشقة كده تاني انا مابحبش الضلمة.

- بس انا ماطفتهوش , ده انا قولت يمكن انت اللي طافيه انت او ماما بس تقريبا كان قاطع .

- لا يا حبيبي ماكنش قاطع أنا كنت قاعد في اوضتي فاتح اللاب ولما حسيت بحركة في الصالة وسمعت صوت قومت اشوف في ايه.

- مش انا ولا انت يبقي أكيد ماما عمتا حصل خير.

- بس ماما بايته عند خالتو.

- خلاص يا ياسر يبقي انا اللي طفيته من غير ما اخد بالي , انا هنام تصبح علي خير.

دخلت الاوضة وقفت الباب ورايا , قعدت علي حرف السرير وغمضت عيني , الصداع لسه ماخفش , حسيت بايد بتمشي علي ضهري 
وسمعت صوت نفس جنبي , اتعدلت في قعدتي وبصيت حواليا بفزع لقيت أمي قاعدة جنبي فقولتلها بصوت مهزوز...
- ايه ده ياسر بيقول انك بايته عند خالتو, انتي هنا ازاي؟

- أنا معاك دايما يا زين يا حبيبي .

- لا أرجوكي كفاية كفاية بجد عشان انا كده هتجنن , انتي حقيقة ولا انا بيتهيألي ؟

- عاوز تعرف انا حقيقة ولا لا؟

- أكيد .

قامت وقفت قدامي وفجأة وشها بدأت ملامحه تتغير , شوفتها بوش ياسر وبوش البواب وبوش القط وفجأة وشها اتقطع وجلدها بان منه واختفت كأنها ماكنتش موجودة , كنت قاعد براقب اللي بيحصل وأنا مش مدرك لأي حاجة حرفيا كنت حايي بتوهة , كاني في اوضة ضلمة وكل ما احاول اخرج منها اغرق اكتر واكتر, قعدت علي السرير وضميت رجليا لصدري وحاولت اسيطر علي النفضه اللي كانت بتجيلي من وقت للتاني , كنت سامع اصوات غريبة جنبي , اوقات همس وساعات صريخ وعياط , فضلت اخاخبط علي دماغي واقول ...

- كفاية مش عارف استحمل , يا رب نجيني من كل ده.

حسيت ان جسمي بدأ يهدي والصداع كان بيخف وكل الاصوات بتروح بالتدريج و ساعتها عيني تقلت وروحت في النوم.

صحيت علي صوت موبايلي وهو بيرن , فتحت عيني بصعوبة وبصيت لشاشة الموبايل , كان حد من تيم الكتاب اللي معايا بيرن عليا 
فرديت عليه , ماعرفش ليه حسيت ان صوته متغير ومهزوز وهو بيقولي...

- ايه اخبارك يا خولي؟

- بخير وانت؟

- حلمت بيك يا خولي , كنت قاعد في اوضة ضلمى ةبتصرخ بس ماحدش كان بيرد عليك.

قومت اتعدلت وبصيت للتليفون اللي في ايدي وقولتله...

- عيد تاني اللي قولته كده؟

- مش عارف بس الحلم ده من تاني يوم انت قفلت ميديا فيه وانا كنت متردد اني اقولهولك , بس امبارح شوفتك أكتر من مرة وكل ما اغمض عيني الاقيك قدامي في نفس الاوضة الضلمة , يا جدع أنا بصحي من النوم مفزوع وحاسس ان صوت صريخك ملازمني في وداني ومش بيروح خالص , انا مش عارف في ايه يا خولي , بس متأكد انك مش كويس زي ما بتقول.

حسيت ساعتها ان اللي انا فيه ده لعنة , بس الغريب ان في حد يكون حاسس بـ اللي بيحصلي بالشكل ده, قاطع سكوتي وقالي...

- مالك يا زين فيك ايه؟

- صدقني مش عارف , في حاجات غريبة بتحصلي مشقلبة الدنيا معايا .

