📁 آخر الأخبار

قصة دم الافاعي بقلم الكاتب محمد ابراهيم عبدالعظيم‎

 قصة دم الافاعي بقلم الكاتب محمد ابراهيم عبدالعظيم‎



 يلا حضري نفسك علشان هنروح اسكندرية بعد يومين .. وادي مفتاح الشقة اللي هنروحها .. كلمت محمد صاحبي اللي كان معايا في الشغل عنده شقة هناك.


فضلنا نهزر وكنت فرحانة جدا، حضرت الشنط وبالفعل يومين وكنا هناك، منطقة في اسكندرية مشهورة جدا سامحوني مش هقول اسم المدينة .


قصة دم الافاعي بقلم الكاتب محمد ابراهيم عبدالعظيم‎




يا سلام على اسكندرية وجمالها، بلد غنية بالدفء والمشاعر اللي غضب عنك بتحس بيها لما رجلك تخطيها، الهوا وروح البحر اللي بتهفهف علينا كانوا مخلييني في عالم تاني .


وصلنا العمارة ولما طلعنا الشقة لقيناها متربة جدا ووقتها بصيت لعامر بغضب، فهم من نظرتي علشان كدا قالي وهو بيضحك :


_ أيوة عايزة ايه يعني .. شقة ومقفولة من سنين عايزاها تبقى عامله ازاي؟ .. بقولك مسافر ومحدش من اهله بقى بييجي وكويس اني لقيت شقة في الجو ده .. دا انتي مجنونة حد ييجي اسكندرية في شهر ١٠ يا مفترية .


رديت عليه وقولتله :


_ طبعاً انت مستني مني اني انضف الشقة اللي هنقعد فيها كام يوم .. يعني اليومين اللي عايزة اريح فيهم دماغي برضو الاقي تنضيف وزفت .


وقتها قرب عليا وباس ايدي وقالي :


_ ودي برضو حاجة تفوتني .. حطي بس الشنط وهننزل نتغدا ولما نيجي هنلاقي الدنيا تمام .. كلمت بنت بواب العمارة وهي هتتصرف.


دخلت أوضة من ال٣ أوض بتوع الشقة، وفتحت النور، كان فيها ريحة غريبة، الريحة اللي في الاوضة دي غير ريحة الشقة كلها رغم انها مفتوحة مكنتش مقفولة .


عامر دخل الحمام وانا حطيت الشنطة على سرير مترب زيه زي كل حاجة في الشقة، وقفت قدام مرايا التسريحة، مسكت منديل ومسحت الجزء العلوي من المرايا، انعكاس وشي ظهر بس مش بوضوح، كُنت عايزه بس احط ميك اب .


في اللحظة دي سمعت صوت حركة مفاجأة جاي من جوة الحمام، ملحقتش انادي على عامر لاني لقيته بيخرج من الحمام وهو عرقان وكان حاطط ايده ورا ضهره، ضحكلي وهو بيقولي :


_ يلا يا منال .. لسه ملبستيش .


صوته كان شوية مهزوز، مشي من قدامي وسمعت صوت باب الشقة بيتفتح، دقايق وطلعتله، بس لما خرجت برة الشقة ملقتوش، لسه هنادي عليه لقيته نازل من فوق .


الشقة في الدور الأخير واللي فوق كان السطوح، مسألتوش هو طلع ليه أو بمعنى أصح هو مدانيش فرصة ومسك ايدي ونزلنا .


لقينا البواب طالع وأعترض طريقنا للنزول، حط ايده الإتنين على جوانب السلم وفضل واقف قدامنا، وبدأ يبصلنا بنظرات ثابتة، بالأخص بص عليا انا، كان لابس جلابيا سودة وأصلع وملامحه جامدة، متقدرش تعرف ان كان زعلان .. فرحان .. متضايق .


مجرد نظرة جامدة وبس، لحد ما هو قرر يطلع ويفسح الطريق علشان ننزل، أفعاله الغريبة دي خلانا ننزل في سكوت وعامر متكلمش غير لما خرجنا برة العمارة وركبنا تاكسي وبدأ يتحرك .


في الطريق لقيته بيقولي:


_ ها .. ايه رأيك بقى في المجنون ده .. شوفتي عمل ايه .


هزيت كتفي وانا بقوله :


_ عادي يعني .. ليه مهتم بيه كدا .. ما انت قولتها .. هو أسبوع وخلاص .. وبعدين هو عليه ايه غير انه هينضف الشقة وهياخد اللي فيه النصيب وبس .


= يا منال ما انا لما قولت لبنته تنضف الشقة وطلعت من جيبي فلوس .. علشان اديهاله .. قولت ميصحش ادي فلوس للبنت وابوها موجود .. لما روحت له بصت على الفلوس كدا لدقيقة وبعدها ضحك وسابني ومشي !! .


_عايز تقول انه رفض ياخد منك فلوس ؟ .


= ده اللي حصل .


