📁 آخر الأخبار

قصة سر حماتي للكاتب أحمد محمود شرقاوي

 قصة سر حماتي للكاتب أحمد محمود شرقاوي


صحيت من نومي على صوت مراتي بتزعق في التليفون وفي قمة توترها, قمت بسرعة وحاولت أستفهم منها عن سبب صوتها العالي ده بس أول ما شافتني قفلت المكالمة وفضلت متوترة وقت طويل, فضلت أستفسر بتوتر كتير لحد ما في النهاية قالتلي إن أبوها طلق أمها, استغربت جدا من الموضوع, ايه اللي يخلي واحد يطلق واحدة عاش معاها أكتر من 25 سنة, وكمان انا عارف إن حمايا راجل هادي جدا ومحترم واستحالة يعمل حاجة زي دي..




قصة سر حماتي للكاتب أحمد محمود شرقاوي




حاولت أعرف منها السبب بس مكانتش بتجاوب وقاعدة عمالة تبكي, استعذت بالله من الشيطان وطبطبت عليها ووعدتها إني هحاول أحل الموضوع, بس هي أجزمت إن الموضوع مش هيتحل, أبوها ولأول مرة ضرب أمها وده معناه إن الموضوع كبير وشكلهم مش هيرجعوا تاني, والأسوأ انهم كانوا قاعدين في شقة إيجار وابوها سلمها للمستأجر وانها دلوقتي في الشارع, طبعا مكنش ينفع أسكت واتصلت على حماتي عشان أستضيفها في بيتي لحد ما نشوف هنعمل ايه في المشكلة دي..



نزلت لقيت حماتي قاعدة في موقف العربيات, سلمت عليها وحاولت أخليها حتى تبتسم بس كانت مكشرة وعنيها كلها دموع, اتصلت بمراتي تحضر غدا كويس وخدت حماتي ورجعنا على البيت, ومن أول ما دخلت حماتي البيت دخلت على الاوضة الفاضية وقفلت عليها الباب, حاولنا نخليها تطلع تتغدى بس كانت رافضة تماما..



وسبناها عشان ترتاح شوية وروحنا نكمل أشغالنا, في الفترة دي كنت بعرف أخلص شغلي من البيت عكس مراتي اللي كانت بتروح الشغل وترجع على العصر, وفضلت حماتي تقريبا 24 ساعة في الاوضة, حاولنا معاها انها تخرج مرة واتنين بس كانت بترفض تماما, كنت بحب بعد الساعة 12 أسهر في الهدوء أخلص شغلي على اللاب توب في الصالة وأسيب مراتي نايمة جوة..



طلعت اللاب وبدأت أظبط شغلي ووسط انشغالي الكبير لقيت فيه نور أحمر طالع من الأوضة اللي فيها حماتي, استغربت جدا جدا لأني معنديش نور أحمر في البيت إطلاقًا, فكرت أخبط عليها بس كنت محرج جدا إني أعمل كدا لأن الوقت ليل ولعل وعسى ده نور الموبايل..



بس في الليلة التانية شوفت نفس النور بس كان أقوى, كأن فيه حفلة ديسكو جوة بس في صمت تام, مبقتش عارف بصراحة انا ممكن أعمل ايه, طيب أصحي مراتي تقوم تشوف أمها, ولا أكبر دماغي واسكت, خفت تكون الست بتعمل في نفسها حاجة بحُكم الحزن اللي هي فيه, بس غصب عني برضه سكت ومقدرتش أتكلم, ولا حتى تاني يوم حكيت لمراتي اللي بشوفه ده..



بس في اليوم التالت وانا قاعد بشتغل حسيت بإرهاق شوية فقررت أنام ساعتين واصحا على الساعة 3 بالليل أكمل شغلي, ونمت على الكنبة, وقبل ما أروح في النوم لقيت مراتي خارجة من الاوضة وبتبص ناحيتي بابتسامة كبيرة, قربت مني بهدوء شديد وبدأت تبص في عنيا بقوة, ابتسمت برقة وقلت:



- صاحية ليه دلوقتي


اتكلمت بدلال كبير خلى قلبي ينط من مكانه وقالت:

- وحشتني أوي

- انا عندي شغل على فكرة

- مش مهم الشغل تعالى اقعد معايا شوية


ومسكت ايدي, بس الغريب إن ايديها كانت خشنة, كأنها ايد واحدة عجوزة, بصيت على ايديها ورجعت أبص على وشها لقتها بقت حماتي, كان وش حماتي وعنيها شكلها مُخيف جدا وبتبتسم ابتسامة شيطان, وصرخت, ومع صرختي لقيت نفسي لسة نايم على الكنبة وفهمت ان كل ده كان مجرد حلم, بس حلم مُخيف جدا وغير مفهوم..