- حاجات زي ايه؟

- الموضوع اكبر من اننا نتكلم في التليفون لما نتقابل هحكيلك.

- ماشي خلاص لما تفضي كلمني ونتقابل , انا موجود دايما يا خولي.

- ماشي يا صاحبي .

قفلت معاه وحطيت التليفون جنبي وقومت عشان اعمل شاي اشربه يمكن افوق .

كنت لأول مره ابقي تايه وحاسس بالفراغ ده، بس كنت بصبر نفسي وبقول انا بني ادم بردو، عدي اسبوع عليا زي ما يكون سنة ويمكن أكتر كمان، الايام كانت طويلة وتقيلة، مافيش يوم ماكنش فيه كوابيس وحواديث غريبة بتحصلي مش لاقيلها تفسير لدرجة اني خلاص بقيت مقتنع بجد اني اتلبست وبقى معايا حاجة عايزة تنتقم مني، انا عملت كل حاجة ممكن تخرجني من المود ده حتى الصلاة اللي ماكنتش منتظم فيها بقيت اصلي رغم اني كنت حاسس انها تقيلة عليا بس ماكنتش ببطلها، اتصلت علي الكاتب اللي حكيتلك عنه واتفقنا نتقابل، فضلت حابس نفسي في اوضتي ومش برد على أمي واخويا غير علي قد اللي يطمنهم وبس، لحد ما لبست وخرجت بره الاوضة عشان انزل اقابله، كنت حاسس ان البيت بقى كئيب وفيه حاجة غلط، فكرت اجيب حد يختم فيه القرآن عشان لو فيه حاجة تروح وقولت لنفسي وانا بقفل باب الشقة ورايا ويمكن اللي فيه ده مني.

وصلت المكان اللي اتفقت مع الكاتب نتقابل فيه، كانت قهوة في وسط البلد، الجو فيها يرد الروح، ماتأخرش عليا خالص وجه في ميعاده، قعدنا دردشنا شوية بس فجأة الكلام اتجمد علي لساني لما سمعت صوت أمي وهي بتنادي عليا، بصيت حواليا باستغراب، ايه اللي هيجيب امي هنا، القهوة كانت كلها رجاله، غمضت عيني وقطعت الكلام وحسيت ان جسمي بيتنفض ودراعي الشمال كله بينمل وودني كان فيها طنين غريب، ماحستش غير بيه وهو بيقولي....

- ايه يا خولي ماتقلقنيش عليك يا جدع فيك ايه انطق واحكي؟

حكيتله كل حاجة حصلت بالتفصيل وقولتله في الاخر لما خلصت كلامي...

- انا ماكنتش بصدق اوي في القصص اللي بتكتبوها عن المواضيع دي، بس اهو اتصبت وبقيت بين نارين، حاسس اني هتجنن.
- مافكرتش تروح لشيخ يا زين؟
- يا ابني انا مذيع قصص رعب، هعرف شيوخ منين أنا؟
- طيب قوم تعالي معايا.


- هنروح فين؟
- هنروح لشيخ انا لما بيبقي في حاجة بلجأ ليه هو هينصحك تعمل ايه.
- ماشي يلا بينا.
وقف تاكسي وركبنا وبعدها قاله...


- اطلع يسطا على الوراق.
مش هنكر اني كنت حاسس ان قلبي بيدق جامد واتهزيت ساعتها وقولتله...
- هو انت يا ابني واثق في الشيخ ده ولا هيطلع واحد من اياهم.
- أمان يا خولي ما تقلقش.


وقف التاكسي عند زاوية صغيرة ونزلنا، وبعدها قالي استناني هنا هشوفه موجود ولا في البيت.
دخل وبعد دقايق خرج وقالي تعالي يا زين الشيخ ابراهيم هنا...
دخلت لقيت راجل كبير في السن وحواليه أطفال، كان بيحفظهم قرآن، بصلي وابتسم وشاورلنا نقعد، ولما خلص نادى علينا، فقومنا وقعدنا جنبه، رحب بينا وقال...
- لعل الزيارة في خير يا شباب.



