1/20/2023

أفضل طرق الاستثمار في الذهب .. النجاح والمشورة

أفضل طرق الاستثمار في الذهب .. النجاح والمشورة


يختلف سعر الذهب في السوق ، كما هو الحال مع أي سلعة ، حسب العرض والطلب لشراء وبيع الذهب ، وتتحدد أسعار الذهب بالمعاملات في البورصة ، ويتم التحكم في الفرق في سعر الذهب بواسطة عملية تسمى التثبيت. سعر الذهب .. ما الذي يحدد سعر الذهب؟.


الاستثمار,الاستثمار في الاسهم,استثمار,الاستثمار في تركيا,أسعار الذهب في مصر,الذهب في مصر,العملة الرقمية الافضل للاستثمار,الاستثمار طوريل الامد,مخاطر الاستثمار,صناديق الاستثمار,الاقتصاد والاستثمار,كيف تستثمر في الاسهم,ما هي صناديق الاستثمار,دراسة الاستثمار,المضاربة في الاسهم,افضل مشروع تجاري في السعودية,كيف اختبار صناديق الاستثمار,الفضة و الذهب,كيف استثمر في الصناديق,توليفة النجاح للمشاريع التجارية,اسعار الجمال في سوق برقاش,اسعار الذهب اليوم



سعر ثابت للذهب


تم استخدامه لأول مرة في لندن عام 1919 ، وهو يعطي السوق سعرًا ثابتًا للذهب ، ومن أجل مطابقة العملية مع السوق الأمريكية بسبب فارق التوقيت ، تم تقديم جدول مسائي منذ الآن. 1968.


في عام 2005 ، قدر مجلس الذهب العالمي المعروض من الذهب في العالم بحوالي 3859 طنًا ، بينما كان الطلب العالمي 3754 وكان الفائض حوالي 105. تم منح الذهب علامة XAU وفقًا للمعيار الدولي ISO 4217.


ما هو السعر العادل للذهب للشراء ، وما هو السعر العادل لبيع الذهب ، وكيف أشتري الذهب ، وهل أشتري سبائك الذهب أو أوقية الذهب الخام ، وما هي طرق تخزين الذهب؟


كل هذه الأسئلة تشغل أذهان الكثير من الأشخاص المهتمين بالاستثمار أو الادخار في الذهب.


متى يجب أن أشتري الذهب ، وما هو أفضل وقت لشراء الذهب بشكل عام ، والإجابة في أي وقت وفي أي مكان يمكنك شراء الذهب كلما كان لديك نقود.


لكن السؤال .. هل تريد شراء الذهب بغرض الادخار أو الاستثمار؟


إذا كنت ترغب في شراء الذهب لغرض الادخار أو استثمار الأموال .. هذا يعني أنك ستشتري أوقية من الذهب وسيتم تخزينها في المنزل أو في البنك لمدة ستة أشهر أو عام أو عامين ، و عندما يرتفع سعر الذهب يمكنك القيام بعملية البيع.


متى يجب علي شراء الذهب؟


إنك تشتري الذهب عندما تسمع أن سعر الذهب قد انخفض ، ولكن أين أسمع أن سعر الذهب قد انخفض ، فالجواب هو سماع أنه انخفض ، الذهب في الأخبار أو البريد العادي أو المعلومات الاقتصادية. هناك طلب. للهاتف المسمى XE ، وعليه ستجد أسعار الذهب في لحظه ولكن بالدولار الأمريكي ، وسوف تسمع جملة استمر في التشجيع وفرصة لشراء سبائك الذهب.


على سبيل المثال ، إذا وجدت الذهب بسعر 1800 دولار ، فهذا هو سعر الأونصة التي تزن 10.31 جرامًا وهي 24 قيراطًا. لا فرق كبير بين جنسية الأوقية سواء كانت سويسرية أو كولومبية أو إماراتية بذلك. يبقى الذهب أميرا للمعادن مهما صهر أو شكل أو تغير شكله.


كيف أشتري الذهب؟


عندما تشتري الذهب ، ضعه في كسور ، مما يعني أنك تشتري جزءًا بسيطًا من النقود من سعر اليوم وتنتظر تغير السعر ، وعندما ينخفض ​​السعر ، ثم يعيد الشراء ، وهكذا عندما يرتفع السعر.


هل يجب أن أشتري سبيكة مطلية أم يجب أن أشتري سبيكة ذهب؟


قبل مرض كورونا كنا نريد الذهب الخام ، ولكن بعد كورونا والوضع الحالي الذي نعيشه ، مع الكثير من الاحتيال وغسل الأموال والإرهاب ، نفضل السبائك المطلية بالذهب ، لأنها آمنة بالنسبة لك للبعض. السبب أهم شي هو التغليف و سيبقى نظيف و مختوم من جهات خاصة و له رقم تسلسلي. اي نقود.


طرق الاستثمار في الذهب



الاستثمار في الذهب,الذهب,كيفية الاستثمار في الذهب,الاستثمار في الذهب للمبتدئين,اسعار الذهب اليوم في مصر,سعر الذهب اليوم,اسعار الذهب,طرق الاستثمار في الذهب,سبائك الذهب,اسعار الذهب الان,توقعات اسعار الذهب في 2023,اسعار الذهب اليوم,صندوق الاستثمار في الذهب,صناديق الاستثمار في الذهب,الاستثمار في الذهب 2020,الاستثمار في الذهب البنك الاهلي,الذهب في مصر,سعر الذهب,سوق الذهب,أفضل طرق الاستثمار في الذهب,افضل طرق الاستثمار في الذهب,سعر سبيكة الذهب



1- تداول الفوركس ، أي يمكنك التداول عن طريق شراء الذهب.


2- شراء سبائك الذهب وحفظها في المنزل أو في البنك.


3- استثمارات مدعومة بالذهب.


هناك العديد من الصناديق التي تدعم الذهب ، منها العربية والدولية ، وأكبر صندوق في العالم هو SPDR Gold Trust Shares ، ومختصره GLD. إذا كنت لا تستطيع شراء صندوق كامل ، يمكنك شراء حصة أو حصة في الصندوق وفقًا لقدرتك المالية.




لكن لماذا تغير سعر الذهب وتراجع سعره هذه الأيام؟ الجواب هو ارتفاع سندات الخزانة الأمريكية وخروج وارن بافيت في نهاية المطاف من سوق الذهب. بالإضافة إلى ذلك ، يقبل الجمهور اللقاحات المتوفرة للحد من انتشار فيروس كورونا في العالم. كل هذه الأسباب كافية للتشجيع. الدولار في كيس النقود الأخرى.


المصدر



1/14/2023

قصة بيت التروماي للكاتب محمد شعبان

 قصة بيت التروماي للكاتب محمد شعبان


الحواديت اللي ممكن تخوفك بجد، هي الحواديت اللي شبهك، ظروف بطلها شبه ظروفك، معاناته نفس معاناتك، وحدته نفس وحدتك.. وعشان كده انا بعتبر حكاياتي، مش مجرد قصة رعب عن بيت مسكون.. هي حكاية شبهي وشبهك، شبه كل اللي بيعانوا من اختيار العُزلة والوحدة... حدوتة مش مرعبة وبس، هي حدوتة بشعة، وابشع ما فيها هو انا.




قصص من الواقع,قصص رعب حقيقية حدثت بالفعل,مسرح الجريمة,قصص من صلب الواقع,قصة,قصة رعب حقيقية,قصص رعب حقيقية,أشهر قصص الرعب الحقيقية,قصة رعب,جريمة,رواية جريمة,قصص مرعبة حقيقية,قصص واقعية حقيقية,قصص حقيقية,قصص رعب واقعية حقيقية,قصص جن حقيقية,قصة مسموعة,تجارب رعب حقيقية حدثت بالفعل,قصص جن حقيقيه,تجارب حقيقية رامي سمك,رعب حقيقي,من صلب الواقع,قصة فيلم,قصة مسلسل,قصة الناس,مجموعة قصصية,قصص قديمة,هاربون من العدالة,قصص الجرائم المغربية



"ياصباح الخير ياللي معانا.. ياللي معانا.. الكروان غنا وصحانا"


كنت قاعد في بلكونة بيتي الجديد اللي بيتكون من دور واحد، قصادي وحوالين البيت، فراغ.. ارض صحرا، اقرب بيت ليا على بعد كيلو مترات، والحقيقة إن دي حاجة ماتضايقنيش، بل بالعكس، انا واخد البيت ده وفي المكان ده بالذات، عشان بحب الوحدة، او انا مابحبهاش، انا لحد فترة قريبة كنت انسان عادي، عايش مع امي وابويا في المنصورة، لحد فجأة حصلتلي حاجة حولتني لشخص غريب، شخص بيلاقي نفسه في وحدته.



قطع تفكيري مع نفسي وسرحاني مع اغنية ياصباح الخير ياللي معانا، صوت رنة موبايلي.



مديت ايدي ناحية الترابيزة اللي جنبي، طفيت الاغنية اللي كانت شغالة على اللاب توب، وبعد كده أخدت تليفون ورديت...

-ايوه ياكريم.

-صباح الفل ياعم وحيد، ها.. ايه الاخبار؟

-صباح!.. صباح ايه ياابني، احنا بعد الضهر.

-اه معلش، ما انت عارف بقى اني بصحى متأخر، المهم قولي، ايه الاخبار؟!



-ما هو لو سيادتك كنت كلفت خاطرك وقومت شَيكت على الإيميل، كنت هتعرف اني خلصتلك الشغل المطلوب وبعتهولك كمان.

-لا ياراجل!... ومن امتى النشاط ده كله؟!.. الظاهر إن البيت الجديد له مفعول السحر.

-لا ياعم، لا مفعول سحر ولا نيلة، انا لسه واصل من تلات ساعات، بس بعد ما وصلت، قعدت فطرت وشربت النسكافيه وخلصتلك الشغل المطلوب.

-طب الله ينور، هقوم ابص بصة كده وهبقى اكلمك، بس قولي صحيح، انت مش هتيجي الشركة؟!

-واجي ليه، ما انت شغلك بيخلص وبيتبعت في معاده، عاوز ايه تاني؟!

-عاوز اشوفك يااخي، وحشتني.

-وحشك قَطر ياعم، سيبني اخد البيت واخلص اللي ورايا، وبعدين انت عارف اني مابحبش الشركة وزن الموظفين.


-عارف عارف، اسيبك للي وراك، يلا سلام.

-سلام.



قفلت التليفون مع كريم، صاحبي وعشرة عمري، وكمان صاحب الشركة اللي بشتغل فيها مبرمج، وبعد ما قفلت معاه، دخلت المطبخ عشان اعمل قهوة.



