📁 آخر الأخبار

حكاية ابتسام للكاتب محمد شعبان العارف

 حكاية ابتسام للكاتب محمد شعبان العارف


في البداية وقبل ما احكي حكايتي، خلوني اقولكوا إن ربنا عزوجل كبير اوي ومابيرضاش بالظلم، والجملة دي، هي جملة مهمة اوي، خليكوا فاكرينها للأخر.. طب انا مين؟!


حكاية ابتسام للكاتب محمد شعبان العارف




اسمي إبتسام، عيشت واتربيت وسط عيلة بسيطة في منطقة شعبية، ابويا كان راجل غلبان وامي كانت ست بيت، اما بالنسبة للأخوات، فانا ماكنش ليا الا اخت واحدة بس، اكبر مني بخمس سنين، وعشان كده ولأنها الأكبر، وقت ما كان عندي ١٦ سنة، اتقدملها عريس من الصعيد، وقتها ابويا لما شافه وقعد معاه وشاف انه راجل وابن ناس، وافق عليه.. وافق عليه رغم انه هياخد اختي وهيعيشوا في المحافظة اللي هو منها، وده مع العلم اننا من محافظة القاهرة، بس اهو.. طالما راجل ومحترم وهيحافظ عليها، يبقى على خيرة الله، وهو ده فعلًا اللي حصل منه؛ جوز اختي كان إنسان محترم وعيشها في هنا وسعادة وعز، اما انا بقى، ف لما سني بقى ١٩، اتقدملي شاب جارنا غلبان، كان من نفس المنطقة اللي احنا منها وهيعيشني في بيت اهله، وعلى الرغم من ان حالته المادية كانت مش كويسة بالدرجة اللي تخليني عايشة مرتاحة، وكمان كان هيعيشني في دور أرضي في بيت اهله، إلا إن ابويا وافق عليه لأنه راجل ومحترم وهيحافظ عليا، وبالفعل اتجوزنا، واللي قال عليه ابويا حصل، محمد جوزي كان مثال للجدعنة والطيبة، وعشان كده ومن بعد جوازنا، حبيته لأني شوفت فيه ابويا، ابويا اللي بعد ما اتجوزت بسنة وكام شهر، مات، ومن وراه ماتت امي.. ومن بعد موتهم، ومن قبله سفر اختي مع جوزها للصعيد، بقيت وحدانية، او بطريقة تانية وبشكل واضح، بقيت وحدانية قصاد اهل جوزي، وعشان تعرفوا معنى جُملة (بقيت وحدانية قصاد أهل جوزي) هشرحلكوا حياتي معاهم كانت عاملة ازاي.



انا كنت ساكنة في الدور الأرضي لبيت عيلة جوزي زي ما قولت، وفي الدور اللي فوقي على طول، كانت عايشة حماتي لوحدها لأن جوزها او حمايا يعني، متوفي، اما في الدور اللي فوقيها، فكان عايش طه، وده الأبن الوسطاني في العيلة واللي يبقى اكبر من جوزي، وبالنسبة للدور الأخير، فكان عايش فيه محمود، الأبن الأكبر... ده بالنسبة لشكل وطبع الحياة السكنية لأهل جوزي، وبالنسبة بقى للحياة والمعاملات، فانا على الرغم من إني كنت احلى من سلايفي، او من مراتات اخوات جوزي يعني، إلا إني كنت من الأخر كده خدامة بالنسبة لهم، وحتى بعد ما خلفت ابني أنس، برضه معاملتهم ليا ماتغيرتش، ده بالعكس بقى، من بعد موت ابويا، حماتي كانت بتعاملني اسوء معاملة، يعني مثلًا كنت انا اللي بوضبلها شقتها هي وشقة ابنها طه اللي فوقها على طول، وحتى الغسيل بتاعهم، تملي كانت بتنزل ترمهولي وتقولي بالنص كده.. اغسلي يااختي واعملي بلقمتك، مش كفاية اننا مقعدينك وقاوينك في بيتنا وانتي مالكيش أهل!




بس لما كانت بتقولي كده، اه كنت بعملها اللي هي عايزاه، لكن كنت بعمله وانا بعيط ونِفسي مكسورة، اه، ما انا ماكنش ينفع اشتكي لجوزي ولا اقوله على اللي بيحصل او اقوله مشينا من البيت لأنه كان غلبان وعلى قد حاله.. ما هو محمد جوزي كان بيشتغل في محل بقالة، ويادوب، اللي رايح على قد اللي جاي، يعني مرتبه كان يادوب بيكفينا وماكنش ينفع اننا ناخد شقة برة، وعشان كده كنت بسكت وبشيل جوايا وبسمع الكلام وكنت راضية بعيشتي، وفضلت عايشة وراضية بالهم، لحد ما جه اليوم اللي قَلب الدنيا فوق دماغي.