خدت نفس عميق وقولتله...
الحكاية كلها عندي، الموضوع بدأ باني بقيت تقيل في شغلي وماليش نفس اكمله، وعايز لوحدي ورافض انزل من البيت وبشوف كوابيس كتير، عشان افصل من كل ده خدت اجازة من الشغل وبعدت عن كل حاجة، كنت مفكر اني كده برتاح بس تعبت أكتر، بشوف حاجات واكلمها، شكلها بيتغير قدامي، مرة قط ومرة عقرب بتحصلي مواقف تشيب مابقتش عارف انام اصلا وفي الاخر كلمني مؤمن عشان يطمن عليا وقالي انا بحلم انك في اوضة ضلمة وبتصرخ والحلم ده اتكرر كذا مرة.


- مش بقاطعك يا ابني بس هو انت شغال ايه؟
- انا اسمي زين الخولي يا شيخ، وبذيع قصص علي اليوتيوب، يعني بالتحديد كده قصص رعب.
- بص يا ابني انا دقه قديمة، ماليش في الكلام ده ومافهمش فيه أوي، بس يمكن لو شرحتلي افهم.
- بحكي للناس قصص مرعبة حقيقية حصلت للناس؛ قصص عن الجن والعفاريت، والحاجات الغريبة اللي بتحصل.
- بتفتح باب من ابواب الشيطان يدخلك منها ويتحكم في عقول الناس.


- لا لا هوضحلك كل حاجة بس مش دلوقتي.
- طيب يا ابني ولا يهمك تعالى قرب مني عشان اقرا عليك.
قربت منه فمسك دماغي وبدأ يقرأ قرآن، كنت حاسس ان جسمي بيتنفض، لحد ما قال بصوت عالى... ان كنت تسكن ذلك الجسد فأقسمت عليك بعزة الله وجلالته أن تتركه دون أن تؤذيه والا احرقتك، سمعت ساعتها صوت جنبي بيكلم الشيخ بس ماكنتش شايفه قاله... ماقدرش أسيب غير بإذن.



السيخ خد نفسه وغمض عينيه وساب دماغي وقالي....
- هو انت بتنام قدام مراية يا ابني او بتقف قدامها كتير؟
- لا، انا مش بحب المرايات بحس بطاقة سلبيه لما بقف قدامها.
- طيب يا ابني في حد بيكرهك او انت متعارك مع حد؟



- مش فاهم يا شيخ؟
- انت مش ملبوس يا زين، انت حد عاملك حاجة، والخادم اللي موكل بالعمل مش هيخرج منك الا لو نفذ مهمته او اللي عامل العمل اذنله بفكه.
- بس انا مين هيأذيني، انا دايما في حالي.



- روح راجع نفسك يا ابني ولما تعرف مين ممكن يكون عمل فيك كده تعالى وانا هساعدك.
- وده هعرفه ازاي؟
- صلي وادعي يا زين وانت هتعرف مين اللي اذاك بالشكل ده، قرب من ربنا وهو هيدلك، واياك تمشي ورا الناس اللي هتقولك افتح المندل ورش الملح وهات الصبي يدلك لأن ده والعياذ بالله كفر يا ابني.
- حاضر يا شيخ.
- ولو علي القرآن اللي بينطفي مع نفسه ويتغير خلي جنبك مصحف او ابقي نام بعد ما تقرالك ورد كل يوم.