وفجأة وبدون أي أستئذان أقتحم السواق كلامنا وقال :


_ العمارة دي لبش علفكرا .. أه إسمعوا مني .. أنا شوفت بعيني .


كلامه أثار فضولي وفضول عامر، علشان كدا عامر سأله وقاله :


_ فهمني أكتر يا اسطا اااا .


= عبسميع .. محسوبك عبسميع .


جوزي قاله :


_ تمام .. ممكن تفهمني أكتر يا عبد السميع لو سمحت ؟ .


بيتكلم بصوت عالي ومزعج، كان باصص قدامه وماسك الدركسيون بإيد والإيد التانية ماسك بيها سيجارة، رمى السيجارة في الشارع وقال لعامر :


_ ولامؤاخذة يعني يا باشمهندس .. لما سمعت المُدام بتقول اسبوع وبتاع قولت يبقوا جايين نُزهة .. ( تتفسحوم) يعني .. كنت بحسبكم سكان في العمارة وكدا .. عارفين .. حصل جريمة قتل في العمارة دي هزت اسكندرية ( تِمَن) .. واحدة قتلت بنتها وأنتحرت .. يا عيني كانت لاسعة خالص .


أتصدمت وصدرت مني شهقة حطيت ايدي على بوئي وهو شاف رد فعلي من المرايا ضحك ورجع يقول :


_ أومال لو كنتي شوفتي جثتها بقى يا مُدام .. ولا جثة البت الصغيرة .. خلاص يا أساتذة يوم القيامة بيقرب.


الكلام خدنا لحد ما وصلنا لعنوان المطعم، حالة من الصمت والضيق والقشعريرة سيطرت عليا انا وعامر، لدرجة اننا بعد ما كلنا فضلنا قاعدين مربعين ايدينا وساكتين.


قطعت صوت الصمت وقولت :

_ لو كلام السواق صح يا عامر انا من رأيي نمشي من العمارة دي .. اه ايش عرفنا يكون الشقة اللي مقفولة من سنين واللي احنا هنقعد فيها تكون هي نفس الشقة اللي الست دي قتلت بنتها وانتحرت فيها .. مجرد الفكرة بس فظيعة ومرعبة .


رد عليا عامر وقالي :


_ ويمكن تكون شقة تانية .. وبعدين ما يمكن السواق بيقول أي كلام او قصده عمارة تانية .. بصي بقى انا مصدقت اخد اجازة من الشغل .. مش هنقضيها من هنا لهنا .. خلينا في الشقة دي على الاقل يومين ونشوف الدنيا .


رجعنا العمارة وخلاص هيأت لنفسي اني داخلة على الجحيم بعينه، لقينا البواب قاعد قدام العمارة وجنب منه بنت في أواخر العشرينات من عمرها، وكان في ولدين صغيرين بيلعبوا قدامهم، بدأوا يبصوا علينا نفس البصة الجامدة، طلعنا علطول وتجاهلناهم.


لما وصلنا لباب الشقة ولسه عامر هيحط المفتاح في الباب بدأنا نسمع صوت ست بتعيط جاي من فوق السطوح :


_ منك لله .. أنا مش مسامحاكي .. أنا بكرهك .. الحقني يا حبيب .. أنتي شيطانة .. حرام عليكي انا قد أمك .. يااا حبيب انت فين رد عليا شوف مراتك بتقولي يا مشلولة !!.


بصلي عامر وقالي :


_ شششش يلا ندخل ملناش دعوة بحد .. لما طلعت فوق السطح النهاردة لقيت أوضة في أخر السطح .. أكيد في سُكان .. مش عايزين مشاكل .


دخلت الشقة وانا قلبي مقبوض، فتح عامر النور وكانت المفاجأة، الشقة نضيفة جدا ومترتبة، بالظبط كأننا دخلنا شقة تانية غير اللي شوفناها من كام ساعة .


كل الأوض مترتبة ونضيفة حتى الحمام والمطبخ والصالة، إلا أوضة واحدة بس، الأوضة اللي دخلتها أنا ووقفت قدام مراية التسريحة، الأوضة كانت مفتوحة، قولت لعامر :


_ أشمعنى الاوضة دي اللي منضفهاش .. ده واضح انه مقربش نحيتها اصلا.

قالي :

_ كتر خيرهم .. ده مافيش أحسن من كدا.


دخلت الأوضة وفتحت النور، لان كان في شنطة جوة وكنت عايزه اجيبها، الشيء اللي لفت نظري ان الاوضة فعلاً محدش قرب منها، بس كنت غلطانة لاني لما بصيت على المرايا لقيتها كلها متربة !! .


طب ازاي ده حصل وانا بإيدي نضفت جزئها العلوي بالمنديل، المنديل اللي لقيته واقع مكان ما انا سيباه !! .


