📁 آخر الأخبار

قصة الشكفيجية للكاتب محمد إبراهيم عبدالعظيم

قصة الشكفيجية للكاتب محمد إبراهيم عبدالعظيم


عندي تاكسي بتشغل عليه .. في يوم كُنت بوصل زبون لمنطقة ما في القاهرة ولما نزل ومشيت بالتاكسي شوية وقفت في إشارة مرور.

كُنت قاعد ماسك التارة وباصص قدامي بشرود وبفكر في إخواتي التلاتة اللي كل واحد مننا بقى في وادي.




قصة الشكفيجية للكاتب محمد إبراهيم عبدالعظيم



أنا قاعد في القاهرة وأختي مروة قاعدة لواحدها بعد ما اطلقت ورفضت تعيش بعيد عن بيتها، اسماعيل اخويا الكبير اللي عايش في محافظة الشرقية هو ومراته، وكذلك رضا اللي عايش مع مراته وبنته في محافظة الدقهلية.


ظروف شغل كل واحد فينا، وحياتنا اجبرونا اننا نتفارق.


و ف عز وانا بكلم نفسي، شوفت بعيني شاب في أوائل العشرينات من عمره بيعدي الشارع، كان ماسك موبايل وباصص فيه وهو ماشي، طبيعي الإشارة واقفة والعربيات كلها واقفين، بس فجأة ظهرت عربية جاية بسرعة وبقوتها خبطت الشاب خبطة طيرته مترين قدام!.


سواق العربية ماوقفش وخدها جري.. الناس طبعاً إتلموا وأنا أولهم، الشاب برغم الكدمات الكتيرة اللي في وشه ودراعه اليمين اللي أتكسر بس كان في النفس علشان كدا شيلناه وقولتلهم يحطوه في التاكسي بتاعي علشان اوديه اقرب مستشفى.


بدأت أتأهب اني اتحرك بعد ما حطوه على الكنبة اللي ورا مني وانا قاعد، محدش ركب معايا، اتحركت بيه بسرعة، كنت سامع أهاته وانا اللي عليا عمال أهديه، بس كان في عالم تاني، وكل اللي كان على لسانه ( ليلى .. ليلى .. ليلى) كان عمال ينادي على اسم ليلى يمكن اكتر من عشرين مرة.


وصلت بيه المستشفى وطلبت سرير متحرك بس للأسف الشاب مات!!.


 لما دخل مشرحة المستشفى طلبوا مني رقم تليفوني لانه ماكنش معاه إثبات  شخصية، صورت بطاقتي وسيبتلهم رقم تليفوني ومشيت.


 عيشت أوقات صعبة جدا، كل ما كنت أغمض عيني كنت ببشوف الحادثة، وصوت الشاب قبل ما يموت وهو عمال ينادي ب( ليلى) ماكنش بيفارقني .


لحد اللي حصل في اليوم اللي أتدفن فيه، اليوم اللي أهل الشاب عرفوا الخبر وراحوا علشان يستلموا جثته، ادارة المستشفى كلموني وروحت.


أبوه فضل يشكرني وكان بيبوس على ايدي، ميلت عليه وطبطبت على كتفه وقررت أحضر الدفنة، كانوا ناس طيبين اوي، وانا واقف وشايف حزنهم الشديد على ابنهم، كنت بقول حسبي الله ونعم الوكيل في اللي خبطه وجري.


من يوم الحادث مكنتش اشتغلت بالتاكسي وطبعاً الكنبة كانت غرقانة دم!.


بعد ما حضرت مراسم الدفن وخلافه قررت اني امشي، لما ركبت التاكسي وإتحركت الساعة كانت حوالي ٤ العصر، قولت هاروح لفريد صاحبي وهو عنده مغسلة، قولت بالمرة أغسل التاكسي جوة وبرة كويس .


بس اليوم ده كان غريب، بمجرد ما مشيت من المقابر عجلة من عجل التاكسي ضربت، ركنت على جنب الطريق وحطيت الاستبن ولسه بتحرك لقيت موتسيكل عدى من جنبي كسرلي المرايا!.


اللي عملته اني روحت المغسلة واستعوضت ربنا في المرايا، شافني فريد قالي : 


_ ايه يا عم اول مرة اشوفك قافل كدا ومكشر .. فك التكشيرة مش لايقه عليك.


حكيتله على اللي حصل كله وقالي وهو بيفتح باب التاكسي اللي ورا:


_ يا عم بتحصل كتير ماتحطش في بالك.. ياما ولاد حرام وعيال فرافير بيعملوا الحادثة ويجروا.. تعالى نقعد نشرب كوبايتين شاي على القهوة عقبال ما الواد حماصة يغسل العربية.


روحت معاه وانا ماشي لقيت ماية بتتدلق عليا!!.. سمعت فريد بيكلم الست اللي واقفة في البلكونة بزعيق وبيقولها : 

_ ايه يا ام محمود مش شايفه الراجل ماشي قدامك .. ده اسمه كلام برضه.


ردت عليه وقالتله : 


_ متأخذنيش يا فريد يا ابني والله انا معرفش انا رميت الماية ازاي.. دا انا حتى كنت مستنياكم تعدوا .. حقك عليا يا أستاذ .


اتأكدت ان اليوم ده بيحصل معايا امور مش طبيعية، فريد مسكني من ايدي وحلف اني اطلع معاه بيته علشان اخد دش واغير هدومي، في الاول رفضت بس لما ألح طلعت معاه.


