أخر الاخبار

قصة بيت مطروح للكاتب أندرو شريف

 قصة بيت مطروح للكاتب أندرو شريف


من الصعب أن تصدق الحقيقة وإن كانت مخفية بين جدران منزل لسنوات عديدة.


قصتنا النهاردة مختلفة جدًا لأن ولأول مره هبقى أنا أندرو شريف اللي بدور بنفسي على القصص الحقيقة مع بعض اللمسات الدرامية للقصة، وفي النهاية يا صديقي لك حق التصديق او التكذيب، فتلك القصة على لسان صاحبها... صاحبها ده هيكون يوسف ميلاد صديق ليا.



مطروح,بمطروح,مرسى مطروح,مطروح الروح,مرسي مطروح,مصيف مطروح,صحراء مطروح,شقق فى مطروح,مرسي مطروح سمك,مرسى مطروح الان,مرسى مطروح 2020,مصيف مرسى مطروح,مصيف مرسي مطروح,شقة مصيفية بمرسى مطروح,شواطئ مرسى مطروح,اجمل شواطئ مطروح,قصة,اماكن بيع السمك بمرسي مطروح,شاطئ الفيروز بمرسى مطروح,شقق مطروح ايجار مصيف 2019,شقق للايجار في مطروح مصيف,اماكن الخروج فى مرسى مطروح,أجمل 10 شواطئ فى مرسى مطروح,قصة ممتعه,قصة هادفة,بيت العيله,قصة حقيقية,بيت المقدس




في البداية كنت ماشي في إحدى شوارع منطقة الجمهورية وقابلت يوسف صديقي كان واقف في محل والدة، واللي كان وقتها مشغول بتعليق شوية ملابس كده على الضيق، المهم لفت انتباهي يوسف لما قالي أنا بحب قصصك جدًا وحابب إنك تعيش تجربة أنا عيشتها في مرسى مطروح، كنت مرحب جدا بالفكرة لكني كنت حابب اسمع الأول عن المكان ده وايه قصة، بالفعل يوسف بدأ يحكيلي عن بيت أو ڤيلا زي ما تحب قول لأن المكان كان من دور واحد بجنينة كثيفة الأشجار.. الأشجار اللي بتحجب الرؤيا عن أضواء القمر بليل، ده غير صعوبة دخول الجنينة لكثافة الأشجار اللي بتعيق الحركة شوية.. المهم بدون ماطول عليكوا يوسف قرر هو وصديقة فادي إنهم يقعدوا يومين في مرسى ومفيش غير البيت ده يبيتوا في الليلتين، وبالفعل بدون أي مقدمات كانوا تاني يوم الصبح في مرسى  والجو هناك مقولكوش، حاجه تحفة.. من الأخر كده  فايته كتير اللي مراحش مرسى مطروح... بعيدًا عن الجو الجميل، فهناك الماية اصفى من الميه المعدنية، اه والله مش بتريق لأن ده الأختلاف الوحيد اللي كان في السفرية يومها إنهم لقوا الميه اللي قريبة من البيت كانت بشعة، يكاد يكون الصرف الصحي أنضف كتير من الميه دي، ولما سألو صاحب الشاطيء قالهم دي كائنات بتبقى موجودة كل فترة بتعكر الميه.. فقرروا إنهم يرجعوا البيت يناموا ساعتين ويغيروا هدومهم ينزلوا يتمشوا شوية، وبالفعل أول ما وصلوا البيت فادي جري على اوضة كان بابها كبير ولونه دهبي شوية، لكن يوسف كان منعة وقتها لما قال:




-لالالا، مانت مش هتنام هنا يا حلو.. الأوضة دي بتاعة جدي وجدتي، ومحدش بينام فيها من ساعة ماتوفوا، ولا حد هينام فيها... غير كده هي  مقفولة، فمتحاولش تفتحها حتى.