يومها محمد جوزي رجع من شغله بالليل وهو فرحان، كان قابض جمعية صغيرة كده كان داخلها، وبسبب فلوسها كان فرحان اوي.. ولما قعدت معاه وقولتله هنعمل ايه بفلوس الجمعية، قالي انه هياخدنا وهنسافر بيها لأي مكان فيه بحر عشان نصيف.. وقتها بقى واول ما قالي كده، كنت هطير من الفرحة، ما انا كنت غلبانة وعايشة في شقة صغيرة في الأرضي، يعني مابيدخلهاش شمس ولا حتى فيها بلكونة اتهوى فيها انا وابني، بس الحقيقة ان فرحتي دي مادامتش بسبب حماتي.



ده تاني يوم الصبح ووقت ما كانت بتفطر عندي هي وطه ابنها ومراته وولاده، وعلى فكرة، دي كانت حاجة معتادة يعني، هم كانوا متعودين اني اعملهم الفطار وانهم يفطروا عندي انا وجوزي كل يوم، لكن في اليوم ده، ووقت ما كنت في المطبخ، سمعت محمد جوزي وهو بيتكلم مع امه وبيقولها على الجمعية، ولما سألته هتعمل ايه بفلوسها، وقالها انه ناوي ياخدنا نصيف، انفجرت فيه.. فضلت تزعقله وتقوله ان البيت أولى بالفلوس، وان مراته (او انا يعني) مش وش مصايف ولا نيلة، ده البيت وهي نفسها، أولى بالفلوس دي من المصيف!.. في الوقت ده ولما كنت بسمعها وانا واقفة في المطبخ، سمعت صوت ابنها طه وهو بيدافع عني وبيقول ان انا استحق اروح المصيف، وقال بالحرف كده.. اللي زي مرات محمد دي تستاهل المصيف والبحر، مش زي ناس!



وقتها مراته طبعًا ماسكتتش وكانوا هيتخانقوا سوا، بس امه بقى سكتتهم وقالت لجوزي انه لو طلع المصيف بالفلوس دي، لا هو ابنها ولا عاوزة تعرفه.



اتضايق محمد من كلامه امه، وبسبب مضايقته، قام من على الفطار ودخل المطبخ سلم عليا وبعد كده خد بعضه وراح شغله، ومن بعد ما خرج، ندهت عليا حماتي كعادتها وقالتلي اطلعي روقيلي الشقة، وطبعًا وكالعادة برضه، قالتلي انها هتقعد مع ابني هي ومرات طه وعيالها لحد ما اخلص ترويق.. واللي قالته انا نفذته، خدت بعضي وطلعت شقتها وابتديت اروق، كنت بوضبلها الشقة وبمسحها وانا الدموع مالية عيني بسبب كلامها مع جوزي، بس فجأة، ووقت ما كنت بمسح، سمعت صوت خبط على الباب!



روحت جري للحمام وغسلت وشي وفتحت، وبمجرد ما فتحت الباب  استغربت، اللي بيخبط هو طه، اخو جوزي!


-جرى ايه ياقمر البيت، ساعة عشان تفتحي؟!


لما قالي كده وهو بيميل عليا، واربت الباب وارتبكت..


-جرى ايه ياطه.. عاوز ايه؟!


رد عليا وهو بيقرب مني وبيرمي جسمه على الباب، وفي نفس الوقت، كان بيبصلي بنظرات قذرة ومليانة شهوة..


-وانا هعوز منك ايه يعني غير كل خير، انا بس كنت جاي اقولك إن انا هعرف اقنع امي انها توافق على حوار المصيف بتاعكوا.. بس، بس انتي بس تفتحي مخك معايا شوية.


زقيته بإيدي اللي كانت مبلولة ورديت عليه بطريقة ناشفة..


-ابعد عني وانت بتتكلم ياطه، ولو على تفتيح المخ يااخويا، فانا اللي هفتحلك مخك بجد بقى لو هوبت ناحيتي.


في اللحظة دي واول ما قولتله كده، رجع كام خطوة لورا وابتدا يعلي صوته..


