أخر الاخبار

قصة بيضة الشيطان للكاتب ياسر تمنراست

 قصة بيضة الشيطان للكاتب ياسر تمنراست



قبل سنتين حدثت معي واحد من أغرب وأصعب القصص التي لا تصدق وبقية اثارها في جسدي وخيالي الى غاية يومنا هذا ....كل ليلة استيقظ مفزوعا من نومي وانا المح كوابيسها حتى اصبحت لا انام الا وعقاقير المهدئات امامي لدرجة اني فكرت في الانتحار حتى التخلص من هذه الكوابيس المرعبة التي لا تزال تلاحقني ولا أدري متى أتخلص منها ...



بيضة الشيطان,الشيطان,سلفي بيضة الشيطان,مسلسل بيضة الشيطان,سيلفي بيضة الشيطان,قصة,وسوسة الشيطان,قصة اسد الغابه,عبدة الشيطان,عبادة الشيطان,مقبرة الشيطان,عبده الشيطان,كيف يلد الشيطان,استعراض عبدة الشيطان,بيضة الانستقرام,البحث عن الشيطان,الطفل والشيطان,قصة رعب,شيطان,هل يجامع الشيطان نفسه,شيطان البئر,مغامر يعثر على الشيطان,قصة العشاق,سيدنا عيسى والشيطان,كيف ينجب الشيطان أولاده,بيضة,قصة قبل النوم للأطفال,قصة انيميشن





بقلم ياسر تمنراست



.فقصتي بدات عندما إنتهت الامتحانات الفصل النهائي في ثانوية وفكرت انا وصديقي #زوبير و #رامي و #حسام في خروج الى نزهة الى إحدى الغابات القريبة منا و نقضي يوما كاملا هناك نتجول ونتفسح و نغير قليلا من روتين الذي صاحبنا طوال سنة الدراسة ....أخذنا أغراضنا كلها وبعض من الأطعمة المعلبة والجاهزة حتى لا نضطر الى طبخ واضاعة وقت النزهة في الطبخ.. وأخذنا ايضا كشافات الاضائة وكاميرا فيديو للتصوير وخيمة صغيرة محمولة باليد للنوم فيها ...حاولنا قدر الأمكان إخفاء الموضوع عن أهلنا حتى لا يفسدوا علينا نزهتنا وادعينا أننا سنقضي اليوم في منزل أحد الاصدقاء وحتى لا يزعجوننا بالاتصالات اغلقنا هواتفنا ووضعناها في منازلنا وبعدها حملنا حقائبنا ونزلنا الى الغابة القريبة ...كان الجو الغابة منعش ورطب واحسسنا بالانشراح ونحن ندخل الغابة بعيدا عن ضوضاء ودخان السيارات.. فذلك جعلنا نحس بالانتعاش ونحن نتوغل في الغابة بحثا عن مكان مناسب للتخييم واخيرا تم الاتفاق على مكان جميل نخيم فيه وننام الليلة هنا ...وضعنا أغراضنا على الارض وبدانا في نصب خيمتنا التي تتسع لنا نحن الاربعة وبعدما إنتصبت على الارض قمنا بفرشها  بغطاء خفيف ليتناسب مع النوم في الخيمة ...



خرج الزوبير من الخيمة وراح يتطلع من حوله في كل مكان فقد كانت الغابة هادئة وبالكاد يسمع بعض من أصوات العصافير وحفيف الأشجار التي يهزها الهواء ثم التفت الينا وقال : 



- النهار لا يزال في أوله ...وطبعا لن نبقى طوال اليوم في هذه الخيمة...ما رايكم لو قمنا بجولة خفيفة في الغابة  لنستطلع المكان ونستنشق مزيدا من هواء نظيف 


خرج حسام وقال : 


- وماذا عن الطعام ؟! ....الن نتناول شيء قبل ذلك 


إلتفت اليه زوبير وقال في سخرية


- انت كل ما يشغلك هو الطعام ....يظل عقلك في بطنك . كيف تنشغل بالاكل وتضيع فرصة كهذه 