لفت نظري على جانب المرايا وجود خط طويل مموج، خط مش مستقيم كان فيه تعاريج، وفي أخره مافيش أثر تاني، كان شيء طبيعي أتتبع الخط الغريب ده لحد بعد المرايا وفضلت باصة على الحيطة وصُعقت لما لقيت تعبان طويل لافف نفسه حوالين حتة حديدة نازلة من السقف!! .


ندهت على عامر وانا خايفة :

_ الحق يا عامر .. تعبان .


لما جيه وبص عليه، لقيته بيقولي وهو باصص عليه :

_ ده صغير يا حبيبتي متخافيش .. ده ميت .


= طب وده .. ده برضو ميت ؟ .


قولتله كدا لما بصيت على الارض عند الدولاب ولقيت تعبان أصغر من اللي متعلق بيتحرك حركات بطيئة وبيقرب لتحت الدولاب.


مسكني من ايدي وخرج بيا لبرة وجاب الشنطة في ايده التانية، قعدت على الكرسي وقلبي عمال يدق.


الغريب ان الاوضة بابها مخلوع وده مخليني واثقة ان التعابين بتطلع منها.

كان يوم شاق وكان طبيعي اننا نروح في النوم، غمضت عيني ونمت، بعد دقايق حسيت ان في حاجة بتمشي على ايدي، وعلى رجلي، وعلى وشي، وشعري، اتخضيت وفتحت عيني .. شوفت شخص واقف عند اول الاوضة اللي من غير باب وكان لابس بالطو طويل، شخص طبيعي، كل اللي عمله انه باصص عليا وبيضحك ضحكة خبيثة .


مجرد راجل واقف بثبات وخلاص، ده اللي شوفته لما فتحت، مخوفتش زي ما خوفت لما لقيت اكتر من ٢٠ تعبان حرفياً على جسمي كله بيتحركوا حركات هستيريا !! .


تعابين صغيرة وسودة، صرخت وصحيت من النوم مفزوعة.


عامر صحي مخضوض من صرختي، بصيتله ومسكت ايده بقوة من الخوف وانا حاسة بحركتهم :


_ تعابين يا عامر .. تعابين كتير.


من خوفي لما شوفت التعابين نسيت الراجل اللي شوفته، قام عامر علشان يجيبلي ماية، دخل المطبخ وانا حاطة ايدي على دماغي، سمعت صوت طرقعة في المطبخ، بس مهتمتش، فجأة قولت بصوت عالي وانا على السرير ( الراجل .. كان فية راجل واقف عند الاوضة!!.


قولت كدا تزامناً وانا برفع راسي لفوق، علشان أشوف نفس الراجل واقف قدامي بيضحك !!! .


في الوقت ده عامر جية وعدى من قدامه، اللي كان لسه واقف وانا بصالة بذهول ورعب ومش قادرة اتكلم، و عامر مشافهوش .


_ أتفضلي يا حبيبتي إشربي شوية ماية وأهدي مش عايزك تخافي طول ما انا جنبك .


عايزة أقوله بص هناك، بس اقوله ايه وهو عدى من قدامه، مسكت منه الكوباية وانا باصة على الراجل في صمت، رفعت الكوباية قدام وشي وشربت ولما نزلت الكوباية ملقتوش .


بلعت ريقي بالعافية، بس شوفت بوضوح مكان ما هو كان واقف من ثواني تعبان طويل ورفيع بيتحرك برضو بنفس بُطء التعبان الصغير اللي كان في الاوضة التانية !! .


عامر بص على الارض ولما شافه راح عليه وضربه على دماغه.

جاب منديل وشاله وحطه جوة كيس، ودخل المطبخ وجاب تعبان تاني شبهه وطلع بيهم فوق السطح !!.


لما رجع لقاني واقفة على باب الشقة قولتله وهو نازل على السلم بصوت واطي :

_ انت بترميهم فين، عايز حد من اللي فوق يشوفك وتبقى مشكلة .


قالي بعد ما دخلت انا وهو وقفل الباب ورانا :


_ ما انا ماقولتلكيش، بنت البواب الكبيرة قالتلي ان العمارة فيها تعابين صغيرة بتظهر من تحت البلاط وخصوصاً الشقة اللي قدامنا دي لانها اصلا مهجورة من سنين، وقالتلي لو لقيت تعابين موتهم وارميهم فوق السطح، مرضتش اقولك علشان متخافيش، واهو زي ما انتي شايفه التعابين صغيرة مش بيأذوا .


كانت اول خناقة تحصل بينا بعد الجواز، فضلت اقنعه نسيب الشقة بس بسبب ان عامر للاسف بخيل مرضاش بحجة اننا في الشقة دي مش هندفع مليم .

ودي مشكلته الوحيدة والكبيرة .


وفضل يقنعني ان لو روحنا اوتيل او اجرنا شقة اليوم هيتكلف كتير، ويمكن ده سبب كل خلافنا، بخل عامر، بخله اللي خلانا نعيش ليلتين من الرعب والفزع وفي الحقيقة من الحزن والإكتئاب .