-جرى ايه ياابتسام، ما عيب اللي انتي بتطلبيه ده، وبعدين انتي بتتقصعي كده ليه وانتي بتكلميني.


برقتله وانا مذهولة من اللي بيعمله، ومع تبريقتي وذهولي، اتفاجأت بحماتي ومرات طه وهم طالعين من عندي، وبمجرد ما طلعوا، بص لهم طه وقال لامه..


-بقى ينفع كده يااما.. يرضيكي وانا طالع شقتي عشان اغير وانزل شغلي، فجأة الاقي الهانم دي واول ما تسمع رجلي تقوم فاتحة الباب وتبصلي من فوق لتحت، لا وقال ايه، تتكلم معايا وهي بتترقص وتقولي.. تعالى ياطه شوفلي لمبة الحمام اصلها بترعش!.. ولما اقولها عيب كده ياام أنس، ماينفعش ادخل وامي مش جوة، تقوم شداني من جلابيتي وتقولي ما فيها ايه يعني، هو في أحسن من اننا نبقى لوحدنا!.. تخيلي يااما.. دي حتى أيديها المبلولة لسه معلمة على جلابيتي!


بعد ما طه قال كده، وقبل ما احسبن عليه او حتى افتح بوقي، كانت مراته وحماتي داخلين عليا الشقة ومبهدلنني، حرفيًا دغدغوني من كتر الضرب، بس وقتها ووسط ما كنت خلاص هموت في إيديهم، اتدخل محمود اخو جوزي الكبير وحاشني منهم، وبعد ما جرني ونزلني شقتي، خدت ابني في حضني وفضلت اعيط، واستمر عياطي وهمي وحزني على نفسي لحد ما جوزي جه، ولما محمد دخل الشقة وحكيتله اللي حصل، خد بعضه وطلع جري على شقة امه، وبعد ما خبط عليها ودخل، سمعتهم وهم بيتكلموا لأن صوتهم كان عالي، والحوار اللي دار ما بينهم كان كالأتي..


-هو ايه اللي حصل مع ابتسام ده يااما؟!


-ولا حاجة، مَرة مش متربية وكانت عاوزة توسخ شرفك واحنا كنا بنربيها.


-مين دي اللي مش متربية وعاوزة توسخ شرفي، انتي بتضحكي عليا وعلى نفسك، جرى يااما، هو انتي مش عارفة الفرق بين اخلاق مراتي اللي بتخدمك بعينيها، وبين اخلاق ابنك طه اللي كل ما يشوف واحدة ست، يجيبها من فوقها لتحتها!


-يانهارك اسود، هي عرفت تقويك على اخوك وعلى امك، طب وديني لا انا..

لما قالت كده، قاطعها محمد قبل ما تكمل..


-بس بس بس.. مش مستاهلة، كده خلصت، وأظن كفاية اوي لحد كده، خلاص، انا مابقتش قادر استحمل، انا من اول الشهر اللي هيهل ده، هاخد بعضي وهشوف اي مكان اعيش فيه انا ومراتي، حتى لو أوضة إيجار، واعملي حسابك ياأمي، انتي فوق راسي، إنما من النهاردة ولحد ما نمشي، مراتي مش هتخدم حد.. سلام.



وبعد ما محمد قال لحماتي الكلمتين دول، خد بعضه ونزل وحكالي على كل اللي قاله، بس انا وقتها حزني زاد واتكلمت معاه وقولتله ازاي، احنا اصلًا عايشين على القد، ولو على فلوس الجمعية، فدي قليلة اوي، دي حتى ماتنفعش انها تدفع كتأمين لشقة صغيرة إيجار جديد.. لكنه ساعتها اتعصب وقالي لأ، انا كده كده هتصرف، حتى لو هستلف، ومن هنا ورايح مافيش خروج من باب الشقة، واللي يفكر بس انه يخبط عليكي وانا في شغلي، اتصلي بيا وانا هاجي اقفله.


وحصل، تاني يوم محمد راح شغله من سكات وانا وضبت شقتي وفضلت قاعدة مع ابني لحد ما رجع بالليل، إنما ليلتها بقى، وبعد ما رجع واتعشى، قالي انه طالع لشقة حماتي عشان اتصلت بيه وقالتله انها عاوزاه ضروري، والمصيبة بقى انه لما طلعلها، ماعملتش زي ما انا كنت فاكرة.. انا كان في بالي إنها مثلًا هتقوله خلاص، اخوك طه غلطان، او مثلًا هتقوله راجع نفسك وخليك قاعد في بيت ابوك.. لا، ده اللي حماتي قالته لجوزي كان العكس، حماتي قالتله انها خلاص مابقتش طايقاه ولا بقت طايقة وجودي في البيت، ومن الأخر كده، عاوزاه يمشي من بكرة، مش من اول الشهر اللي جاي زي ما كان قايل!