خلصت القهوة وخرجت للبلكونة من تاني، فتحت اللابتوب وابتديت اخلص شوية شغل ورايا، بس الشغل ده مالوش علاقة بشغلي الاساسي مع كريم، هو شغل معين كده هتعرفه مني قدام، لكن وانا قاعد شغال، تليفوني رن من تاني، بس المرة دي كانت أمي..


-ايوه ياماما.

-ايوه ياحبيبي، عامل ايه في البيت الجديد؟!

-الحمد لله، زي الفل، فرشت حاجتي وابتديت اتعايش اهو.

-طيب ياحبيبي، ربنا يحميك ويحفظك.

-ربنا يخليكي لينا ياأمي.

-ويخليك ياحبيبي، خد بالك من نفسك.

-وانتي كمان، يلا سلام بقى عشان بخلص شغل مهم.

-سلام ياحبيبي.




قفلت مع أمي وفضلت قاعد شغال لحد المغرب تقريبًا، ومع غروب الشمس، لميت الحاجة من البلكونة وقفلتها ودخلت البيت.

في الوقت ده كنت تعبان جدًا، كنت هموت وانام، اصل السفر من المنصورة لحد البحيرة الصبح، والشغل الكتير اللي قعدت خلصته، خلوني مهدود ومش شايف قدامي.



روحت ناحية اوضة من أوض البيت، بالتحديد، روحت ناحية الأوضة اللي حطيت فيها سرير ودولاب، وقررت إنها تبقى هي دي أوضة نومي.



دخلت الأوضة وطفيت النور، بعد كده روحت وفردت جسمي على السرير ونورت نور الأباجورة، وفي خلال لحظات، غمضت عيني وروحت في النوم.



ماعرفش نمت قد ايه، لكني فجأة صحيت على صوت مزيكا غريبة اوي.. الصوت كان غريب على وداني، وماقصدش بكلمة غريب إن المزيكا نفسها هي اللي غريبة وبس، هي اه المزيكا غريبة واول مرة اسمعها، لكن صوتها نفسه كنت مستغربه، ده زي ما يكون خارج من جهاز قديم، ممكن نقول كاسيت او جهاز أقدم مثلًا!


فتحت عيني وقومت من على السرير، الصوت جاي من ناحية الصالة.



فتحت باب الأوضة وساعتها وقفت في مكاني مبلم!.. شكل الصالة اتغير، العفش اللي فيها ده لا هو عفشي، ولا ده شكل الصالة اللي سيبتها من دقايق!



خرجت من الأوضة وفضلت واقف في الصالة، كنت ببص حواليا شمال ويمين وبتأمل المكان، العفش شكله عتيق وقديم اوي، وماقصدش بكلمة قديم إنه عليه تراب او مركون، لا، العفش كان جديد وبيلمع، بس استايله نفسه هو اللي قديم.. لا واللي زاد من استغرابي اكتر واكتر بقى، هو الجهاز اللي كان خارج منه صوت المزيكا، ده جرامافون!



اتمشيت ناحيته بخطوات بطيئة، وقبل ما احط إيدي عليه، فجأة سمعت صوت واحدة ست بتصرخ.. الصوت كان بيقرب من البيت، وكإن اللي بتصرخ دي، جاية بتجري من برة!



ومع قرب الصوت اكتر واكتر، اتفتح باب البيت ودخلت منه واحدة ست شكلها غريب، بشرتها سمرا ولابسة لبس خدم، لكنه برضه لبس قديم شبه اللي كنت بشوفه في الافلام الاجنبية القديمة!


ومن العدم، ظهر راجل قصادها، كان لابس قميص وبنطلون، ماشوفتش ملامحه كويس لإنه كان مديني ضهره!


زعق في الست اللي كانت عمالة تصرخ وتكلمه بلغة غريبة، لكن زعيقه ماجابش معاها نتيجة، دي فضلت تصرخ وتعلي في صوتها لحد ما مرة واحدة ضربها بالقلم، وعند القلم اللي الست السمرا دي خدته من الراجل، خرجت شابة من أوضة، بالتحديد يعني، خرجت من أوضة فاضية جنب أوضة نومي.



الشابة دي كانت بيضا وشعرها أصفر ولون عنيها أخضر، قربت من الراجل وبصت للست السمرا من فوق لتحت، وبعد نظراتها، باست الراجل بوسة اتنين متجوزين، وفي نفس اللحظة، خرجت من نفس الأوضة ست تانية، كانت شبه الشابة اللي خرجت بشكل كبير، قربت من الراجل اللي بص لها وهو بيبتسم، وساعتها شوفت شكله، ملامحه كانت ملامح راجل أوروبي في الخمسينات.. بص للست وابتسم، ومن غير أي كلام، راحت الست الاوروبية الكبيرة ناحية باب البيت وقفلته.. وقتها بصت لها الشابة اللي كانت حاطة ايدها على كتف الراجل وكلمتها كلام مش مفهوم بالنسبة لي، بس ايه ده!.. دي اللغة اللي بيتكلموا بيها دي انا سمعتها قبل كده، دي ألماني!.. لكن انا مابفهمش ألماني!.. يعني انا مش هفهم ولا كلمة من اللي بيقولها.. بس اللي فهمته كويس هي حركاتهم، الست الكبيرة راحت ناحية الست السمرا وبرقت لها، وشاورت بإيدها الشمال ناحية المطبخ.. الست السمرا بصت للست الكبيرة وهي ساكتة، وبكل هدوء وخضوع راحت ناحية المطبخ، بعد كده الست الكبيرة قربت من الراجل وباسته هي كمان نفس البوسة اللي الشابة باستهاله، وبعدها على طول، راحت ناحية كومودينو صغير جنب الجرامافون.. خدت من عليه كتاب لون جلدته اسود، وراحت ناحية الراجل!


هو ايه اللي بيحصل ده، الست وقفت جنبي وخدت الكتاب من غير ما تاخد بالها مني، معنى كده انها مش شايفاني؟!


اه مش شايفاني، لا هي ولا الراجل ولا الشابة، واكبر دليل على كده، انهم خدوا بعضهم ودخلوا أوضة من أوض البيت من غير يلتفتوا ناحيتي!


دخلت الأوضة وراهم، كانت نفس الأوضة اللي الشابة والبنت خرجوا منها، ومع دخولي، الباب اترزع من ورايا!


ضلمة، مافيش نفس، الجو خنقة، وقبل ما اتكلم او اقول اي حاجة، فجأة ظهر نور شمعة، الست الكبيرة كانت ماسكة شمعة في ايديها، وبعدها، ظهر نور تاني وتالت، الراجل والشابة هم كمان كانوا منورين شموع في ايديهم، بس المشكلة اللي ظهرت هنا بقى ماكانتش في الشموع ولا في نورها، ولا في انهم حطوا التلات شموع على الأرض وقعدوا حواليهم، المشكلة الحقيقية في اللي عملوه لما قعدوا!



الست الكبيرة جابت الكتاب الغريب ده من جنبها وحطته قصادها، يعني الكتاب بقى وسطهم هم التلاتة زي الشموع بالظبط، اما الراجل بقى، ف جاب من جنبه قفص حديد شكله الغريب، القفص كان جواه أرنب، خرجه الراجل ومسكه بقوة من رقبته، وفي نفس الوقت، البنت الشابة، جابت من جنبها صليب خشبي، ومن غير أي مقدمات، الراجل مسك الأرنب وابتدا يعصر في رقبته، وفي نفس الوقت برضه، الشابة كانت بتكسر في الصليب الخشبي بشاكوش وهو محطوط على الأرض، اما الست الكبيرة، فكانت عمالة تقرا كلام غريب من الكتاب، بصوت عالي، ومع كل العك اللي بيحصل قدامي ده، نور التلات شمعات انطفى ونور من تاني، وقتها الراجل حط الأرنب بعد ما مات جنب الصليب المتكسر والكتاب، ومن مكان ما في الأوضة، ظهر مخلوق غريب، شوفته على ضوء الشموع.. كيان شكله ملخبط، عيونه لونهم أحمر، وماقصدش إنهم عيون عادية بس لون بياضهم احمر، لا، ده لونهم هم نفسهم كان احمر زي النار، اما عن وشه، ف كان أبشع وافظع وش ممكن اشوفه في حياتي، له بوز او فك، زي الكلب بالظبط، وفي راسه، كان في قرنين صغيرين، اما عن لبسه، فماكنش لابس حاجة، هو جسمه كله كان مكسي بشعر أسود، حتى رجليه الاتنين، كان شكلهم غريب وملخبط، يعني كان فيهم تقوصات غريبة خلته يمشي ببطء ناحيتهم.



قرب الشئ ده من الراجل وانا واقف مبرق، ومع قربه منه، الراجل سجد له، ومن وراه سجدت الشابة ومن بعدها الست الكبيرة، لكن في لحظة سجودهم للكيان او للمخلوق ده، كان هو بيبص فين بقى.. ايوه زي ما انت حسبت بالظبط، البيه كان بيبص لي انا!


بلعت ريقي بصعوبة ورجعت خطوات لورا، ناحية باب الأوضة، لكن وانا برجع، خبطت في حاجة، لا دي مش حاجة، ده حد!


لفيت بالراحة عشان اشوف مين اللي ورايا، وساعتها حسيت إن الدم اتجمد في عروقي.. دي.. دي، دي رحمة خطيبتي اللي انتحرت من شهور!

كانت واقفة قصادي بنفس شكلها وهي ميتة، المختلف بس، إن القطع اللي كان في شراينها، كان عمال ينزل في دم، ده غير ان بشرتها كانت بيضا وماكانتش لابسة هدوم، دي كانت لابسة كفن لونه غامق اوي، لونه رمادي مغمق لدرجة إنه كان قريب من الأسود!

مفاصلي سابت، ريقي نشف، كل شعراية في جسمي انتصبت، ركبي كانت بتترعش لدرجة انهم كانوا بيخبطوا في بعض.. اعمل ايه، الف واروح ناحية الراجل والشابة والست، والمخلوق البشع اللي هم بيسجدوا له ده، ولا اقرب من خطيبتي الميتة بشكلها المرعب، وساعتها وبكل شجاعة وقوة، ازقها وافتح الباب واخرج من الأوضة؟!



مليون فكرة كانت في راسي، بس ولا واحدة منهم كنت قادر انفذهم، جسمي ماكنش مطاوعني على اي حركة، بس حتى لو كنت حاولت وجسمي كان نفذ أوامري، ماكنتش هلحق، طب ماكنتش هلحق ليه؟.. اقولك ليه، فجأة وانا واقف والخوف مكلبش فيا، حسيت بنفس ورا ضهري، اما قصادي بقى، فخطيبتي كانت بتقرب، خطوة، في التانية، في التالتة، لحد ما بقت قصادي بالظبط، ومع قربها مني اكتر واكتر، حسيت بإيد مولعة اتحطت على كتفي، ومعاها حسيت بنفس سخن جنب ودني اليمين!