غيرت هدومي ولبست وبالفعل نزلت انا وهو، بمجرد ما خرجنا من باب البيت بتاعه سمعنا صوت فرقعة قوية، وبدأنا نسمع صوت صريخ وعويل وكل ده بسبب ان حصلت حريقة في المغسلة بتاعت فريد!.


جري وانا وراه وقدرنا نطفي الحريق، وقتها بصيت لفريد ولقيته بيبصلي بنفس النظرات، وكإننا بنتكلم بلغة العيون .. ده لان الحريقة ماكنتش من المغسلة نفسها لأ صوت الفرقعة اللي سمعناه كان من التاكسي بتاعي انا!.


الحريقة اتطفت بسرعة والحمدلله التاكسي اتلحق،لما طفينا الحريقة ملقناش اي سبب ليها والنار مطالتش اي سنتي من المغسلة، في الوقت ده قولت لفريد:


_ ها .. رأيك ايه في الكلام اللي بيحصل ده.


قعد فريد على كرسي خشب قدام المغسلة وولع سيجارة وسكت دقيقة ورجع يقولي : 


_ فاروق .. فعلاً في حاجة مش طبيعية بتحصل ومش مفهومه .. مش يمكن جثة الشاب اللي السبب في كل ده.


وقتها كنت ببص على التاكسي وعلى حماصة الولد اللي شغال مع فريد في المغسلة، واللي كان عمال يبص على الكنبة وعلى المرايا اللي قدام وعمال يمسح فيها!.


قولت لفريد بزهق: 


_ يعني الواحد يعمل خير يلاقي كل ده .. ما هو كان ناقص .. عفريت هيروش اللي جابوني.


لما فريد قالي ان جثة الشاب والدم اللي غرق الكنبة هما السبب في اللي عمال يحصلي ده كُنت متأكد من قبل ما يقوله، ما انا بالفعل من بداية اليوم وانا مش فاهم ايه اللي بيحصل .


ركبت التاكسي بعد ما حماصة غسله وقبل ما أمشي شوفت حماصة من المرايا وهو بيكلم فريد، كان واضح انه قلقات او خايف وهو بيحكي!. بس ماكنتش سامع كلامهم بوضوح، دورت ومشيت وكنت عازم النية اني هاروح البيت خصوصاً ان الساعة بقت ٧ المغرب وغير كدا نفسيتي ماكنتش رايقه.


وبالفعل مشيت، كنت سرحان مخدتش بالي ان كان ف الطريق مطب، دوست فرامل بسرعة وهديت قبل المطب بشوية..


_ تاكس .. تاكس .. أقف يا ابني والنبي مش لاقيه اي مواصلة ورجلي وجعاني .


كان صوت لست كبيرة في السن لابسه عبايا سودة طويلة وحاطه على راسها ( قوفة) وبتشاورلي، بصراحة مشيت شوية بعيد عنها بس صعبت عليا ورجعت بضهري وانا بنزل من التاكسي وبقرب منها وبقولها: 


_ عنك يا امي .. سيبي .. ايوة كدا .. اركبي يلا هوصلك للمكان اللي انتي عايزاه.


جيت علشان أحط القوفة في شنطة العربية بس كان في حاجة مانعاها تدخل، نزلت القوفة على الارض علشان أفضيلها مكان، اتفاجئت بالشكمجية الدهبي بتاعت امي محطوطة في الشنطة!!!.


اللي افتكره إني شوفت الشكمجية دي في بيتنا القديم، يعني كان بقالي سنين مشوفتهاش !!.. وكان السؤال اللي سألته لنفسي (ازاي الاقيها في التاكسي؟!).


_ يلا يا ابني عايزه اروح ..  بنتي وحفيدي لواحدهم في البيت.


صوت الست الكبيرة شتتني.. حطيت القوفة في الشنطة جنب الشكمجية وقفلت شنطة العربية وروحت علشان اركب وانا بفتح الباب وبدخل وبقفل الباب ورايا وانا بقول للست: 


_ عنيا الإتنين .. ها عايزه تروحي فين يا امي ؟.


وكانت الصدمة.. مافيش حد راكب!.


لما بصيت في المرايا ملقتهاش قاعدة، نزلت من العربية مفزوع وروحت افتح الشنطة ملقتش القوفة!!.. ولا لقيت الشكمجية !!.


موبايلي رن.. بصيت فيه لقيت أخويا اسماعيل هو اللي بيتصل، لما رديت عليه لقيته بيقولي : 


_ فاروق انت فين .. الحق اختك هدى بسرعة .. رضا أخوك قالي انها وقعت من على السلم وجالها نزيف .. روحلها المستشفى عقبال ما اركب واجي انا ورضا .


= بتقول ايه!! .. طب هي فين؟ .. مستشفى ايه يا اسماعيل ؟.


قفلت شنطة العربية وجريت على المستشفى اللي اسماعيل قالي عليها، هدى اختي حامل في الشهر السابع، وانا في الطريق ليها بدأت أسمع من ورايا صوت واسم الدم اتجمد ف عروقي لما سمعته :


( ليلى .. ليلى .. ليلى ) !!!!! .


جسمي اتخشب وانا سايق وخوفت ابص في المرايا، صوت الشاب ونفس الاسم اللي قاله قبل ما يموت، تجاهلت الصوت وكملت لطريقي، تجاهلت الهوا السخن اللي بدأت أحسه جاي من ورايا، والأهم من ده كله.. تجاهلت احساسي بوجود اطراف اصابع بتمشي على كتفي!!. 


