قصة سيارة نقل الموتى للكاتب أندرو شريف
انا مصطفي مجدي، عندي 29 سنة، سكرتير في مكتب عقارات، ابويا متوفي، وليا اختين منار في كلية اعلام، وسهيلة في كلية اثار، وليا صديق العمر اللي مقدرش أستغنى عنه بس الظروف بعدتنا شوية وهو زياد صديقي.. ودول اللي ابتدت قصتي معاهم لما كنت في يوم قاعد بشتغل على اللاب بتاعي وكان عندي تاني يوم مشوار في مدينة العبور، والمشوار من بيتي للعبور حوالي ساعتين فكونت مستتقل المشوار ده، وكان باين جدا على وشي ان في حاجه مضايقاني، فوقتها لقيت منار جاية تقولي:
-مالك ا صفط يا حبيب اختك، حساك زعلان مش عارفة ليه..
-صفط تاني يا منار، مش قولتلك مليون مره متقوليش صفط دي..
ضحكت وقالت:
-ايه يابو ليلى مالك، ماتفك كده وتقولي مالك بس.
ركنت اللاب على جنب وربعت رجلي وقولت:
-مفيش يا ستي رايح مشوار بكره للعبور ومحتاس مش عارف هعمل ايه..
-هو ده اللي مضايقك!!.. انا قولت الواد لقى العروسة ومش لاقي تمن الشبكة..
مسكت المخدة وحدفتها بيها وانا بقول:
-اهي خفت دمك دي هتخليكي قاعدة ومخلله جنبينا...
-عيب عليك ده انا هبقى اشهر مذيعة في مصر..
لقيت سهيلة اتدخلت في النص وقالت:
-سيبك منها دي عيلة هبله اساسا ميتسمعش كلامها، المهم انا جايبلك الحل، بس ايدك على الحلاوة..
ضحكت وقولتلها:
-انت هتاخد الحلاوة، وانا مش هاخد حاجه... ده طبعا غير ان جيبي هيفضى، ده غير اني عارف انتي هتقولي ايه اصلا..
راحت اتحركت للكنبة، وقعدت وهي حاطة رجل على رجل.... وماسكة نضارتها اكنها واخده دكتوراه وبتقول:
-بص ياسيدي قبل الحلاوة واي حاجه، مش هفصل اقولك كتير... انت حلك انك تشتري عربية ، ودي المره المليون اللي نقولك فيها كده...
-هو مش حل ولا حاجه انا كده كده عايز اشتري عربية، بس منين مرتب الشركة يدوبك.
بعدها ماما ندهت على سهيلة، فسهيلة قامت وهي بتقولي:
-حلمك مع صاحبك، هيشوفلك حاجه في الحنين متبقاش انت راكب دماغك بس يا صفط باشا..
بعدها مسكت الشبشب اللي في رجلي وحدفته بيها وانا بقول:
-مسميش صفط، اسمي مصطفي قولت....
شوحتلي وهي ماشية بهزار وقالت:
-مصطفي مصطفي شوف مين هيدلعك غيرنا بقى...
منار ردت عليها بهزار وقالت:
-في ياختي اللي يدلعة ما سارة موجودة ولا ايه يا صفط... مصطفي مصطفي.
رديت عليهم وانا محرج:
-افضلوا انتو اتمألسوا كده كتير كده..
بعدها الموبايل رن وكانت سارة وقتها اللي بترن فبصيت لسهيلة وقولت:
-يالا روحي انتي شوفي ماما عايزة منك ايه بسرعة متقفيش كده كتير..
بعدها سهيلة مشيت واول نمجيت ارد على الموبايل لقيت منار بصالي وبتقول:
-يا سيدي ياسيدي ، السقف هينزل قلوب دلوقتي من الحنية اللي هتحصل...
مديتلهاش اي اهتمام عشان متزودش في الكلام ورديت على سارة اللي اقنعتني باني اكلم زياد واروحله، بصراحه كنت بفكر في الموضوع ده من زمان، بس ماكتتش عايز اطلب طلب من زياد زي ده... وده لاني مش عارف هيفهمها ازاي الحقيقة اني بعد سنة كاملة جايلة في مصلحة مش عشان اشوفة.....