ليلتها نزل جوزي من عندها وهو حزين ومكسور، كان ساكت وماكنش عارف يتكلم ولا يقولي ايه، ده غير انه كمان بسبب كلامها، فضل سهران طول الليل وماعرفش ينام، ولما النهار طلع وراح شغله، انا ماسكتتش، اه ما انا حسبتها بالعقل، اصلنا هنروح فين وهنلحق نلاقي شقة امتى.. ده احنا كده هنترمي في الشارع!


وعشان كده وبسبب كلام حماتي اللي فكرت فيه كويس، ولقيت ان صعب اوي اننا ننفذه.. دخلت المطبخ وعملت كوبايتين شاي وحضرت فطار كويس وحطيته على صينية، وبعد ما جهزت كل حاجة، طلعت وخبطت على حماتي عشان اصالحها.. لكن خبطة، في التانية، في التالتة، ومع الخبطة الرابعة، لقيت مرات طه نزلت من فوق، مرات طه اللي اول ما شافتني وانا بخبط، بصت لي من فوق لتحت وقالتلي بقرف..


-مش جوة، ام محمود مش جوة، نزلت السوق، وبعدين جرى ايه ياست ابتسام، جاية تتلزقيلها عشان خلاص هتطردكوا؟!.. ايه؟!.. جاية تستعطفيها وتقوليلها ونبي ما تمشيني!


لما قالتلي كده، بصيتلها بنفس نظراتها وقولتلها بخنقة وضيق..


-وانتي مالك انتي، ما تسيبيني في حالي بقى وخليكي في نفسك.. بطلي تركزي معايا وركزي في بيتك وفي جوزك وعيالك.


بعد ما قولتلها كده، نزلت كام سلمة وقربت مني، ومع قربها، بصت لي بغيظ وقالتلي..


-عارفة ياابتسام، انا متأكدة مليون ال ١٠٠ انك معاملتيش اللي طه قال عليه ده، اه ماتستغربيش، انا عارفه انه بيتبلي عليكي وانه هو اللي حاول معاكي وانتي صدتيه، لكن عارفة بقى انا ضربتك ليه؟.. مش عشان صدقته، لأ، عشان بكرهك، ومش بس بكرهك، انا بتمنى موتك مع كل لحظة طه بيبصلك فيها، ايوه انا بغير منك وبتمنى موتك بسبب ان جوزي شايفك احلى مني، وفي كل مرة بنبقى قاعدين فيها والاحظ ان عينه مابتتشالش من عليكي، ببقى عاوزة اقوم وامسك في زمارة رقبتك لحد ما روحك تطلع في إيدي، لكن اللي بيمنعني عنك وبيهدي النار اللي جوايا، انك عايشة وسطنا خدامة، مرمطونة بتغسل وتمسح وتنضف.


كنت بسمعها وانا مذهولة، وبسبب كلامها وخضتي منه، مادريتش بنفسي الا وانا بزعق فيها..

-انتي ايه ياشيخة، شيطانة، روحي ربنا ياخدك و يريحني منك انتي وجو..


وقبل ما اكمل كلامي، فجأة زقتني في صدري ووقعت من على السلم، ومع وقعتي، الدنيا ضلمت وغيبت عن الوعي، مادريتش بالدنيا وفضلت غايبة عنها لمدة شهرين تقريبًا.. ايوه، ما انا لما فوقت، عرفت ان جالي ارتجاج قوي واتسببلي في غيبوبة دامت لمدة شهرين، بس لما فوقت منها ولقيت جوزي جنبي وسألته عن احوال ابني وعن احواله، عينيه دمعت وباس راسي وحكالي اللي حصل.