يومها مشينا من عند الشيخ ومؤمن مأكدلي ان كل حاجة هتبقى أحسن، لما رجعت البيت بالليل قعدت شوية مع أخويا قدام التليفزيون وأمي جت من المطبخ قعدت معانا وفضلت تزن عليا عشان اتعشي معاهم، ماقدرتش ارفض لأن بقالي فترة باكل لوحدي ومنعزل عنهم، راحت تحضر الأكل وانا دخلت اتوضيت وصليت، كنت حرفيا حاسس ان في حاجة تقيله علي كتافي وانا بصلي، كأني شايل حاجة مقيده حركتي، خلصت صلاة وأمي بتنادي عليا عشان اكل، طلعت من الاوضة وقعدت علي الترابيزة معاهم وبدأنا ناكل، بس فجأة حسيت ان طعم الاكل غريب فقولت لأمي...
- هو انت اللي طابخة ولا شارية الاكل من بره؟


- لا أنا اللي طابخة يا حبيبي، في حاجة في الاكل مش عجباك؟
- مفيش حاجة يا لمي ده جميل.

كملت أكل وانا حاسس ان معدتي خلاص، بصيت في الطبق قدامي شوفت دم وشعر وحته عضمة، ماقدرتش استمل الموقف وزقيت الطبق وجريت على الحمام، امي واخويا وقفولي علي باب الحمام، ماكنتش مستحمل حاجة بعد اللي شوفته في الطبق، فضيت معدتي 
كلها، وغسلت وشي، كنت دايخ، طلعت من الحمام لقيت امي واخويا وشهم مخطوف وقلقانين , ياسر أخويا سندني وقالي...
- تعالي يا زين ادخلك الاوضة وهنزل اجبلك دكتور.
- لا , لا أنا كويس مش مستاهلة.
وصلني علي الاوضة وقعدت علي السرير , امي كانت واقفة جنب الباب وبتبصلي بخوف فقولتلها...
- مالك يا امي ؟




- هوانا اكلي اللي قلبلك معدتك كده؟
- لا والله يا حاجة ما حصل .
- مش مصدقاك .
- أنا تقريبا اتخايلت بشعرة في الاكل فمعدتي قلبت والله بس.
- معلش يا ابني حقك عليا, أنا كبرت حلاص.
ماردتش احكيلها اللي شوفته في الطبق, طلبت منها تعملي حاجة دافيه اهدي بيها معدتي , ومسكت ايد ياسر وقولتله...
- هات طبق الاكل بتاعي بسرعة .
- في ايه يا زين؟
- هاته بس يا ياسر, عايز أتأكد من حاجة.





- حاضر ثواني .
خرج من الاوضة وثواني وكان راجع بالطبق بتاعي , مش هنكر اني كنت خايف ابص فيه بس لو كان في حاجة من اللي شوفتها فيه عمر ياسر ما كان هيبقي بالهدوء ده, قرب الطبق مني وحطه قدامي , كان الاكل فيه عادي ومافيهوش حاجة من اللي شوفتها من دقايق , طلبت منه يودي الطبق المطبخ, ويطمن ماما اني كويس , أول ما خرج من الاوضة مسكت الموبايل واتصلت بمؤمن حكيتله اللي حصل معايا وقالي انه هيكلم الشيخ ويرجعلي تاني , قفلت معاه وفضلت قاعد علي السرير لحد ما امي دخلت عليا بكوباية الينسون , حطتها جنبي وقعدت علي طرف السرير وحطت ايدها علي دماغي وبدأت ترقيني كنت مستغرب من اللي هي بتعمله لحد ما خلصت وقالتلي...
- ربنا يصلح حالك يا ابني ويبعد عنك شر كل عين .
- هو في حاجة يا أمي ؟
- لا مافيش ده انا كنت بحكي لخالتك الليحصلك من شويه قالتلي ارقيك يمكن يكون حد حاسدك.
- هيحسدوني علي ايه يا امي بس؟
- نفوس الناس مش سالكة يا ابني .
- ربنا كبيريا أمي .