في اللحظة دي اتكلمت خطيبتي، لكن الصوت ماكنش جاي منها، هي كانت بتحرك شفايفها والصوت كان جاي من صاحب النفس اللي واقف ورايا، وبيتنفس في ودني..



(انت السبب ياوحيد.. انت السبب.. انا مش هسيبك.. مش هسيبك.. لازم تموت ياوحيد.. لازم تمووت)


ومع كلمة لازم تموت، نور الشمع اللي ورايا انطفى والأوضة بقت ضلمة!


لحظات من السكوت، مافيش حركة، مافيش صوت إلا أنفاس، أنفاس كتير حواليا، ومعاهم صوت دقات قلبي اللي كان ناقصله شوية ويخرج برة صدري، ومع نيتي اني اتحرك خطوة من مكاني، حسيت إن في حد سحبني من رجلي ووقعت على وشي!


الجزء التاني 






لحظات من السكوت، مافيش حركة، مافيش صوت إلا أنفاس، أنفاس كتير حواليا، ومعاهم صوت دقات قلبي اللي كان ناقصله شوية ويخرج برة صدري، ومع نيتي اني اتحرك خطوة من مكاني، حسيت إن في حد سحبني من رجلي ووقعت على وشي!


(الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله)



صوت الأذان خلاني انتبهت، ومعاه كل حاجة اختلفت، انا لما رَفعت راسي وبصيت حواليا، لقيت المشهد اتغير!
انا كنت واقع على الأرض في الأوضة الفاضية اللي جنب أوضة نومي، وشباك الأوضة كان مفتوح وداخل منه نور الشمس، وطبعًا كل حاجة غريبة كانت موجودة قصادي، اختفت!



قومت من مكاني وخرجت بسرعة برة الأوضة، الصالة كانت زي ما هي، العفش اللي فيها عفشي ومافيهاش أي حاجة متغيرة!
دخلت جري على الأوضة نومي ومسكت موبايلي، ومع بصتي على الساعة، اتفزعت.. احنا الضهر، يعني ايه، يعني انا نمت من المغرب للضهر وكل اللي شوفته ده كان حلم!.. بس حلم ازاي، انا كنت نايم في أوضة نومي، ولما صحيت، كنت في الأوضة اللي جنبي!.. لا لا لا، البيت ده فيه حاجة، انا مش مجنون ولا اللي شوفته ده كان مجرد حلم او كابوس.


فتحت باسوورد التليفون وطلعت رقم الراجل اللي اشتريت منه البيت واتصلت بيه.

(الهاتف الذي طلبته قد يكون مغلقًا)

مرة والتانية والتالتة، وفي كل مرة بيديني مغلق!

قعدت على السرير وانا بكلم نفسي زي المجنون..


-يعني ايه مغلق، هو مات ولا قافل تليفونه ولا نايم ولا انا اتنصب عليا واتباع لي بيت مسكون ولا ايه.. طب لو البيت مسكون وانا خلاص لبست فيه، اعمل ايه!


دماغي وقفت، مابقتش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاي، كل جه في بالي وقتها إني ادور على حد يساعدني، وبما إني ماليش صُحاب كتير، واقرب حد ليا هو كريم، فانا اتصلت بيه وقولتله إن انا رايحله الشركة، وفعلًا.. قومت غسلت وشي وغيرت هدومي وخدت بعضي وروحت عالشركة، ومع وصولي، دخلت لمكتب كريم، وبعد ما دخلت وسلم عليا وسألني عن احوالي وعن سبب زيارتي اللي مابتتكررش كتير، حكيتله اللي حصل معايا، وبعد ما خلصت، بص لي بتركيز وقالي..
-طب والعمل؟!


-لا ياراجل!، هو انا جاي احكيلك واستنجد بيك عشان تسألني عن العمل!.. انا بحكيلك عشان تلاقيلي تفسير.
-طب ما تجرب تتصل بالراجل اللي باع لك البيت.


-يا سلام على ترعة المفهومية اللي بتسري جوة نفوخك، ياأخي اومال انا بقول ايه من الصبح، الراجل تليفونه مغلق.
سكتنا شوية وفضلنا ساكتين، لحد ما قطع السكوت وهو بيبصلي..
-طب بص ياوحيد، انا شايف انك ممكن تكون بتمشي وانت نايم.


-لا والله!.. طب هنفترض ان كلامك صح واني بمشي وانا نايم، تفسر بإيه بقى كل اللي شوفته من بالليل لحد الصبح!
-مش عارف.. ممكن نقول انه كابوس بسبب انك لسه ماخدتش عالبيت وكده، وبالنسبة لظهور خطيبتك، فده اكيد بسبب إنك لسه بتفكر فيها.


-لا ياكريم، لا، انا اه لسه بفكر فيها، بس انا ماشوفتهاش قبل كده في اي حلم من احلامي، وبعدين انا بقولك اهو.. اللي شوفته ده ماكنش كابوس ولا حلم مر عليا والسلام، ده.. ده كان حقيقي اوي... كريم، هو انا اتجننت ومحتاج اتعالج؟!
حط إيده على خده وبص في عنيا بتركيز..


-حلوة الفكرة دي، ما تجرب تروح لدكتور نفساني، وخلي بالك، مش كل اللي بيروحوا لدكاترة نفسيين بيبقوا مجانين، انا شايف إنك لسه متعلق برحمة ومحمل نفسك ذنب انتحارها من غير أي داعي.



بصيتله وسكتت، ماكنتش لاقي كلام اقوله، انا مش هروح لدكتور نفسي، انا مش مجنون، واللي شوفته في البيت ده أكيد لِه تفسير.
-لا ياكريم، لا، انا ماتجننتش، انا اللي شوفته في البيت ده وراه سر كبيى، والسر ده انا لازم اعرفه.
-ماشي، بس انا شايف إنك ماتقعدش لوحدك، روح بات في بيت اهلك، عالأقل النهاردة، مش وارد يكون البيت مسكون فعلًا!
-ولو.. حتى لو مسكون، ياانا ياهم في قلب البيت، ده بيتي اللي اشتريته بفلوسي، بقولك ايه.. انا هروح البيت وهشغل قرأن، وزي ما قولتلك، ياانا ياهم.



-ياوحيد استنى بس.. طب اصبر هكلملك اي حد يشوفلنا شيخ.. ياوحيد.. ياابني..
سيبته وخرجت، ماهتمتش بكلامه، كريم ماعندوش تفسير، ولا اي حد هيقدر يلاقيلي تفسير، التفسير انا اللي هلاقيه بنفسي، انا هروح البيت وهشغل قرأن وهفضل قاعد لهم بقى، اما نشوف اخرتها.



روحت البيت وعملت اللي كنت ناوي عليه، كان الوقت قرب على العشا.. فتحت البلكونة وقعدت في الصالة وشغلت قرأن على اللابتوب، سرحت لثواني وانا باصص على الأرض الصحراوية الفاضية اللي حوالين البيت، وفي وسط سرحاني، تليفوني رن.
-ايوه ياابويا.


-ايوه ياوحيد، انت فين؟!

-انا في البيت يابابا، في حاجة ولا ايه؟!

-ايوه ياابني، كريم صاحبك كلمني وقال لي انك شوفت حاجات غريبة في البيت و..

قاطعته قبل ما يكمل كلامه..

-باباا.. انا كويس وماحصليش اي حاجة، ولو ناوي تديني محاضرة وتقولي انك مش موافق على قعادي لوحدي، فارجوك ماتكملش كلامك، انا كبرت دلوقتي وكلها كام شهر وهكمل التلاتين سنة، فأظن يعني اني كبير كفاية واقدر احل مشاكلي بنفسي.
-ياابني ومين قال انك صغير بس، انا ماقصدش كده، انا اقصد إن قعادك لوحدك ده غلط، ولو ياسيدي بتفكر إنك تستقل بحياتك، فانا قولتلك إني مش ممانع، اتجوز واستقل بحياتك.


-لا يابابا، انا مش هتجوز وهستقل بحياتي، انا مش محتاج حد في حياتي، ولو على البيت واللي شوفته فيه، فانا كلمت شيخ وهيجي يرقيهولي، سلام بقى عشان ورايا شغل لازم اخلصه.


قفلت مع ابويا السكة بعد ما كدبت عليه، ايوه انا كداب، انا ماكلمتش شيخ، ولا حتى مبسوط بحياتي وانا لوحدي، بس انا كنت هعمل ايه يعني، انا ماقداميش غير اني افضل لوحدي، وده مش عشان خطيبتي انتحرت وانا من بعدها مابقتش عارف اعيش مع غيرها، لا، انا اتعقدت، اتعقدت من الجواز ومن الخطوبة ومن... ايه ده؟.. ايه الصوت ده!.. ده صوت أطفال بتعيط جاي من أوضة نومي!
قومت من مكاني بالراحة وروحت ناحية الأوضة، فتحت الباب بشويش وانا مستني اي مصيبة تطلعلي من جواه، لكن لا، المصيبة ماطلعتش، المصيبة كانت في اللي شوفته جوة!



جوة الأوضة كان في مجزرة، الدم مغرق الأرض والحيطان، وعلى سريرين ماعرفش جُم امتى ولا جُم منين، كان في دم كتير اوي!.. الدم ده دم مين؟.. ماخدتش وقت كبير عشان اعرف، انا لما دخلت واتمشيت في الأوضة، شوفتهم، بنت صغيرة، تقريبًا ماعدتش العشر سنين، وجنبها ولد صغير، عمره تقريبًا خمس سنين، والاتنين اللي كانوا على الأرض بين السريرين، كانوا مدبوحين، ومش بس مدبوحين، دول كانوا متشرحين، أجسامهم مليانة جروح عمالة تنزل في دم!



رجعت بسرعة وروحت ناحية الباب وقفلته، خرجت برة الأوضة ورجعت للصالة من تاني، لكن مع رجوعي، اكتشفت مصيبة اكبر.
الصالة كان فيها نفس العفش اللي شوفته بالليل، والمزيكا اللي كانت شغالة امبارح، رجعت اشتغلت من تاني، كل حاجة بتتكرر، بس المختلف كان الدم والجثث.



دم في كل مكان، على العفش وعلى الأرض وعلى الحيطان، وفي وسط الدم والريحة القذرة اللي كنت شاممها، شوفت جثثهم، اربع جثث.. جثة الراجل الاجنبي الخمسيناتي، وجثة الشابة، وجثة الست اللي شببها، وكمان جثة الست السمرا، الاربعة كانوا مدبوحين ومتشرحين، منظر بشع، منظر خلاني حطيت إيدي على بوقي من القرف، وقبل ما اخرج من البيت او اروح ناحية الباب الرئيسي، اتسمرت فجأة في مكاني لما سمعت باب أوضة بيتفتح!