فرد عليه حسام قأئلا 


- انا لم أقل اننا لن نتجول ولكن على الأقل لنأكل شيء قبل ان  نبدا في تجول 


رفض زوبير ان يأكل وقال 


- لا لست جائع ... يمكنكم ان تأكلوا انتم ..اما انا سأقوم بجولة حول المكان 


خرجت انا ورامي من الخيمة فلم تكن لنا رغبة في الاكل وقررنا ان نلحق بالزوبير لنقوم بجولة معه ..بقي حسام هناك فصاح بنا 


- وتتركونني لوحدي  هنا ...هذا ليس عدلا 


التفت اليه وقلت 


- طبعا يجب ان يبقى احدنا في خيمة يحرس الاغراض ...لن نتأخر ..اياك ان تأكل كل طعام وتتركنا .


بقي حسام وحده في خيمة وخرجنا نحن الثلاثة نتجول بين الاشجار في الغابة ..كان كل شيء هادي وسكون غريب  في المكان لدرجة انني أحسست اننا اول بشر يدخل هذه الغابة وكلما توغلنا أكثر يزداد سكون والصمت ويصبح الجو اكثر رطوبة وانعاش حتى وصلنا الى تلة صغيرة صعدنا فوقها وبقينا نستكشف المكان وفجاءة لمحنا منزل غريب كان في وسط الغابة ...إستغربنا ماذا يفعل منزل كهذا قي وسط الغابة ومن يعيش في هذا المكان المنعزل ..تحدث الينا زوبير قائلا :  


- ما رايكم لو نلقى نظرة بالقرب من ذلك المنزل 


التفت إليه وقلت : 


- هل جننت ؟!! كيف ندخل الى ذلك المنزل ونحن لا ندرى من هم أصحابه ولا حتى من يعيش فيه


- انا لم اقل ندخل اليه .. انا قلت نلقى نظرة بالقرب منه فقط ونعود 


- وماذا بشأن حسام .هل نسيت انه وحده في الخيمة ينتظرنا 


فقال زوبير في إصرار 


- لن نتأخر .. هي بضع دقايق ونعود ..هيا ولا تكونوا جبناء 


نزلنا نستكشف ذلك منزل ونحن نحاول ان نكتم اصوات خطواتنا حتى لا يسمعها من هم في داخل المنزل .. وعندما إقتربنا منه وجدنا انه منزل قديم جدا فقد كانت الأعشاب تتسلق جدرانه العتيقة والاوساخ في كل جانب من سور المنزل ..التفت الينا زوبير وقال :


- لا أعتقد ان أحد يسكن في هذا المنزل المتعفن ...فيبدوا من جدرانه انه متأكل فلا أثر لكان بشري هنا ..دعونا نتسلل الى داخل ونرى ماذا يوجد هناك



إقتربنا ببط ونحن ننظر في كل إتجاه حتى وصلنا الى باب فقام زوبير بدفعه ففتح فبمجرد دخولنا شاهدنا شيء اثار الرعب في انفسنا وجعلنا نتجمد واقفين في مكاننا من الرعب غير مصدقين لما شاهدناه .



الجزء الثاني





كان المنزل كله مغطى بالدمى غريبة وباشكال مخيفة وبمختلف الألوان  والاحجام والغريب ايضا ان هذه الدمى كان يوجد على فروة راسها شعر حقيقي كأنه أخذ من شعر إنسان ..تملكنا الخوف ونحن ننظر اليها وكانت ارضية المنزل كانها مغطات بدماء فنطق رامي وهو يرتعد من الخوف قائلا :