بصيت ناحية أوضة حماتي بخوف لقيت نفس النور الأحمر, قربت من الباب بتوتر عشان أخبط, بس لما قربت بدأت من جوة أسمع صوت همهمات غريبة, كأن فيه ترانيم أو صوت بلغة غريبة جدا, الست دي بتعمل ايه جوة, بدأ التوتر يضرب قلبي بعنف وأربط بين طرد جوزها ليها واللي بتعمله دلوقتي, الست دي إما انها مجنونة أو والعياذ بالله راكبها شيطان..


وفي الحالتين انا مش مستعد أدمر بيتي عشان خاطرها, حتى لو كانت أم مراتي, في اللحظة دي وانا حاطط راسي على باب الاوضة اتفتح الباب فورا ولقيت حماتي واقفة قدامي, كانت مبتسمة وهادية تماما, حسيت بتوتر شديد وقولتلها إني كنت بطمن عليها مش أكتر, تجاهلتني بابتسامة هادية ودخلت على الحمام..


شيطاني راودني أدخل الاوضة أشوف هي بتعمل ايه بس ملحقتش لأنها طلعت من الحمام مرة تانية, وفضلت قاعد في الصالة طول الليل التفكير بياكل في راسي, وقررت تاني يوم أكلم حمايا وافهم منه عن سبب طلاقه لحماتي، لعل وعسى يردها واخلص من الجنان ده..


بس تاني يوم حمايا مكنش بيرد على التليفون، وفضل يوم كامل على نفس الوضع، بدأت أفكر أحسن تكون الست قتلته عشان زعقلها لما قربت من مكتبة الكتب بتاعته..


وده لأني عارف انه مهووس بالكتب ومبيسمحش لحد يقرب من مكتبته إطلاقا، وعلى بالليل وعلى غير العادة فوجئت بأوضة حماتي مفتوحة، دخلت اشوفها واطمن عليها ملقتهاش، وبدأت أسمع صوت جاي من المطبخ..


روحت أبص لقتها واقفة في الضلمة قدام باب التلاجة وفيه صوت مضغ غريب طالع منها، قربت منها أكتر لقتها بتاكل لحمة نية، اتخضيت من المنظر وهي اول ما حست بيا ضحكت بتوتر وقالتلي


"اللحمة دي مش جاموسي"


سبتها وانا مصدوم من اللي شوفته، وفوجئت بمراتي بتطلب مني تقضي الليلة مع أمها، خدتها على جمب وبدأت أحكيلها عن اللي بشوفه واللي بيحصل، سمعت مني كل الكلام وضحكت ضحكة عالية اوي، قالتلي ان امها بتاخد جهاز قتل الناموس معاها في كل مكان، وهو اللي بينور احمر بالليل، اما موضوع اللحمة فده لأنها متعودة من زمان تعرف اللحمة حلوة ولا لا من طعمها وهي نية..


حاولت أصدقها بس معرفتش، خاصةً لما بدأ الموضوع يتطور اكتر واكتر، وبدأت فعلا أشوف كوابيس غريبة كل شوية، وكلها بلا منازع كانت بطلتها حماتي، وفضلت في الدوامة دي لأكتر من ١٠ أيام كاملين..


أهملت شغلي للأسف وجسمي بقا هزيل، وبقيت بنام كتير أوي، ومراتي على حالها في اوضة حماتي من يومها، وجت الليلة الفاصلة لما نمت على السرير وبدأت أسمع صوت احتكاك في الدولاب. كأن فيه حاجة محبوسة جوة، أو يمكن حاجة مزنوقة ورا الدولاب..


