أخر الاخبار

سر غرفتي الباكية القصة بالكامل

 سر غرفتي الباكية القصة بالكامل


القصة,المرأة الباكية كيانا لاند,المرأة الباكية,القصة الحقيقية لكرتون ماشا والدب,اسطورة ماريا الباكية,ملك القردة,سر المومياء الصارخة,من أروع القصص,القصة الحقيقة المرعبة لأناليس ميشيل | فتاة ممسوسة من 6 شياطين !!,هل تعلم | لماذا اشتهرت لوحة الموناليزا وما سر غموضها ؟,الغرفة السرية كيانا لاند,اكتشفت الغرفة السرية,الغرفة السرية ديانا لاند,الغرفة السرية,دخلنا الغرفة السرية,اكتشفنا الغرفة السرية المسكونة بفيلتنا 😨,اكتشفنا الغرفة السرية المسكونة بفيلتنا ديانا لاند

بقلم الكاتبة / سحر عبد القادر

كانت شقة لقطة بالنسبة لي أنا وزوجي طارق... بحثنا كتير عن شقة كاملة التشطيب بالنقود التي معنا... كانت تلك النقود حصيلة عملنا لستة سنوات بخارج البلاد... أذكر أنني سافرت له بفستان الزفاف ولم نجهز شقة لنا نعود لها.... كانت زيارتنا السنوية لمدة شهر نقضيها بأسبوع لدي أهله... وأسبوع لدي أهلي... وأسبوع مصيف.. والأسبوع الأخير عزائم وخروجات من الأصحاب... 


كانت الأجازة مبهجة... نشعر وكأننا ننتهل منها مايكفي لنستعيد بعدها طاقتنا لشد رحالنا إلي الغربة من جديد... وتوالت السنوات الواحدة تلو الاخري... ولا أحد منا يفكر في شيئ سوي العمل وكيف نستمتع بالحظات التي لن تعود من أعمارنا... وفجأة أنتهي عقد طارق ولم يستطيع أن يقنعهم بتجديد العقد له.... رأوا أن راتبه يكفي لإحضار شخصين فلم لا نفصله... وبدأ يبحث عن وظيفة أخري وظل بهذا الوضع قرابة الستة أشهر... لم أكن أدخر فيهم أي شيئ من راتبي... تحملت كافة المصاريف كاملة... وبدأت الخلافات تنشب بيننا... بدأ يريد النزول لبلدنا بما أنه لم يجد عمل... وبناءا عليه أقدم إستقالتي وأغادر معه والتغاضي عن حلمي... 


ومستقبلي.... بعد صراعات كثيرة بيننا نزلت علي رغبته.. ونزلنا نهائيا لمصر... ولم يعد بإستطاعتنا المكوث عند أهلنا أكثر من يومين وبدأنا في الثالث نبحث عن شقة بجزء من مدخراتنا... ولابد أن تكون مشطبة حتي لا نهدر أموالنا ومجهودنا فيها... وبعد بحث كبير وجدنا شقة واسعة وكبيرة ومشطبة بأعلي المعاير... لن تصدقوا السعر مائة الف جنيه... نعم مثلما قرأتم... وصاحبها أراد سرعة البيع لدواعي السفر... وترك لنا الأثاث مقابل عشرون ألفا أخري... شقة بمصر الجديدة ومساحتها مائة وخمسون مترا ومشطبة ومفروشة بأثاث فخم وبمائة وعشرون الفا فقط... أنهينا العقد بنفس اليوم... لم نكن نعرف أننا بدأنا لعبتنا الجديدة مع القدر... لتنفتح علينا أبوابا من الـــ......... ليس مسموحا لي بالإفصاح الآن... أنا نرمين سالم وهذه قصتي سأرويها لكم لعلي أحمي أحدكم...



انتقلنا في اليوم التالي... كانت الفرحة لا تسعنا من سرعة حدوث أمنياتنا.... بدأت بإعادة ترتيب قطع الأثاث في المنزل الجديد ليُعبر عن هويتي وذوقي.... أدخلت لمسات حنونة لتضيف هدوء الغربة لبيتنا الذي نفتقده هناك.... ودخلت لغرفتي أفرغ محتويات الشنط من الملابس والمشتملات الخاصة... لفتت نظري مرأه ذهبية ذات طابع فرنسي تعود للعصر الملكي... كانت تحفة فنية بكل ما تحمله من معنى... وجدتني أقف أمامها وأحاول التطلع بتركيز في تفاصيل نحت إطارها... حتى لاحظ طارق إعجابي الشديد بها... فقام بإحتضاني من الخلف وأسندت رأسي على رأسه فقال لي :يبدو أنها لفتت انتباهك بشدة للدرجة التي جعلتك لا تفكرين في تحضير الطعام لنا.... لقد أحضرت بعض المعلبات من الخارج كي لا تقفي كثيرا في المطبخ... ولكني لا أعرف كيف أفرغها وماذا أُضيف عليهم ليصيروا مثل ما تفعلين أنتي...



نرمين :سأحضر الطعام في الحال... فقط شدتني أنها مصنوعة بحرفية شديدة تكاد تكون قطعة أصلية... وذهبت لتحضير الطعام ودخلت المطبخ فشعرت كأن هناك أحد يتنفس بجواري... ألتفت فلا أجد شيئا... فأعود لتكملة عملي من جديد... أستمع لأصوات تنفس أحدهم وكأنه يجري بماراثون لا نهاية له فالتفت فلا أجد أحدا... ظللت هكذا حتى دخل في إحدي المرات طارق خلفي ولم أشعر به من كثرة تركيزي مع تسارع أنفاس الصوت هذا... فصرخت بشدة وسقط الطبق من فوق المنضدة بجميع ما فيه.... ووجدتني من الفزع أشعر وأن قلبي ودقاته وأنفاسه كأنه هو صوت الانفاس المتسارعة التي أستمع إليها.... تعصب طارق كثيرا علي... وأخذ صوته يرتفع ويقول :ما هذا الذي تفعليه؟! هل يوجد غيرنا بتلك الشقة تفزعي بكل هذا القدر؟! هل علي أن أعلق جرسا برقبتي لأسير بجوارك؟! هذه ليست حياة



نيرمين :وهل أنا دوما هكذا؟! كان فكري شاردا قليلا لماذا كل تلك العصبية؟!