فادي مقاوحش كتير وفعلًا دخل الأوضة اللي يوسف قاله عليها واللي كانت تخص والد يوسف.. بتاعته يعني، من هنا بقى تبتدي الليلة الملعونة لما فادي يخش الأوضة ويرتبها بحيث إنه يشوف هيحط هدومة فين... وبالفعل أول ماخلص وحط راسة على المخدة اللي كانت ناشفة حبتين دي  بدأ يسمع صوت لست في منتصف عمرها بتغني، الغريبة انها بتغني اغنية البامية شوكتني، الأغنية دي للي ميعرفهاش فهي في صعيد مصر، لو فاكر إن الصوت ده أزعج فادي فبالعكس، هو كان عاجبه جدًا ومستمتع بيها لدرجة إنه كان بيدندن مع الصوت ده، لكن النوم مش بيستنى، اليوم كان طويل، وحتى الساعتين اللي كانوا نايمنهم دول مكانوش اللي يخلوهم يكملوا يومهم، فا بالفعل بدأت عين فادي تقفل وراسة تنزل تدريجيًا على السرير، في اللحظة دي فادي حس بأصوات أقدام بره، اتبع اصوات الأقدام دي صوت تخبيط على الباب خفيف وحد بيهمس ويقول:



-يا فادي، إفتح يابني بالله عليك.



الصوت ده كان صوت يوسف، ايوه زي ما سمعتوا كده، يوسف كان جه لفادي الأوضة واتحججله إنه مش عارف ينام في أوضته بسبب صوت الست اللي بتغني لما قال:


-والله يا فادي حاولت أنام جوه كتير، بس الصوت عالي أوي، خدني جنبك الليلة دي بقى.


فادي ابتسم وقال:


-يابني اخدك جنبي إيه، البيت بيتك.. وهو بيتك فعلا، نام ياعم في الحته اللي تريحك.


ضحك  يوسف وهو بيقول:


-يا جدع مبنقولش كده، انا حاولت اكون كويس معاك، عشان لو موافقتش نبقى نشوف الحوار ده.


-طب خش خش نام جنبي، هي ليلة مش هتعدي أنا عارف أصلا.


رد يوسف وهو متوتر:


-يا جدع متقولش كده.. خي خي خير خير.


وقتها يوسف حط راسه على المخدة ونام نوم عميق لدرجة إن الصوت اللي في الشقة ده رجع تاني، لكن المرادي أقوى من أي مره،  المرادي الي كانت بتغني غنت  أغنية للست أم كلثوم قديمة جدااا، لكن الصوت ده بدأ يتغير من واحده في منتصف عمرها لواحده كبيرة في السن واضح من صوتها التعب و تقدم العمر بيها، وفي نص ماهي بتغني فضلت تكح بصوت عالي، بعدها فضلت تقول:



-الحقني يا فادي، بموت يا فادي...


في اللحظة دي وبكل عفوية فادي فضل يصحي في يوسف لكنه كان زي الدبيحة نايمة جنبة واللي أكد لفادي إنه يوسف عايش هي أصوات الطبيعة اللي كانت طالعة منه، فخد فادي جرعة بسيطة من الشجاعة وقام من مكانة يشوف الصوت ده جي مني، مع العلم إنه عارف كويس جدًا إن الصوت ده من بره البيت، لكنه اول ماتخطي عتبة الباب برجلة اليمين بعدها الشمال ...  وقتها افتكر إن الفيلا اللي هما قاعدين فيها أصلا مش جنبها عمار كفاية يوصل صوت زي ده هنا، واصلا الست عرفت اسمه منين!!.. صدمات توالت على فادي لما ركز لثواني في اللي بيحصل، لكن للأسف ده ماكنش كافي إنه يتراجع في خطوته لما الباب اترزع ورا بكل قوة وعزم لدرجة إنه استغرب ازاي يوسف مصحاش من الصوت ده لكنه مستناش يعرف هو صحي ولا مصحاش وفضل يرزع على الباب عشان يوسف يفتحله، خبطة ورا التانية والباب مبقاش بيخبط.. أكن الباب بقى من غير صوت.. اتبع الموقف ده صوت لست كبيرة وهي بتضحك:



-ايه اللي جابك بيتي؟؟.. اللي جوه حفيدي، لكن انت مين؟؟.. انت ولا حاجه، واوعى تفكر في يوم انك تقطع عن حفيدي نومه.



