قصة علاقة قاتلة بقلم أحمد محمود شرقاوي
أول ما شوفت خالتي في الحالة دي حسيت ان قلبي بينفطر مكانه, كانت منهارة وفي قمة الحزن, محدش قادر يهديها أو هي بالأخص مكانتش بتسمع لحد, لحد ما عنيها وقعت عليا, وقتها بس اتكلمت, اتكلمت وقالت
"جوزي مات يا عمرو"
وبكيت, بكيت عشان أغلى انسانة في حياتي, بوست على ايديها وراسها وسط الناس وفضلت جمبها, الغريب واللي اتعجب له كل الناس انها استكانت بين ايديا انا وبس, الست اللي جوزها هيتشال ويطلع على التابوت بعد دقايق لانت وابتسمت لما شافتني, وعدى اليوم ما بين دفنة وعزاء ومواساة, وكنت حاضر رغم اني جاي من السفر مش شايف قدامي, بس مكنش ينفع اسبها لوحدها دقيقة واحدة, وعلى بالليل اتأكدت انها نامت بعد سهر طويل وطلعت البلكونة أشرب القهوة بتاعتي قبل ما انام, وكل تفكيري متركز على المسكينة اللي جوة دي..
لسة فاكر اليوم اياه, لما ابويا وامي عملوا حادثة وماتوا, ولسة فاكر لما مسحت دموع الطفل الصغير وقالتلي
"متعيطش يا واد امك لسة عايشة"
ولما بصتلها بتعجب كملت وقالت
"انا امك ومش هسيبك أبدا"
ومن يومها وانا عايش معاها هي وجوزها, ومن يومها وانا بتعامل في بيتهم كأني ابنهم واكتر, خالتي اللي كانت بتحميني وتأكلني وتسهر تحكيلي الحواديت, خالتي اللي ياما سهرت جمبي لما جالي سرطان لمدة سنتين لحد ما اتعافيت, خالتي اللي وقفت لجوزها كذا مرة لما قرر يضربني لما كنت بغلط وأقسمت ان محدش هيلمسني طول ما هي عايشة, خالتي اللي طلعتني متعلم, مثقف, والناس كلها بيحكوا بتربيتي وأخلاقي..
لسة فاكر اليوم اللي بلغتها فيه اني هسافر عشان اشتغل وكفاية عليها شيل الهم بتاعي لحد كدا, يومها بكت وزعلت مني زعلة كبيرة, ومعرفتش أصالحها غير بعد اسبوع كامل, ويوم السفر فضلت تبكي لحد ما ركبت الطيارة, معتقدش لو كانت أمي عايشة هتبقا بالحنية دي كلها عليا, ولا بنص الحنية دي كمان, عشان كدا أول ما عرفت ان جوز خالتي في العناية المركزة نزلت فورا, وعلى ما وصلت كان اتوفى للأسف, بس الحمد لله اني رديت جزء صغير من دين خالتي ووقفت جمبها في محنتها, وبعاهد نفسي قدام ربنا اني مش هسبها لحظة وهتكفل بيها لحد أخر يوم في عمري..
وقتها الارهاق كان بلغ مبلغه عندي ودخلت عشان انام, ونمت زي الميت حرفيًا بدون أي تفكير يُذكر, وصحيت على الضهر ولازمت خالتي ومفارقتهاش لحظة واحد لحد ما خلتها تاكل وتشرب بل وتبتسم على قبل المغرب, وقبل ما انزل العزاء لقتها بتتكلم كأنها بتكلم نفسها وبتقول:
- مكنتش متخيلة ان اللي بعمله هيتردلي بالخير ده كله, مكنتش أعرف اني بربي راجل هيشلني لما اعجز واقع, كنت صح لما عارضت الكل وخدتك عندي اربيك
كانت بتقولها والدموع بتلمع في عنيها, رجعتلها وبوست على راسها وايديها واقسمت اني مش هسبها لحظة واحدة, ونزلت العزاء اللي خلص على 11 بالليل وطلعت الاوضة من تاني, عملت القهوة بتاعتي وطلعت للبلكونة وانا كل اللي شاغل بالي حاجة واحدة بس..
"خالتي"
يا ترى هينفع أرجع سفري واسبها من تاني, طيب لو سبت شغلي برة ازاي هعرف أصرف عليها بعد ما جوزها مات, ووقعت في كرب شديد خرجت منه لما لمحتها واقفة في البلكونة اللي قصادي, بنت شكلها رقيق جدا ماسكة مج بتشرب منه وواقفة بتبص ناحيتي كل شوية بصات هادية..