لفيت رقبتي وبصيت ورايا، الباب اللي اتفتح هو باب الأوضة الفاضية اللي جنب اوضتي، ومن جواها، خرج نفس الكائن اللي شوفته امبارح، لكن المرة دي، كان سعيد، مبسوط، اتمشى من عند باب الأوضة لحد الجثث، وقف حواليهم وفضل يبص لهم، ومرة واحدة، المزيكا الغريبة اللي بتخرج تملي من الجرامافون، صوتها بقى أعلى، وعلى نغماتها، كان المخلوق او الشيطان ده عمال يرقص!
وقتها اتشجعت ورجعت لورا، روحت ناحية باب البيت وقررت افتحه، بس ياريتني ما كنت عملت كده، انا أول ما فتحت الباب، لقيت قصادي كلب اسود ضخم، برقتله وهو بيزمجر، شكله بيقول إنه بعد ثواني هيهجم عليا!.. رجعت لورا خطوتين بهدوء، ومن غير أي مقدمات، رزعت الباب، ومع رزعته، سمعت صوت الكلب وهو بيخبط فيه وبعد كده فضل يهوهو بشكل هيستيري!



الزمن وقف بيا، انا كده اتحبست جوة البيت مع الجثث والشيطان الغريب اللي واقف قصادي ده، ولو فكرت اخرج، الكلب اللي بره هيقطعني!


وقتها مافكرتش في حلول، انا غمضت عيني وابتديت اقرا قرأن بصوت واطي..
(بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. قل هو الله أحد، الله الصمد..)


-شششششش.. اسكت ياوحيد، اسكت، انت هتعمل فيها شيخ ولا ايه؟، لا وعلى مين، عليا انا، ياراجل ده اللي انت عملته خلاني اسقفلك.
وقفت قراية وفتحت عيني عشان اشوفه، اللي قصادي وقالي الكلام ده، كان هو، نفس الشيطان اللي كان واقف، بس المختلف فيه المرة دي، إن شكله كان بيتغير، الشعر اللي على جسمه بيتشال وتكوينه فضل يتغير لحد ما بقى نسخة مني!


-انت مين؟!


قرب مني بخطوات هادية، وبكل هدوء بص لي وابتسم..


-ياراجل!.. معقول مش عارفني!، انا اللي خليت اللي حواليك دول يموتوا بالطريقة البشعة دي، وانا اللي خليتك تفكر فاللي انت عملته بعد ما وقعتك في الغلط.. بس ايه رأيك، كنت تتوقع في يوم من الأيام انك تقابلني؟!
برقتله ورديت عليه بذهول..


-انت.. انت.. انت أبليس!


-يااه.. قديم اوي الاسم ده، تقدر تقولي لوسيفر، زي ما الراجل الاهبل ده كان بيناديني وقت ما حضرني.
-اعوذبالله.. اعوذبالله منك.


-ايييه.. بتستعيذ بيه من مين، مني انا؟!.. انا اللي لا زَنيت ولا اتسببت في موت ولا عملت نص اللي انت عملته، ايه، اتجننت وبتستعيذ مني انا؟!


لما كلمني بالثقة دي، خوفت منه، اتاخدت، حسيت انه عارف عني كل حاجة، وعشان كده، غصب عني رديت عليه وانا متوتر..
-طب انت.. انت عاوز مني ايه؟!



-مش انا اللي عايز يا وحيد، مش انا اللي عايز، قرينها او شيطانها هو اللي عايز، اصل انا هفهمك، القرين او الشيطان بيظهر بشكل كامل في الأماكن اللي زي البيت ده، لأنها بتعتبر بوابة، بوابة بين عالمنا وعالمكوا، وعشان كده هو ظهرلك هنا، ومش بس ظهرلك، ده كمان عاوز ياخد حقها منك.



كان بيقولي كده وهو بيشاور ناحية الحمام اللي خرجت منه، رحمة خطيبتي، كانت بنفس شكلها وهيئتها اللي شوفتهم عليها امبارح، شرايينها كان مكانهم قطعين عمالين ينزلوا في دم، قربت مني بسرعة رهيبة، اما هو، ف وقف بعيد، كان بيتفرج عليها وهي بتقرب مني اكتر واكتر، زقتني في صدري بقوة لدرجة اني اتخبطت في باب البيت ووقعت.. وفي اللحظة دي، قعدت على ركبها وبصت لي في عينيا، عينيها كانت بيضا تمامًا، نَفسها كأنه خارج من جهنم، وبإيديها المليانين دم، مسكت رقبتي بكل قوة وهي بتصرخ في وشي..
(هتمووت ياوحيد.. هموتك ياوحيد زي ما كنت السبب في موتي.. هتمووت ياوحيد.. هتموت..)




نفسي ابتدا يتقل، حسيت ان روحي بتطلع، حاولت اقاوم او ازق ايديها، لكن مافيش فايدة، قوتها كانت اعلى مني بمراحل، وعشان كده، قررت استسلملها واسيب نفسي خالص، اسيب نفسي لقدري المحتوم.. الموت.



الجزء التالت والاخير





(هتمووت ياوحيد.. هموتك ياوحيد زي ما كنت السبب في موتي.. هتمووت ياوحيد.. هتموت..)

نفسي ابتدا يتقل، حسيت ان روحي بتطلع، حاولت اقاوم او ازق ايديها، لكن مافيش فايدة، قوتها كانت اعلى مني بمراحل، وعشان كده، قررت استسلملها واسيب نفسي خالص، اسيب نفسي لقدري المحتوم.. الموت.

(صوت خبط بأكتر من إيد على باب)

الصوت ده خلاني فتحت عيني، طب انا فين!.. انا كنت واقع على الأرض ورا الباب، ونور الشمس كان داخل من البلكونة المفتوحة، ايه ده؟!.. يعني انا ماموتش!


قومت من مكاني وانا بمسك رقبتي بدهشة وفرحة، بس فرحتي بإني لسه عايش مادامتش كتير، وده بسبب اني سمعت صوت جاي من ورا الباب اللي بيخبط، كان صوت راجل بيتكلم بلكنة فلاحي..


-افتح ياللي جوة.. افتح وإلا هنكسر الباب.

فتحت الباب وبصيت للي بيخبط، ماكنش واحد، كانوا اكتر من راجل كلهم لابسين جلاليب وماسكين في ايديهم عصيان!.. بصيتلهم من فوق لتحت وسألتهم باستغراب..


-انتوا مين وبتخبطوا عالباب كده ليه؟!

رد واحد منهم وقالي بنرفزة مش مفهومة..
-احنا برضك اللي مين؟!.. انت اللي مين وبتعمل ايه هنا؟!


-بعمل ايه هنا ازاي مش فاهم، ده بيتي.

-ااه بيتك.. شكلك كده واحد منهم ومفكر نفسك ناصح، بينا عالمركز يارجالة.

ومع جُملته الاخيرة، العركة دارت، زق وضرب وخناق، شد وجذب انتهوا بإننا روحنا المركز، وهناك، وبعد ما خرجوا الرجالة اللي اتخانقت معاهم، قعدت في مكتب الظابط، الظابط اللي بعد ما هداني وقعدني قصاده عشان يفهم مني اللي حصل، بص لي بكل هدوء وسألني..


-اديني خرجتهم اهو عشان افهم منك، قولي بقى ياسيدي، ايه اللي جابك جوة البيت ده؟!
بصيتله باستغراب..


-ايه اللي جابني!.. يعني ايه ايه اللي جابني يافندم، البيت ده بيتي، اشتريته من سمسار اسمه خالد، وبالأمارة كمان كان معاه توكيل من صاحب البيت اللي عايش برة مصر، وكمان كان معاه حُجة البيت الأصلية.
ضحك الظابط وبعد كده قالي بتريقة..


-ااه.. قولتلي بقى، انت اتنصب عليك.
-اتنصب عليا.. ازاي مش فاهم؟!


-هفهمك، بس قولي الأول بس، انت اتعرفت على خالد ده ازاي؟
-هقولك يافندم.. انا بقالي فترة بدور على بيت كويس عشان اعيش فيه لوحدي، وفي مرة وانا بقلب على الفيس بوك، شوفت اعلان عن البيت ده، فاتواصلت مع اللي كاتب الاعلان وكان هو، خالد، بعد كده قابلته واشتريت منه البيت ب ١٥٠ ألف جنيه، وبصراحة هو كان سلس جدًا والموضوع خلص في قعدتين، وبعد ما خلصنا الورق وخدت منه الحُجة والعقد، قالي إنه هيبقى يقابلني بعد فترة عشان نوثق كل حاجة في الشهر العقاري، وبعد ما اشتريته، نقلت عفشي وابتديت اعيش، عادي يعني، زي اي واحد بيعيش في بيته.
-اه، بس ده لما يبقى بيته فعلًا، مش بيت فاضي مالوش ورثة ولا له مالك من اساسه.. ثواني يااستاذ وحيد.



قالي كده وقام من على مكتبه وراح ناحية دولاب فيه ملفات، جاب ملف منهم واداهولي في إيدي وهو بيقولي..
-بص عالملف ده كده.


فتحت الملف وابتديت ابص على اللي جواه، كانت اخبار من جرايد قديمة اوي وصور ابيض واسود لعيلة، بس لا، دي مش اي عيلة، دي نفس العيلة اللي شوفتها متقطعة في البيت.. وفي وقت ما انا بقلب في الملف، الظابط ابتدا يتكلم ويحكيلي..