شغلت الراديو على قناة القرءان الكريم وكملت طريقي لحد ما وصلت المستشفى، نزلت من العربية وبصيت من برة على الكنبة لقيت دايرة دم متجمعة عليها!!.


جريت على المستشفى ولما سألت على أختي وروحت علشان أطمن عليها الدكتور قالي: 


_ لحقناها على أخر لحظة ..إطمن هي كويسة دلوقتي.. بس للأسف .. الجنين اللي في بطنها مات!.


قعدت في الاستراحة اللي جنب الاوضة اللي فيها اختي، زعلان عليها .. جوزها طلقها من شهور لما عرف انها حامل بحجة انه قالها انه مش عايز عيال لانه فقير ومعهوش فلوس يصرف عليهم، من وقتها و بقت لواحدها وملهاش حد غيري ورضا واسماعيل اخواتي.. والست سوزان جارتها .


الساعة كانت ١٠ بالليل .. طلعت موبايلي علشان أتصل بأخواتي لقيتهم قالولي انهم في الطريق.


كانت فرصة كويسة اني اقعد مع نفسي شوية، من بعد موت مراتي وانا رافض اتجوز تاني، كُنت بحب مريم اوي.. رغم العيشة اللي على القد بس كانت مبسوطة وهي معايا.


ذكريات مرت قدام عيني خلتني أبكي غصب عني، قمت وقولت أخرج برة المستشفى أشرب سيجارة وأشم هوا، كان في دكة كدا برة المستشفى اللي كان موقعها في شارع هادي جداً والرجل في المستشفى الوقت ده كانت خفيفة.


 والتاكسي كان قدامي بكام متر، قعدت على الدكة وولعت السيجارة وانا برفع راسي لفوق بصيت على التاكسي ، لقيت حد قاعد ورا على الكنبة وبيهز جسمه ومعاه التاكسي هو كمان بيتهز!!.


شخص مش باين ليه ملامح بس اكيد هو الشاب اللي مات وهو على الكنبة، كنت قاعد بهز في رجلي هزات توتر وانا بتمتم بأيات من القران وشايف قدامي التاكسي بيتهز والشخص قاعد جوة وبدأ يبص عليا.


لما شوفته اتأكدت انه مش الشاب ..اللي شوفته ملامح وشه ضخمة وجسمه نفسه مليان بس بسبب الضلمة انا ماشوفتوش كويس، بس اللي خلاني اتأكد أكتر إن اللي جوة وباصص عليا مش الشاب لما بصيت على شنطة العربية اللي بدأت تتفتح لواحدها والشاب نفسه بيخرج منها وهو مديني ضهره وبيمشي بخطوات ثابتة بعيد عن التاكسي!!.


_أستاذ فاروق .. أخت حضرتك فاقت وعايزه تشوفك.


كان صوت ممرضة جاي من ورايا خلاني أتنفض وانا قاعد، بصيت لها وقولتلها بتوتر وانا بقوم:

_ شكراً ليكي  .. ا ا انا جاي وراكي.


لما دخلت وانا بصيت تاني على التاكسي، لقيت الشنطة لسه مفتوحة بس الشاب مش موجود في الشارع ولا فيه حد قاعد جوة العربية، بس اللي موجود.. الست اللي شاورتلي وكانت حاطة قوفة على دماغها، واللي كانت ببساطة قاعدة على الشبكة اللي فوق التاكسي وبتبصلي وبتقول : 


_ سعدية سرقتها مني .. هي من حقي انا .. وماتحاولش تفتحها لانك مش هتعرف.. رجعوهالي علشان أسيبكم في حالكوا .


مع كل حرف سمعته بيخرج من الست كنت بتوجع وبتألم حرفياً، طول ما هي بتتكلم كنت ماسك راسي بقوة ومش قادر على الوجع اللي اتملك من جسمي كله لدرجة اني وقعت على الأرض من الألم.


معرفش بقى ان كنت غبت عن الوعي ولا غمضت عيني وفتحتها بعد ثواني، لاني لقيت اسماعيل بيقومني من على الارض وبيفوق فيا هو ورضا.


ولما فتحت عيني ولقيتهم.. سمعت رضا بيقولي : 


_ ايه يا فاروق اللي حصلك.. انت كنت واقع على الارض جنب التاكسي.


قولتله بألم وانا ماسك راسي: 


_ نعم!! .. يعني ايه واقع جنب التاكسي .. انا كنت في مدخل المستشفى دلوقتي.. ايه اللي جابني هنا؟.


سكت اسماعيل شوية وشوفت من عينه القلق وقال : 


_ بقولكوا ايه .. تعالوا نتطمن على اختكوا وبعدين يحلها الف حلال.


بالفعل دخلنا نشوفها ولقيناها لسه مفاقتش .. كنا واقفين عند مكتب الممرضات، لما قالولنا كدا قولتلهم بغضب: 


_ يعني ايه مفاقتش .. من دقايق في ممرضة جاتلي وانا قاعد برة وقالتلي انها فاقت وعايزه تشوفني.. بس مكنتش لابسه اليونيفورم الأزرق ده.. كانت لابسه يونيفورم لبني.


ممرضة منهم قالتلي : 


_ حضرتك الموجودين دول هم اللي في شيفت الليل ومافيش واحدة مننا جاتلك.. وبعدين اليونيفورم اللي بتقول عليه ده يا استاذ كنا بالفعل بنلبسه بس من سنتين!.