طارق :جاااااااائع... كم عدد المرات التي يجب علي فيها إخبارك بذلك؟ والآن الطعام الوحيد الموجود بالبيت موجود أسفل قدمك؟! ماذا تطلبين مني... بكل هدوء أنزل لشراء طعاما غيره... حسنا سأنزل وسأبتلع غيظي حتي لا ترمقيني بتلك النظرات التي تشعرني وكأنني قتلت عزيزا لكِ.... وأخذ يتحرك بإتجاه الباب وهو يردد بعض الكلمات سبا في تلك العيشة... وأغلق الباب بقوة خلفه.... 



وجدتني أجلس علي الأرض أبكي... لم أقصد ذلك... ولكني حقا سمعت أصوات الأنفاس بقوة... ولكن إذا أخبرته لن يفهمني أو يصدقني... نعم نحن متزوجون منذ ستة سنوات ولكن عدد الاوقات التي نقضيها معا لا تتعدي الست شهور.... مسحت دموعي وأعتدلت لأنظف الطعام الساقط علي الأرض... فشعرت الأن بهواء نفس يمر من خلال شعيرات ساقطة من شعري تتجول علي وجهي.... بدأت أتماسك لأزيحها بساق يدي لأعلي وأكمل التنظيف... وأكملت عملي وأنا أسمع الأنفاس وأشعر بسخونيتها معا... 


وأعتدلت وأتجهت إلي صندوق القمامة فوجدته ممتلئ بأورق مقطعة محروقة حرقا ليس كاملا... لا أعرف لماذا قمت بالنبش فيها... ووجدتني أخاف من دخول طارق المفاجئ فأسرعت بسحب ذاك الكيس الممتلئ وقمت لربطه ووضعته أسفل الحوض لأبحث فيه فيما بعد بمفردي... حين فعلت هذا... هدأت الأنفاس وأبتعدت لفحاتها... وكأنها تُعلمني أنني بدأت السير علي الطريق الصحيح... 


وضعت كيسا أخرا وأسكبت الطعام به وأغلقت الصندوق.... وألتفت لأغسل يدي... وأنتهيت من غسيل يدي لأفزع من جديد بوجود طارق يقف خلفي... تلك المرة وضعت يدي فوق فمي وتساقطت دموعي... كانت نظرات رعبي مع صراخ طارق من جديد أمامي كأنني لا أشعر بشيئ سوي صوت فوران زجاجة مياة غازية.... ألقي طارق بالأكياس من يده وذهب للخارج...أسمعه وهو يسُب ويتعصب ولكني لا أقوي علي الرد... وقمت بتحضير الطعام من جديد.. وأخرجته للسفرة وذهبت لأخبره بأنني أنتهيت... فقام وجلس أمامي بوجه لم أري أسوء منه من قبل.... حاجبيه ساقطان علي عينيه ومعقودان لتلك الدرجة التي تجعله يظهر أمامي كوجه أبو لهب في أفلام الكفار... أخذ يتناول الطعام بشراهة غريبة لم أعتادها منه... لدرجة أن أنيابه تظهر بوضوح مع كل مرة يقوم بها بفتح فمه وحتي أثناء المضغ.... لم يشعر أنني أجلس أمامه... لم أتناول سوي لقمتين بالعدد وأكل الأطباق كلها.... ثم وقف ودخل للمطبخ ووقف يفتح معلبات أخري ويأكلها بيده... كان زيت علبة التونة يتساقط من يده على الأرض وأنا اتابع القطرة وهي تسقط وكأنني في فيلم تصويري بالتصوير البطيئ... أشعر بالاشمئزاز والخوف معا... وكأن هذا ليس طارق... الشيئ الوحيد الذي أيقن أنه ليس هو... تساقط الدماء من يده نتيجة جرح أصابعه من علبة التونة... لو كان طارق لكان صرخ وبدأ في العويل وتفخيم الأمور ولكنه حتي لا يشعر بجرح أصابعه.... اقتربت منه وأنا أرتعش من الرعب... طارق... طارق... هل أنت بخير؟؟




أزيز حيوان ينبش في أكياس تصدر منه زادتني رعبا... وجدتني أبتعدت وأسير للخلف ببطئ أحاول الهرب  وأقول بسم الله بسم الله.... لأجد صوت ضحكات طارق تتصاعد بشكل مريب... ثم نظر لي بوجه طارق الذي أعتدت عليه وقال :تشعرين بالخوف... أردت أن أجعلكِ تعشيه... وهذا سيكون حالي معكِ كلما فزعتي مجددا... ثم ألقي علبة التونة علي لتسقط علي ملابسي ومنها علي الأرض... وذهب ليغسل يده.... أنا أعرف طارق هو شخص عصبي ولكنني كنت أقنع نفسي أنني نجحت في علاقتي معه بإجتنابه.... وبمرور الوقت كنت أتمني أن يبحث عن عمل سريعا كي لا يظل جالسا معي بالبيت... إجتنبته نهائيا... لم يحاول مصالحتي بعد... لم يمر إسبوعان وأكثر ليبدا في التحدث من جديد وكأن شيئا لم يحدث... لا يريد التعاتب ولا الإعتذارات ولا حتي تبادل الكلمات... يكتفي بأن ينتهي عقابه ببداية الكلام في شئون المنزل.... تجيبي ينتهي الامر ... لا اجيب يستمر تلك المرة عليها شهرا... وتمر السنوات علي تلك الوتيرة.... أعلم ان هذا لا يُعتبر زواجا... ولكني أهاب أشياء كثيرة... أهمها كان عملي بالخارج... 