-بعد الحرب العالمية التانية، وبعد خراب ألمانيا، جه راجل ألماني عشان يعيش في مصر، الراجل ده كان اسمه (آندرياس).. كان عنده حوالي خمسين سنة، جه هو ومراته وبنته وأحفاده الاتنين، ولد وبنت صغيرين، وكمان كان معاهم خدامة من أصول أفريقية، كلهم جم على البحيرة واشتروا حتة أرض، وعلى حتة الأرض دي، بنوا بيت وعاشوا فيه، كانوا في حالهم، لا ليهم علاقة بحد ولا حد له علاقة بيهم، لكن الناس اللي كانوا عايشين حوالين البيت، كانوا بيقولوا إن الراجل ده كان نشيط بشكل غريب، بيصحى الصبح بدري ويراعي الأرض اللي كان زارعها ورا البيت، وبالليل بيروح يسهر ويلعب قمار مع جماعة اصحابه في مكان قُرب البحيرة، ومع الوقت ومرور الأيام، الفلاحين طلعوا إسم على آندرياس، سموه التروماي، وده لأنه كان سريع وبيعمل كل حاجة بسرعة، يزرع أرضه وينزل السوق وبالليل يسهر، لكن فجأة، الدنيا اتغيرت واتبدلت، وده لما في يوم واحدة من الفلاحين، قالت إن الخدامة الافريقية اللي كانت مع عيلة التروماي، اتكلمت معاها وهي في السوق وقالتلها كلام غريب بلكنة عربية مكسرة، قالتلها إن آندرياس وعيلته ناس مش مظبوطين، الراجل ده بيحضر شياطين عشان يغتني، وفي نفس الوقت برضه، في علاقة غير شرعية بينه وبين بنته، وقالتلها كمان إن الواد حفيده، 



يبقى ابن التروماي نفسه!، وقتها الناس خافوا من الراجل وكانوا هيطردوه من بلدهم، لولا إن بعدها على طول الخدامة اتكلمت وقالتلهم إن كل ده كدب، وانها ماقالتش حاجة لحد، طب هتقولي الخدامة غيرت كلامها ليه، هقولك إن الراجل هددها او جايز يكون اداها فلوس، في الحقيقة مش عارف، لكن اللي اعرفه كويس اوي، إن الخدامة بعدها بفترة، رجعت تقول إنها بتشوف شياطين في البيت وفي المزرعة اللي وراه.. بس المرة دي لما حكت، الناس ماهتمتش ولا صدقوها، قالوا انها ممكن تكون بتكدب او ممكن تكون مجنونة، لكن بعد كلامها ده بأيام،العيلة كلها اختفت، ماحدش بقى بيشوف التروماي ولا بنته ولا مراته ولا حد من أحفاده ولا حتى الخدامة، ولما اختفاءهم طَول، الناس اتلموا وقرروا يروحوا البيت ويسألوا عنهم، وساعتها الناس اكتشفوا الكارثة، العيلة كلها كانت ميتة، كلهم كانوا مدبوحين واجسامهم متشرحة، وكأنهم مثلًا اتعذبوا قبل ما يموتوا!.. جه بعدها البوليس وحقق، واللي اتكتب في الأخر كان كالأتي، النيابة قالت إن آندرياس الشهير بالتروماي، كان فعلًا راجل مجنون هو وعيتله وكانوا بيحضروا جن وشياطين، واكبر دليل على كده، هي الحيوانات اللي لقوها مقتولة بطريقة بشعة في أوضة من أوض البيت، وكمان كتب السحر والشموع اللي لقوها في نفس الأوضة، وبس.. 



خلاص، اتقفلت القضية على إن الراجل ده هو اللي قتل عيلته كقربان للشيطان، وبعد كده انتحر، ومن وقتها والبيت اتقفل وبقى مهجور، والأرض اللي حواليه مع الوقت والأهمال، بقت أرض صحراوية، بس من وقتها ولحد من فترة قريبة، في ناس كتير حاولت تاخد البيت بوضع اليد، بس ماعرفوش، وماقصدش هنا ان في حاجة منعتهم، لا، ده كل واحد كان بيدخل البيت وبيحاول يستقر فيه، كانت بتحصله بلاوي وبيقول انه شاف جواه اشباح وشياطين، والظاهر كده إن اللي اسمه خالد اللي باعلك البيت ده، راجل نصاب، سمع عن البيت وعن حكايته، ف زور ورق وبطاقة وباعهولك بالطريقة دي، بس امبارح بالليل ووقت ما كان في فلاحين معديين من جنب البيت، وده نادرًا ما بيحصل يعني لأن البيت في مكان خلا وبعيد، شافوا جواه نور منور، ف راحوا وحكوا لجيرانهم، ومع طلعة النهار جُم يشوفوا مين اللي عايش في البيت، واللي طبعًا قالوا إنه حرامي لإن البيت مالوش ورثة ولا له مالك عشان يبيعه.
بعد ما خلص الظابط، كنت انا خلصت تقليب في الملف اللي بيثبت كلامه وحطيته على المكتب..


-طب والعمل يافندم؟!


-ولا حاجة، انت هتاخد عفشك وحاجتك وانا هعمل محضر نصب للي اسمه خالد ده وهنبدأ ندور عليه، ده لو كان اسمه خالد من أصله.
-طب وفلوسي، واللي شوفته جوة البيت، ده انا كده مش هعرف اعيش زي البني أدمين، دي لما ظهرتلي من جواه، كانت مصممة انها تموتني.


بص لي الظابط باستغراب وسألني..


-مين دي؟!


-رحمة، خطيبتي اللي انتحرت من شهور، من يوم ما سكنت في البيت وهي بتظهرلي، بس تعرف، جايز النصيب خلاني اشتري البيت وخلاها تظهرلي واجيلك هنا، عشان اعترف بذنبي، انا بقالي شهور مش عارف اعيش.. هو اه ماكنتش بشوف كوابيس ولا عمرها ظهرتلي من يوم ما ماتت، بس انا عذاب الضمير كان بيموتني، ويمكن عذاب ضميري ده هو السبب في إن انا قررت انعزل عن البشر واعيش لوحدي.


-استاذ وحيد، انا مش فاهم اي حاجة، ممكن تهدا كده وتفهمني كل حاجة بالراحة!


-حاضر يافندم، حاضر.. انا من بعد ما اتخرجت من كلية نظم ومعلومات، وانا شغال مبرمج في شركة واحد صاحبي اسمه كريم، والشركة دي هو ورثها عن ابوه، لكن ده مش المهم، المهم ان شغلي في الشركة ماكنش بيكسب اوي، وعشان كده اتعلمت شغلانة تانية، اتعلمت الهاك، بقيت هاكر يعني.. لكن مش هاكر من اللي بيأذوا الناس وبيتسببوا لهم في مشاكل وتهديدات، لا، انا ماكنتش كده، انا كنت من نوعية الهاكر الأبيض، ما هو أصل الهاك بيتقسم لتلات أنواع، نوع أسود، وده اللي بيسرق البيانات وبيخترق حسابات في البنوك وكده.. ونوع تالت اسمه الرمادي، وده بيسرق البيانات اه بس مابيسربهاش، ده بياخد فلوس عشان ماتتسربش وبيمسحها بعد كده من عنده، وكمان في نوع تالت، اسمه الهاكر الأبيض، وده اللي انا اتعلمته، والنوع ده شغلته أنه يدخل على المواقع والتطبيقات ويكتشف الثغرات اللي فيها، وبعد ما بيكتشفها، بيبلغ الشركة المسؤولة عن الموقع او التطبيق بالثغرة، وكمان بيساعدهم يسدوها، لكنه في المقابل، بياخد منهم فلوس، وده اللي انا كنت بعمله، وبصراحة الشغلانة دي جابت لي فلوس كتير، فلوس خلتني يوم ما قابلت بنت وحبتها،


 اتقدمتلها على طول واشتريت شقة وبدأت اوضبها، لكن المشكلة ماكانتش في الفلوس ولا في الشقة، المشكلة كانت فيها هي، رحمة.. رحمة خطيبتي وقت ما كنا بنوضب شقتنا، حصلت ما بيننا علاقة، واثناء العلاقة دي، اكتشفت انها للأسف، مش أنسة.. يومها فضلت تعيط وقالتلي انها غلطت مع واحد كانت بتحبه زمان، وانها خلاص، علاقتها بيه اتقطعت، ولأني كنت بحبها، سامحت، سامحت وقررت استر عليها واتجوزها، بس بيني وبينك كده، الشك من وقتها وهو دخل جوايا، وبسبب شكي ده، استغليت شغلتي التانية كهاكر واخترقت تليفونها، واللي شكيت فيه وحسبته، لقيته.. الهانم كانت لسه على علاقة بالشخص اللي غلط معاها، وياريتها جت على كده وبس، ده انا اكتشفت كمان انها وافقت عليا عشان تستغلني وتاخد مني فلوس وتديهاله، ولأنه مش بتاع جواز ولا معاه فلوس يقدر يتجوزها بيها، قرر يقضيها معاها، وهي كمان كانت حابة ده جدًا، وساخة بقى بعيد عنك، بس انا.. انا وقتها اتجننت، مابقتش عارف اعمل ايه، اقتلها واتسجن، ولا انتحر واموت كافر.. التفكير كان بينهش في عقلي زي الكلاب المسعورة، وفضلت كده لأيام، او بالتحديد، لحد ما جت لي فكرة.. اشتريت خط جديد وابتديت اكلمها منه عالواتس، وعن طريقه، بعتتلها صور ليها كانت باعتاها للبيه، صور فاضحة، وبعد ما بعتلها الصور وهددتها بيها، خيرتها بين تلات اختيارات، يأما تديني مليون جنيه في مقابل اني امسح الصور دي، وده طبعًا مستحيل عشان هي من عيلة فقيرة، يأما انزلها عالنت، يأما تنتحر، وقد كان.. كسرت تليفونها واختارت الاختيار التالت وانتحرت، اما انا، فمسحت كل الداتا اللي كانت عندي وعملت نفسي زعلان عليها، مع إن انا.. انا السبب في موتها.


لما وصلت لحد هنا الظابط سألني..


-طب واللي خانتك معاه، قتلته هو كمان؟!.. وبعدين انت ايه اللي خلاك تعترف دلوقتي؟


-لا.. اللي خانتني معاه ماعرفتش اوصل له، الظاهر كده انه سافر برة مصر بعد ما رحمة انتحرت، وحقيقي ماعرفش ليه ولا ازاي، اما عن سبب اعترافي، فاللي شوفته جوة البيت ملعون ده، هو الجحيم بعينه، ماهو.. ماهو زي ما هو قالي، البيت بوابة بين عالمين، وانا من خلال البوابة دي طلعلي قرينها، ومش بعيد اني حتى لو سيبت البيت، مش بعيد يجي ورايا لأي مكان ويتسبب في موتي او جناني، وانا عشان احمي نفسي منه واريح ضميري، قررت اعترف.



ابتسم الظابط ابتسامة خفيفة وبعد كده قالي..


-طب تفتكر اني لو عملت محضر وقررت احولك للنيابة، هيحصل فيك ايه؟!

-هتعدم، هتحبس.. مش هتفرق ومش مهم، مش مهم اي حاجة، المهم اني اريح ضميري وابعد شيطانها عني.

-غلط ياوحيد، غلط، ولا هتتعدم ولا هتتحبس، وهقولك ليه، كل كلامك ده مافيش عليه دليل واحد، انت بعضمة لسانك قولت إنها كسرت تليفونها وانك مسحت الداتا، وكمان قولت ان الواد اللي خانتك معاه سافر برة، يعني طالما مافيش دلايل، يبقى مافيش قضية من أصله.
-ازاي؟!.. طب وانا، انا هعيش ازاي بعد كده، انا كده ممكن اتجنن او شيطانها ده يموتني!