لقيت اسماعيل بيسحبني من ايدي وبيقولي وهو بيوشوشني :

_ تعالى معايا يا فاروق .. تعالى نقعد برة .


قولت بغضب وخلاص فقدت اعصابي: 


_ اوعى ايدك يا اسماعيل .. انتي بتقولي ايه .. سنتين اللي هو ازاي.. انتوا بتضحكوا علينا ولا ايه .. انا عايز مدير المستشفى .

قالتلي بكل هدوء وبصوت واطي : 


_ اللي شوفتها دي تبقى ام توفيق .. وبالمناسبة هي ميتة من سنة .. ماتستغربش.. اللي خلاني اقولك كدا اني شوفتها من شوية بتمشي قدامي في الممر اللي هناك ده.


كلامها رعبني وزاد من حيرتي ما انا أكيد ماتجننتش، سحبني اسماعيل ومشيت معاه زي العروسة اللعبة، خرجنا برة المستشفى وبدأت بدون أي مقدمات أحكيلهم على كل تفاصيل اليوم الغريب ده من اوله لحد اللي حصل من ثواني.


بص لي رضا وقالي : 


_ غريبة .. انا من صباحية ربنا برضو وانا في متاهات .. انا خايف يا جدعان .. الصبح وانا في المصنع المكنة كانت هتقطعلي صوابعي اكتر من مرة .. ولما دخلت الحمام لقيت صراصير سودة كتير اوي .. خرجت جري علشان انادي بتوع النضافة لما راحوا ملقوش حاجة.. افتكروني بعمل فيهم مقلب بس انا شوفت الصراصير السودة .. كانوا كتير .. ازاي يعني هيختفوا من ثواني بس!.


ولما روحت البيت لقيت بنتي جيالي وهي في ايديها رسمه وبتقولي ايه رأيك يا بابا ..بنتي في الأساس غاوية رسم.. لما بصيت لقيتها راسمه واحدة  ست تخينة ملامحها مش ظاهرة بس كانت ملبساها عبايا سودة وطرحة سودة .


سألت بنتي وقولتلها (مين دي يا رودي ..شوفتيها في الشارع ولا ايه).. لقيتها بتقولي ( لا يا بابا انا بشوفها كل يوم بالليل هناك في الحمام .. ولما بتشوفني بتمسك كف ايدي وبتفضل تحرك صباعها على الخطوط دي وتقولي انا هاجي اخدك لو ابوكي مرجعليش الحاجة بتاعتي ).


الكارثة اني مصدقتهاش وعديت اللي حكتهولي.


و دخلت علشان انام .. كنا في العصرية كدا سمعت صوت من جنبي بيقولي 

( الحق اختك .. الحق اختك)!!.


قمت مفزوع وأتصلت بيها لقيتها بتقولي انها كويسة و نازلة الشارع تجيب طلبات.. وهي بتكلمني سمعتها بتقفل باب الشقة، شوية و لقيتها بتصرخ وسمعت صوت هبد! .


 قاطعت كلام رضا وقولتله : 


_ يعني قبل اللي حصلها .. انت سمعت الصوت قالك الحقها قبل ما هي تقع أصلا؟!.


=ده اللي حصل يا فاروق .. ده اللي حصل .. ولما كلمت اسماعيل وقولتله هو بلغ الست سوزان جارتها وهي اللي ودتها المستشفى.. بس الكارثة مش في كدا أنا لما سمعت منك يا فاروق اتأكدت ان الست اللي بنتي حكتلي عليها تبقى نفس الست اللي ظهرتلك؟.


قولتلهم وانا حاسس ان برج من نفوخي هيضرب: 


_ بقولكوا ايه بقى علشان انا خلاص على أخري .. في دلوقتي حاجة مش مفهومه .. ولازم نعرف ايه اللي بيحصل قبل ما نتجنن .

طول القعدة وانا شايف اسماعيل باصص علينا وهو ساكت، علشان كدا قولتله: 


_ انت ساكت ليه يا اسماعيل ؟.. انت تعرف حاجة مخبيها علينا؟.


رضا قام وقف وهو ماسك موبايله وبيحاول يكلم مراته علشان يطمن عليهم بسبب اللي بنته قالته، ثواني وقال بزهق:

_ اففففف الموبايل زفت مقفول .. بقولك ايه يا اسماعيل انت سمعت اللي حصلنا واكيد دلوقتي متأكد ان بنتي في خطر .. يا تتكلم يا اما همشي .


 اتكلم اسماعيل وقالنا : 


_ تعالوا نتكلم في حتة تانية ..  أنا مصدع.. تعالوا نتمشى في قهوة في اخر الشارع .


قفلت التاكسي ودخلت بلغت الممرضة لو في جديد تتصل بيا وسيبتلها رقمي، مشينا وقعدنا على القهوة.. قاعدين انا ورضا جنب بعض وباصين على اسماعيل اللي كان باصص قدامه بسكوت، قطع صوت صمته لما قالنا: 


_ انتوا مش ملاحظين ان الست دي قالت لفاروق اسم سعدية .. وطبعاً مش محتاج اوضح ان سعدية دي تبقى اُمنا.. بصوا من الأخر كدا .. انا عارف ايه اللي بيحصل لاني كنت شاهد عليه وكنت مع امي وانا صغير لما حصل في العشة اللي جنبنا اااااا .