لم يكونوا ليسمحوا لي بالتواجد لولا وجود مِحرم معي... لن أنكر... كنت أحيانا أشتاق لحديثي عن انني متزوجة... وأصتنع لنفسي قصصا رومانسية تمنيت لو فعلها معي لأظهر أمام الزملاء بمظهر الزوجة السعيدة... كنت أعود للمنزل في كل مرة أبكي كذبي... وأبكي سوء عيشتي وحالي... أشتكيت عدة مرات لوالدي من وضعه... فما كان منهم الا إخباري أنها ليست أسبابا كافية لطلب الإنفصال... جميع الرجال صامتون بالمنزل وجميعهم عصبيون... وإذا كانت هذه هي شكوتك فلكانت جميع الزوجات من أول يوم مطلقات... لم يستمع أحدا لي... فبدأت بتجاهل إستماع نفسي أيضا... وأقنعت حالي أن جميع من حولي يعيشون حياتي بنفس الطريقة الرتيبة... وأصبحت أعيش بشخصيتين... الأولي صامته أمامه... تهابه من أقل الأفعال... لا تثق في ردود افعاله فتتجنبه دوما... 



أرتضيت بأن يسألني الجميع لماذا لم تنجبوا أطفالا حتي الان بقول لم يريد الله بعد... ولكن الحقيقة أنه لا يُريد الإنجاب الآن... وعام يلي عام أصبحت مقتنعة بالفكرة.... لماذا سأنجب أطفال؟! لأجعلهم يعيشون تعاستنا ونحملهم عيوبنا وتشوهات نفسياتنا؟! وأعامله علي أنه الحنان المنتظر والأمل والرجاء في الدنيا ليحمل فوق كاهله حِمل لا يُحتمل؟! يكفي أنني لا أستطيع فك قيودي... فلماذا أصارع لإحضار أسير آخر في السجن معي؟... ودخلت غرفتي أحاول الإبتعاد عنه والسلام... اتحجج بصنع أي شيئ وتنظيف أي شيئ كي لا أجلس معه... لم يهتم يوما لذلك... ولن يهتم الآن... فلم يمر سوى عشرة أيام على موقف الفزع.... لم أنساه... 




ولن أنساه له ماحييت... كنت في تلك الفترة أعدل من المطبخ وجميع اركان الشقة... قمت بنقل البوتجاز لجعله مواجه لباب المطبخ كي أرى غطائه الزجاجي جميع مايحدث خلفي وأكشف ما يدور دون الحاجة للالتفاف ... واشتريت ضمن الأشياء الجديدة ورق حائط فضي يكاد يشبه المرايا وطاقم صواني فضي أخر... وضعت الورق فوق سيراميك المطبخ بأكمله... والصواني قمت بتعليقها فوق الحوض لتكشف لي مايدور خلفي... وتوالت أصوات الأنفاس... وبدأت أعتاد وجودها... حتي أنني بدأت في الإلتفات حين ينتهي الصوت وليس العكس... وبعد مرور أسبوع أخر اتي طارق ليلقي لي الكلمتان.... والداي يأتون لزيارتنا غدا يتغدون معنا... هل تُريدين شيئا من الأسفل؟



نيرمين :لا

أنتهت محاولته الأولي وسيدخل في صمت الشهر ولكن بعد أن يمرر عزومة والديه... وذهبت للخارج أبتاع بعض الأشياء لتحضير الطعام... ومع عودتي وإفراغي للمحتويات شعرت بالإنهاك... فذهبت لغرفتي بدلت ثيابي... ومع فتحي للدولاب وجدته مفتوحا بالفعل وكأن شيئا يتسبب في إزاحة الشماعات للخارج... مددت يدي لأتحسس ذلك التجويف فلم أفهم... فقمت بحمل جميع الشماعات للخارج ووضعتها فوق السرير... وقمت بمحاولة إرجاع الخشب بيدي للداخل... فلم أستطيع... فأحضرت مفكا وقمت بفك ذاك اللوح الخشبي لأجد خلف الخشب بروازا لصورة كبيرة لإمرأة ترتدي لباسها التحتي في العصر الفرنسي الملكي... بروازا بالحجم  الطبيعي اخرجته للخارج بهدوء شديد مخافة ان يحدث له شيئا... وأعدت االوح الخشبي لمكانه والشماعات وأغلقت الدولاب.... 



وأسندت اللوحة علي الدولاب وظللت واقفة اأمامها أتأملها... لم أشعر بمرور الوقت إلا وطارق يصرخ بي... هل عُدتي لشرودك مجددا؟! لقد نبح صوتي من كثرة النداء عليكِ ولا تجبين... هل هذه هي التربية التي تربيتي عليها ألا تجيبي علي؟! يبدو أن الخصام أصبح مريحا لكِ وعلي من الآن البحث عن عقابا أخر... سأرسل لأهلك يآتون ليشاهدوا سلوك إبنتهم المصونة... ليعلموا ماذا أتحمل.... وخرج وهو يخرج بعض الكلمات التي لم أهتم حتي لمعرفتها... لم يلحظ حتي ماوجدته... هو دخل ليلقي بالسم من لسانه... فكيف أطلب منه التوقف للحظات عن إلقاء السُم ببدني!  ووضعت الصورة جانبا بين الدولاب والحائط... وعدت للمطبخ أجهز لعزومة الغد... وبما أنه أخبرني بإستدعائه لأهلي فسأقوم بزيادة الطعام ليأكلوا معنا.... وباليوم التالي حضرت والدته مبكرا... ووالده سيأتي من العمل علينا... ودخلت معي المطبخ بعد أن قام طارق بإدخالها لجميع الشقة لتراها.... ثم أتت لتساعدني... فلم يعجبها ذاك الورق الفضي... وقالت لي: لم أكن أعلم أن ذوقك سيئ لتلك الدرجة... ما الذي تضعينه بالمطبخ... أزيلي كل ذاك الورق المقزز... لقد أضعت جمال السيراميك بهذا الورق…



نيرمين :المطبخ مملكة المرأة... وأنا أرتاح بالوقوف وحولي اللون الفضي هكذا…



والدة طارق :ولكن منظرة سيئ للغاية... وكأنني أقف ببيت المرايا في الملاهي كم كنت أخاف هذا البيت....