-لا ماتخافش، الشياطين والعفاريت مابيموتوش حد، وبالنسبة بقى لانتحارك او جنانك، فده قدرك، زي ما الانتحار كان قدرها، والبيت برضه، انك تشتريه وتشوف اللي شوفته جواه، ده كان قدرك.. قدرك اللي بيه تبقى بتكفر عن ذنوبك، بالظبط زي ما هي حاولت تكفر عن ذنوبها بالانتحار.


بعد ما الظابط قالي كده، وقفت قصاده وقولتله بزعيق..


-لا.. لا، انا مش هخرج من هنا ولا هرجع لحياتي من تاني، انا.. انا لازم اتحاسب على اللي عملته، انا مش هرجعلها تاني، لا في بيت 
التروماي ولا في اي بيت تاني، انا لازم اتحاسب، لازم اتحاسب.


وفعلًا، الظابط عمل محاضر بكل حاجة، محضر بواقعة بيع البيت والنصباية اللي اتعملت عليا، ومحضر باعترافاتي وبكل اللي حصل، وفي النهاية، اتحولت للنيابة ومنها لمستشفى المجانين.. مستشفى المجانين اللي قعدت فيها فترة وبعد كده خرجت، بس بعد ما خرجت، وبسبب الكوابيس والشياطين اللي بقيت بشوفهم بالليل في احلامي او حتى وانا صاحي، وده كمان بعد ما رجعت اعيش مع ابويا وامي، قررت اعمل حاجة يمكن يبعدوا عني... انا عملت زي خالد، دخلت على الفيس بوك بأكونت فييك وكتبت بوست وحطيت فيه صور البيت وقولت انه معروض للبيع، وأديني اهو.. أديني في انتظار المغفل اللي هيجي من بعدي ويشتريه، المغفل اللي هعمل معاه زي ما خالد عمل معايا بالظبط، وهبيعله البيت.. بيته، بيت الشيطان، البوابة اللي بين العالم بتاعه وعالمنا.. او بمعنى أوضح وأدق.. انا مستني المغفل اللي هنصب عليه وهبيعله التروماي.. قصدي.. بيت التروماي.


تمت

6 نصائح لمن سيشتري الذهب عندما ينخفض ​​سعره .. "اوعى حد يضحك عليك".

 6 نصائح لمن سيشتري الذهب عندما ينخفض ​​سعره .. "اوعى حد يضحك عليك".



سجل تنبيه الذهب انخفاضًا جديدًا في غضون ساعات قليلة ، وهو ما يتسبب في رغبة الكثيرين في شراء الذهب ، سواء كانوا سيتزوجون أو يرغبون في الاستثمار ، لأنه مصدر مهم جدًا للأرباح إذن. من الضروري أن تتعرف على بعض النصائح لمساعدة الناس قبل اتخاذ أي إجراء.



سعر الذهب اليوم,الذهب في السعودية,اسعار الذهب في السعودية,مصنعية الذهب في السعودية,سعر مصنعية الذهب,اسعار الذهب اليوم,الاستثمار في الذهب,كيفية الاستثمار في الذهب,الوقت المناسب لشراء الذهب,اسعار الذهب,سبائك الذهب,نصائح نفسية,مصنعية جرام الذهب,اسعار الذهب في مصر,توقعات اسعار الذهب,على خطى العرب,نصائح,النصائح والحيل,نصائح قبل شراء ايفون مستعمل,نصائح صحية,نصائح قبل شراء ايفون 6s مستعمل,انواع الذهب,مصنعية الذهب,نصائح قبل شراء ايفون 7 بلس مستعمل




قدم رفيق عباسي رئيس قسم منتجات الذهب باتحاد الصناعات المصرية بعض النصائح لمن يشتري المعدن الأصفر وذلك على النحو التالي:

نصائح لشراء الذهب



كثير من الناس يشترون الذهب ، ولكن يجب مراعاة أشياء كثيرة قبل اتخاذ هذه الخطوة ، بما في ذلك المسافة من الذهب المليء بالفصوص ، لكن هذه المسألة لا تنطبق على نوع الذهب اللازوردي ، بالإضافة إلى ضرورة الحصول عليه سعر الشراء. لتضمن لك كامل حقوقك ، بحسب "عباسي".




أعرب عبد الرحمن محمد ، أحد تجار الذهب في محافظة الفيوم ، عن أهمية اختيار تاجر ذهب موثوق به يتمتع بسمعة طيبة ، وتجنب منتجات الذهب بكثرة الكتابة ، لأن الإنتاج مرتفع وليس المبيعات. ذهب قديم أو مستعمل باستثناء فاتورة ، والتأكد من الأختام على الذهب ، والسؤال عن قيمة العمل في محلات الذهب المختلفة والمقارنة بينها ، لأن هذه الأشياء ستحمي حقًا حقوق المشتري والبائع ، لذلك من الضروري الانتباه إلى الملاحظة ولا تفكر في مرتبة أدنى منهم لما لها من أهمية كبيرة.



الذهب على الإنترنت



غالبًا ما يشتري بعض الأشخاص الذهب عبر الإنترنت ، وهو أمر منتشر جدًا ، لذلك من الضروري الانتباه إلى تجنب الذهب الذي لا يعرف أصله ، وكذلك البحث عن مركز تسوق ، واختيار موقع موثوق منه. قال إيهاب واصف رئيس قسم تصنيع الذهب والمعادن باتحاد الصناعات المصرية إن هناك تعليمات ومبادئ يجب مراعاتها.

1/12/2023

كيفية تشغيل الراوتر بدون كهرباء. استمتع بالإنترنت حتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي

 كيفية تشغيل الراوتر بدون كهرباء. استمتع بالإنترنت حتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي


يحاول الكثير من الناس استخدام طريقة استخدام جهاز التوجيه بدون كهرباء ، وهو ما يبدو غريبًا في البداية ، لكن موقع "gudinig teach" أظهر بعض الحيل التي يمكن لأي شخص القيام بها في هذه الحالة.


تشغيل الراوتر بدون كهرباء,تشغيل الراوتر عند انقطاع الكهرباء,كيفية تشغيل الراوتر بدون كهرباء,كيف تشغيل الراوتر بدون كهرباء,تشغيل الراوتر والنانو بدون كهرباء,تشغيل راوتر بدون كهرباء,تشغيل الراوتر والانترنت عند انقطاع الكهرباء,باور بانك تشغيل راوتر الانترنت 9 ساعات بدون كهرباء,تشغيل راوتر الانترنت بدون كهرباء,تشغيل الراوتر على الباور بانك,راوتر بدون كهرباء,تشغيل الراوتر h108n حال انقطاع الكهرباء,تشغيل الراوتر اثناء انقطاع الكهرباء




كيفية تشغيل الراوتر بدون كهرباء



غالبًا ما يتعرض مستخدمو الإنترنت لانقطاع التيار الكهربائي عندما ينغمسون في مهمة ما ، والتي تنطوي على إزعاج كبير لهم ومشكلة كبيرة في نفس الوقت يجب حلها ، يجد الكثيرون طريقة لاستخدام جهاز التوجيه بدون كهرباء ، والتي. سنراقبك في التقرير التالي.



أداة للشحن



يستخدم البعض "باور بانك" عندما لا يتمكنون من شحن الهواتف ، لكن البعض يتجاهل الاستخدام الآخر ، وهو الاتصال بجهاز التوجيه لتوفير الطاقة في حالة انقطاع التيار الكهربائي. كذبة ، لتكون وسيلة لتشغيل الراوتر بدون كهرباء ، وذلك باستخدام منافذ USB لنقل الطاقة منه إلى جهاز Wi-Fi ، لتستمتع بلحظة على الإنترنت عند عودة الكهرباء أو الطاقة في تم تدمير جهاز "Power Bank".


التأخر في السداد


يمكنك استخدام شاحن قديم لتزويد جهاز Wi-Fi بالكهرباء ، وذلك بقطع الجزء الخطير المسمى "pin" ثم توصيل السلك الأحمر بالسلك الموجب ، ولكن السلك الأسود في النهاية هو السلك المستخدم. مؤشر LED.


فحص الطاقة


وإذا كان "power bank" يعمل بجهد 5 فولت فقط ، بينما يحتاج جهاز التوجيه إلى 12 فولت على الأقل ، ففي هذه الحالة يجب عليك شراء مقبس "power jack" ، وإضافة مقياس متعدد لضبط خطوة التيار المستمر. 12 فولت على الوحدة ، وعملها يستغرق دقيقتين فقط لضبط فرق الجهد ، وإذا لم تتمكن من العثور عليه ، يمكنك طلب المساعدة من كهربائي.

1/04/2023

جوجل تحتفل بعيد ميلاد الكاتب المصري إحسان عبد القدوس

 جوجل تحتفل بعيد ميلاد الكاتب المصري إحسان عبد القدوس



الكاتب العظيم من مواليد 1 يناير 1919.

احتفل محرك بحث جوجل ، اليوم الأربعاء ، بعيد ميلاد الكاتب المصري إحسان عبد القدوس ، الذي يوافق الأول من يناير من كل عام.


احسان عبد القدوس,إحسان عبد القدوس,أعمال إحسان عبد القدوس,الصالون الثقافي لإحسان عبد القدوس,أقوال إحسان عبد القدوس,روايات إحسان عبد القدوس,قصص إحسان عبد القدوس,كتب احسان عبد القدوس,أفلام إحسان عبد القدوس,قصة حياة إحسان عبد القدوس,فيلم وثائقي عن إحسان عبد القدوس,السيرة الذاتية لإحسان عبد القدوس,روايات احسان عبد القدوس,روايات احسان عبد القدوس التي تحولت الى افلام,افضل كتب احسان عبد القدوس,نجل إحسان عبد القدوس,اقتباسات احسان عبد القدوس





الكاتب والروائي  العظيم من مواليد 1 يناير 1919 في القاهرة.


عبد القدوس هو مخرج للعديد من الأعمال التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية.


تمثل كتاباته نقلة خاصة في القصة العربية ، حيث تنعم بظهور الدولة في العالم ، وترجمت معظم قصصه إلى العديد من اللغات الأجنبية.
التحق بمدارس القاهرة وتخرج منها في كلية الحقوق عام 1942.




كان رئيس تحرير مجلة روز اليوسف ، عندما كان يبلغ من العمر 26 عامًا ، وهي مجلة أسستها والدته.

بعد ذلك تولى رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم.


كتب إحسان عبد القدوس أكثر من 600 قصة ورواية عرضت السينما المصرية العديد منها ، لأن 49 قصة تحولت إلى أفلام ، و 5 قصص إلى مسرحيات ، و 9 قصص تحولت إلى إذاعة ، و 10 قصص أخرى تحولت إلى تليفزيون ، بالإضافة إلى أن 65 من قصصه تُرجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.