فضلت قاعدة معايا شوية ولما النوم كبس عليها سابتني وراحت اوضتها وياسر كان في اوضته بيخلص شغل , مسكت المصحف وبدأت أقرأ فيه , كنت شايف السطور بتتحرك وكنت حاسس ان الكلام بيمشي قدامي , فركت عيني كذا مرة لحد ما حسيت ان صداع هيفرتك دماغي, قفلت المصحف وقعدت شوية باصص للسقف , فجأة سمعت صوت دربكة في الصالة فناديت عليهم ما حدش رد بس بعدها بثواني سمعت بردو صرخة ضعيفة جاية من الصالة , نفضت الغطا من عليا واتسندت لحد ما طلعت الصالة , كنت واقف بلف حوالين نفسي, نور السهاري اللي كان فيها ضعيف, مشيت ورا الصوت لحد ما وصلت لباب الحمام, بلعت ريقي بصعوبه وبصيت يمين وشمالي وبعدين زقيت الباب وانا واقف بره, الصوت بقي اقوي واوضح , ده صوت قط, بس هيعمل ايه في الحمام يا تري ده محبوس في البيت ولا ده اللي الشيخ قال انه عليا , كنت عاوز ارجع اوضتي واكبر دماغي بس خوفت يكون قط بجد وربنا يحاسبني بيه لو جراله حاجة عشان كده دخلت الحمام ادور عليه , بس الغريب اني مالقتش حاجة , حرفيا قلبت الحمام , ماكنش موجود فيها حاجة, غسلت وشي وطلعت بصيت علي امي في اوضتها لقيتها نايمة , فمشيت لحد اوضتي وأول ما فتحت الباب وعيني جت علي السرير لمحت قط كان قاعد عليه ومبرقلي جامد , هو نفس القط اللي شوفته في مدخل العمارة من كام يوم بس أول ما موبايلي رن القط اختفي, فضلت واقف متثبت في مكاني التليفون فصل ورن تاني , قربت بخوف ومسكت الموبايل كان مؤمن اللي بيتصل , رديت عليه وقولتله...


- طمني الله يباركلك انا اعصابي بايظة وعلي اخري , الشيخ قال ايه؟
- قال انك كل ما هتحاول تعدي الازمة دي هيشد قدامك , فلازم تصفي دماغك وتعرف مين اللي اذاك قبل ما اللي معمولك يخلص عليك.









- انا بجد تعبت ومش عارف اعمل ايه ؟
- هانت ربنا كبير هتطلع من الضلمة دي قريب انا واثق ان ربنا مش هيسيبك ده.
قفلت معاه وحاولت انام , بس كل ما عيني كانت بتروح في النوم كنتت بقوم مفزوع علي كابوس غير التاني واخر حلم شوفته , كنت قاعد فيه علي مكتبي وبسجل القصص كالعادة لكن فجأة جاتلي مكالمة رديت عليها وساعة ما قفلت ظهر ورايا ضل اسود بيحاول يدخل جسمي بس ساعتها باب اوضتي اتفتح ودخل منه ياسر اخويا خد مني الشاحن وخرج تاني , الضل كان اختفي, انا ماكنتش فاكر المكالمة دي كانت مع مين لأني في العادة بعمل كذا مكالمة وانا بشتغل أوقات مع الكتاب وأوقات مع المصممين , صحيت من النوم تايه ومش عارف اذا كانت الدنيا كده بتتحل ولا بتتعقد أكتر , صليت الفجر وقررت أفتح الميديا , كان جوايا حاجة بتقولي افتح شوف الدنيا ماشية ازاي من غيرك واقفل تاني , فتحت وبدأت اشوف التعليقات والرسايل الاشعارات كل حاجة كانت مفرحاني وادتني طاقة اكبر عشان ارجع , قررت اقفل تاني بس لثانية لفت نظري رسالة من صاحبي اللي سجل معايا قصة مشتركة من فترة , استعنت بيه عشان الشخصيات في القصص كانت كتيرة اوي فطلبت منه يساعدني ووقتها هو ماقصرش وسجل معايا, كان بيكلمني كل يوم عشان يعرف القصة اللي سجل فيها هتنزل امتي , ده انا فاكر حتي انه كلمني وانا بسجل قصة مرة واتفقنا ننزل نسهر سوا, ثانية بس , لا لا مستحيل سميح يعمل كده وبعدين هيأذيني ليه ده مالوش في اي حاجة ومن شغله لبيته بس هو طلب مني ادخله موضوع اليوتيوب ده قبل كده وانا رفضت يمكن زعل مني وقتها وقرر يأذيني؟ أنا بقيت اشك في كل الناس , طلعت قعدت في البلكونة وحاولت ارمي كل حاجة ورايا , كنت حاسس بايد بتتحرك علي ضهري ,كل ما ابص ورايا مالقيش حاجة , مسكت الفون واتصلت بمؤمن وقولتله , انا عرفت اللي عمل فيا كده , ماكنتش عاوز اظلمه بس هو اللي بدأ وأذاني , قفل معايا واتصل بالشيخ حدد معاه معاد ورجع اتصل بيا تاني وقالي...