لاننا فضلنا في الشقة، حتى بعد ما حكيتله اللي شوفته، كان طبيعي يكدبني لان مافيش اي حد في الشقة غيرنا .


تاني يوم لقيت عامر بيصحيني وهو مبتسم وبيحاول يصالحني، لما فوقت قالي :


_ ليكي عندي هدية مخصوص اصالحك بيها .. بس مش لاقي محفظتي ماشوفتيهاش امبارح ؟ .


قام من على السرير وفضل يدور عليها، قومت غسلت وشي، جيت علشان أنشف وشي لقيت تعبان صغير ماشي على الفوطة، لما شوفته رميتها على الارض وانا بنادي على عامر .


مردش عليا، لما بصيت برة لقيته لسه بيدور على المحفظة، قالي وهو مش على بعضه :


_ يعني ايه .. دي المحفظة مش موجودة .. انا هنزل اشوف البواب كدا يمكن يكون لقاها هنا ولا هنا .. دي تبقى مصيبة لو ملقهاش دي فيها الفلوس كلها .


نزل وساب الباب مفتوح، قعدت على الكرسي بزهق، في اللحظة دي سمعت صوت واحدة ست بتنادي عليا، طلعت برة الشقة وبصيت على يميني وفي اخر درجة السلم عند السطوح، واحدة ست قعيدة بصالي بإبتسامة وشها بشوش وجسمها مليان، كان الواضح انها بتعاني من السمنة المفرطة، بس باين عليها الطيبة، قالتلي لما شافتني :


_ يا صباح الجمال .. انا ستك بديعة .. سامحيني يا بنتي انا سمعتك دلوقتي بتزعقي .. شكلك شوفتي التعابين مش كدا ؟ .


اتحرجت بصراحة لاني مش متعودة صوتي يعلى لدرجة تخلي الجيران يسمعوه، قولتلها :


_ بصراحة اه يا حاجة .. كل شبر من الشقة بلاقي فيه تعبان .. واحنا جايين نقعد اسبوع و ماشيين بس الواضح كدا اننا مش هنكمل .


قالتلي وهي بتلف نفسها بالكرسي :


_ لا ده الموضوع كبير بقى .. عموماً انا ساكنة فوق وقاعدة لواحدي معظم الوقت .. لو حابة تتكلمي في اي وقت انا موجودة .


مشيت ودخلت لجوة، في الوقت اللي لقيت عمار طالع من تحت السلم وشه احمر وعمال يئفئف ويضرب كف على كف، عرفت من ردود افعاله انه ملقاش المحفظة ودي في حد ذاتها كارثة تانية .


طلع موبايله ودقيقة صمت اتكلم وقال :


_ سعيد ازيك يا حبيبي طمني عليك ..

لا والله يا صحبي مش تمام ..

محفظتي وقعت ومعايا مراتي وموقف مش ظريف خالص ..

لو ينفع اعدي عليك اخد منك قرشين كدا ارجع بيهم القاهرة وهردهملك علطول ..

حبيبي ماتحرمش منك .. نفس العنوان مش كدا .. تمام.


كان الواضح من كلامه انه هينزل يروح لصاحبه، بس مكنتش عايزه اقعد لواحدي في الشقة، علشان كدا قولتله :


_ انا جاية معاك .. ما انت اكيد مش هتسيبني اقعد لواحدي لما تيجي.


اتعصب عليا وسابني ومشي، قررت هقفل الشقة واطلع اقعد فوق مع الست بديعة، لما طلعت السطح شميت نفس الريحة بتاعت الاوضة اللي في الشقة، بصيت على يميني لما طلعت السطوح لقيت برميل كبير قديم ومكسور والريحة طالعة منه، لما قربت وانا حاطة ايدي على بوئي، بصيت جواه لقيته حرفيا مملي على اخره تعابين سودة صغيرة وكلهم.......كلهم ميتين !!!.






بصيت جواه لقيته حرفيا مملي على اخره تعابين سودة صغيرة وكلهم ميتين !!! .

عرفت الريحة دي بتاعت ايه، بعدت عن البرميل بعد ما كنت هجيب اللي في بطني، كان في اوضة على الطوب الاحمر مبنية في أخر السطح، قدام الاوضة سجادة صغيرة وستارة محطوطة على الباب، وانا بقرب ولسه هنادي على الست بديعة، سمعت صوتها من جوة، كانت بتبكي وبتتشحتف، وكانت بتقول وكانها بتكلم حد :

_ يرضيك كدا يا حبيب .. صدقني دي بتمثل عليك .. عارف .. لما بتمشي من هنا بتنزل عليا شتيمة واهانة .. صدقني يا ابني ايام كتيرة اوي بحس انها هتمد ايديها عليا .. انا مش بقويك عليها يا حبيبي .. هي برضو كتر خيرها .. استحملتني .. بس دلوقتي انا سيبتلكوا الشقة .. هي عايزه مني ايه .. مستخسره عليا الكام ثانية اللي بشوفك فيهم !.