كان لإحسان عبد القدوس دور كبير في السينما ، ليس فقط في الأفلام المعدة عن حكاياته وقصصه ، ولكن أيضًا في المشاركة في كتابة النصوص والحوارات للكثير منهم.



وفاز عبد القدوس بالعديد من الجوائز أبرزها جائزة أفضل قصة فيلم عن قصته الشهيرة التي تحولت إلى فيلم ناجح "الرصاصة لا تزال في جيبي".


توفي الكاتب العظيم في 11 يناير 1990.

1/01/2023

قصة الجن الابيض بقلم الكاتب محمد شعبان العارف

 قصة الجن الابيض بقلم الكاتب محمد شعبان العارف


في سؤال مهم انا كنت سألتهولك في نهاية الحكاية اللي فاتت، فاكره؟.. لو مش فاكره، هفكرك.

هي الحكومات بتبني السجون ليه؟، هل عشان تحمي المجرمين من الناس اللي برة، ومايتعرضوش لأذى لما جرايمهم تتعرف؟!.. ولا عشان تحمي اللي برة من المجرمين ومايتمادوش في جرايمهم!



قصص رعب محمد جويلي,رعب محمد جويلي,محمد جويلي,قصص جن كتاب شمس المعارف,الجن العاشق,رعب المحكمه . محمد جويلى رعب,العاب مريم,مصطفى شعبان ابو البنات,محمد رمضان الملك,عالم الجن,تقليد اغنية الملك محمد رمضان,حركات الجن اثناء الرقية,محمد,الجن اثناء الصلاة,الجن المتلبس,محمد خيري,صراخ الجن اثناء الصلاه,هروب الجن اثناء الرقية,كلمات اغنية محمد رمضان,محمد جويلى,شمس المعارف الكبرى,اغنية محمد رمضان الجديدة,لعبة مريم الجزء الثاني



في الحقيقة السؤال ده فضل شاغل بالي لوقت طويل، من وقت ما دخلت السجن تقريبًا، وفضلت اسأله لنفسي ولكل اللي حواليا لحد ما لقيت أجابة مُقنعة.


السجون بتتبني ياصديقي عشان تلات حاجات، مش حاجتين وبس زي ما كنت فاكر؛ اولهم هو حماية المساجين من المجتمع، وتانيهم حماية المجتمع من المجرمين، وتالتهم تأهيل وإصلاح المجرمين دول عشان لما يخرجوا ويقضوا مدتهم، يعرفوا يتعاملوا مع الناس بشكل سوي، وعشان كده انا راضي جدًا عن فترة وجودي في السجن، ومتهيألي هو كمان زي حالاتي، قاعد وراضي وساكت، ومكمل مدته من غير ما يعترض.. طب مين هو؟، انا هحكيلك.


من وقت ما دخلت السجن واتوزعت على العنبر اللي انا فيه، ومن اول يوم قضيته في المكان هنا وانا لاحظت حاجة غريبة، او هي مش حاجة الحقيقة، هو شخص.. راجل عجوز، في الخمسينات تقريبًا، ملامحه جامدة، وشه مليان تجاعيد وخطوط، خطوط كل خط منهم، مستخبي جوة منه مليون حكاية وحكاية، بس مش شكله وبس هو الغريب، ولا هو الشئ اللي خلاني ادور وراه.. الغريب إن الراجل ده كان تملي ساكت، قليل اوي لما اشوفه بيتكلم مع حد او حتى بيضحك، ومش كده وبس، ده كل اللي في العنبر كانوا بيخافوا منه وبيعملوا له حساب، القديم منهم قبل الجديد، وللأسباب اللي ذكرتهالك دي، وبعد مرور فترة قصيرة على وجودي هنا، قربت في يوم من مسجون زي حالاتي وقعدت جنبه، سلمت عليه وطلعتله سيجارة واديتهاله، وبعد ما خدنا وادينا في أي كلام، بصيت له وسألته بفضول..



-إلا قولي ياصاحبي، هو الراجل العجوز اللي تملي قاعد ساكت ولوحده ده، ايه حكايته بالظبط؟!

خد المسجون نَفس من السيجارة وخرجه وهو بيضحك..

-طب وعلى ايه بس ياعمنا، عامل فيها صاحبي وزميلي وجاي تسألني عن احوالي وعزمت عليا بسيجارة، ليه اللف والدوران ده كله، ما تيجي معايا سكة واسأل من الأول.

بلعت ريقي بإحراج، كنت بدور على اي كلام اقوله او ابرر بيه موقفي، لكن مافيش، الكلام وقف على طرف لساني، لكن وقتها بصراحة الراجل ماقصرش واتكلم هو..


-عمومًا مش مستاهلة، توشكر على السيجارة، بس حكاية عم الجن، بلح، فاشوش، برة عني، ومش برة عني انا وبس، دول كل اللي في العنبر نفس الحوار، ماحدش فيهم هيقولك على اللي يريحك ولا هيحكيلك حكايته، بس انت لو الحوار شاغلك اوي، قرب منه، سايسه ولاغيه، اهو.. جايز يرتاحلك ويحكيلك، غير كده ماتحاولش، الراجل مشدد على المساجين ومحرج عليهم، ومانع إن أي حد فيهم يرغي ويحكي عن حكايته، ولو حد اتكلم من غير إذنه، صدقني هيشوف الويل.


-يااه!.. الويل مرة واحدة؟!، بس ثانية واحدة، ويل ايه اللي مسجون ممكن يشوفه اكتر من الويل اللي هو فيه، هو في هم اكتر من حبستنا هنا؟!


لما سألته السؤال ده، جاوبني وهو لسه بيدخن من السيجارة..


-يووه.. طبعًا ياعم في ويل اكتر من الحبس، في الكوابيس، الأذى، الرعب، الجن والعفاريت اللهم احفظنا.

-جن وعفاريت ازاي يعني، وايه علاقة الجن والعفاريت بحكاية الراجل الغريب ده؟!


ضحك المسجون ورد عليا بتريقة..


-لا مش سالك انت برضه ياابو الرجال، عاوز تستدرجني وتوقعني في الكلام عشان احكيلك، بس ريح نفسك، انا عندي عيال عايز اشوفهم بعد ما اخرج من هنا، يعني انسى، مش هفتح بوقي، ولو على حكايته، فاهو.. قاعد على سريره وسارح مع حبايبه كالعادة، قوم واعزم عليه بسجاير واتلزقله زي ما جيت تتلزقلي، قوم جايز يرتاحلك ويرميلك اللي في عبه.


بعد ما قالي المسجون كلامه ده، قام من جنبي وراح يشوف حاله، اما انا بقى، ولمدة أيام، مارتاحتش، فضلت مركز معاه وحرفيًا سألت كل اللي في العنبر عليه، وكلهم قالوا نفس الكلام، ماحدش اداني عُقاد نافع ولا حد رضي يحكيلي، وفضلت على الحال ده لحد ما في مرة وانا قاعد على سريري، اتفاجأت بيه.. الراجل العجوز اللي عرفت إن اسمه كارم ابو السعود.



جه وقعد جنبي على السرير، مانطقش ب ولا كلمة، فضل ساكت لفترة وانا كنت باصص له وانا جوايا احاسيس كتير، خوف على قلق على توتر، وقبل ما اتجرأ او اسأله أي سؤال، مد إيده في جيبه وطلع سيجارتين، ولع واحدة واداني التانية، حطتها في بوقي وهو ولعهالي.. سحبت نَفس وكنت لسه هشكره، بس ساعتها لقيته اخيرًا اتكلم..


-مش مستاهلة شُكرانية، كلنا في الهم سوا.



برقتله، استغربت من طريقته ومن إنه عرف اللي هتكلم فيه من قبل ما اقوله، وقبل برضه ما اسأله انت عرفت منين إن انا كنت هشكرك، قرب مني وقعد جنبي، سند ضهره على الحيطة اللي جنب السرير وبص قصاده وسرح..

-ماتشغلش بالك بعرفت منين انك كنت عايز تشكرني، خلينا في اللي محيرك ومخليك عمال تسأل عليا، انت شكلك طيب وابن ناس 

ووجودك هنا صدفة، اه اصل السجن كده، المجرمين اللي جواه متقسمين أنواع، نوع متعود عالحبس وجواه شيطان بعيد عنك، ونوع تاني برئ، ماعملش حاجة وجه هنا بسبب تلفيقة، وبين النوعين دول في نوع تالت كده مالوش مالكة، لا تقدر تقول عليه مجرم ومتعود عالبلاوي، ولا تقدر تقول عليه برئ، هو ارتكب المصيبة وعملها اه، بس عملها بالصدفة، وانت شكلك من النوع اللي في النص.

لما قال كده، نظرتي له اختلفت، شوفته شخص حكيم او عاقل اوي، راجل بالتأكيد السجن مش مكانه.. عنيا لَمعت، انبهرت بيه ومديت له إيدي..

-معاك حق.. انا ابو الرجال.



ابتسم ابتسامة خفيفة اوي ومد إيده وسلم عليا..

-عمك كارم ابو السعود، او زي ما الناس كانوا ومازالوا بيقولوا عليا، الجن.. الجن الابيض.

سحب إيده ورجع زي ما كان، وقتها بصيتله بفضول وسألته..

-إسمك غريب ياعم كارم، وماقصدش الأسم الأصلي، انا اقصد إسم الشهرة.


رجع راسه لورا وقال لي..


-ااه.. والله ياابني معاك حق، بس اسمي ده بقى هو اللي من عنده بتبتدي حكايتي.. حكايتي ياابو الرجال اللي انت هتموت وتعرفها، مش كده؟!


هزيتله راسي بالإيجاب، ف ساعتها ومن غير أي مقدمات ابتدا يحكيلي، وانا هحكيلك الحكاية زي ما حكهالي، والحاجات اللي مش هتفهمها ولا هتلاقيلها تفسير في النص، انا هفسرهالك في الأخر من كلام العساكر والظباط اللي اتزاملت عليهم بعد فترة كويسة من وجودي هنا، بس دلوقتي، انا هنقلك اللي قاله كارم، لكن بعد ما هو يخلص، او بعد ما انت تخلص قراية لكلامه، ماتسيبش الورق، ركز اووي في اللي هقولهولك في النهاية... اما دلوقتي، فخلينا مع كلام عم كارم اللي قالي..