نيرمين : وهذا البيت كان بيت أماني كلما ذهبت للملاهي... أن أعرف مايدور بجواري وبظهري بنفس لحظة معرفتي بما يدور أمامي أليس هذا رائعا؟


والدة طارق : طالما هذا يُريحك فأنتي حُرة ولكنني أشعر بالضيق هنا سأخرج للجلوس بالخارج... وإذا أردت مساعدتي بشيء إحضارها لي خارجا..


نيرمين :شكرا لكي لا تقلقي سيكون كل شيئ جاهزا في الوقت المحدد


وخرجت لتجلس مع طارق وسمعتها تتحدث معه عن ما فعلته بالمطبخ وهل كنت أفعل ذلك الشيء المقزز في الغربة أم أن هذا جديد... الغريب أن طارق أخبرها أنني هكذا منذ أن تزوجني... متقلبة العمل والوتيرة.... والأغرب أنني كنت أسمع حديثهم وكأنهم يجلسون معي بالمطبخ رغم أن المسافة بيننا عشرة أمتار على أقل تقدير.... وبينما أنا أستمع لما يدور بينهم حتى صرخت فجأة... 



بينما كنت أستمع حوارهما وجدت أمامي الأثاث يشتغل بمفرده... وجدتني اراه من مرآة الموقد التفت لاتحقق زادت الحريقة... صرخت بشدة فاسرع طارق ووالدته إلي وقبل أن يصلوا حال بيني وبينهم النار المشتعلة بالكرسي... قام بإحضار بطانية من فوق السرير وقام بوضعها على الحريق لإخماده... بدأ دخان رمادي في التصاعد ما يعني أنه نجح... قام طارق برفع الغطاء ليرى هل انطفأت النار... ووجد ما جعل جميع شعراتنا تقف مذهولا... وأصابت أجسادنا القشعريرة.... عاد الكرسي كما كان قبل التهام النار... وعلى العكس فقد زاد بريق لونه الذهبي ليعود مضيئا أكثر من الأثاث الجديد... أصابهم الذهول... أما أنا فعُدت إلي المطبخ وكأنني معتادة علي هذه الأشياء... وصل والداي ودخلوا يجلسون مع طارق ووالدته بالصالون... ورغم أنه أبعد مايكون عن المطبخ إلا أنني كنت أسمعهم بوضوح وكأن بالمطبخ مكبرات صوت... أشتكي طارق لوالدي من سوء سلوك وشرودي المتكرر ومن محبتي للعقاب والصمت وأنه لم يعد يهزني مثلما قبل... لم يخجل منه نفسه وهو يخبر والدي أنه يفعل معي عقاباً لسوء معاملتي... وتحدثت والدته بأن ذوقي أصبح غريب وابتساماتي مبتذلة وأنني أعيش وكأنني مجبورة على هذه الحياة... عند هذه الكلمة... 



خرجت من المطبخ وأتجهت إليها ونظرت لها بكره وقلت لها :نعم أنا مجبورة علي تلك الحياة لان لدي والدين يرون أن العيوب التي تضايقني بطارق بمنظرهم لا تقوى أن تكون سبباً للنجاة من ذلك البيت... أخبرتهم بعقابه لي على الطعام الذي سُكب... حتى أنني اتجهت لطارق وأمسكت بيده أريهم كيف استطاع تحمل فتح يده فقط يرعبني ويزيد خوفي منه... أنا أعيش مع شخص حين يكون مريحاً ومسالماً لا يستطيع المكوث كثيراً في هذا الوضع... ومع أول شيئ أفعله يتهمني بقلة التربية ويتصل يشتكيني لولي أمري وكأنني معه بمدرسة داخلية أنتظر طوال الوقت التخرج منها لأنعم بمباهج الحياة... كنت زهرة متفتحة الضحكات لا تفارق وجهها…



 ولكن معه أصبحت أخشي الإبتسام لأن ذلك يعني أنني طوال الوقت لا أشعر بألمه ولا بضغطة ولا مشغولياته... فعلي دوماً أن أتظاهر معه بالإهتمام وأنني حزينة لأجله حتي أصبحت حزينة بسبب وجودي بجانبه... كانت كلماتي تخرج بصراخ يصحبه قهرة... أخبرته أنني أريد الطلاق ولن يمنعني أحد من الخروج من ذاك البيت... لأجد والدي يقول فقط اهدئي كل شيء سيكون على مايرام... فصرخت به أيضاً... ستة سنوات وأنت تقول لي هذا ولا شيئ أصبح علي مايرام... فقط أنا من أتحمل... لم يعد بإمكاني تحمل المزيد... 



هذه الشقة دفعت بها ثمانون ألفاً أكثر من ثلثين ثمنها... ولكنه عند التوقيع أصر علي جعلها بالنصف فقط بيننا حتي يضمن حقه بأنني لن أدفع له باقي مادفع وأخلصها لي.... لا يأتمنني علي أي شيئ... يوفر مني لكي يأتي لنفسه بما يريد... ويحفظه خلسة من ورائي حتي لا أسأله بما أن معك بعض المال فلماذا لا تحضر لي هدية أو كسوة... لأتفاجأ بأنه يحضر أشياءه خلسة بسبب إستكثاري الخير له وأريد مقاسمته فيه.... أما خيري أنا وراتبي أنا فهو شريك فيه بأمر والداي.... لا أريد من أحد التدخل بعد الآن... سأتطلق ولن أكمل معه يوماً أخر وسأظل بشقتي.... وتركتهم ودخلت غرفتي كانت دموعي تنهمر وكأنها كمطر تساقط فوق جبل فتسبب فيه بفيضان رمال... تم قرع الباب ودخلت والدتي الغرفة وقالت : نحن نعلم أنك تتحملين ما لا يستطيعه أحد... ولكن البيوت تقام علي تحمل النساء…



 طارق به عيوباً كثيرة لا ننكرها ولكن أيضاً مميزاته كثيرة... تذكري أوقات أجازتكم وكم كنتي سعيدة فيها... ليست الحياة سعادة فقط.... أنظري للجانب الأخر في الحياة... ستتركِ طارق... ماذا بعد ذلك؟! ستبدأين من جديد... ويضيق بك الحال فتبحثين عن عمل تهلكِ بدنك به... واذا أكرمكِ الله وجدتي من يُريد تزوجك... وحينها سيكون لديه عيوباً أيضاً كما أن بكِ أيضاً عيوب... ووقتها سوف تضطرين للتنازل أكثر من قبل حتي لا تكوني فشلتي مرتين... 