نمت وصحيت تاني يوم قضيت مشوار العبور بتاعي وطلعت على ورشة زياد اللي كان باين عليه الوسع والرزق، الورشة وقتها كانت كبرت عن اخر مره شوفتها فيها ، بمعنى ان في ورشتين افتتحوا على بعض، وعربيات موديل اخر السنة كانت موجود ة في الورشة، ومش بس كده ده واضح ان في ناس تقيلة في البلد واقفة بتكلمة، وده باين من الساعة الرولكس اللي كان لابسها واحد بيكلم زياد وباين عليه ان ربنا فاتحها عليه من وسع، وقتها كان زياد شافني، وعلى عكس ماكنت متوقع اول ما شافني ساب الراجل اللي كان معاه وسمعته بيقول:
-اتفضل انت ياباشا اقعد اشربلك كوباية قهوة، والواد محروس هيعملك كل حاجه انت عايزها...
بعدها جه وخادني بالحضن وهو بيقول:
-واحشني اوي يا حبيب اخوك، انت عامل ايه دلوقتي واخبارك ايه، تليفوناتك كلها متغيرة ومش عارفيين نوصلك، ولا الدنيا زهزهت معاك ونسيت اخوك عشرة ابتدائي...
احرجت من الكلام اللي قالة، وكان باين على وشي الخجل وقتها، فهو مستناش رد الا وجابلي كرسي وقال:
-اقعد هنا يا حبيب اخوك، ثواني وفنجان القهوة الاسكتو هتبقى عندك يا حبيبي، نورتني والله.. نورتني.
بصراحه كان باين على وشة انه مبسوط بشوفتي اوي، وانا الحقيقة كنت محرج، فقبل ما يسيبني ويروح يجيبلي القهوة قولتله:
--انا مش عايز حاجه،.. كفايه اني شوفتك بعد المده دي كلها...
-واحشني اوي ياخويا والله...
-اتغيرت عن زمان يا زياد، ماكنتش كده..
لقيته ضحك وقال:
-عشان طريقتي يعني وكده... احنا كبرنا يا مصطفي وكان شغل عيال وانت مش اي حد ده انت عشرة عمر يا اخي الوحيد اللي كنت بتستحملني بقعدتك معايه...
فرحت من طريقته، وكان كلامه كان كسر حاجز الخجل اللي بيني وبينه وقولت:
-والله انت اللي واحشني يا زياد...
بعدها واحد من الصبيان بتوعة جم واحنا قاعدين، ولقيتهم بيتوشوشو في الكلام، وكان باين على زياد علمات القلق وهو بيقولي:
-طب استأذنك انا يا مصطفي لثواني...
سابني ومشي وكله توتر، وبعدها راح ناحية عربية لونها اسود ،وكان واقف معاه صاحب العربية بيتخانق معاه خناقة كبيرة، وقتها كنت مضايق من نفسي عشان هيبقى وشي وحش عليه كده، فقومت اقرب اشوف بيحصل ايه، روحت لقيت الراجل ده بيزعق وبيقول:
-أربعة وعشرين ساعة تبقى العربية مع المدام ويحصل ده كله!!!، ليه يعني، بقولك ايه يا زياد ما بين البايع والشاري يفتح الله، خد العربية واديني الفلوس اللي دفعتها في اي وقت، انا مش فاضي للهبل ده.. المدام دوشت دماغي وانا مش ناقص، قالك ملبوسة قال....
زياد رد عليه وقال:
-اهدى بس يا باشا وكله خير، وفلوسك هترجعلك بس مش دلوقتي الدنيا مأزمة وكله داخل في شغل، بس قريب انشاء الله والمكان مكانك يعني متقلقش...
<><>
بعدها الراجل مشي وزياد كان باين على وشة القلق والزعل في نفس الوقت، فقولتله:
-ايه بس يا زياد مالها العربية ماهي حلوه اهو، وباين عليها انها مشدودة كويس...
رد عليا بحزن وقال:
-مفيش يا سيدي، دلع المدام والراجل عايز يريح دماغة، بس مش مهم دلوقتي انا هشوفلها اي بيعة واديلوا فلوسة...
انتهزت الفرصة دي وقولتله:
-طب هي بكام العربية دي؟..
استغرب سؤالي وقال:
-اشمعنى يعني؟
-مفيش يعني، بفكر اشتريلي عربية، فبسأل على السعر، والراجل قالك رجعلي فلوسي في اي وقت يعني ممكن نقسطها..