- البس يا خولي وانا هعدي عليك دلوقتي واخدك ونروحله.


- دلوقتي يا ابني ؟



- ايوه دلوقتي , خلينا نخلص بقي ونرجع نشتغل ونشوف مستقبلنا .
- ماشي , حاضر.
- نص ساعة وأكون عندك .




دخلت الاوضة اتوضيت ولبست وخرجت قعدت في الصالة , ماما وياسر كانوا لسه نايمين ,الساعة كانت 7 الصبح وماحدش فينا عنده شغل حكومي , ياسر أخويا شغال جرافيك ديزاين وانا مذيع قصص , مؤمن رن عليا , فنزلت من البيت لقيته واقف تحت مستنيني , طلعنا علي الشيخ وهناك لما قعدت معاه حكيتله كل اللي حصل فبصلي وقالي...
- انت متأكد يا ابني ان ده اللي ممكن يكون اذاك؟
- أنا في حالي دايما ومافيش حاجة حصلتلي غير الموقف ده.





- طيب الحمام علي ايدك اليمين , قوم اتوضي وتعالي .



قومت اتوضيت ومؤمن هو كمان جه ورايا واتوضي الشيخ بصلنا وشاورلنا نقعد قدامه تاني بس واحد علي يمينه والتاني علي شماله, بدأ يقرأ خواتيم سورة البقرة ولما خلصها قالي ...




- انت يا زين هتردد اسم الشخص اللي شاكك فيه 7 مرات ومؤمن هيردد اسمك انت 14 مرة , بس لو عندك شك 1% انك ممكن تكون 
ظالم الشخص ده بلاش يا زين .
كنت مستبيع وتعبت وبدور علي راحتي فقولتله باصرار...
- يلا يا شيخ بالله عليك خلينا نخلص بقي.
- ماشي يا شباب توكلنا علي الله , غمضوا ورددوا الاسامي .



غمضت وفضلت اقول سميح , سميح لحد ما تميت السبع مرات
وبدأ مؤمن يقول ...
- زين , زين , زين لحد ما خلص , حسيت ان في حد خبطني علي دماغي وماكنتش قادر اخد نفسي , كنت سامع صوت الشيخ وهو بيقرا قرأن ومؤمن بينادي عليا, بس ماكنتش قادر افتح عينيا ودماغي كان تقيل أوي .