اكمل قراءة القصة




وحتي لا تصبحي وحيدة مجدداً... الطلاق ليس سهلاً ولم نقف يوماً أمام راحتك... فقط نحن نعلم أن العالم بالخارج لن يجعلكِ ترتاحين وأنتِ فيه بمفردك... هذا المجتمع حين يشكي الزوج أو الزوجة كلاً منهما الأخر تجدين أغلب الناس يخبروهم بأن الطلاق هو الحل... وهم نفس الأشخاص الذين يقفون للمطلقة ينظرون إليها نظرة متدنية وكأنها فعلت جريمة... لا أحد سيكون معكِ…



 نحن سنترككِ بوقت ما حين يأتي أجلنا... يمكننا الضغط علي طارق قليلا ليتعامل معكِ برفق ولين... ولكن لابد لكي أن تكوني ذكية وتتحاشين غضبه وتمتصيه سريعاً... قُرع الباب مرة ثانية ودخلت والدة طارق :إبنتنا الحلوة... رائحة طعامك أصابت الجميع بالجوع... هل ستُطعمينا أم نخرج من منزلكم ونحن جوعا هكذا... إبتسمت لها والدتي وقالت :حالاً والطعام سيصبح جاهزاً....ووقفت لأكمل باقي عملي... وجلست معهم على الطاولة لم أشعر بشيء يمر عبر حلقي سوى مرارة أني حتي بعد ثورتي وصياحي لم أصل لشيء وعدت كما الخادمة أحضر الطعام لان بطون الجميع لم تتحمل ألم الجوع قليلاً... أما أنا وألم قلبي وبدني فليس بشيء مهماً يبحث الجميع عن يريحوني منه.... وجدتني أقف واتجه ناحية المطبخ... وأمسكت بكوباً من الماء وقبل أن أضعه علي شفتاي حتي سمعت صرخات طارق... لقد وقعت عليه الحساء الساخن... لم ألتفت وشربت رشفتين من الماء... مررت من جانب الجميع وهم يحاولون تهدئة طارق الذي استشاط غضباً وقال :أنظروا إليها وهي تتعامل كما أن حيواناً هو من سُلخ وليس زوجها... تتدخل والدته هدئ من نفسك... ولا تنشغل بها الآن... هيا لتكمل طعامك فأنت لم تأكل منذ الصباح... 


وقبل أن يعود الجميع لمقاعدهم ثانية حتي سقط الإبريق النحاس من فوق البوفيه ففزع الجميع... وضحكوا... ثم حاولوا أن يكملوا طعامهم ولكن مع محاولة غرف الطعام من الطاجن البايركس حتى إنكسر وتفتت إلى قطع زجاج صغيرة وعمت الفوضى على الطعام... حاولوا رفع الطعام علي البوفيه ليقوموا بتنظيف الزجاج فسقط الطعام على الأرض... حينها نظر الجميع لبعضهم البعض... يبدو أننا لسنا بمفردنا هنا.... لتُضيئ النجفة بأكملها فجأة ثم تنكسر جميع اللمبات محدثة صوت فرقعة كبيرة.... تعالت الصرخات وأصبحت والدتي تصيح علي لأخرج لهم بعض الشمع... لم أجيب على أحد... 


ظللت جالسة بغرفتي أتأمل صورة تلك السيدة... حتي فتح طارق علي الباب وقال لي الجميع يصرخ بالخارج وأنتِ لا تكترثين سوي لراحة أعصابك... ها هم قد رأوا برودك... وجدتني أضحك و تحرك بإتجاه ببطء وأصبحت أنيابي ظاهرة وسال الماء من فمي... كانت نظرات الكره والغل تظهر جلية على... لم أكن بحاجة لأجعلها تظهر عنوة... أخرجت صوت الزئير وجدته يتراجع للخلف حتى سقط علي ظهره  وصرخ بصوت عالي ليدخل الجميع.... عطيتهم ظهري قبل الدخول بلحظة... أخبرهم طارق أنني أصبح شكلي مخيفاً فنظرت له بكامل هدوئي : عار عليك أن تصفني بالمخيفة... أنا زوجتك نرمين هل نسيتني؟!



تعجب الجميع وقالوا :هناك شيئاً غير طبيعي بهذه الشقة..... منذ قدومكم وأنتم بحال لا يُرضي أحد... ومنذ قدومنا وأشياء غريبة تحدث... علينا أن نحضر شيخاً يقوم بعمل تحصين للمنزل.... أبتسمت لهم وقلت حسناً... لا بأس... ولكني الآن أريد النوم... ودخلت سريري بالفعل وظلوا واقفين قليلا لا يستوعبون ما يحدث... ولكن بالنهاية أطفئوا المصباح وخرجوا... وظللت أسمع كلامهم كاملا وكأنني جالسة معهم... يقسم طارق أنني أفزعته وأنني أفعل معه ما حاول فعله معي وأنني لا يجوز لي الرد عليه بنفس الطريقة وأنه قواما علي... وعلي والدي حل الأمر وإلا سيكون عقابه أكثر إيلاماً... حينها ثار والدي وقال يكفي إلي هذا الحد... لن أسمح لك بالتمادي أكثر من ذلك... طلقها وأترك هذه الشقة وسأعطيك مادفعت وأكثر... أرتاب صوت طارق كثيراً وقال له :عمي أنا لا أقصد شيئاً أنا فقط كنت عصبي قليلاً  ليجيبه والدي :وأنا لن أسكت أمامك ثانية... يبدو أنني كلما ضغطنا على إبنتي تماديت بخبث أفعالك... لم تكبر لأحد ولم تفعل مايجعل رصيدك عند إبنتي يزيد... فأستحققت كرهها... من الآن ولمدة شهراً واحداً لا أكثر إذا لم تعود إبنتي لابتسامتها ورونقها وسعادتها مثلما أخذتها وسأقوم بتطليقها منك بيدي..