هز في راسة وهو بيقول:
-نظرية بردو.. عامتا يا سيدي العربية دي ب 200 الف بس..
كنت مبسوط من سعرها وقولت:
-حلو، انا معايه ال 100 مقدم، ونقسط الباقي على مده...
لقيته ابتسم وقال:
-حلال عليك، الراجل لو خد ال 100 الف هيبقى مبسوط ومش بعيد يبقى بيع نهائي، هو كده كده معاه فلوس مش عارف يوديها فين.. بس الا انت جايلي عشان الموضوع ده؟
احرجت من سؤالة صراحه وماكنتش عارف ارد عليه اقوله ايه:
-ده وعشان اشوفك بردو يا زياد، عيب يعني انت لسه قايل هنروح من بعض فين...
-طيب يا سيدي على خيرة الله، انا هتصل بالراجل ونمضي العقود وكل حاجه، وهظبطلك السعر و القسط متقلقش..
بعدها طلعت الكرت بتاعي من جيب البنطلون:
-خلاص امين، خلص انت مع الراجل وده الكرت بتاعي، لما الدنيا كلها تظبط، اتصل بيا ورسيني على المفيد...
اداني الكرت وبصيت بصة على العربية، ودخلتها... كانت واسعة جدا وجميلة، وبالنسبة لسعرها فده رخص التراب، واسمحولي مش هقدر اقول نوع العربية عشان ميعتبرش اعلان... بعد ماتطمنت والدنيا تمام خدت اول ميكروباص جه قدامي، وكنت طول الطريق عمال افكر في الفلوس وهعمل ايه في القسط وكذلك، لاني وقتها ماكنتش احكم غير على 120 الف جنية وكلهم فلوس كانت قديمة ليا سيبهالي ابويا الله يرحمة، افكار كتير ماكنتش سيباني لدرجة اني سرحت ونزلت في الموقف بتاع الميكروباصات ومنزلتش البيت، لكن ملحوقة بيتي كان قبل الموقف بشوية...
وقتها كانت الساعة 1 بليل والدنيا مقطوعة بالمعنى الحرفي، فكنت ماشي في شارع اللمبة الوحيدة اللي في كانت بترعش، بس ده العادي بالنسؤة لمنطقتنا، لان عندنا الحكومة لي المنطقة مبتحطش اي حاجه تنور، والسكان هما اللي بيحطوا في العواميد اللي متوصله في البيوت، المهم وانا في ماشي في الشارع ده كنت شايف ظل قدامي وسط الظلمة ومش دي المشكلة.. المشكلة ان الظل ده كان بيظهر مع كل مره اللمبة بتنور في... في الخمس ثواني مابين الظلمة والنور في الشارع، وكان كل مادى الظل ده بيقرب مع كل مره النور بينور في... بعدها حسيت بحاجه بتلمسني، والكائن او الشئ اللي لامسني ده بيبكي، وقتها كنت متخشب ومش قادر اتحرك، الدم اللي في جسمي كله نشف او هرب مني، مفيش اي عصاب قادر استخدمها في اني اتحرك من مكاني... ولقيت الكائن ده بيقولي:
-اهرب، متخدهاش .....
بعدها اعصاب جسمي كلها ارتخت بشكل خلاني يغمى عليا.. فصحيت مره تانيه وانا في الميكروباص والسواق بيصحيني وبيقول:
-اصحى يا استاذ، يا استاذ اصحى احنا في الموقف...
قومت مخضوض وعمال اسمي الله في سري وانا بقول:
-بسم الله الرحمن الرحيم هو انا منزلتش من الميكروباص..
لقيت السواق استغفر ربه وقال:
-ادي اخرت اللي بتشربوا، قوم يا استاذ احنا في الموقف وبقالي ربع ساعة بصحيك وانت عمال تصرخ...
بعدها سابني وهو بيبرطم وبيقول:
-الله بخربيت المخدرات اللي بتشربوها وبتعمل فيكوا كده...
قومت مشيت من العربية وانا مستغرب لاني اول مره انام في العربية او في المواصلات عامتا، لاني من الناس اللي مبتحبش ريحة البنزين وزي ماتقول كده بتقلبلها معدتها، فازاي بقى نمت وازاي حصل ده!!
