أخر الاخبار

عيد الحب: كيف تحررنا العلاقة وفق سيمون دي بوفوار؟

عيد الحب,اغاني عيد الحب,هدايا عيد الحب,حب,عيد الحب 2020,اغنية عيد الحب,اغنيه عيد الحب,الحب,اغاني,الفلانتين,رسائل عيد الحب,رسائل حب,فالنتاين,حالات حب,عيد,حالات,اغاني عراقية,جمال,عراقية,رضوي الشربيني,اليسا,حالة واتس اب,حالات وتس اب,حالات واتس اب حب


عيد الحب: كيف تحررنا العلاقة وفق سيمون دي بوفوار؟

من الممكن أن يكون الحب واحد من أكثر المحاولات إيلاماً للإنسان ومصدرا لمعاناته.

ولعلّ الروابط الرومانسية من أهم العلاقات التي عرفت الإخفاق في الزمان الماضي البشري، ومع هذا لم ينتهِ الحب واستمرت الروابط برغم الفشل والوجع الذي قد ينتج عنه.




وفي العقود الأخيرة نلاحظ ارتفاع التشكيك على نحو الصلة الرومانسية التقليدية، ولا سيما عقب اتساع الإدراك بالخطاب النسوي، لما فيها برأي كثيرين من بغي بحق المرأة.

تقول الكاتبة الفرنسية بيغي ساستر، صاحبة كتاب "كيف يسمم الحب الإناث؟"، إن الزواج، فيما يتعلق للمرأة، هو نعش، والأطفال هم مساميره". ويقول جولييه دروار، الناشط مقابل الغيرية إن "الثنائي الغيري يحط شخصاً مهيمناً في وجه واحد مهيمن أعلاه بنيوياً من قبل المذكر".

ولأن العلاقة الرومانسية أظهرت خللاً ومشكلات مستدامة، سعى مفكرون وفلاسفة إرجاع بلوَرة مفهوم الحب، بأسلوب يقي من رحلة الأوجاع المنتظر وقوعها والظلم الذي يحدث في أكثرية الأحيان على المرأة. من ضمن هؤلاء، اهتمت الفيلسوفة الفرنسية سيمون دو بوفوار بالحب وبعلاقته بمسألة خضوع المرأة واستقلالها.

ابتدعت بوفوار مفهوم "الحب العريق" الذي اعتبرته واحداً من أهم الأدوات قوةً للشخصيات الراغبين بالحرية"، بجوار عيشها أكثر من  خمسين سنة في رابطة حب غير كلاسيكية مع شريكها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر.

الحب اللازم والحب العرضي



سيمون دي بوفوار,نسوية,سيمون,سارتر,سيمون دو بوفوار,سيمون دي بفوار,دي بوفوار,سيمون فاي,بوفوار,عن سيمون دي,فيمينست يوسف جوكر,فلسفة,شوبنهور,حرية محمد منير,سعوديات,جان بول سارتر,منظمة حقوقية,علمناه الشعر,سيطرة شرق وغرب حمو بيكا,فيمين از ريل

ذات عشية من عام 1929، اقترح سارتر على بوفوار، حينما كانا في العشرينيات من عمرهما، عقداً قابلاً للتجديد كل سنتين، مبدأه كالآتي: حبنا "حب الأهمية"، ولا إشكالية في أن نعيش على هامش ذلك الحب قصصاً من "الحب العرضي". حب الأهمية هو الصلة الثابتة والمستمرة بينهما، أما مجازفات الحب العرضي، فتتسم بالخفة والمتعة. بكلامٍ أجدد اتفق الطرفان على صلةٍ مفتوحة يحافظان فيها على شراكتهما، بدون "احتكار" الشخص للآخر. فالمغامرات الرومانسية، وفق سارتر، هي الأسلوب والكيفية المثلى للتعرف إلى العالم لأننا "حين نصبح رجالاً نتعرف إلى العالم عبر المرأة والعكس بالعكس". الشرط الأوحد لنجاح ذلك الاتفاق هو الصراحة المطلقة بين الطرفين، ألا يخفيا شيئاً عن عدد محدود من، أن تكون مغامراتهما الجانبية على الطاولة أمامهما طول الوقتً.



عزم الثنائي المشهور في ميدان الفلسفة أن يقطن الحب بدون شركة، أي بلا زواج، بحرية متبادلة وبشرط الشفافية. ذاك الاتفاق المكتوب كان يجسد ايضاًًً وقته تحدياً صريحاً لـ"أخلاق البرجوازية". فبرأيهما حتى الحب لا يلزم أن يكون عقبةً في مواجهة كلف العيش بغزارة، في مواجهة استطلاع العالم. ظلت تلك الشراكة بين الشخصين 51 عاماً، وخلقت نظريات وأفكارا وكتبا غفيرة، وألهمت كثيرين من الأجيال التالية. وبنظر بوفوار، تلك المسعى أثمرت "طفلاً" هو الوجودية.