طارق :لا أحد يجبرني على الطلاق و.....



والدي :ومن قال أني سأنتظر... سترفع إبنتي خُلعاً... الإنذار أمام والداك... ولن أعود بكلمتي.... وأخذ والدتي وخرج من المنزل.... ظلوا والديه جالسين معه... أخبروه بأنهم لم يروا والدي بهذا الغضب من قبل... ويبدو أن هدؤه طوال السنوات الماضية قد إنتهي... وعليه الإختيار... إما التنفيذ أو الطلاق.... وتركوه وخرجوا.... ظل طارق يفكر بالخارج حتي أشرقت الشمس... وجدته يدخل الغرفة لينام... وجدني جالسة علي السرير وأنظر للوحة الكبيرة أمامي…



 كان تردده واضح... يتكلم أم يتجاهل ويكمل بالصمت العقابي... ولكنه قرر عدم التنازل وأختار التجاهل ودخل السرير وأعطاني ظهره... وقبل ان يقوم بسحب الغطاء تم سحبه من قدميه لخارج السرير... كاد أن يسقط علي الأرض ولكنه تمسك برأس السرير الصغيرة وصرخ بي... لم ألتفت إليه... كنت أري كل شيئ بمرايا الدولاب الجرلر التي أمامي... فكرت قليلا ووجدتني أقوم بتجربة صغيرة... هل هذه الارواح تساعدني وتنتقم من طارق لي؟! هل هذه روح تلك السيدة التي بالصورة ؟!



 لو أقسمت أن في هذه اللحظة الصورة قد اهتزت لقال الجميع عني أنني متوهمة... وكانها تخبرني نعم انا هي.... أشرت بيدي إشارة يكفي إلي هذا الحد.. فتركته فسقط علي وجه فجأة... وقف طارق وأتجه نحوي بعصبية وقال :أعلم الان ماذا تحاولين أن تفعلي بي... لقد صرتِ مشعوذة ولا  يهمك سوي أن تصيبيني بالجنون.... رفع يده ليصفعني للمرة الأولي خلال زواجنا فرأيته يطير من أمامي وصُدم بالحائط الذي خلفه فسقط علي الأرض جالساً متألماً... 



وما هي الا ثوان حتي ظهر خيال أبيض يصحبه دخان أسود... وأشتعل باب الغرفة بجوار طارق بالنار... ما رأيته كان شبح... ولكن كانت معرفتي عن الأشباح أنها تخرج فقط في الظلام... ولشخص يجلس بمفرده... أستطيع الآن بكل ثقة أن أسميها ملاكِ الحارس والتي تحاول حمايتي دوما من أي شر... 


وجدتني أبتسم لدموع تألم طارق.... للمرة الأولي أراه يتألم من شيئ بهذه الحياة... هذا الشخص الذي يخشي أن يبين ألمه لي فيبدو ضعيفاً فلا يقوي علي القسوة علي مجدداً فينكسر صورته وهيبة عقابه لي أمام عيني.... كانت نظراته تبعث بالالم والإنكسار.... حينها إنطفأت النار المشتعلة بالباب الخشبي وصار كما كان... وأنفتح علي مصرعيه فقام طارق بالوقوف متألما وخرج منه إلي باب الشقة الذي أغلقه خلفه بقوة.... أتجهت للمطبخ وأحضرت الكيس الأسود الكبير


 الذي أفرغت به سلة القمامة الورقية... وعدت مجدداً لغرفتي وآغلقت الباب بالمفتاح خشية أن يعود طارق بآي لحظة... وأفرغت الكيس أمام الصورة وجلست أمامها علي الأرض وقلت لها بصوت عالي :بما علي البدء أولا... بلحظة ترتبت الأوراق وكأنها كتابا مفككاً... أصبحت أستطيع الإطلاع الآن.... أنا مجيدة سلامة أتيت إلي هذه الشقة عقب بناية هذه البناية عام ١٨٩٩ 


ببدايات منطقة مصر الجديدة حين كانت رقعة فارغة من المساحة الصحراوية... كنت عروس جديدة تزوجت من كمال... كان وسيما وذو شخصية جذابة... تقدم لخطبتي عن طريق والدي ووافق لأنه تم تعينه جديداً معه بالمصلحة الحكومية التي يعمل بها... رأي منه حُسن معاملة وخلق فتوسم فيه الخير ووافق عليه... بعد زواجنا بيومان رأيته دوماً مايخرج ليلاً ويتركني بمفردي... كان يذهب لأصدقائه علي المقهي ويجلس معهم حتي وقت متأخر من الليل... حاولت التحدث إليه خاصة بعد خوفي من الجلوس بمفردي بهذا البيت الكبير ذو السقف المرتفع للغاية بهذه المنطقة الجديدة... 



لم يستمع لي ونهرني أنني كيف أجرؤ علي التحكم به وسؤاله المكوث بجانبي... رأيت الوجه الأخر مبكراً... وشكوته لوالدتي... فقصت لوالدي الموضوع فتحدث معه... تكلم مع والدي برقة فظننت الامر قد مر مرور الكرام... ولكن حين عاد للبيت وكأن قناعاً قد أُزيح عن وجه.. صراخاً بوجهي وتكسير بالانتيكات والكريستالات... كنت أهاب الصراخ والشجار... رأي خوفي فستمتع به كحال جميع المجرمين الذين يتغذون علي خوف وألم ضحاياهم…