سكت لما موبايلي رن، فتحت لقيت الممرضة بتقولي وهي بصرخ:

_ الحق يا استاذ فاروق.. أختك مش موجودة!.




الجزء الثاني والأخير





سكت لما موبايلي رن، فتحت لقيت الممرضة بتقولي وهي بصرخ:



_ الحق يا استاذ فاروق.. أختك مش موجودة!.



قمت مفزوع وانا بقول لأخواتي انها الممرضة وجريت وهما ورايا، لما قربنا من المستشفى لقينا تجمع من الممرضات وواحدة فيهم سامعها بتقول :


_ أقسم بالله قامت وقفت ومشيت وهي بتضحك وركبت ومشيت .


مافهمناش غير لما وصلنا .. قولتلهم بفزع:


_ ايه .. في ايه .. ايه اللي حصل لأختي.


كنت داخل الممر عند أوضتها بس لقيت الممرضة اللي كلمتني بتقولي وهي بتترعش :


_ كنا واقفين على المكتب ده لقينا الأجهزة اللي جوة الاوضة اللي فيها اختك بتصفر .. اتخضينا وجرينا كلنا جوة الأوضة وسيبنا واحدة مننا تتصل بالدكتور والمفاجأة اننا ملقنهاش على السرير .. مش موجودة أصلا.. سمعنا الممرضة اللي برة بتنادي عليا .. لما طلعت لقيتها حاطة ايدها على بوئها وبتشاور في الممر .. لما بصيت لقيتها بتمشي ببطء وبتخرج برة المستشفى وهي بتضحك وبتركب التاكسي وبتمشي.


من لهفتي وخوفي على اختي ماخدتش بالي ان التاكسي مش موجود، بصيت برة فعلاً ملقتهوش.. بس اللي لقيته هي الشكمجية الدهبي محطوطة مكانه بالظبط!!.


في الوقت ده ماكنتش عارف أفكر .. مش عارف أعمل ايه ولا ايه المفروض يحصل، بصيت لرضا اللي قال :


_ ده تهريج .. انا مش مصدق الكلام الفارغ ده .. يعني ايه تكون جوة وتدخلوا متلاقوهاش وتلاقوها بتمشي في الممر.. خرجت امتى وازاي وانتوا واقفين وماحدش شافها .. مش في كاميرات .. انا عايز أراجعها دلوقتي حالا.


دخل رضا واسماعيل لأوضة الكاميرات وفضلت قاعد برة لواحدي، مش محتاج اشوف اللي حصل، ما الجواب باين من عنوانه زي ما بيقولوا، الست هي السبب في كل اللي بيحصل ده، كنت بحسبه الشاب بس كنت غلطان.


طب هي ليه بتعمل كدا وعايزه مننا ايه مش عارف، يمكن الجواب لكل الأسئلة دي هلاقيها مع اسماعيل.



كنت بكلم نفسي وانا باصص على الشكمجية اللي لسه مرمية جنب الرصيف واللي خلاني أقوم وأروح أخدها وأحاول أفتحها هي كلام الست لما قالتها ( ماتحاولش تفتحها لانك مش هتعرف ) وده بالظبط اللي حصل وانا بحاول افتح الشكمجية ومش عارف.


يبقى الحل فيها .. أيوة هي الشكمجية الدهبي.. الست عايزاني أرجعهالها.


مسكتها واتصلت بسماعيل علشان استعجله من جوة، كنسل عليا ودقيقة لقيته هو ورضا جايين وعلى ملامحهم شوفت الرعب والخوف، عيونهم كانت مفتوحة على الأخر، بس واجهتهم قبل ما يتكلموا وقولتلهم :


_ الشكمجية الدهبي .. الست عايزاها واهي معايا .. قولي يا اسماعيل الاقيها فين علشان اديهالها ونخلص.


ماحدش رد عليا واللي عملوه انهم بصوا في الارض ومشيوا من جنبي، وخرجوا برة المستشفى لفيت جسمي وجيت علشان أمشي وراهم، سمعت من ورايا ٢ بيتكلموا :


_ ده كلام الممرضة طلع صح .. شوفت بصت للكاميرا ازاي وعيونها كانت سودة ؟.


= اللي شوفناه ده بيأكد ان الست هي السبب ولما اتأخرنا بدات تأذي مروة .. لازم نروحلها فوراً .. انا عارف هنلاقيها فين.


_ انا خايف على بنتي اوي .. ربنا يستر .. ايه ده فاروق اهو .. ماله واقف ومدينا ضهره كدا .


أيوة بالظبط.. كانوا رضا واسماعيل اخواتي !!.


مش هسأل مين اللي شوفتهم من شوية علشان انا عارف الاجابة ومش محتاج احكيلهم، بصيت لإسماعيل وانا ماسك الشكمجية وقولتله :


_ انا عرفت هنخلص من الهم ده ازاي .. الست عايزه دي .


ومديت ايدي علشان اوريهالهم، رضا قالي :


_ عايزه ايه يا فاروق .. انت بتورينا الهوا .. انت ماسك الهوا يا فاروق .


فعلاً انا كنت ماسك الهوا، الشكمجية أختفت بعد ما كنت ماسكها!!.


اسماعيل قالنا وهو بيمسكنا من ايدينا :


_ تعالوا بقى نمشي من هنا علشان الموضوع بوخ .. مروة عند الست .. والست ساكنة في الصعيد .. وانا عارف بيتها .. وهنروحلها دلوقتي .. بس قبل ما ده يحصل .. هنعمل مشوار صغير .. وبعدها نتحرك ..وفي السكة هتعرفوا كل حاجة.