روحت البيت واول مادخلت لقيت امي كعادتها قاعده مستنياني ومردتش تنام غير وانا موجود في البيت، المهم يعني اني اول مادخلت لقيتها بتقولي:
-مالك... شكلك كده عايز تقول حاجه خير، اكيد صاحبك جابلك العربية صح..
-صح، ومش غالية اوي ب 200 الف وعلى التقسيط، بس هدفع مقدم 100 الف الاول...
لقيتها ابتسمت وهي بتقول:
-طالما انت مرتب كل حاجه كده مالك..
بلعت ريقي وقولتلها:
-خايف ابقى بضيع فلوس ابويا اللي سبهالي في حتت عربية، بالذات اني على وش جواز..
لقيتها قامت طبطبت عليا وهي بتقول:
-لا مضيعتش، طالما الحاجه دي هتفيدك وتفيد شغلك يبقى خير، انا عارفة انت عايز تجيب العربية ليه بردو، عشان كده موافقة.. تصبح على خير يابني.
بعدها امي دخلت نامت، وطبعا هتسألوا هي قصدها ايه بي هعمل ايه في العربية... فانا شتغل عليها تاكس هعمل ايه يعني ، مانا لازم الم مصاريف الجواز بدري بدري، بدل ماقعد كده من غير ماعمل اي حاجه، وكل حاجه تمام ليا حد.في الشركة وهيظبطلي الدنيا، والرخصة كده كده معايه....بعدها نمت... نمت نوم عمييييق، ومن هنا بقى ابتدت قصتي بجد.. ابتدت لما روحت تاني يوم لزياد وخلصنا اواراق العربية وكل تمام، والرخص وكل حاجه كانت معايه، بعدها خدت مفتاح العربية وجيت ادورها عشان امشي، وقبل نامشي لقيت زياد بيقول:
-متسوقهاش بليل في حتت مقطوعة، ومتخافش جمد قلبك، انت معاك عربية زي الشبح....
-طيب يا سيدي اديني هجرب، ويالا سلام بقى هطلع على البنك قبل مايقفل... اول ما طلعت بالعربية كنت حاسس بحاجه غريبة، حاسس اني مش لوحدي... حاجه بتلمسني من ضهري وعمالة تزغزني، قلقت فوقفت بالعربية وبصيت ورايه لقيت البطانة اللي في الكرسي طالعة شوية بس محتاج تتظبط، بعدها هديت نفسي وقولت اكيد مفيش حاجه وكل حاجه هتبقى تمام يعني دي عربية، بعدها وصلت البنك وخلصت كل حاجه وجلعت على الشغل قضيت يومي، بعدها شغلت البرنامج عشان اشتغل على العربية بليل تاكس، اهو عشان تجيب همها وكده من مصاريف والكلام ده كله، في اول زبون جالي كان عرايح الزهراء فدخل العربية وطلعت بي، وقتها كانت الساعة تقريبا على ما اعتقد 9 بليل، وقتها جاتلي مكالنة تليفون فحطيط الهاند فري في ودني، وكانت سارة وقوها اللي بتككلم، فرديت عليها وفضلنا نتكلم حبه حلوين، لغاية ما لقيت الراجل اللي راكب بيقول:
-ايه يسطا ماترد عليا؟
وطيت صوت الهاند فري دلوقتي وقولت لسارة:
-خليكي معايه شوية...
بعدها قولت للراجل:
-ايه يا فندم في حاجه؟
لقيته اتعصب وقال:
-اه طبعا في، حضرتك عمال تكلمني وانا لما ارد عليك ماتردش عليا، بعدها بخمس دقايق تكلمني تاني ولما ارد عليك ماتردش عليا، ابه يا استاذ في حاجه ولا ايه؟؟؟
ابتسمت وقولتله:
-لا حضرتك انت فاهم الموضوع غلط تماما، انا بكلم حد في الموبايل مش انت خالص..
لقيته اتعصب اكتر وقال:
-بتكلم مين في الموبايل يا بيه، بقولك ايه لو ده برنامج الكاميرا الخفية قولي بالله عليك... هي مش ناقصة حرقة دم اساسا.
بعدها فضل يقول جمل كتير زي:
-تموت مين انت مجنون، هبلغ عنك ...
كل ده وانا مش بنطق ولا كلمة، اكنه مجنون بيكلم نفسه، بعدها بلحظات لقيته عماله يخنق فيا..
<><>