كنت همشي وارجع خصوصاً انها كانت بتتكلم في خصوصيات، بس وانا برجع وقبل ما انزل السلم شافتني ونادت عليا، روحتلها وانا بقولها :

_ كنت جاية أقعد معاكي شوية بس قولت وقت تاني بقى .

شاورتلي اجي، روحت ودخلت الاوضة، كان في حصيرة متقطعة وكنبة مرتبتها قديمة وعليها تراب، وكان في تليفزيون صغير وزير صغير جمب التليفزيون، لقيتها بتقولي :

_ معلش يا حبيبتي الاوضة مش قد كدا .. بس ابني وعدني هيجيبلي عفش جديد .. ما انا كنت بكلمه دلوقتي .. ربنا يسترها معاه .. انا بحبه اوي .. ما انا ماليش غيره .. وهو شايلني على الراس شيل .

قولتلها بعد ما قعدت على الكنبة :

_ ربنا يخليهولك .. بس انتي ازاي قعدة وسط الريحة والبرميل اللي كله تعابين ميتة اللي برة ده .. دي الريحة فظيعة .

= ماتجيبيش سيرتهم كتير .. هي السبب .. اللي ربنا ينتقم منها قادر يا كريم .

لما سألتها هي مين قالتلي في محاولة منها انها تغير الموضوع :

_ تحبي تشربي ايه ؟.

قولتلها بعد ما الريحة زادت في الاوضة :

_ لا ولا حاجة يا طنط .. انا بس مش قادر استحمل الريحة .. هستأذن انا وهبقى اجيلك اوعدك .

جابت كوباية ماية فاضية وراحت للزير وملت الكوباية وقالتلي :

_ طب اشربي حتى ماية .. معقول هتنزلي من غير ما اضيفك بأي حاجة حتى لو بسيطة .

أخدت منها الكوباية وشربت، ماية طعمها غريب الصراحة بس مردتش اكسفها، قومت علشان امشي بسبب الريحة وانا بقولها :

_ شكراً على الماية يا حاجة .. جوزي بس ييجي وهنتغدا سوا النهاردة ايه رأيك .

كنت بكلمها وهي مركزة معايا، فجأة بصت على الستارة اللي عند باب الاوضة، وشها أتغير، الغضب زاد عليها اوي وبدأت تقول وهي بتتحرك على الكرسي وكانها هتقوم :

_ انتي .. ايه اللي جابك هنا .. غوري في داهية .. عايزه مني ايه .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكي .

بدأت أرتبك وأقلق وببص على الستارة اللي هي باصة عليها، مكنش في حد موجود والستارة فمكانها، في الوقت ده حسيت لثواني ان الدنيا بتلف بيا، بطني وجعتني ومسكتها، بس سرعان ما الوجع راح، قعدت تاني على الكنبة وغمضت عيني من الالم اللي حسيت بيه، فتحت عيني بعد لحظات وقومت تاني بعد ما بطني بقت تمام، قربت منها علشان اطبطب عليها لقيتها بصالي وبتقولي بصوت عالي:

_ ايه ده .. انتي مين انتي كمان .. دخلتي هنا ازاي ؟ .. انتي تبعها صح .. ايوة تبعها .. عايزين تجننوني بس ده بعدكوا .. انا مش هتجنن ابدا سامعين .. ااااااااه تعبان .. تعبان ماشي جوايا .. حبيب .. الحقني يا حبيب تعبان بيقرصني .. ااااااااه .

حرفياً بدأت تتلوى على الكرسي، شرايين جسمها كله بدون استثناء بدأوا يظهروا، شرايين زرقا!! .

معرفتش اعمل ايه لقيتني بطلع من الاوضة وانا بجري، طلعت وانا باصة ورايا وسمعاها وهي عماله تتوجع وتنادي على حبيب، اظاهر ده اسم ابنها، كنت خايفة علشان كدا أخدت بالي متأخر إني مكنتش بدوس على الارض، وده خلاني أبص قدامي، و لما بصيت قدامي وانا بجري علشان انزل على السلم، لقيت السطح كله عبارة عن بحر من التعابيين!!! .

تعابين مختلفة مش بنفس الحجم، منهم الكبير والصغير، مكنش فيهم تعبان شبة التاني، من ذهولي من المشهد والريحة البشعة واللي كان هيجنني، ان ازاي الليل ليل بالسرعة دي، الساعة كانت ٩ الصبح لما دخلت أوضتها، من ضوء القمر شوفت التعابين بوضوح .

بحركات هيستيريا بيتحركوا، قدرت أوصل للسلم وبالفعل نزلت، بس مافيش تعبان واحد على السلم، ولما دخلت الشقة وقفلت على نفسي، اترميت على الارض وانا بترعش وبدأت أعيط .

_ منال .. ايه مالك .. كنتي فين .. انا دورت عليكي ملقتكيش .. قومي .. قومي معايا في ايه بتترعشي ليه اهدي بس اهدي .