- دعونا نذهب من هذا المكان المرعب فلا شك ان أصحاب هذا المنزل قادمون الان واذا وجدونا هنا فربما  لن يتركوننا نخرج سالمين .
تسللنا راجعين بخطوات مرتجفة خشية ان يكون قد لمحنا احدهم ونحن ندخل الى المنزل المخيف وكانت دقات قلوبنا  تكاد تسمع عن قرب ..وبعدها انطلقنا راكضين من حيث جاءنا وكانت أغضان الاشجار تصطدم بنا ونحن غير مباليين وكل مانفكر فيه هو النجاة من هذا المكان المرعب..في هذه الاثناء  بدا صوت طائر غراب في نعيق ولا أنكر ان صوته زادنا رعب فلم يكن موجود حينما وصلنا الى هذا المكان وبقينا نركض بين الاشجار الى ان إقتربنا من التلة التي صعدنا اليها ..فشعرنا بالارتياح حينما إبتعدنا قليلا عن المنزل واحسست ان أقدامي لم تعد قادرة على تسلق التلال العالية فجلست اتنهد من تعب فلتفت الي رامي وقال: 



- لماذا جلست ؟! دعنا نكمل طريقنا قبل ان يكتشف أصحاب المنزل اننا دخلنا اليه فيلحقون بنا 

- لم تعد.أقدامي قادرة على المشي .. انتظر حتى نلتقط أنفاسنا قليلا على الاقل  فقد إبتدعنا بما فيه كفاية ولن يعثرو علينا هنا .

جلس زوبير بعيد عنا  وهو يفكر في صمت فأنتبهت انه شارد في شيء ما فقلت له :

- في ماذا تفكر يا زوبير  ؟! هل توصلت الى شيء ؟

التفت الينا زوبير وقال :

- هل لاحظتم شيء غريب في ذلك المنزل ؟

جلس رامي بالقرب منه وقال:

- اتقصد تلك الدمى المغطات بالدماء ؟!

- لا ..اقصد ارضية المنزل كانت من الخشب ..عندما وطاءنا على ارضية  منزل احسست ان الارض مغطات بالالواح خشب 
فقال رامي في إستغراب : 

- وبماذا يدل ذلك ؟

- عندما تكون أرضية المنزل المغطاة بالاواح خشية هذا يعني ان هناك  في غالب سرداب تحتها ...وفي هذا سرداب يتم إخفاء الاشياء السرية الخاصة بالمنزل ويتم احيانا إخفاء الباب الذي يؤدي الى ذلك السرداب .

رحنا نتبادل نظرات الاستغراب انا ورامي ونحاول ان نجد تفسيرا لكلام زوبير فقلت على الفور :

- وماذا تتوقع ان يوجد في ذلك السرداب ؟ 

سكت زوبير قليلا  وقال : 

- اتوقع ان يوجد  السر الذي جعلكم  تهربون حينما شاهدتم تلك الدمى المغطاة بالدماء 

أصابنا كلام زوبير بالخوف فلم نشاء ان نخوض في تفاصيل هذا الموضوع كثيرا  فنهضت قائلا: 

- لا يهمنا ما يكون هناك ....دعنا نعود الى حسام فربما قد قلق على تأخرنا .


اكملنا طريقنا الى مخيم الذي ينتظرنا فيه حسام هناك ..فقد ارهقنا  العطش والتعب وأصبحت ملابسنا مغطاة بالعرق والرطوبة ..حتى وصلنا الى خيمتنا التي نقيم فيها ..صاح رامي من بعيد مناديا على حسام يخبره بعودتنا ولكن لم يجب  ثم أعاد مرة ثانية فلم يجب ...اقربنا من خيمة وفتحنا ستارة مدخل  بابها فلم يكن حسام في داخل ...رحنا نلتفت يمينا وشمالا وننادي عليه فلم يجبنا... وعندها لمحنا اثر لبقعة دماء في الأرض .جعلتنا نصاب بالزعر وبقي كل وأحد منا ينظر الى الاخر في خوف ويحاول ان يجد تفسيرا لهذا .. وفي هذه الاثناء سمعنا أصوات الاغصان وهي تهتز كأن شخص ما كان قادم نحونا من بعيد .....




 الجزء الثالث 





 .. وفي هذه الاثناء سمعنا أصوات الاغصان وهي تهز كأن شخص ما كان قادم نحونا من بعيد وبقينا نترقب في خوف من سيأتي الينا ..فاذا به صديقنا حسام قادم وهو يحمل كيس أسود بيده ويضع ضمادة على أصبعه ...شعرنا برتياح بعدما كادت قلوبنا تتوقف من الرعب فصاح به رامي معاتبا: 



- ما بك لا ترد على ندائنا ....هل أصابك الطرش ؟!! 