 مرت الليالي ووالداي لا يصدقونني فهو مع الجميع لين وهادئ ويستمع للكبير ويرفق بالصغير ويتعامل بالحسني ولكن معي كان النقيض... أخبروني أن العيب بالتأكيد لدي انا وعلي تغير طريقتي والتعامل بشيئ من اللين ولا مانع ان انكسر له أكثر إن كان يحب ذلك فليس هناك كرامة بين الرجل وزوجته... حاولت إخبارهم بأنني أريد الفرار... كنت صغيرة لدرجة انني لم اكن أعلم بأنه يمكنني الطلاق... لم أسمع به من قبل في حياتي... ولكن والداي أخبراني بإستحالة الأمر... الجميع يعرفون زوجي ويعلمون كم هو شخصاً محب ورؤوف وهادئ وهذا يعني أنني السبب في فشل تلك الزيجة... لم يستمعوا لي بعد تلك المحادثة... فقررت الإستسلام... صِرت  اتحاشي التعامل معه... واتجنب رؤيته... إعتدت الوحدة وخاصة عند عدم وجود أطفال... الجميع يسألني انا أيضاً وكأن المشكلة لدي فقط... تكلم والدي معه بالذهاب للطبيب للكشف بعد تأخر للحمل فوافق فهو لين كما قلت…


 والطبيب أخبره بعد التحاليل أنني سليمة ولكن الجميع أيضاً لم يصدقوا الأمر وأنني لست مهمة لأبتعد وأبدء حياتي مع شخصاً أخر... زادت الفجوة ولم يكترث كمال لأمري أصبح التأخير مبيت بالأيام خارج البيت... حتي اتتني ذات صباح واحدة هيئتها غريبة... أخبرتني آنها زوجته.. وهي صاحبة ملهي ليلي وان عليها التعرف بتلك التي يتركها في المنزل رغم كره لها فقط لأنها تكمل الوجهة المشرفة أمام الجميع... كانت ضحكاتها كبيرة وبصوت عالي رفيع ترج الشقة الفارغة فتملئها رنين... أخبرت والداي بقدوم تلك المرأه وان فرصتي أتت للخلاص من هذا الكابوس... فتكلموا مع كمال... فأخبرهم أنها من تريد الزواج منه وهو من يقوم بصدها وجاءت فعلت ذلك لتفتعل مشكلة بيننا لأتركه لها.... أقتنع الجميع بكلماته التي كالسحر وامروني بالعودة لبيته مجدداً... لم يكلف أحد خاطره أنه يسأل خلفه... فهو المفترض الهادئ الطيب الصدوق... 


وكانت هذه هي نهاية الراحة... كان الضرب البداية والمنع من الخروج نهائياً من البيت... كانت الخادمة الصغيرة هي من تأتي بالطلبات... ومرت السنوات ووالداي يرون ان هذا حقه ولا يمكنهم التدخل بين الرجل وأهل بيته... بدات أضحك أمامهم  فمتي تدخلتم من قبل لأتوقع مجيأكم الأن وتقفون بجواري... بكيت امامهم كما لم أبكي طوال حياتي... ويبدو انه أخيراً قد تحرك بداخلهم شيئاً.. فتكلموا مع كمال بطلبي الطلاق فأبي... فطلبوا أن يحضرني لاريح أعصابي لديهم فترة فرفض أيضاً... وأظهر تمسكه بي فنزلوا علي طلبه... وكانت هذه نهاية  تحمله... إنتهت الاوراق... وأزداد فضولي لمعرفة مصير مجيدة... وجدتني أنظر لصورتها وأسألها : هل ضربك؟ لم أجد رد.... هل طلقك؟لم أستمع او أري شيئ.... هل قام بإذائك... حينها تحركت الصورة.... شعرت أنني أسير بالطريق الصحيح... فأكملت أسألتي... هل قام بإخراسك للأبد؟ أهتزت الصورة بقوة أكبر... وسمعت صوت قرع شديد للباب... وقفت فإذا به طارق يقف امامي ومعه والدي يقومون بسحبي للخارج عنوة حتي خرجت خارج الشقة.... واصر والدي المجيئ معهم للسمسار الذي إشترينا منه الشقة... بدخولنا لديه قام طارق بالتهجم عليه وقال له :لماذا لم تخبرنا أن الشقة مسكونة؟!




السمسار : انزل يدك عني وإلا طلبت لك الشرطة... حين أنزل طارق يده بقوة من يد السمسار قال له السمسار : ولماذا أخبرك؟! هل هناك شقة بهذا السعر؟! ظننتك تعلم ولا مانع لديك... وحين لم تأتيني بعد يومين كعادة من سبقوك قلت لقد إعتدت الأمر ولا مانع لديك…

اكمل قراءة القصة





طارق :لقد كِدت أخسر زوجتي وصحتي وخسرت راحة بالي.. وجدتني أضحك بشدة... زوجتك! التي كدت تصفعها علي وجهها لأن الصمت العقابي لم يعد يأتي بنتيجة؟!



والدي :هل حاولت ضرب إبنتي ياطارق وتدعي أن أرواحاً بالشقة تلبست زوجتك وجعلتها تضربك؟!

طارق :لم أفعل  صدقني... كانت لحظة غضب ولم تكتمل

أنا :وهل يجب أن أنتظر حتى تكتمل المرة القادمة؟ أساساً لقد إتخذت قراري... وستطلق اليوم... ولن أنتظر معك يوماً أخر وإلا سأرد لك الصاع صاعين وأنت تعلم كيف... وأملت برأسي للجانب الأيسر فتذكر ما حدث له بالشقة... وجدته ينظر لي  شذراً فتبسمت له وقلت :وفر غضبك لغيري ستحتاجه حتماً... وتترك الشقة وتأخذ الأربعين ألفا التي دفعتها... ثار طارق أمام والدي فنظر والدي له وقال عجيب أمرك... أتريد أخذ ما لم تدفع؟! كنت أظنك رجلا ولكنك لأخر لحظة مصمم أن تخلف ظني…



طارق :وأترك لها شقة مسكونة بالعفاريت


أنا :وما ضررك... لا تشغل بالك بي بعد اليوم..... ألقي اليمين وها نحن هنا عند السمسار سنكتب عقود التنازل... و سأسحب لك المبلغ وأعطيه لك اليوم...

طارق :يبدو أنكِ فكرتي بكل شيئ...

أنا :قسوتك أخرجت أسوأ ما في لك...