كان عامر، طلع من الاوضة لما سمعت صوت الباب وهو بيتقفل، جري عليا وقومني، وانا اللي عليا عماله اقوله :

_ افاعي.. تعابين كتير فوق .. فوق السطح والله يا عامر فوق كانوا هيموتوني .

كنت بقولهاله وانا منهارة ومش عارفه اتماسك، يمكن رد فعل عامر في الوقت ده خلاني أبصله وانا مستغربة، ده لانه بدأ يبص على الارض وعينه مفتوحة وقال بصوت واطي بس قدرت اسمعه:

_ السطح .. الافاعي .. الاوضة .. الست اللي قالتلي عليها !! .

قبل ما اسأله عن ايه اللي بيقولوا ويقصد ايه لقيت الباب بيخبط، عامر راح وفتح، شوفت البواب وبنته واقفين، بس كان الواضح ان كان في شخص تالت معاهم، لان عامر مكنش مدي للبواب وبنته اهتمام، وكان موجه نظره لشخص واقف جنب البواب، سمعت البنت بتقول لعامر بعد ما بصت جوة وشافتني:

_ كان عندي حق، وحذرتك انها متطلعش فوق، اكيد شافتها وشافتهم.. على العموم سيدنا الرفاعي هيتصرف متقلقوش .

مقدرتش أسكت أكتر من كدا وقومت روحت عند الباب وانا بقول لجوزي بعصبية :

_ يعني ايه مطلعش فوق وانت كنت عارف يا عامر .. كنت عارف وسيبتني لواحدي ؟ .

رد وهو شارد ومش باصص عليا:
_ بس انا سمعتها امبارح .. ومع ذلك محصليش حاجة .. هو ايه اللي بيحصل هنا ؟.

ردت عليه وهي بتقرب عليا :

_ لا صبح ولا ليل حد من العمارة بيطلع فوق السطح وبيفضل دقيقة عل بعض.. كل اللي بيعملوه انهم بيرموا التعابين وبينزلوا بسرعة.. ومش شرط علشان سمعتها تأذيك .. كلنا بنسمعها .. اهدي يا حبيبتي تعالي معايا بس وانا هفهمك كل حاجة .

كنت باصة بغضب لعامر ومشيت مع البنت اللي عرفت ان اسمها علا، قعدت وهي قدامي، في اللحظة دي الدنيا لفت بيا لثواني، ده حصل لاني شوفت الشخص اللي اسمه سيدنا الرفاعي ده .

لما شافني كان ساكت وكل اللي عمله انه ضحك ضحكة خبيثة وطلع فوق السطح هو والبواب ابو علا وعامر اللي طلع معاهم وقفل الباب وراه، الرفاعي ده كان نفس الشخص اللي شوفته، نفس البالطو والنظرة كل حاجة ايوة هو!! .

بصيت لعلا بذهول وقولتلها على اللي شوفته، قالتلي بصوت واطي :

_ ده شيخنا وسيدنا .. ده مبروك وولي من اولياء الله .. اللي شوفتيه ده بركة من بركاته .. ده سره باتع .. كل أخر شهر بييجي بيطلع فوق السطح وبيعزم وبيخليهم يستخبوا في جحورهم لحد الشهر اللي بعده .. في يوم من قريب خالد اخويا الصغير طلعلها وقالنا انه قعد معاها .. وحصله زيك بالظبط .. هو قال انه قعد شوية صغيرين .. بس في الحقيقة هو فضل فوق أكتر من ٨ ساعات !! .

قومت وجريت على الباب، فتحته وطلعت فوق السطح علشان اشوف هو بيعمل ايه، كنت مخبية نفسي وبصة عليهم بطرف عيني، التعابين موجودة والبواب وعامر واقفين بعيد عنهم والرفاعي ماشي بثبات وسطيهم، اللي لاحظته انهم بيبعدوا عنوا !! .

صوتهم مرعب أوي، الرفاعي بدأ يقول :

_ أقسمت عليكم أيها الدبيب بحق طه الحبيب .. بحق طه الحبيب.. بحق عم الشيخ ركابي وعم الشيخ زكريا وبحق ......

انا عارفه كويس اللي قاله بس محبتش اقول غير الكام كلمة دول، بس هو فضل يعزم اكتر من ربع ساعة بنطقه لنفس الكلام، البواب وعامر جوزي كان عايزهم لغرض تاني، كانوا واقفين عند الاوضة، وفجأة وهو بيردد عزيمته قالهم بصوت عالي :

_ ادخلوا الاوضة دلوقتي هتلاقوا زير .. شيلوه وهاتوه بسرعة .

الزير، اللي شربت منه ماية طعمها غريب، بالفعل شالوه وكان الواضح انه تقيل، رغم انه صغير، بس كان مملي على اخره، ولما قربوا منه قالهم :

_ ارموا اللي جواه هنا .