اتحركنا وروحنا لبيتنا القديم، البيت اللي كلنا اتربينا فيه ومن بعد امي وابويا ما ماتوا وهو مقفول، اسماعيل فتح باب البيت ودخل وهو بيقولنا :


_ استنوا .. انا هدخل اجيب حاجة واجي .


وقفنا برة ودقايق وخرج اسماعيل من جوة وماسك شيء كبير متغطي بقماش ابيض عليه تراب، مشينا بعد ما قفلنا باب البيت وروحنا محطة القطر وركبنا وفي الطريق والقطر ماشي بينا بدأ اسماعيل يتكلم ويحكي الحكاية كلها :


( لما كُنت صغير كُنت عايش مع امي في الصعيد وستّكم نعناعة اللي هي ام امي .. انتوا ماوعتوش عليها ولا شوفتها .. ابوكوا كان وقتها بيشتغل فكهاني وكان بيغيب عننا بالأيام .. جنب بيتنا بقى كان في بيت من الخوص .. بالبلدي كدا عشة .. وكان في راجل ومراته عايشين في العشة دي.. كانوا خُرس و في حالهم .. بس المشكلة اننا كل يوم بالليل كُنا نسمع من عندهم صوت حريق .. عارفين صوت النار لما بتمسك في خشب هو ده الصوت اللي كنا بنسمعه .. بس كنا نطلع منلاقيش حريقة ولا حاجة .. بس كنا نلاقي رماد لونه بني عند عتبة البيت بتاعنا! .


٤ أيام على الحال ده .. وامي لما كانت بتشوف الرماد كانت بتستعيذ وبتجبب مقشة وجاروف وتلمه وترميه انا ماكنتش عارف هي بتعمل كدا ليه؟ .. بس في اليوم الخامس بقى لقينا العشة نفسها ماسكة فيها نار من شدتها كانت سودة !!.


على الرغم من شدة وقوة النار الا انها بس ممسكتش غير في العشة .. كان في جنب العشة اوضة من طوب فيها جاموسة .. بعد ما أهل البلد طفوا النار ملقيناش حتى دخان اسود على الاوضة).


واسماعيل بيحكي جيه في بالي الحريقة اللي حصلت في المغسلة واللي من شدة النار مافيش حاجة في المغسلة اتمست.

كمل اسماعيل كلامه وقال:


( وده اللي خلّا أهل البلد يضربوا كف على كف وبدأوا يمصمصوا شفايفهم بأن الراجل والست دول مخاويين وان الجن هو اللي حرقهم .. بس المفاجأة ان مافيش حد في العشة أصلا!.


بعد ما طفوا الحريقة كل واحد راح لبيته .. ملامح العشة كلها اختفت .. وفي يوم كنت بلعب قدام باب البيت بتاعنا بعد الحريقة دي بيومين .. سمعت صوت من جوة العشة بينادي عليا !!.. لما بصيت جوة السواد لقيت عين من قلب الضلمة بتغمض وتفتح .. وايد بتتمد وفيها ملبسة .. كنت عيل صغير وده خلاني اقرب علشان اخد الملبسة .. بس قبل ما اوصل للأيد سمعت امكم من ورايا بتنادي عليا بزعيق وضربتني علشان ما اروحش لهناك تاني .. حكيتلها على اللي شوفته وانا بعيط .. لقيتها راحت لستي نعناعة وحكيتلها .. اللي عملته ستي انها مسكت البندقية وراحت للعشة .. كانت بتحسب ان في حد جوة عايز يخطفني .. كانت شخصية قوية وبمية راجل .. شرطت على امي انها تفضل في البيت .. وخرجت برة وانا وامي جوة ومش عارفين ايه اللي بيحصل برة .. 



لاننا بدأنا نسمع صوت عيار ناري وصوت صرخة من ستي .. امي جريت برة البيت وانا وراها ولما بصينا لقينا الناس بيتجمعوا وبيبصوا على مصدر الطلقة والصرخة واللي كانوا جايين من جوة العشة .. الاضاءة ماكنتش زي الايام دي في البلد .. كام راجل من اهل البلد مسكوا كلوبات ودخلوا العشة ودقايق وخرجوا وهنا بيقولوا ( مافيش حد جوة العشة .. العشة فاضية)!!.



كانت صدمة لأمي اللي فضلت تلطم وتنادي على ستكم وفضلنا ندور عليها أكتر من يومين كاملين .. وفي الأخر لقيناها .. عارفين لقيناها فين .. عند ترعة موجودة في أخر البلد .. صاحب الارض في اليوم ده راح ارضه علشان يشتغل فيها ولما وصل على الفجر كدا سمع صوت حد بيتنفس بس صوته عالي وكان بيئن كأنه بيتوجع.. لما راح لقى ستي نعناعة جوة الترعة واقفة ومش باين منها غير دماغها وباقي جسمها تحت الماية وكان بيقولنا انها كانت بتترعش .. حاول يطلعها ومد ايده تحت الماية .. بيقول ان في حاجة من تحت الماية شدت ايده لدرجة انه كان هيقع بس مسك نفسه على اخر لحظة .. وجيه علشان يقوم خبط في حد وراه .. فضل الراجل ده يقسم ان اللي خبط فيه ده هو الراجل اللي كان عايش جوة العشة !!.