 
فتحت عيني بصعوبة صوت الشيخ كان لسه في وداني , م}من ساعدني اقعد والشيخ كان شكله مضايق وبيبصلي بغضب وقالي ...
- مش قولتلك لو مش منأكد بلاش.
- يعني ايه؟



- يعني مش سميح .
- أومال مين ؟
- اوصفله اللي شوفته قدامك يا مؤمن .
مؤمن فضل يوصفلي في الشخص اللي شافه وأنا كنت قاعد فاتح بوقي مش عارف استوعب كل اللي بيقوله ده وصف واحد محدد , قومت من مكاني وسيبتهم بيتكلموا وخرجت وقفت تاكسي وروحت البيت , اول ما دخلت امي جرت عليا وقالتلي ...



- كنت فين يا حبيبي ؟ احنا قلقنا خليك أوي .
سبتها واقفة بتتكلم وفتحت اوضة ياسر ودخلت عليه من غير ما اخبط علي الباب, اتخض وقالي...
- مالك يا زين في ايه؟
- أنا اذيتك في ايه عشان تعمل معايا كده؟
- مش فاهم انت بتقول ايه ؟
- بلاش تستعبط يا ياسر انا عرفت كل حاجة.
- انا ماعملتش حاجة ومش أي حد يملي ودنك بأي كلام تصدقه , ده انت اخويا معقول هأذيك .
أمي دخلت علي صوت خناقنا ووقفت في النص وقالت...
- مالكوا يا عيال؟ في ايه ؟



- هتقولها انت عاملي ايه ولا اقول انا ؟
- انت بتتبلي عليا انا ماعملتش حاجة.
- ياسر عاملي عمل , ابنك اللي متعلم وماشي بالسبحة عاملي عمل.
ياسر قرب منها ومسكط ايدها وقالها ...
- انت تصدقي عليا كده يا امي ؟ زين دماغه خف من القصص بتاعة العفاريت اللي بيسجلها, أنا مستحيل أأذيه ابدا.
زقت ايد ياسر بعيد عنها وقالتله...


- العرق دساس يا ابن سعدية , امك سبقتك وسحرت لجوزي عشان تاخده مني وربنا عاقبها في النهاية وانا كان بايدي ارميك في الشارع 
يومها , بس المرحوم جابك ليا حته لحمه حمرا صعبت عليا وخدت وربيتك وعمري ما واجهتك بالحقيقة وقولت ده ماضي واندفن , عمري ما فرقت بينك وبين ابني اللي من لحمي ودمي .
أنا كنت مصدوم من اللي بسمعه دي أول مرة اعرف حاجة عن الموضوع ده, بس اللي خضني وصدمني رد فعل ياسر اللي ضحك بصوت عالي وقالها...





- عارف كل ده وردتهولك في ابنك هموته قدامك بالبطيء وهجننهولك.
- مين اللي عرفم اللي حصل ؟
- أمي , سعدية كانت بتيجيلي بالليل وتقعد تحكيلي علس ظلمك انتي وابويا ليها , عشان كده انا انتقمت منك في ابنك .
تليفوني رن ساعتها كان مؤمن , فتحت الخط عليه وماملكتش اكلمه فسمع جزء كبير من اللي حصل وسمعت صوته وهو بيزعق بصوت عالي وبقولي...




- افتح الاسبيكر يا خولي.
فتحته وفجأة لقيت الشيخ بيقرا سورة الصافات بصوت عالي , ساعتها بس ياسر وقع من طوله امي جرت عليه عشان تلحقه فمسكت 
ايدها وسحبتها بره الاوضة وقفلت الباب عليه , لمينا حاجتنا وسبناله البيت ومشينا والشيخ فكلي اللي كان معمولي وحصني وكملت طريقي بعيد عن ياسر وشره واديني قدامك اهو ,نجحت وعليت وكملت وبقي اسمي الخولي فعلا.
تمت



كلمات دلائلية:( لاكثر بحثا في قوقل )

أندرو شريف ياسمين رحمي لمياء الكاتب محمد مهني ليزا زغلول شادى اسماعيل محمد ابراهيم عبدالعظيمأحمد محمود شرقاوي محمد شعبان محمد أحمد عباس

تعليقات