وضع حسام الكيس على الارض وقال: 


- اسف لم أنتبه لاصواتكم فقد جرحت أصبعي عندما كنت اريد أن أفتح علبة سردين ..فقد شعرت بالجوع وقررت ان أفتح واحدة فجرحته ثم ذهبت لاغسل أصبعي في النهر القريب  مابكم تأخرتم هكذا ..الى أين ذهبتم ؟!! 
 جلس رامي على الارض من شدة الارهاق وقال : 


- كنا نقوم بجولة في الجوار ونتفقد المكان فقط .

سألت حسام قائلا: 

- ماذا يوجد في ذلك الكيس الاسود الذي تحمله ؟

جلس حسام على احد جزوع الاشجار ثم فتح الكيس وقال :

- وجدت هذه الدمية الغريبة بالقرب من النهر فحملتها وجاءت بها الى هنا .

عندما شاهدنا الدمية التي اخرجها حسام من الكيس اصابنا الفزع فقد كانت بنفس شكل الدمى التي كانت موجودة في ذلك المنزل ...ساد صمت بيننا وراحنا نتفحص الدمية التي عثر عليها حسام ثم سأله زوبير قائلا : 


- هل توجد دمى اخرى عند النهر ...الم تشاهد واحدة أخرى هناك ؟!!


لاحظ حسام تغير وجهنا بعدما شاهدنا هذه الدمية..كاننا أبصرنا شيء غريب وغير مألوف وقال :


- لا ...وجدت هذه فقط ....ثم مابكم إنخطف لون وجهكم هكذا ؟!..انا عثرت على دمية وليست جثة 

شرحنا لحسام كيف وجدنا ذلك المنزل في الغابة وكيف تسللنا اليه وماذا عثرنا بداخله فقد شعر هو ايضا بالخوف بعدما عرف بالقصة الدمية فقال لنا وهو مرتبك 


- ماذا يعني هذا ياجماعة....هل يجب علينا ان نغير هذا المكان ..ام يجب ان نرحل من هنا فهذا أفضل لنا 
نهض زوبير وقال :


- اوجود هذه الدمية بالقرب من النهر له تفسيران ...اما ان أصحاب ذلك المنزل قد أضاعوها هناك فعلا ...وإما ان للمنزل قنوات صرف 
صحي تودي مباشرة للنهر فربما قد خرجت هذه الدمية بالخطا من قنوات الصرف الصحي ووصلت الى هنا عن طريق النهر 


إستغربنا من كلام زوبير فسأله رامي محاولا ان يفهم اكثر 

- وماذا يعني هذا ...الى ماذا تلمح ؟!!

- اذا كنا نريد ان نعرف السر الذي يوجد في ذلك المنزل ..فعلنا ان نتبع طريق اخرى ... فاذا كان تخميني صحيح فأن لذلك المنزل باب سري يؤدي اليه 

إقترب منه حسام وقال : 

- وهل تريدون حقا ان تعودوا لذلك المنزل ؟! ماذا لو إكتشف أصحابه انكم قد دخلتم اليه في سابق وهم الان يبحثون عندكم ؟
فنطق زوبير قائلا 


- أصحاب المنزل لن يخطر في بالهم اننا سنتسلل من باب الخلفي للمنزل ..نحن فقط نذهب لمعرفة ماذا يوجد في الداخل ثم نعود ...هل انتم جاهزون ؟!! 


تبادلنا نظرات الارتباك ورح كل منا ينظر الى الاخر دون ان يفصح على إعتراضه للفكرة ثم وقف حسام وقال : 
- انا معك في هذا ...وسنذهب للاكتشاف المكان فالفضول قد قتلني لمعرفة ماذا يوجد في الداخل 


- وانتما .....هل خائفان ؟!