كان واقف هدومه كلها مبلولة وجسمه مليان .. الراجل جري من الخوف وجيه قالنا وبالفعل روحنا ولقينا ستي وخرجوها من الترعة ولما خرجت كانت بتبص علينا بإستغراب كانها مش عارفانا وانا لما بصيت عليها لقيتها بتبصلي وبتغمض وتفتح .. ماكنتش ستي .. كانت نفس العيون اللي شوفتها جوة العشة .. لما روحنا وامي حميتها ولبستها وستي ساكتة مش بتتكلم .. كنت انا شايفها شيطانة وبدل ما كنت متعلق بيها وبحبها . بدأت أخاف منها وأكرهها .. لانها من اليوم ده بقت واحدة تانية .. كنت انام وبالليل وفي نفس ميعاد صوت الحريق اللي كنا بنسمعه كنت بسمع صوت همهمات وضحكة بصوت خافت بس مسموع .. كنت اقوم الاقي ستي قاعدة على الارض جنب السرير اللي بنام عليه وماسكة صندوق خشب ورفعاه عند بوئها وكانها بتوشوشه .. كنت اروح لامي جري وانا خايف واحكيلها تروح تلاقي ستي نايمة وكانت بتضربني لانها كانت فاكره اني بكدب .


لحد ما امي نفسها شافت ستي وصدقتني .. في يوم امي صحيت بالليل علشان تشرب .. لقت ستي قاعدة في الحمام وقدامها الصندوق وجنب منها اكتر من ١٥ حيوان ما بين القطط والكلاب وفران والحمام !!!.


وكلهم بدون استثناء مدبوحين ودمهم مخلوط ببعض فوق الصندوق!.


لما امي صرخت .. ستي بصتلها .. كانت عيونها كلها سودة !.. في الوقت ده وبالصدفة لقينا ابويا بيدخل من باب البيت وشاف المنظر واللي عمله انه خد امي وخدني وبعدنا برة البيت خالص .. ودانا عند بيت جدكوا وراح علشان يشوف ستي .. طبعاً حكى لجدي واعمامي واجمعوا انهم هيروحوا كلهم مع ابويا .. ولما راحوا وجم .. ماحدش فيهم نطق بحرف واحد وكانوا راجعين زي التايهين بالظبط!.


وبعد كام ساعة لما امي سألت ابويا على اللي شافوه .. قالها بعد معاناة :


_ البيت كله مكنش زي ما سيبناه لما خرجنا .. البيت كان كله رمل اسود على الارضية والسقف والحيطان والكراسي وعلى السراير وفي كل شبر .. وكأني دخل بيت تاني .. بدأت أسمع من عند الحمام اصوات كلاب وقطط وفيران وغير ده كله .. سمعت صوت حماتي .. روحت قدام الحمام وبصيت جوة ملقتش حد موجود.. بس لقيت الصندوق موجود وسط بركة دم !.


قربت علشان أشيله بس بمجرد ما مسكته حسيت بكهربا في ايدي .. عارفه يعني ايه كهربا من صندوق خشب! .. ناديت على اخواتي علشان نشيله بس كل اللي يلمسه ولو حتى بعصايا كان يتكهرب .. في الاخر لما زهقنا .. قفلت باب الحمام بالقفل وقولت لاخواتي يلا علشان نخرج .. لسه هنخرج من البيت لقينا صوت خبطة قوية .. باب الحمام منطور بعيد والحمام من جوة مافيهوش حد يعمل العملة دي .. ولا الصندوق حتى موجود!! .



وبدأنا كلنا نمسك ودانا من الوجع لما ظهرت حماتي من اوضة من الاوض وهي بتقولنا :

_ امشوا من هنا .. ماحدش يخطي من هنا مرة تانية .. ده بيتي وده حقي .


كلامها كان تقيل اوي على ودانا .. بس ماكنتش حماتي اللي اعرفها .. انا شوفت شيطانة ماسكة الصندوق الخشب وجنبها ضل اسود ضخم .. وقطط وكلاب وطيور ظهروا كلهم من جوة الحمام وبداوا كلهم يقربوا علينا ببطء واحنا وقعنا على الارض .. بس قومنا بالعافية وجرينا وقفلت انا باب البيت .. من النهاردة ماتقربوش هناك تاني .



ابويا عمره ما كدب في حاجة .. ومن وقتها مانعرفش حاجة عن ستي .. لكن في يوم امي كانت حامل فيك يا فاروق .. قررت انها تدخل البيت علشان ستي كانت وحشاها جدا.. امي غابت ليلة بحالها ولحسن الحظ ان ابويا كان في الشغل واعمامي كمان .. وجدي كان تعبان وفضل في السرير وماحدش فيهم عرف انها خرجت من الساعة ١٠ الصبح ورجعت تاني يوم تقريباً في نفس الميعاد .. بس لما رجعت كانت ماسكة في ايديها ده ).


لما اسماعيل قال اخر كلمة وخبط على الشيء اللي كان حاطه على رجله ولافه بقماش ابيض وقتها سألته وقولتله :

_ قصدك انها كانت ماسكه الشكمجية !! .


لقيته بيهز راسه بمعنى ايوة، وشال القماش عن الشكمجية الدهبي .. لما شوفتها كنت هتجنن، قولت لنفسي الشكمجية دي ملعونه، مرة الاقيها في شنطة التاكسي ومرة الاقيها في الشارع وفي الاخر هي في بيت العيلة طب ازاي؟.