معرفش ليه اتوترت شوية وبدأت أحاول مبصش ناحيتها من باب احترام الجيرة بس معرفتش, وبدأت افكر هما جم سكنوا هنا امتا, بس انا سايب البلد من سنة ونص تقريبا, واعتقد انهم جم في الفترة دي, وقبل ما اتحرك من مكاني لقيت واحد طلع وراها من البلكونة وبصلها بغضب شديد بعدها بص ناحيتي وراح نازل بكف ايده على وشها, صرخت من الألم وانا اتوترت اكتر, شدها من شعرها على جوة وبدأ يشتمها وينعتها بالسفالة وقلة الأدب, فكرت اروحله افهمه ان مفيش حاجة وانه فهم غلط بس اتحرجت, وللأسف سمعت صوت الشتايم وقلة الأدب لدرجة ان البنت صعبت عليا, ودخلت اوضتي وانا مخنوق جدا من الموقف ده..
وعدت الليلة عشان اصحا اجهز لليوم الأخير للعزاء, بس مقدرتش أواسي خالتي لأني كنت مخنوق من اللي حصل امبارح جدا, وانتهى اليوم روتيني جدا لحد ما عملت قهوتي وطلعت البلكونة, ولقتها هناك, واقفة وحزينة جدا, لدرجة اني حسيت من نظراتها انها بتستغيث بيا, او عايزة توصلي رسالة انا مش فاهمها..
وقبل ما انطق او اتكلم, خرج من تاني, خرج غضبان اكتر, وبص ناحيتي وبصلها, وقام نازل بكف ايده على وشها, وبدأ يشدها من شعرها بغيظ أكبر ويلعنها, فضلت واقف للأسف متسمر مكاني, نفسي اقف واحوش عنها, بس بأي حق هعمل كدا, بعدها بلحظات خرج وبص ناحيتي بصة جمدت الدم في عروقي, بصة قاتل عايز ينتقم..
دخلت جوة دمي بيغلي ومتوتر ومخنوق, حاسس بشفقة كبيرة على البنت دي, حاسس انها مظلومة وان اللي بيضربها ده شخص مجنون, وبعد نصف ساعة من التفكير لقيت موبايلي بيرن من رقم غريب رديت بهدوء وقلت:
- الو
- ازيك عامل ايه
- الحمد لله ممكن أعرف مين
- انا يارا
- يارا مين ؟؟
- يعني تبقا شايفني من شوية من البلكونة وترجع تقولي يارا مين
جسمي كله اترعش واتكلمت بصوت متوتر وقلت:
- انتي اللي اتضربتي بسببي من شوية
- ولا يهمك انا مش زعلانة, انا بس بتصل اطمنك اني بخير
- طيب مين ده وبيضربك بالقسوة دي ليه
- ده اخويا وللأسف مدمن مخدرات والمعاملة معاه قاسية اوي بس مليش غيره أعمل ايه
- طيب قوليلي انتي جبتي رقمي منين أصلا
- من خالتك, مانا كنت في العزاء بس انتي مشوفتنيش, بس انا شوفتك وانت حنين على خالتك واتمنيت ان اخويا يكون حنين عليا كدا
حسيت وقتها بالحزن الشديد عليها, اتمنيت لو خدتها في حضني عشان اطبطب عليها واعوضها عن القسوة اللي شافتها في حياتها, قفلنا المكالمة وانا غارق في أفكاري, ووسط الحزن ده لمعت في دماغي فكرة عبقرية..
ليه متجوزهاش ؟؟
ومنها أسافر وانا مطمن على خالتي, ومنها انقذها من جبروت اخوها المجنون ده, وفضلت الفكرة مسيطرة عليا, خاصةً انها خدت رقمي من خالتي يعني تعرفها وفيه بينهم وِد, وفضلت على الحال ده لحد ما نمت, بس في نومي كنت شايفها بتتهان وتضرب بطريقة قاسية, كأن عقلي بيطلب مني في أسرع وقت انقذها..
صحيت من نومي وانا بفكر ازاي هفاتح خالتي في الموضوع ده وحالة الوفاة لسة حاصلة, بس انا اجازتي هتخلص بسرعة, وعاوز اتجوز خلال الشهر ده عشان اطمن على خالتي ان فيه بنت معاها, هبقا مطمن عليها ومطمن كمان على مراتي لما يكونوا مع بعض..