نهضت انا ورامي في إستسلام وقلت 

- اذا كان ذلك قراركم فلن ندعكم تذهبوا لوحدكم نحن معكم وسنأخذ معنا مصباح يدوي وبعض الاغراض فقد نحتاج اليها هناك  ....
تبعنا طريق النهر ورحنا نسير على حافته الى وصلنا الى منبع كان مخفي بين الاشجار ..تتبعنا طريق المنبع فوجدنا انه بالفعل يتصل بالقنوات الصرف الصحي للمنزل فقد كان تخمين زوبير صحيح ...دخلنا عن طريق قناة الصرف الصحي وتقدمنا شيء فشيء عبرها الى ان وصلنا الى فتحة المجاري ..ومنها مباشرة وجدنا أنفسنا داخل احدى الغرف المظلمة ...وعندما أشعلنا ضوء الكشاف اليدوي ...أذا بنا نشاهد منظر  لم نشاهده في حياتنا ولا حتى في احلام ..شيء يقشعر له الأبدان...منظر  يصيب بالرعب والاشمئزاز لدرجة انني شعرت بالرغبة في قياء بسببه لكن لم استطيع ان اصدر صوت خشية ان يسمعنا احد في المنزل ..بقينا واقفين والذهول يكاد يخطف قلوبنا من شدةالخوف من هذا المنظر ...فقد كانت هناك مشرحة كاااملة للجثث وبها ما يقارب اكثر من عشرين جثة بشرية وقد تم سلخ فروة شعر راسها بالكامل وتعليقها على احدى الجدران وبعدها تم تقطيع أصابع يديها وقلع عيونها لإستخدامها كأعضاء للدمى ...كان هذا المنظر الرهيب يكاد يغمي علينا فلم قادرين على تأمل المزيد من هذه  الجثث الممدة فوق الطاولات الخشبية...همس الينا حسام في فزع وهو يكاد يسقط من الرعب 



- دعونا نخرج من هذا المكان يا جماعة....احس انني في منزل احد السفاحين  فلو عثرونا علينا هنا فسيكون مصيرنا مثل هذه الجثث ..
في هذه الاثناء سمعنا اصوات أقدام كانت تمشيء فوق رؤوسنا مباشرة رفعنا ضوء المصباح الى الاعلى فوجدنا ثقف الغرفة من الالواح الخشبية وفي زاوية الثقف كان هناك سلم وبه باب خشبي  فقد كانت فرضية زوبير صحيحة عندما توقع أوجود سرداب في المنزل ...وفجاءة توقفت خطوات المشي كأنها لاحظت شيء او سمعت صوت بداخل السرداب ..بقية متوقفة قليلا ..ثم فجاءة خرج يركض بسرعة  من المنزل بعدما علم بأوجودنا هنا التفت الينا زوبير في إنتباه وقال ...




الجزء الرابع




إلتفت زوبير بعدما إنتبه لشيء ما وصاح قائلا : 


- أغلقوا فتحة المجاري بسرعة وتعالوا جميعا لنصعد خارج السرداب .

فسأله حسام وهو يرتجف : 

- ولكن لماذا ؟! .... دعنا نخرج من حيث جأءنا 

- لا .... هو ذهب لينتظرنا عند قناة المجاري ونحن سنغافله ونخرج من باب المنزل ونهرب 

اغلقنا فتحة المجاري  وصعدنا جميعا من سلم السرداب الى الأعلى وركضنا نحو الباب المنزل للنخرج وما إن فتحنا الباب حتى إصطدمنا بجثة ضخمة كانت واقفة عند عتبة المنزل  تنتظرنا مما جعلتنا نقع جميعا على الارض فوق بعضنا البعض  بعد الاصطدام بها.. رفعنا راسنا للنتأمل من يكون هذا الشخص الذي يسد علينا الباب فأذا به رجل ذو قامة طويلة وجثة ضخمة وجهه به أثار لجروح قديمة في خده الايمين وأسنان صفراء بالية وذراعه كلها مغطات بالوشم وكان يحمل في يده فأس كبير يلمع تحت ضوء الشمس ...راح يتطلع الينا بنظرات مبتسمة كأنه سعيدا برؤيتنا فقال : 


- أهلا أهلا بالارانب الصغيرة...كيف دخلتم الى منزلي ..وكيف وصلتم الى هذا  المكان ؟!