قمت من نومي وقربت من الدولاب، ومسافة ما فتحته فوجئت بجثة حماتي جوة الدولاب، الجثة كانت متحللة والدود بيجري عليها، صرخت بأعلى صوت وصحيت من نومي مرة تانية، كان كابوس، بس كابوس بشع كأنه حقيقي..


ومن جوايا بدأ ظني يكبر ان الست دي قتلت جوزها، ويمكن هو اللي قتلها ودي عفريتة، انا هتجنن، ووسط حيرتي دي حسيت بحاجة تحت المرتبة مضايقاني أوي، قمت من مكاني وشلت المرتبة..


وتحت المرتبة لقيت ورقة كرتون مطبقة بطريقة غريبة، وأول ما فتحتها لقيت فيها كمية طلاسم ورسوم غريبة، وبكل ثورة الدنيا ناديت على مراتي اللي جت تجري مخضوضة، سألتها بثورة عن ورقة الكارتون دي..


وبدأ يظهر عليها القلق والخوف، حلفت عليها بالطلاق لو مقالتش لهطلقها من شدة ثورتي، قالتلي ان امها عملتها عشان متجوزش عليها، كنت مصدوم، لساني اتشل وقتها، وسبت البيت كله وطلعت على بيت حمايا..


استقبلني الراجل عادي ولومته انه مبيردش عليا خالص، حكتله اللي حصل وبلغته ان بنته هتكون طالق مني عشان نخلص الموضوع، بدأ يستعيذ بالله ويلعن الشيطان اللي خرب البيوت وفرق بين الأزواج..


الغريب انه قرب مني وبدأ يتودد مني، وبدأ يحكيلي كل حاجة، قالي انه محتفظ بكتب سحر نادرة في مكتبته من زمان أوي، عشان كدا كان مانع منعا باتا على أي حد انه يقرب من المكتبة دي..


واتفاجئ في مرة ان مراته بتقلب في المكتبة، لا وكمان في كتاب من أخطر كتب السحر، ولما اتخانق معاها قالتله ان بنتها اللي هي مراتي بتقول اني هتجوز عليها، وانها سمعتني بقول كدا اكتر من مرة، وامها بتحاول تساعدها ولو حتى بالسحر، وطبعا غضبت عليها غضب شديد وطلقتها، وراحت تقعد عندك، بس مكنتش أعرف انها هتاخد كتاب من ورايا وتكمل السحر في قلب بيتك مع بنتها..


انا خجلان منك يابني واللي انت عايزه انا هعمله، معرفش ليها وقتها حسيت بحزن لما الراجل اللي بعتبره ابويا اتكسر قدامي بالشكل ده، وبدأ يكمل ويقول ان هو اللي غلطان، غلط لما ساب كتب خطيرة زي دي ولو من باب الذكرى في مكتبته، غلط لما خلى الكتب تقع بسهولة في إيد مراته وهي في النهاية واحدة ست وسهل اوي عاطفتها تسوقها..


كنت ناوي بصراحة اطلق مراتي، ابوها نفسه متحملش امها، فما بالك بيا وانا المقصود بالسحر ده، بس حمايا وعدني، لو قررت اتراجع هيأدبهم الاتنين بطريقة مينسوهاش العمر كله، ولو قررت أطلق فده حقي الكامل..


وبصراحة انا قررت أطلق، واسبها مع أمها، مقدرتش أسامح واحدة مشيت في طريق الكفر حتى لو نواياها بريئة، كان ممكن أسامح في أي حاجة إلا دي للأسف لأني مبقتش حاسس بالأمان مع مراتي..


واتعلمت من التجربة المريرة دي إن الانسان ضعيف أوي، والشيطان بيقنعه بسهولة بالنجاح لو مشي في الطرق الحرام، بس وقتها لازم نعمل استوب ونفهم ان مفيش أي نجاح اطلاقا لو قررت تاخده عن طريقة السكة الحرام..


بقلم: أحمد محمود شرقاوي


عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبيِّ ﷺ قَالَ: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قَالُوا: يَا رسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، والسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حرَّمَ اللَّه إلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وقَذفُ المُحْصنَات المُؤمِناتِ الْغَافِلات متفقٌ عَلَيْهِ.




تعليقات