-حمد لله على سلامتك الأول، ده المهم، ولو على أنس فماتخافيش، اختك لما كلمتها وقولتلها اللي حصلك، خدت بعضها هي وجوزها وبنتها، وجم أجروا شقة في القاهرة عشان تفضل جنبك، وفي نفس الوقت عشان تاخد بالها من أنس، اما انا، فلما يومها كلموني وانا في الشغل وقالوا لي انك اتزحلقتي ووقعتي من على السلم، ماصدقتش، كنت عارف ان الموضوع وراه إنٌ وكنت مستنيكي تفوقي عشان اعرفها، لكن هقول ايه، ربنا كبير.. انتي بعد اللي حصلك بأسبوع، مرات اخويا طه كانت قاعدة بتعمل حاجة في أرضية المطبخ، وفي نفس الوقت كان في حلة كبيرة جواها ماية بتغلي محطوطة على البوتجاز، ومن حظها ونيتها السو، لما جت تقوم، اتزحلقت وسندت على الحلة اللي وقعت عليها، وطبعًا الحلة بسبب الماية اللي جواها، اول ما وقعت سلختها واتنقلت عالمستشفى، وهناك، حالتها كانت تصعب عالكافر وجسمها كله كان مليان شاش، بس الغريب بقى ان في وقت تعبها وفي عز ما كانت بتصرخ، حكتلي على اللي عملته فيكي وقالت انها هي اللي زقتك، والغريب الاكتر انها في نفس اليوم ده، اتوفت، ايوه اتوفت والوضع دلوقتي في البيت بقى كئيب.. ما هو اخويا محمود خد مراته وعزلوا من البيت بسبب انهم بيقولوا يعني، انهم بقوا بيشوفوا عفريتة مرات طه، وبالنسبة لامي؛ فبقت هادية وساكتة، اما طه فلسه زي ما هو، مافرقش معاه موت مراته ومقضيها بالطول والعرض.


بعد ما سمعت الكلام ده من جوزي، رديت عليه بالعافية وانا بحاول استوعب كل اللي حصل..


-ياااه.. بقى كل ده حصل وانا غايبة عن الدنيا؟!


-ايوه ياابتسام، ما انتي بقالك يجي شهرين، بس يمكن اللي حصل ده بسبب ان ربنا بيجيبلك حقك وانتي بين ايديه، بس تعرفي، انا خلاص، صدقيني، رغم كل اللي حصل ده الا إني برضه مش هقعد في البيت، انتي بس ربنا يشفيكي وتخرجي بالسلامة، واوعدك.. اوعدك ان من بعدها على طول هنمشي من البيت.



واللي قاله محمد حصل، انا بعد ما خرجت وقعدت شوية في الشقة اللي اختي كانت مأجراها في القاهرة، فجأة حماها تعب، وقبل ما محمد يشوفلنا شقة إيجار او حتى ننقل عفشنا من بيت أهله، كانت اختى سابتلنا الشقة بتاعتها بالعفش البسيط اللي فيها، ورجعت البلد، ولما محمد جوزي حاول يرفض، وقالتله انها اقل حاجة ممكن تعملها مع اختها الصغيرة وجوزها، طب والحال ايه دلوقتي؟!.. انا دلوقتي عايشة في الشقة اللي اختي سابتهالي انا ومحمد جوزي وأنس ابني وبنتي اللي خلفتها بعد اللي حصل بشهور، وبالنسبة لام محمود (حماتي يعني)، فدي بعد اللي حصلي بفترة بسيطة تعبت واتوفت، ومن بعد وفاتها، البيت اتباع واتقسم تمنه على التلاتة الاخوات.. محمد جوزي، وطه اخوه اللي اتجوز بعد ما مراته ماتت باقل من سنة، ومحمود اخوهم الكبير اللي كده كده كان مشي من البيت... واهي، الحياة ماشية والحمد لله ظروفنا بقت أحسن، لكن انا بقى ورغم كل اللي مريت بيه، لسه مؤمنة وبدعي لمرات طه ولحماتي بالرحمة، ايوه بدعيلهم ومسامحاهم، ولو ليا أي حق عندهم فانا مسامحة فيه، ما هو كفاية اوي اللي حصلهم في الدنيا، وكفاية كمان ان حقي رجع وانا لسه عايشة، ده غير إن ربنا عزوجل عوضني انا وجوزي بعيشة احسن من اللي كنا عايشينها، ما هو زي ما قولت في الأول.. ربنا عزوجل كبير وكريم وممابيرضاش بالظلم أبدًا حتى لو وقته طال...



"دي كانت واحدة من تجارب المتابعين.. حقك عزيزي القارئ تصدقها او تكدبها.. وانتظروا بعد بكرة بداية قصة قوية بعنوان تروما الموت"


تمت






تعليقات