ثم فجأءة غير ملامح وجهه من إبتسامة سعيدة الى نظرة بها غضب يقدحها الشرر 

- كل من يأتي منكم بحركة لا تعجبني أو أسمع  صوت أنفاسه  سأفصل رأسه بهذه الفأس...هل تسمعون؟! هيا إنهضوا أمامي وتحركوا الى الداخل ..ستلعنون اليوم الذي دخلتم فيه الى هنا يا أولاد ال....


كانت قلوبنا على شفا ان تتوقف في اي لحظة من هذا المنظر وقد ادركنا انها نهاية بعدما وقعنا بيده واكثر ما جعلنا نرتعب هو منظر ذلك الفأس الكبير الذي كان يحمله ...كان كل واحد  منا يتخيل ان ذلك الذراع القوي  يهوي على عنقه بذلك الفأس ويفصله عن جسده.. لدرجة اننا لم نقدر حتى على بلع ريقنا من صعوبة تخيل  ذلك المشهد ...ادخلنا الى أحد الغرف في المنزل وكانت خاوية تماما.. وأشعل فانوس الغاز حتى يضي الغرفة ثم سحب احد الكرسي وجلس عليه ثم التفت الينا وقال : 


- هاه ...اخبروني كيف عرفتم هذا المنزل ياولاد ؟! ولماذا تسللتم عبر قناة الصرف الصحي مثل جرذان 
نطق رامي وهو يرتجف وبالكاد يقدر على نطق الكلمات من الرعب 


- نحن يا سيدي مجرد طلاب ثانوية .. كنا نخيم في الغابة ووجدنا احدى الدمى بالقرب من النهر ثم تبعنا النهر حتى على قناة مجرى الماء وتسللنا منها فوجدنا أنفسنا داخل  هذا المنزل ...ارجوك سامحنا ياسيدي فلم نكن نقصد ان نتسلل الى هنا ..فقد دفعنا الفضول الى دخول قناة الصرف حتى قادتنا الى هذا المنزل بصدفة  ....ارجوك سامحنا ياسيدي ونعدك اننا لن نكررها مرة اخرى .
وضع الرجل الفأس بين ارجله واشبك أصابع وقال : 


- اممم قلتم لي انكم طلاب مدرسة اذا ....اتعلمون انا كنت اكره مدرسة كثيرا وكان ابي يضربني بشدة عندما أغيب منها أو أتحصل على نتائج ضعيفة ..حتى التلاميذ في المدرسة كانوا يتنمرون علي وعلى شكلي المخيف ...كنت احب حصة الاشغال اليدوية كثيرة ..خاصة عندما كنا نصنع من العجينة أشكال مختلفة وهذا ما جعلني أعشق صناعة الدمى ...الدمية إختراع رائع وجميل والبشر هم الأشرار والقذرون ..لذلك جاءتني هذه فكرة ...لماذا لا اقوم بقطع أطرافهم وأصابعهم وشعرهم وأصنع منه دمى جميلة ....اليس هذا أفضل من ان تبقى تلك الأطراف والاصابع مع البشر فهم لا يستخدمونها الا في تدمير الطبيعة وقتل الحيوانات وقتل بعضهم البعض  بينما الدمى لا تؤذي أحد ولا تضر بالطبيعة ...على الأقل لما تضع أطرافهم وعيونهم في جسد الدمى سيكون ذلك الطف وأفضل ...بهذه الطريقة لن تصبح أجساد البشر مؤذيةعندما تفصل منها الأذرع والايداي والاصابع ... 


سكت الرجل قليلا وراح يتأمل أطراف أصابعنا وارجلنا وهنا أصابنا الخوف والفزع حينما عرفنا سبب هذه النظرة ورحنا نحاول ان نتمألك انفسنا من البكاء والصراخ وأجسادنا الصغيرة ترتعد من الخوف ثم أضاف  قائلا : 


- أصابعكم الصغيرة هذه واطراف ذراعكم  تحفة فنية رائعة  لصناعة الدمى...سيكون منظرها وهي ملتصقة بالدمى أجمل بدلا من ان تكون في جسدكم النتن هذا ...ولكن لا تخافوا ليس الان ، فانا أشعر بالوحدة في هذا المنزل واحتاج الى شخص أتحدث معه فقد كرهت البقاء طويلا  لوحدي ..سأبقيكم أحياء لفترة من الزمن وعندما أمل منكم سأخذ أطرافكم الصغيرة هذه ....