مرّت تلك الرابطة الطويلة بنجاحات وإخفاقات، لاسيماً لناحية اعتراف بوفوار في أحيان وفيرة بغيرتها على سارتر، وعن أنباء مغامرتهما الجنسية التي لامست حواجز الفضائح في حياتهما الاكاديمية والفكرية. لكن صلة الفيلسوفين واصلّت راسخة، حتى لُحدت بوفوار في مقبرة مونبارناس بجانب سارتر الذي وافته المنية قبلها بست أعوام. فما هو سرّ تفوق تلك الصيغة غير المعهودة بكثرةً ؟



لا نصبح بل نصير


ريان سيرجانت,إميلا يتسوقان,عيد الحب,هدايا عيد الحب,عيد الحب 2020,حالات واتس اب بمناسبة عيد الحب,اجمل حالات واتس اب عيد الحب,حالات واتس اب حب,حب,عيد الفلانتين,الحب,حالات حب,اغنية بمناسبة عيد الحب,تهنئة عيد الحب,الفلانتين,واتس اب عيد الحب,تهنئة عيد الحب 2020

تأثرت فلسفة بوفوار إلى حاجزّ عظيم بفلسفة سارتر. وفي "الجنس الآخر" الكتاب المرجعي الجوهري في النسوية حتى يومنا ذلك، انطلقت الفيلسوفة في مقاربتها للظلم التاريخي التالي بالمرأة من توضيح مفهوم سارتر للوجودية باعتبارها غلبة الوجود على اللب. هذا يقصد أن وجود الانسان يسبق جوهره ويحدده لا الضد، أي أننا لا "نصبح" بل "نصير". لا شيء معطى سلفاً، إلا أن الانسان بلغة سارتر هو مشروع، يصنعه بشخصه، يركبه ويفككه إلى ما لانهاية. ذاك إيرادٌ إلى كوننا، في المذهب الوجودي، متروكين في عالمٍ لا "مدير" له، لهذا نحن وفق سارتر "محكومون بالحرية".



وتجيء تلك الحرية العارية من وحدتنا الكاملة في عالمٍ عرضي لا معنىً معين سلفاً له. حين نفهم هذا عند سارتر، بإمكاننا بالتالي أدرك أشهر فقرة لبوفوار: "لا تولد الواحدة امرأة، بل تصبح أيضا". ذاك بيسر ينسجم مع رأي أنه ما من دور معين مسبقاً للإنسان. من هنا أيضاًً، تجيء رأي أن الهويات الجندرية هي وجّهٌ غير ختامي، بل فلك اجتماعي.



ولأن الانسان، في الفلسفة الوجودية، يعادل الحرية، لا تفوق لإجراء أو لعلاقة تنكر تلك الحرية أو تسعى إلغاءها.


في كتابها "مبادىء عدم الوضوح" تؤكد بوفوار أن الشر يكمن ليس إلا في إنكار الحرية (حريتي وحرية الآخرين)، وأنه لا يمكنني أن أؤكد ولا أن أعيش حريتي بلا تأكيدي لحريات الاخرين.


من هنا، اعتبرت بوفوار أن حبّاً لا يحترم حرية الذات وحرية الآخر، هو حبٌ "غير عريق" وسيؤدي بالضرورة إلى إنتفاع الصلة الرومانسية لتشريع أنواع من الهرمية بين المجتمع ولاستغلال المرأة.


وفي الجزء الـ2 من كتابها "الجنس الآخر"، أفادت إن الرجل والمرأة ينظران إلى الحب بأسلوب متنوع. حيث أن الرجل تعَود أن ينظر إلى الصلة الرومانسية كجزءٍ من كل، أما المرأة ففي أحيانٍ وفيرة تجعل وجودها في الدنيا جميعها تدور بشأن ذلك الحب. وقد جرى حث الحريم تاريخياً على ألا يتوقعن أشياءً كبرى من الرجال، إضافة إلى إعداد الحريم للحب والزواج عبر دعوتهن إلى تنبأ بغي الرجل باسم الحب. وفي حين تشاهد بوفوار أن السيدات نشأن على وجهة نظر أن الحب هو غرض الحياة، هي أرادت أن تجعل من الحرية وحدها الثمن المحددة لحياة المرأة.


وتنظر بوفوار بسلبية إلى الحب الشغوف لأنه برأيها سيتحوّل سريعاً إلى خضوع من قبل المرأة. ورأت أن الإلتباس الذي تعم مفهوم الحب، أفضى إلى سوء استعماله وإلى جعله وسيلة إنتفاع ومرتعاً لما يدعى بالعلاقة السامة.


وتلك النسخة من الحب استُغلت لتشريع أنواع الهرمية وتمكين الأدوار الجندرية في الرابطة وضمان استمرار ديناميات المجتمع الأبوي من دون تحويل. فيما "الحب العريق" عند بوفوار هو الحب الذي يتقبّل عرضية الآخر ويحترم حريته، فلا يكون ظالماً ولا استغلالياً ولا يحوّل صلة الحب إلى ميدان لسوء المعاملة وطريقاً باتجاه التعاسة.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-