فادي كان بيتهته في الكلام وهو بيقول:



-والله العظيم هو اللي جايبني، انا فضلت اقوله ناخد شقة تاني قالي البيت بيتي.. اقسم بالله ماقصد.


محدش رد عليه... بل وقتها سمع صوت نفس الست وهي بتغني اغنية لعبد الوهاب، والصوت المرادي كان جي من الأوضة.. الأوضة المحرمة في البيت، اوضة الجد والجدة اصحاب المكان.. قرر فادي إنه يهرب بره البيت لكنه افتكر إن يوسف قفل كل ابواب الشقة قبل ماينام، فمبقاش في غير حل واحد قصاد فادي، وهو يفتح الأوضة، لكنه قرر يقعد على الكنبة وينتظر اللي هيحصل، بالذات إن الفجر مبقاش عليه كتير والصبح هيطلع، اوعى تفتكر إن الموضوع إنتهى على كده!.. فجأة فادي لقى باب الأوضة بتاع جدة يوسف بيفتح ببطئ شديد جدًا، كان في غطا على الكنبة فزي الأطفال خد بعضة تحت الغطا وهو هيموت من الخوف، بص بطرف عينه على الأوضة.. لقى الرؤيا محجوبة، بس لما ركز أكتر لقى شيء غريب، وفي نفس الوقت مرعب.. لقى في ست كبيرة في السن ماسكة فلاية، مش عارف هتعرفوا ايه الفلاية دي بس هي حاجه قديمة كانو بيستخدموها زي المشط، المهم لما فادي ركز اكتر لقى الست الكبير دي حركت راسها 360 درجة وكان بتبص على فادي وهي بتشاورلة يجي الأوضة، طبعًا فادي متحركش من مكانة، بل كان مرعوب وجسمة كله بينتفض من الخوف.. في اللحظة دي واخيرًا يوسف كان صحي من النوم، فادي فضل ينده على يوسف بصوت مرعوش:



-يوسف.. يا يوسف، جدتك قامت من تربتها يا يوسف.



وقتها يوسف ماكنش مركز مع فادي اطلاقًا، بل بالعكس كان عارف هو رايح فين بالضبط، لانه في البداية دخل المطبخ جاب ازازة ميه في ايده وطلع، بعدها اخد بعضة ودخل الأوضة الملعونة وهو موطي على رجلة وبيبوس ايد جدته.. أو الشبح اللي قاعد جوة ده، بعدها جدته كانت بتبص لفادي بطرف عنيها.. عنيها اللي كان لونها أصفر بتلمع، وسنانها كانت كلها صفرا مدببه.. وبحركة صباع على الباب بتاع الأوضة خلاه يترزع ورا يوسف... بعدها فادي جري يرزع على باب الاوضة بعزم ما فيه:



-يوسف، انت ياض يا يوسف... افتح ياض دي مش جدتك.



فضل يجري في الشقة وهو بيدور على حاجه يطفش بيها باب الاوضة عشان يفتحه لكنه مالقاش لغاية ما شاف واحد طالع من اوضة النوم فجري عليه سألة لو فيه مفك او اي حاجه يطفش بيها باب الاوضة لما قال:



-الواد هيموت، دي خدته كده زي المغناطيس وهو راح.


اتاري اللي قدامه ده كان يوسف لما اتكلم وقال:



-انت اتهبلت يا فادي، واد مين وبتاع ايه.. مانا قدامك اهو يابني.


في اللحظة دي فضل يشاور على باب الأوضة زي المجنون وبيقول:


-و و والله العظيم شوفتك وانت داخل الأوضة ومطلعتش منها من ساعتها، فضلت انده عليك لكن بحركة صباع الباب اتقفل متفتحش، بقولك ايه هات مفاتيح الباب انا لازم امشي من هنا، ده مكان معفرت هو وجدتك.