نهض من الكرسي وهو  يهم بالخروج من الغرفة ثم توقف قليلا وإستدار نحونا مخاطبا صديقنا الزوبير قائلا : 


- انت يا صاحبة النظرة الحادة ... شكل وجهك لم يعجبني ولم أطمئن اليك .نظراتك هذه تثير شكوكي في ماذا تفكر ؟! ...اياك ان تحاول تنفيذ ما يدور في راسك فأنني بضربة واحد بهذه الفأس ستجده مفصولا عن جسدك وهو يتدحرج أمامك في الارض ...

سكت الزوبير بضع ثواني  ثم قال : 


- أستغرب كيف قلت لنا انك تشعر بالملل لوحدك هنا ..وفي الحقيقة انتم إثنان وليس شخص واحد في هذا المنزل ...
تغيرت ملامح وجه الرجل بعد ان سمع كلام زوبير وتقدم نحوه بخطوات متثاقلة وقال : 


- كيف عرفت اننا إثنان وليس شخص واحد في هذا المنزل ؟

إبتسم زوبير وقال بثقة : 

- من خلال وقع أقدام على الالواح في أعلى الغرفة ..فحين كنا في السرداب وكان الشخص الثاني في الأعلى لم تكن هذه نفس  وقع خطوات التي  تمشي بها انت الان....فقد كانت خطوات شخص الثاني أعرج .. بينما انت تمشي بشكل طبيعي فعندما خرج الشخص الثاني بتجاه الغابة لمحاصرتنا عند قناة الصرف الصحي كنت انت تقف عند الباب لانتظرنا ...فلا شك انه لاحظ ضوء الكشاف من فتحة السرداب واشار إليك دون ان يتكلم  بأن تقف انت عند الباب وهو ذهب يجري بإتجاه قنوات صرف الصحي لمحاصرتنا هناك 
بقي الرجل يحدق في زوبير بذهول ثم ضحك ضحكة هستيرية والتفت الى خلفه وقال : 


- تعالى يا أخي لترى  ماذا إصطدنا ...لقد عثرنا على أرانب ذكية ومسلية ...


الجزء الخامس



بعد بصغ ثواني فتح باب الغرفة التي كنا محتجزين فيها وداخل شقيق الرجل الذي كان يحتجزنا فإذا به نسخة مطابقة له في كل شيء ...نفس ملامح ونفس الطول ونفس العرض ويصعب تفريق بينهم الا من خلال مشيتهم المختلفة ..إلتفت الينا الرجل الذي كان يحتجزنا وقال مبتسما : 


- أعرفكم على شقيقي التوئم  #هاني  لا يستطيع أحد ان يفرق بيننا فنحن نشبه بعضنا في كل شيء فأنا خرجته قبله للدنيا بدقيقتين وهو جاء بعدي ..


سكت قليلا كأنه كان يسترجع بذاكرته الى الوراء وقال :

- نسيت شيء.. أمي هي الوحيدة من كانت تفرق بيننا من أول نظرة.. فقد كانت تجد الفرق بيننا ولا تخطي أبدا ، أخي هاني فنان تشكيلي أيضا ، أصيبت قدمه يسرى عندما كنا نقطع أحد الاشجار  في الغابة وهو محترف في إلصاق العيون و الشعر  في الدمى وانا مختص في إلصاق الاطراف والاصابع .....


كانوا يعتبرون أنفسهم فنانين بينما هم في واقع سفاحين ومرضى نفسيين بلا رحمة ولكن ما كان يشغل بالي هو ماذا يفعلون بهذه الدمى بعدما يقطعون أطراف الجثث ويلصقونها فيها ..هل يبيعونها في السوق ؟! .... مستحيل سيكشف أمرهم بسهولة خاصة إذا وجدوا ان الاطراف والشعر والعيون هي لبشر حقيقيين ...سيدفعهم ذلك لكشف أمرهم أمام الناس والإيقاع بهم . 