التعابين اتجمعوا في نص السطح على شكل دايرة، لما دلقوا اللي في الزير واللي كنت مفكراه ماية، بس اللي نزل من الزير كان سائل إسود تقيل !! .

لما فضوه امرهم يمشوا وميشوفوش اللي هيعمله، لما سمعت كدا نزلت بسرعة لتحت، لقيت علا بتقولي وهي خايفة :

_ ايه اللي خلاكي تعملي كدا .. مكنتش عايزه اسحبك بالعافية احسن يسمعك .

في الوقت ده نزلوا ودخلنا احنا الاربعة جوة الشقة .

عامر لما دخل فضل يقول :

_ اعوذ بالله .. مش معقول اللي شوفته ده مش معقول .. اعوذ بالله .. دا انا شوفت الكرسي بيتحرك كان حد بيجره !! .

كنت سامعه الحوار وانا مش فاهمه حاجة، بدأنا نسمع صوت خطوات لأكتر من رجل فوقينا، صوت حركات عشوائية، ثواني ولقينا الباب بيخبط .

كان هو الرفاعي، قال وهو بيدخل الشقة وبيقعد على الكرسي :

_ تمام .. كله تمام .. قولتيلي مين دول بقى يا علا .

ردت عليه علا بإنحناء كدا وقالتله :

_ دول جايين يصيفوا كام يوم ويمشوا علطول .. والله يا سيدنا انا قولتلهم ميقربوش للسطح مسمعوش كلامي .

كان باصص عليا ومستنيني اتكلم، بس ده محصلش لان عامر قال :

_ حطي نفسك مكاني .. لسه بحط رجلي في العمارة لقيتها بتقولي بلاش اطلع السطح ولا انا ولا مراتي لاننا هنسمع صوت واحدة ست بتتكلم بعصبية وبتزعق .. ولما سألتها عن السبب لقيتها بتقولي ان الست مش موجودة وكل اللي بيقعد معاها بيتأذي .. كان لازم اخد كلامها بتريقة طبعاً .

يعني ايه الست مش موجودة، اومال مين اللي قعدت معاها وشوفتها بتتصرف بغرابة دي ؟ .
في الوقت ده وجه الرفاعي كلامه ليا وقالي:

_ ها .. مش ناوية تتكلمي .. بتسألي نفسك وبتقولي مين اللي قعدتي معاها دي مش كدا .. ببساطة يا استاذة منال ان الست دي ميتة من أكتر من ٦ سنين .. ومن يوم موتها التعابين والافاعي فرضوا سيطرتهم على العمارة .. بسبب السحر االي اتعملها .

كنت بصاله بذهول، كانه كان بيقرا افكاري، سألني عامر ان كنت فعلا قعدت معاها، قولتله :

_ أيوة حصل ..لما انت نزلت معرفتش اعمل ايه قومت طلعت وقعدت معاها .. ما انا لو كنت اعرف من الاول مكنش ده حصل .

قام الرفاعي وقف وبص على الاوضة اللي من غير باب ودخل جوة، سمعت صوته من جوة بيقول :

_ طبعاً يا علا انتي بغبائك مقولتلهمش على كل حاجة، وابوكي الاخرس الاغبى منك نضفلهم الشقة وساب الاوضة دي على وضعها كدا.. أغبيا .

بصيت على علا وجوة عيني اسئلة كتير، ايه اللي المفروض كانت تقوله لينا، وبدأ زي فوق يقول عزيمة بس المرادي كانت بشكل مختلف :

_ أقسمت عليكم بحق سيدنا سليمان .. اقسمت عليكم بحق الكافات وما فيها من الكفايات و أسرارها التامة .. لا تأذونا بالأنفاس السامة .

فضل يكررها اكتر من مرة، بعد عشر دقايق خرج من الاوضة وهو بيقول :

_ لازم الاوضة دي تتقفل بالضبة والمفتاح .. والأحسن تحطوا طوب مكان الباب وتسدوها خالص .. الاوضة دي هي سبب المصايب .

لما الرفاعي خرج ووصل لباب الشقة، بصلي وبدون مقدمات قالي :

_ شربتي من الزير ليه ؟ .. انتي عارفه ان كان في الزير ده كان دم تعابين مش ماية .

_ !!!!!!! .

هو قالي كدا ودخلت الحمام جبت اللي في بطني، دخلت علا معايا، لما خرجت ملقتوش برة ولا هو ولا البواب، ولما علا نزلت قولت لعامر :

_ عامر هو ده نفس الشخص اللي قولتلك اني شوفته .. اقسم بالله كان واقف قدام الاوضة دي ما انا قولتلك وساعتها انت مصدقتنيش .. وهو عرف ازاي اللي بفكر فيه وعرف ازاي اني شربت من الزير .. هو كان موجود وانا مشوفتوش .. ده دجال .