ابتسم يوسف ابتسامة صفرا وهو بيقول:


-هي جاتلك!


-جاتلي!.. بقولك ايه مش ناقصة الغاز، هي مين اللي جاتلي يسطا


يوسف بلع ريقة وهو بيقول:



-جدتي، يعني هتكون مين.... أصلها من الأخر كده شبحها هنا، ابويا حذرني مجيش هنا تاني، بس للأمانة الجو هنا حلو... هي المشكلة في بليل زي مانت شوفت كده، واهو عشان اتفاداها بنام مع حد في الأوضة، زي ماعملت معاك كده، وصراحه بقى يا فادي هي مش بتدايق حد غير الناس الغريبة، من الأخر كده زيك، لكن ملحوقة يعني الصبح طلع وكل حاجه هتختفي.


-لا بقولك ايه انت تحكيلي ايه قصة البيت ده لحسان وديني لهولعلك في المكان كله، انا مجنون اساسا.



يوسف ضحك وهو بيقول:



-ياعم تولع في ايه بس، انت بتخاف من خيالك اصلا.. بس أنا هحكيلك، البيت ده كان من حوالي 70 سنة حتة صحراء زما بيقولوا وكانت برخص التراب، فجدتي راسها والف سيف انها تشتري الأرض دي وتبني عليها فيلا زي مانت شايف، جدي في البداية رفض لقلة الفلوس، لكن اصرار جدتي وبيعها لدهبها عشان تبني الفيلا خلى جدي يوافق غصب عنه، وبالفعل وافق جدي، وجدتي كانت بتخاف على المكان جدا، لانها كانت معتبراه دهبها، لغاية ما بدأت اصوات تيجي من اوضة نومهم بليل، وساعات كانت بتحس بواحده قاعدة بتعيط، ده غير انها كانت ساعات بتكلم جدي وتكتشف انه مش جدي اصلا وانه شخص تاني بيحب يتقمص دور الأشخاص... في النهاية اكتشفوا ان البيت ده معمول على مقبرة عشوائية كان بيترمي فيها الجنود، لدرجة ان في جنود انجليز تحت البيت.. لكن كان من المستحيل يطلعوا الهياكل العظمية من تحت البيت لانه هيسبب انهيار كامل للبيت، فده اللي خلى جدتي تتعايش مع كل اللي بيحصل.. الغريب بقى والمريب اني تعبت من غبائك، فهخش انام ...  بس اهم حاجه ابقى خلي يفهمك.



بالفعل قام يوسف واتوجة للأوضة وفادي بينده عليه، لكن مع لحظة دخولة الأوضة طلع مره تاني منها وكان باين عليه النعس.. بلع فادي ريقة وقال:



-انت انت مش كنت لسه داخل الأوضة!!


رد عليه وهو بيتاوب:


-يابني انا لسه صاحي، صباح الخير.


-اقسم بالله كان في حد هنا من لحظات شبهك.


-اااه، تلاقي عم فتحي ياعم عمل عليك تمثلية وانت شربتها يا كروديا.. اصله بيظهر وبيحب يقلد الشخصيات، واهو لقاك اهبل مفهمتش انه هو فسابك ودخل صح.. اصله عملها معاية قبل كده ومعرفتوش.



مستناش فادي اي لحظة الا وخده بعضة على القاهرة، زي ما بتقولوا كده العمر مش بعزقة، ليلة واحد فادي كان شاف فيها العجب... بكده القصة انتهت، لو حابين تسمعوا حكاوي اكتر من يوسف.. ممكن تكتبوا في الكومنتات، هو عنده كتير، ويمكن دي اقلهم رعبًا وتعقيدًا.. وافتكر دايمًا.. البيت لي اصحابة، او بمعنى اصح، اصحاب البيت مش بينسوا مكانهم ابدا.. حتى لو بعد موتهم.





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-