وفضت اليوم اللي بعده متردد جدا, مش عارف هفاتحها ازاي وجوزها لسة متوفي, بس هي كانت حفظاني, وحافظة كل انفعالاتي, نادتلي بصوتها القاسي وبصت في عنيا بقوة وقال:
- عايز تقول ايه
- لا مفيش حاجة
- قولي مالك بدل ما اضربك بالعصاية اللي كنت بضربك بيها وانت عيل
ضحكت بصوت عالي من كلامها وبدأت اتكلم معاها عن قلقي عليها واني هبقا مطمن لو جبتلها زوجة تعيش معاها بدل ما اسيبها لوحدها ولو حتى هأجر شقة في نفس العمارة ويبقوا قريبين من بعض, لقيتها ابتسمت وشجعتني على الخطوة دي عشان تفرح بيا وقالتلي اني مقلقش عليها, بس انا مكنتش ناوي أجادل كتير, واتفقت معاها اني هروح اتكلم بس مع اهلها وممكن اخطبها حتى لحد ما اقدر اخود اجازة قريبة واتجوزها وتقعد معاكي..
وعلى بالليل سمعت من بلكونتهم للأسف صوت ضرب وصراخ وبكاء من جديد, كنت مخنوق أوي, عندي استعداد أروح افرم اخوها ده, مش عارف هو ليه بالقسوة دي كلها, وكان قراري اني هكون عندهم بكرة على بعد العشاء واتفاهم مع اخوها واطلبها منه, عرفت خالتي اني هروح ورحبت جدا بالفكرة ولما سألتني عنهم حبيت اعملهالها مفاجأة لما تشوفها وقولتلها انهم جيران وبس كدا..
وعلى بعد العشاء لبست واتشيكت وطلعت على شقتهم, وقفت قدام الباب متوتر بس تماسكت وخبطت على الباب, وبعد لحظات لقيت الباب بيتفتح وبيظهر اخوها, اتوترت لما شوفته وقبل ما اتكلم راح قافل الباب في وشي, حسيت بغضب شديد, ايه قلة الذوق والعنجهية والتخلف ده, وقبل ما استوعب اللي حصل سمعت من تاني وهو بيشتمها وبيضربها وبيتهمها في شرفها.. دمي فار وانا سامع استغاثتها وعياطها, كنت هتجنن..
ولقيت نفسي بكل غضب الدنيا بخبط على الباب بعنف لحد ما اتكسر, دخلت أجري لقيت الصوت جاي من الحمام, صوت بكاء شديد, خبطت على الباب بقوة وانا سامع استغاثتها لحد ما الباب اتفتح و
وملقتش أي حد جوة اطلاقا, حمام فاضي مضلم وصمت تام, كأن المكان محدش دخله اطلاقًا, فضلت واقف مش مستوعب اللي انا فيه, مش فاهم ايه اللي بيحصل, هما دول عصابة ولا مجانين ولا ايه, وقتها رن تليفوني, رديت وانا حاسس بصداع غريب عشان اسمع صوت خالتي بتقول
"انا شوفتك داخل العمارة اللي في وشنا من البلكونة وبحاول اكلمك تليفونك مغلق, انت دخلت هناك ليه"
رديت عليها بشرود وقولت
"البنت اللي كلمتك عليها فيها, في الدور التالت"
سمعت صوت صرخها ولقتها بتقول
"يابني الدور التالت فيه قتيلة, انت ايه اللي وداك هناك"
الدنيا دارت بيا, دارت بيا وحسيت اني هفقد توازني, في اللحظة دي سمعت صوت ضحكة غريبة, بصيت ورايا لقتها قدامي, نفس البنت, بس بشكل بشع, هدومها متقطعة وفيه جروح كتير في جسمها, بصتلها برعب عشان تقول
"انا موافقة عشان اتجوزك, مش انت جاي هنا عشان كدا، ولا جاي تكفر عن ذنبك"
جسمي اتنفض مرة واتنين, اتشليت مكاني ولساني اتحجر, بصيت لقيت اخوها طالع من جوة وعمال يزعق ويخبط راسه في الحيطة بعنف, وهي بتبص عليه وبتضحك بهيستريا شديدة, وكل ما كان يخبط راسه اكتر كانت بتضحك اكتر, في اللحظة دي سمعت صوت صراخ على سلم العمارة, ولقيت خالتي ومعاها كام راجل بيقتحموا الشقة, في اللحظة دي اختفت البنت واخوها, خالتي حضنتني وهي مفزوعة عليا وخدتني ونزلنا من المكان كله وانا في حالة ذهول تام ومش فاهم أي حاجة..