متكلمش ودخل علشان يحضر الشنط، دخلت وراه لقيته بيبكي، لما شافني قالي :

_ انتي متعرفيش انا كنت قلقان عليكي قد ايه لما فضلت ادور عليكي .. حسيت انك روحتي مني .. في الوقت ده بس صدقت كلام علا .. لو كان جرالك حاجة مكنتش هسامح نفسي ابدا .

وقتها كل الغضب اللي جوايا تلاشى وقربت منه وطبطبت عليه وبدأت أحضر الشنط معاه وبالفعل مشينا، قبل ما نوقف تاكسي علشان نمشي ندهت على علا، اتكلمت معاها وعرفت منها كل اللي حصل .

كنت بسمعها وانا مصدومة، كلام السواق مكنش مظبوط، اللي قتلت بنتها وانتحرت كانت في العمارة اللي جنب العمارة دي، بس حصلت جريمة تانية في نفس العمارة اللي كنا فيها.


علا قالتلي :



_ تعرفي ان الست بديعة عملت كل حاجة لإبنها حبيب، تعليم، ولبس، وأهتمام ورعاية، ابنها الوحيد وطبيعي اي واحدة مكانها تعمل كدا، ولما كبر وقالها عايز يتجوز، وقتها قالتله شاور على اي واحدة اجوزهالك، ودي كانت اكبر غلطة، لان اللي اختارها حبيب مطلعتش بنت حلال .


اتجوزوا في الشقة اياها، وامه عاشت معاه، مع الوقت مراة ابنها محبتش وجودها في نفس الشقة، لان الست بديعة قعيدة بسبب مشاكل في ضهرها ووزنها كان زايد جداً، مبقتش تقدر تتحرك غير بالكرسي، لما حبيب ابنها بيكون موجود كانت بتعاملها كويس، ولما بيمشي كانت بتتنمر عليها.


مراة حبيب كانت بتبقى في اسعد لحظات حياتها لما تتريق على حماتها .. يلا يا تخينة .. يلا يا مشلولة .. يلا يا اللي رجلك والقبر .. كلام صعب جداً وكنت بسمع ده بوداني .. وعلى الرغم بكدا الا ان الست بديعة كانت بتسكت ومش بتشتكي لابنها .. علشان ميتضايقش ..اما التانية فكانت كل شوية تدّعي ان حماتها بتضربها وتشتمها لحد ما حبيب في يوم قرر يطلع امه ويقعدها فوق السطح بعيد عنهم في اوضة معفنة من غير عفش .. حركة زي دي قضت عليها نفسياً .. 


لان الزفتة التانية مسبتهاش في حالها برضو .. وكانت بتطلعلها السطح وتفضل تتنمر عليها .. تخيلي يا استاذة منال انها جابت دجال شقتها وعملت لحماتها سحر خليتها تتجنن وخلت ابنها مبقاش بيسال عنها ولا بيطلعلها .. شهور على الحال ده لحد ما الست بديعة ماتت .. تخيلي فضلت يومين بحالهم ميتة ومحدش فينا عرف غير لما الريحة طلعت .. 



من يوميها والتعابين ظهروا في العمارة .. مش عارفه ده بسبب موتها ولا من السحر اللي مراة ابنها عملته فيها ولا الاتنين .. بس المهم ان ربنا جابلها حقها من ابنها اللي مطمرش فيه التربية .. مراته خدت كل اللي وراه واللي قدامه وأختفت .. وهو بقى على الحديدة وللأسف كانت بتستخدم السحر والعمل السفلي في الاوضة اللي من غير باب .. وكل ده من غير ما جوزها يشوفها .. ومن وقتها باعت الشقة لراجل برة اسكندرية وبقت مقفولة علشان كل ما ييجي كل سنة يصيفوا يشوفوا اسود ايام حياتهم ) .


اكيد الرجل ده هو محمد صاحب عامر ! .


بقى بعد اللي امه عملته معاه يقوم هو رادد كل ده بالوحشية والاهانة لامه اللي مكنتش تستحق كدا .
بعد ما سمعت القصة من علا مشينا، وبالفعل رجعنا البيت في القاهرة .


رحلة كانت صعبة وبشعة، رجعت شايلة هم وخوف ورعب وإكتئاب كتير، لحد وقتنا ده حاسة بطعم دم الافاعي في بطني، مع الايام حاولت انسى ويعني يمكن اكون نجحت لفترة، لكن اللي خلاني افتكر لما عملت تحاليل وطلعت حامل .


وعدوا شهور الحمل بسلام، وبالفعل خلفت، جبت بنوتة وسمناها ( غالية )، بس مشكلة غالية انها لما كبرت وبقا عندها دلوقتي ٣ سنين، منطقتش بحرف بعد محاولات مننا كتير اننا نعالجها، كل اللي غالية بتعملة كل اخر شهر، ان بيطلع منها صوت فحيح .
خايفة يكون اللي في بالي، خايفة يكون السحر إشتغل في بنتي، خصوصاً ان مافيش دكتور عارف يشخّص حالتها!!.

تمت.






تعليقات