إلتفت الرجل الجالس على الكرسي نحو أخيه هاني وقال : 

- اتعرف ان هذا الطفل صاحب نظرة الحادة هو من إكتشف أننا إثنان في هذا المنزل ....لا أنكر أنني أعجبت به كثيرا لذلك سأتركه من حصتي أنا ، أريد أن أتفنن في تمزيق جسده الطري وليتني أستطيع أن أخذ مخه الذي معه وأركبه في الدمية ...فلا شك انها ستكون دمية ذكية وماكرة مثله مع أنني أكره تلك النظرات الوقحة التي يحدق بها .


شعرت أن زوبير في ورطة أكثر منا وخاصة بعدما عرف بحقيقة التؤمين ..لكن ذلك الموضوع يبدو عادي ولا أعلم لماذا كان يحاول هذا الرجل إخفائه عنا  


بقيا  الرجل الجالس على الكرسي يحدق طويلا في زوبير ثم قال في سخرية : 


- أراك لست سعيدا بأنك ستكون من حصتي ...على الاقل سنتبادل أطراف الحديث وانت ممدد فوق طاولة المشرحة 
فأجبه زوبير قائلا: 


- لكن لم تخبرنا ماذا تفعل بالدمى التي تصنعها انت وأخاك ... 


وضع الرجل رجله اليمنى فوق اليسرى وقال : 


- من حقكم أن تعرفوا الى أين ستذهب أطرافكم الصغيرة هذه ...نحن بعدما نقطعها نقوم بوضعها في محلول خاص حتى يتم تجفيفها وتحنيطها لكي لا تتعفن وبعدها نقوم بإلصاق أطرافكم هذه في الدمى ونقوم ببيعها الى السحرة والمشعوذيين في المدينة حتى يستخدمونها في السحر او يصنعون بها تعويذات لجلب الحظ وإكتشاف الكنوز وأحيانا يستخدمونها في السحر الاسود لإسكان الارواح بداخل هذه الدمى حتى تتحرك مرة ثانية وتنفذ لهم ما يطلبون ، يعني نحن الان نحضر لهم البيض الذي يستخدمونه في أعمال الشر  ...لا أهتم لمثل هذه المعتقدات فنحن نجني أرباح طأئلة منها ، على كل حال قد مللت من الحديث معكم وحان وقت العمل ، هذه اخر ليلة لكم هنا في صباح الغد جهزو أنفسكم لتتخلصوا من أجسادكم العفنة هذه وسننقل أعضاءكم الى داخل الدمى الطاهرة والبريئة ...


خرج الرجل واخوه التوئم وبقينا نحن محتجزين في الغرفة التي كانت عالية الجدران ولا توجد بها أي فتحت للتهوية ..بقينا نتبادل نظرات الموت بيننا كأننا كنا نودع بعضنا البعض  فقد أصبحنا مثل الارانب في القفص تنتظر متى يأخذها الصياد ويقطع اطرافها بفأسه ..كنا نبحث عن شيء أسمه الامل ولو أنه يبدوا مستحيل في هذا المكان النائي فلن تجدي أصوات صراخنا ولن يعثر الناس علينا في هذا المكان البعيد في وسط الغابة ..


همس حسام نحونا قأئلا : 


- وما العمل الان يا جماعة؟!...هل نترك هولاء الأوغاد يتسلون بتقطعنا ونحن نتفرج عليهم ؟!!

لم يستطيع احد ان يجيب حسام على سؤاله فمنح الامل في هذه الظروف هو أشبه بقسم تحلف به ويجب عليك ان تتقيد به وتنفذه....راح كل واحد منا يفكر في صمت لعله يتوصل الى حل ثم فجاءة نهض صديقنا زوبير وقال : 

- وجدتها ...... انا عرفت ماذا يجب ان نفعل .


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-