بقلم: أحمد محمود شرقاوي
................
"فيه حد بيصون الجميل وحد لا يابني"
قالتها خالتي وهي حضناني زي العيل الصغير وكملت.. ياسر ابوه وامه ماتوا ومبقاش غيره هو واخته يارا, كان شاب شهم جدا وجدع, طلع وهو عنده 12 سنة بس يشتغل ويتمرمط في الشوارع عشان يكفي أخته ويشيلها في عنيه, ورفض انها تعيش مع حد من اهلها, صرف عليها دم قلبه لحد ما دخلت الجامعة, كان معروف في المنطقة كلها وكل الناس بتحبه, وفضل يصرف على اخته لحد ما وصلت لأخر سنة في الجامعة..
وفي يوم وهو في وسط شغله حد بعتله صور اخته عريانة وقاله ان اخته بتبعتله الصور دي وانها عاملة معاه علاقة كمان, ياسر وقتها عقله طار, اتصل باخته يتأكد من اللي شافه بس البنت خافت ومأنكرتش ده, رجع زي المجنون البيت ملقاش أخته في البيت, وفضل للأسف شهر يدور عليها زي المجنون, في الوقت ده الصور كانت على كل تليفون في المنطقة, الشاب اللي كان على علاقة مع اخته اختلف معاها وقرر يفضحها وبعت كل حاجة لجيرانها واخوها, وللأسف ياسر اتجنن, اتفضح وبقا مكسور وسط الناس, أهمل شغله وحياته وبقا يلف في الشوارع زي المجنون..
لحد ما حد بلغه في ليلة ان اخته في الشقة اللي قصادنا دي وطلعت مع واحد, طلع يجري زي المجنون وكسر باب الشقة عشان نتفاجئ بصوت صريخ رهيب, جوزي نزل مع الناس يشوفوا فيه ايه وسمعنا ياسر بيسب ويشتم في اخته اللي لقاها في علاقة جنسية مع شاب, اخته اللي مقررتش تتوب او تستعطف اخوها وترجع, بل قررت تكمل في كل ده..
ووسط الهرج والمرج ومحاولته لقتل الشاب اللي معاها فوجئنا بالبنت بتقع من البلكونة واخوها بينط وراها وهو بيلعنها الف مرة انها دمرت حياته, وللأسف يابني البنت وقعت على جوزي وسببتله اصابة خطيرة وماتت, واخوها وقع على راسه وجسم اتكسر..
وكلها يومين وجوزي مات بسبب واحدة قذرة قررت تمشي في سكة الحرام، وشاب ندل قرر يفضحها قدام الناس, ومعرفش بعد ما قتلت جوزي جاية تاني ليه تاخدك مني يابني, كأنها بتعاقبني على حاجة انا معرفهاش..
................
دخلت اوضتي وانا جسمي بيتنفض, مرعوب, فتحت موبايلي ملقتش رقمها اللي كلمتني منه, معرفش ازاي كلمتني وقتها, فتحت النت بسرعة وراجعت الشات, انا اللي كنت مسافر ومفيش حد يرضي شهوتي, ودورت على النت لحد ما جبت الشات..
انا اتعرفت من برة على بنت اسمها يارا, واستدرجتها لحد ما بعتتلي صورها عريانة على أمل اني هتجوزها, ولما ساومتها مرة واتنين ورفضت واختلفنا قررت أدخل الاكاونت بتاعها وبعت الصور لاخوها واصحابها وكل الناس, مكنتش أعرف ان القدر هيخليها تكمل في الحرام, ومكنتش أعرف انها هتهرب من اخوها وتعيش مع شاب في الحرام قصاد شقة خالتي, ومكنتش أعرف انها هتقتل جوز خالتي وتستناني انا.. تستناني عشان ارجعلها من السفر عشان تنتقم مني.. انا الشاب اللي كلمها على النت وفضحها..
تاني يوم الناس اتفاجئوا بعمرو بينتحر ويرمي نفسه من البلكونة بعد ما ساب رسالة لخالته بيطلب منه تسامحه لأنه هو اللي كلم يارا وفضحها, وخالته كلها أيام وماتت وراه, شهوة شاب واستسهال بنت مصانتش أخوها اللي شقي علشانها دمروا الف حاجة وحاجة..
كل بنت بتبعت صورها لشاب أو شاب مبيقدرش يسيطر على غريزته نهايتهم بتكون في قمة السوء للأسف, ولا يظلم ربك أحدا..
"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم"
بقلم: أحمد محمود شرقاوي