كمل اسماعيل الحكاية وقال :


( امكم عملت زي ما ستكم عملت .. راحت ورجعت واحدة تانية .. وكان على لسانها "الشكمجية كانت هي اللي جوة الصندوق الخشب .. الشكمجية جواها شياطين متسلسلة .. وبتدور حواليها هالة بتخلي اللي بيقرب منها يشوف الجن بيتشكله على هيية بني ادمين ميتين ".


كنت حاسس انها بتقلد حد او ان ستي نعناعة ظهرتلها وهي اللي قالت لامي الكلام ده !.


وبعد ما فاروق اتولد تجارة ابوكم كبرت وقرر اننا هنعيش في مصر علشان شغله .. واشترينا بيت كبير وعيشنا فيه ومع مرور السنين جيت انت يا رضا ووراك مروة وانا شبه نسيت الايام السودة اللي عيشتها وامي رجعت طبيعية .. لحد ما ابويا مات وهي وراه .. وقبل ما تموت قالتلي "بوصيك يا اسماعيل .. بعد ما اموت امشوا من البيت متقعدوش فيه لانها راجعه تاني .. مش عايزاكوا تتأذوا .. انا سايبلكم فلوس تجيبوا شقة وتقعدوا مع بعض وخلي بالك على اخواتك.. ولو ظهرت ولو بعد سنين .. هتلاقي الشكمجية الدهبي تحت البلاط اللي تحت سريري .. خدوه واديهالها .. وملكوش دعوة بأي حاجة هتشوفوها هناك.


ودي الحكاية كلها .. خبيتها عليكم علشان ماحدش يخاف.. بس مكنش ينفع اخبي اكتر من كدا بعد اللي بيحصل فينا ده.. وعلفكرا .. الست ام جلابية سودة هي ستكم نعناعة!! .. بس ايه اللي حصل لستي لما دخلت العشة بالبندقية وازاي راحت الترعة وايه اللي حصل لامي لما راحت البيت وهي حامل .. انا ماعرفش .. بس الأكيد انهم شافوه شياطين) .


خلص اسماعيل كلامه واللي من خلاله فهمت سبب اللعنة اللي لو اتأخرنا كام يوم كنا هنشوف الويل، حمدت ربنا ان الأحداث دي كلها حصلت في يوم واحد، واحنا قاعدين في القطر بصيت على الزرع اللي جنبي والازاز كان مقفول وفجأة شوفت ستي على الازاز!! .


افتكرت كلام امي لما قال لاسماعيل ( الشكمجية بتدور حواليها هالة ) علشان كدا سكت لحد ما وصلنا البلد وروحنا للبيت اللي دارت فيه بداية اللعنة، اللي عمله اسماعيل انه رمى الشكمجية وخرج برة وقفل الباب، عمي جلال شافنا وروحنا عنده البيت وحكيناله على كل اللي حصلنا وبعد ما خلصنا كلام قالنا :


_ كانت غلطة عمرنا لما سمحنا براجل غريب ومراته انهم يعيشوا في البلد عندنا .. كانوا دجالين هما الاتنين واللي عرفناه متأخر انهم مكنوش مصريين .. كانوا من دولة عربية مشهورة بالسحر والاعمال .. وطول الوقت كنا فاكرينهم خُرس علشان ماكنوش بيتكلموا مع حد .. كانوا بينفذوا طقوسهم في العشة .. ولما خلصوا سابوا الصندوق اللي شوفت بعيني لما كنت مع ابوكم الله يرحمه لما دخلنا البيت ستكم نعناعة وهي بتكلمنا وبتقولنا ماحدش ييجي هنا .. كنا بنموت لان صوتها كان جاي من جوة دماغنا وكان صوتها عالي جداً.. بس لما ابوكم مشي مبقاش يحصل اي حاجة.. لحد من يومين لما بدأنا نسمع صوت نعناعة جاي من جوة البيت ومن وقتها وكلنا مش عارفين ننام .. وكنت متوقع انكوا تيجوا .. علشان كدا متتخضوش لما اقولكم اني بلغت اهل البلد لما يشوفوكوا يجروا على البيت ويولعوا فيه.. وبالذات محمد ابني .


رضا واسماعيل قاموا وقفوا وهما متعصبين بس انا كنت شايفها فكرة كويسة، خرجنا الشارع ولقينا النار ماسكة في البيت، نار من شدتها كانت سودة.


بدأنا نسمع صوت صرخات من قلب البيت.


ومن وقتها والحمدلله الحياة رجعت هادية، ولما رجعنا لقينا مروة في المستشفى، والتاكسي مكانه، ولحد دلوقتي ماحدش من الممرضات عرفوا ده حصل ازاي.


كان نفسي اقول ان دي النهاية، بس للأسف كل اللي حكيته كان مجرد بداية، لاننا بعد سنين كتير وكنا بنحضر فرح ابن عمي جلال في البلد، فجأة الصويت أشتغل بدل الزغاريط، ولما روحنا علشان نشوف فيه ايه، لقيت مرات عمي بتقول وهي بتصرخ:


_ محمد ابني كان بيلبس البدلة وروحت علشان اجيبله الجزمة ملقتهوش ومش موجود في البيت كله!!.


كل اهل البلد بلّموا واتصدموا بما فيهم انا واخواتي، ده لاننا ببساطة لقينا محمد هناك.. جسمه كله في الترعة الا دماغه !!.


ولحد دلوقتي محمد بقى شخص تاني خالص.


تمت.



تعليقات