طارق :أنتِ طالق... قمنا بإمضاء العقد وأنهينا الإجراءات... ومضى طارق لحالة من مكتب السمسار...

والدي للسمسار :ما هي حكاية تلك الشقة؟ ماذا تعرف عنها؟

السمسار :سنة ١٩٥٠ كان والدي حارس عقار بجوار هذا العقار.. صاحب الشقة قبل بيع الشقة بشهر عمل تعديلات بالشقة وبني حائط بالشقة... وبعدها سمعنا أن زوجته هربت ولم يعثر عليها أحد... فباع زوجها الشقة حين حزن عليها... ومن ليلتها والشقة مسكونة بهذا الشكل... لا يسكنها شخص إلا ويأتيني بعد ليلتين يستغيث... ومن يُعمر بها يأتي بعد شهر يسأل علي شيخ يخرج من الشقة العُمار... ويأتي شيوخ وقساوسة علي مدار ستون عاماً وأكثر ولا يخرج ما بها…


والدي :إذن اعرضها للبيع... فقاطعته والدي قائلا... لا أتركني بها ليلتين فقط وبعدها سأقول لك إن تبيعها


والدي :لن أتركك بها لقد رأيت بنفسي ما يحدث بداخلها


لا تقلق علي... ثق بي...


وعدت للشقة... وما أن دخلتها حتى ندهت عليها... مجيدة لقد اتيت... ساعديني أن أساعدك... واتجهت لغرفتها وأمام صورتها... وجدت الصورة تهتز حتي سقطت علي الأرض فعلمت أنها قد أتت... مجيدة... هل كمال قتلك؟ اهتزت الصورة فعلمت أنه نعم... فسألتها من جديد... هل دفنك هنا حين قام بتجديد الشقة؟


إهتزت الصورة بشكل أكبر... آين أجد جثمانك؟... ثبتت الصورة ووجدت سهم من النار يمشي علي الأرض ويسير حتي خرجت من الغرفة... ووجدت السهم يشير للغرفة من الخارج... قلت لها بصوت عالي... دفنك بهذه الغرفة؟ ... فينطفئ السهم...دفنك بالقرب من الغرفة فيضيئ السهم بالنار ثانية... أخذت بإعادة السؤال فقرع الباب ووجدت والداي قد أتوا ليظلوا بجواري لم يستريحا لمكوثي بمفردي... أخبرتهم بالإنتظار وان لا يخافا... وأخبرت مجيدة أنها بأمان ووالداي هنا ليساعداها... هنا ظهر السهم بالنار من جديد... حاولت شرح الأمر لوالداي فقالت والدتي ندخل للغرفة... فلا يمر السهم من الحائط... 


هنا قال والدي هل تقصد مجيدة أن جثتها في هذا الحائط؟ هنا أصبحت صورتها تهتز بشدة أكبر... حينها طلب والدي من حارس العقار ان يأتي له بأدوات ويقاما بهد الحائط... ما هي إلا لحظات حتي ظهر فراغ بين حائطين... وبداخله جثة مصبوب فوقها أسمنت وكأنه مسلح... قام والدي بالإتصال بالشرطة التي أتت وعاينت الموقع وبعد التحريات والتشريح للجثة ومطابقتها للحمض النووي الموجود بأولاد أخواتها تبين انها متطابقة معهم وأنها مجيدة سلامة المختفية منذ أكثر من ستون عاماً... تم إخراج تصريح دفنها... ودُفنت بمقابر أهلها بمعرفة ذويها... وحضرت الصلاة عليها ودفنها... وعدت لمنزلي... وللمرة الأولي أختفت الأنفاس من الشقة... ونمت تلك الليلة وحلمت بمجيدة... إنسانة جميلة حقاً صغيرة الحجم والملامح... بيضاء ذو وجه دائري مليئ بالبراءة... أتت لي بالحلم شكرتني أنني الوحيدة التي ساعدتها رغم أنها حاولت مساعدة الجميع لينجو من أشباه كمال ولكنهم لم يستطيعوا فهمها مثلما فعلت أنا... قبلتني وأشارت لي علي صندوق بداخل خشب الدولاب وقالت لي هذا بما فيه لك... إستيقظت وبحثت بداخل خشب الدولاب الداخلي فوجدت بروز... قمت بكسره فوجدت صندوق خشبي متوسط الحجم حين فتحته وجدته مليئ بالمجوهرات... وبه 



خطاباً صغيراً... هذه مجوهراتي... أتركها لمن يأتي بعدي ويعيش بمفرده للدرجة التي تجعله من كثرة الفراغ يبحث بداخل الأثاث علي مكان يخبئ به أشياءه البسيطة ظناً منه أنه يفعل شيئاً ثميناً وبمرور الوقت يخبئ الثمين حقاً... هذا لك... تذكرني بالخير دوماً... فليس لي نسل يدعو لي... أحببت الجميع رغم وحدتي... أنا مجيدة سلامة وهذه ثروتي ومحبتي... وجدتني أقبل الصندوق والخطاب وقلت لها لن أنساكِ ما حييت... وظللت بالمنزل هذا سنوات... وتزوجت وأنجبت فتاتان مجيدة وماجدة وفتى أسميته ماجد... وأخبرت الجميع بحكايتها وحكايتي التي تغيرت معها وبها... كنت معكم أنا نرمين سالم وهذه كانت قصتي من داخل الغرفة الباكية علي فقدان صاحبتها... 



أتشرف بدعوة الجميع لحضور أول حفل توقيع لي بمعرض الكتاب القادم بأرض المعارض بجوار مسجد المشير بمقر دار the writer operation يوم 29 يناير الساعة 03:30 عصرا.. ننتظر تشريفكم ومقابلتهم جميعاً... 

لو وصلت لهنا لازم تعرف ان كل لايك وكومنت وشير بيساعد ان القصة توصل لأكبر عدد ممكن من الناس وبالتالي بتساعدني أني أكمل.... ان شاء الله تعجبكم باقيتها ... مستنية رأيكم... شكرا ليكم...



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-