*************


انا اتولدت من اكتر من خمسين سنة، ولما وعيت عالدنيا وبدأت اشوف واحس بكل اللي حواليا؛ لقيت نفسي موجود في منطقة شعبية، ابويا الحاج ابو السعود، خلفني انا وبنتين اكبر مني، بس البنتين دول كانوا من مراته الأولانية، وانا كنت الولد الوحيد من مراته التانية.. ومع الوقت ومرور السنين اكتر واكتر، وفي السنة اللي جيبت فيها ال ٢٢.. ابويا مات ومن بعده امي بشهور، وقتها مابقاليش حد في الدنيا، ولو هتسألني عن اخواتي، فهقولك ان لا هم ولا امهم اللي ابويا طلقها قبل ما يموت، كانوا بيقبلوني، وعشان كده عيشت لوحدي في بيت ابويا، وقبل ما تقول لنفسك الراجل ده كان بيشتغل ايه، هقولك إن انا كنت بشتغل نفس شغلانة ابويا، مبروك، شيخ، حلنجي، دجال، مخاوي، سميها زي ما تسميها، مش مهم الأسم، المهم إن انا ورثت عن ابويا بيته وشغلانته، وحتى جلابيته وعمته وكتبه، وكمان خدام الجن اللي كانوا تحت إيديه، ومع مرور الوقت ومعرفة الناس بإن الشيخ ابو السعود، ساب كارم ابنه مكانه، الناس بدأت تهل عالبيت وتيجي من تاني.. اللي عاوزة تخلف من جوزها كنت بساعدها.


 واللي عاوز يتجوز بت بيحبها واهله رافضين، كنت بجوزهاله، وفي المقابل، كنت باخد منهم اكراميات، والإكراميات دي هي اللي كانت معيشاني انا و (دوق دوق).. ودوق دوق ده كان ابن عم مصيلحي، مساعد ابويا الله يرحمه، ويرحم عم مصيلحي اللي مات قبله، وساب وراه ابنه اللي ورث نفس شغلانة ابوه، زي حالاتي بالظبط.. دوق دوق كان دراعي اليمين، وقت ما كان عندي ٢٥ سنة، كان هو عنده عشرين، عيل مجدع بصحيح، هارش الشغلانة وبيعرف يجيبلي كل المعلومات اللي انا عاوزها عن الحالة اللي هتعامل معاها، وفي وسط ده كله، الشغل لهاني، حكايات الناس ومشاكلهم اللي كنت بحلها، لهتني عن نفسي وعن حياتي وماتجوزتش، والحقيقة إن ده مش السبب الوحيد في عدم جوازي، انا الناس كلها في المنطقة كانت بتخاف مني، وحتى اللي مابيخافوش، كانوا شايفينني شاب نصاب، يعني مستحيل كان حد هيقبل إنه يجوزني بنته، وعشان كده كَفيت غيري شري واستمريت في شغلي، ومع الأيام وزيادة المُريدين وشهرتي وسط المنطقة والمناطق اللي حواليها، الناس طلعوا عليا إسم شهرة.. الجن الابيض، والأسم ده بيتقسم لاتنين، اولًا قالوا إني جن عشان بعرف احل المشاكل واتعامل مع الجن بسهولة، وكأني واحد منهم تمام، وثانيًا قالوا عني الابيض، عشان سجلي كان نضيف، ابيض، عمري ما دخلت قسم ولا اتقبض عليا بأي تهمة، اصل الحكومة كانت هتقبض عليا ليه، انا كنت في حالي، اعمل حجاب لدي، احل مشكلة ده، والناس كانوا بيدوني فلوسهم بكل رضا وحُب، ولحد هنا الأمور كانت ماشية تمام، مافيش مشاكل، مافيش خروج عن العُرف اللي اتربيت عليه، ومافيش أي أسم تاني غير جن الابيض اللي عمره ما دخل قسم شرطة، لكن الوضع اختلف وحياتي كلها اتشقلبت من اليوم اللي شوفته فيه!


يومها كنت قاعد في بيتي عادي وبستقبل الزباين اللي بيدخلهملي دوق دوق، وفي وسط اليوم، دخل عليا الواد وهو بيترعش ومتبرجل..


-عم كارم، في... في... في ناس برة عاوزينك.

بصيتله باستغراب وسألته..

-ناس مين ياض اللي مخلينك واقف مش على بعضك بالشكل ده؟!

-ننناس.. ناس شكلهم فخم اوي، باينهم حكومة او مافيا.

ضحكت على كلامه وقولتله باستهتار..


-دخلهم.. دخلهم وماتخافش اوي كده، احنا مابنأذيش حد عشان الحكومة تاخدني، ولا حتى بنشتغل في السلاح عشان المافيا تجيلنا، دخلهم وامسك نفسك كده وماتبقاش خرع.



هز لي راسه وخرج، وبعد ثواني دخلوا الناس، كانوا تلاتة، اتنين طول بعرض، لابسين بدل سودة ونضارات شمس، وقصادهم كان راجل قصير شويتين، لابس بدلة هو كمان وحاطط برفان غالي اوي، كان نفاذ لدرجة إني شميت ريحته من مكاني.



دخل وقرب مني، قعد على الكرسي اللي قصادي والاتنين اللي معاه قفلوا الباب وجُم وقفوا وراه، بصيت له ورفعت حاجبي وسألته باستغراب..


-بقى قعدت وحطيت رجل على رجل كمان وماقولتيليش حتى إسمك، مش واجب برضه إنك تعرفني بمعاليك؟!

ضحك ضحكة خبيثة وبعد كده بص للمكان كله ورجع بص لي..



-انا ياكارم دعوة امك الله يرحمها في ليلة القدر، انا اللي هشيلك من المزبلة اللي انت عايش فيها دي، وهخليك تعيش في عز عمرك ما كنت تحلم بيه.



ضحكت على كلامه بصراحة وبنفس الاستهتار اللي اتعاملت بيه من البداية، رديت عليه..

-ايه ده؟!.. انت علي بابا اللي هيفتحلي المغارة وهيدخلني عشان اخد كنز الاربعين حرامي!

-لا ياجن ياابيض، انا طاهر الزغبي اللي جايبلك مقبرة فرعونية وعايزك تفتحهاله.

برقت له وسألته باستغراب..

-انت.. انت طاهر الزغبي رجل الأعمال المعروف؟

-اه انا.. وجايلك بنفسي وجايبلك معايا الخير كله.

-نورت حارتنا المعفنة يابيه، بس في حاجتين عاوز اقولهملك، اولهم إن شكلك متغير عن ما بشوفك في الجرانين، وتانيهم إن انا مش فاهم منك حاجة، خير ايه اللي هيجيبه راجل تقيل زيك، لواحد معدوم زي حالاتي؟!

-جرى ايه ياكارم، ما تفتح مخك معايا.. انا عندي حتة أرض صحراوية، الأرض دي كنت بحفر فيها عشان هبني عليها عماير وآجر شققها، لكن وانا بحفر، لقينا في الأرض مايه، والمقاول اللي بيشتغل في شركة المقاولات بتاعتي، قالي إن الأرض تحتها مقبرة فرعونية، وفعلًا.. سمعت كلامه وجيبنا راجل بركة كده عشان يقرا ويعرفلنا مكان المقبرة بالظبط، او بمعنى أوضح، عشان يلاقيلنا المدخل ويدلنا على مكان الباب، بس الراجل طلع حمار، لا عرف يلاقي مكان الباب ولا عرف يدلنا على حاجة، وفي النهاية طمع، حاول يلاعبني وقالي عاوز مبلغ كبير اوي، وبعد ما ياخده مني، قالي إنه هيبقى يدلني على المكان، بس على مين.. انا عرفت انه نصاب وبيكدب، واللي بيكدب بيروح فين ياكارم!.. مظبوط، بيروح النار، وعشان كده كانت ديته عندي طلقة في نص دماغه، وفي النهاية اتدفن في مكان ماحدش يعرفه، يلا، خد نصيبه، لكن من وقتها بقى وانا واقع في مشكلة، الشغل وقف في الأرض وانا فضلت ادور على أي حد بيفهم في الشغلانة بتاعتكوا دي ومالقتش، وفضل ادور وادور لحد ما في مرة سمعت من الخدامة اللي بتشتغل عندي، واللي اسمها فتحية بالمناسبة، ان بنتها كان معمولها عمل عشان ماتتجوزش، وانت بخبرتك وبشغلك، قدرت تفكلها العمل ده وبنتها اتجوزت، فاكر فتحية ياكارم؟!

هزيتله راسي وانا بجاوبه..

-ايوه يابيه فاكرها، هي من المنطقة هنا وانا ساعدت بنتها عشان تتجوز اه، لكن كل ده ايه دخله بحوار المقبرة اللي في أرضك؟!

اتعصب ورد عليا بزعيق..

-انت هتستعبط ياابني انت؟!.. ما تفتح مخك معايا بدل ما اقوم افتحهولك بنفسي، بقولك فتحية حكت لمراتي عنك، ومراتي جت حكتلي، وانا عندي مقبرة تحت الأرض بتاعتي ومش عارف ادخل لها منين، ايه... محتاجة مفهومية دي؟!، اكيد مش جايلك اتشاهد في جمالك ولا جاي اقولك اعملي عمل للسكرتيرة بتاعتي عشان تحبني، انا يابيه جايلك عشان اخدك من إيدك ونروح الأرض، وهناك بقة تقرا ولا تحضر ولا تنيل أي نيلة من اللي انت بتعملها دي، وتلاقيلي طريق البوابة، وساعتها، اوعدك ان بعد ما نفتح ونلاقي الحاجة، هيبقى ليك منها ١٠%.. ومش بعد ما نبيعها، لا، ده قبل البيع، المهم بس توصلنا للطريق اللي هنوصل منه للبوابة، وطبعًا تقولنا بتتفتح ازاي.

لما قالي كده، بصيت للي واقفين معاه وبعد كده بصيتله ورديت عليه بكل ثقة..

-كان على عيني يابيه والله، انا ماليش في السكة دي، انا راجل كبيري افك سحر، افك عقدة راجل لا مؤاخذة يعني حياته متكعبلة مع مراته، انهي سحر معمول لواحد او واحدة بوقف الحال.. إنما بقى شغل المقابر والأثار واللبش ده، تؤ.. ماليش فيه، انا لسه شاب ومش عاوز اتفرم في الرجلين.

قام وقف وجه ناحيتي، وطى راسه وهمس لي بصوت واطي..

-ماتحورش، انا قبل ما اجيلك عرفت انك ساحر بجد وراجل تقيل رغم إن سنك صغير، ياراجل دول الناس مسمينك الجن من كتر ما انت بتعرف تتعامل معاهم بسهولة، يعني كده كده هتقدر، ولو على النسبة، هخليهالك ١٥%.

قربت منه وقولتله انا كمان بهمس..

-ولو ٩٩.. مش هشتغل الشغلانة دي، انا زي ما بيقولوا عني الجن، فبرضه بيقولوا عني الابيض، وهفضل طول عمري ابيض، يعني لا هلط نفسي في أثار ولا في دم، واتفضل يابيه من غير مطرود، شرفتني.

بِعد عني وبص لي من فوق لتحت، بعد كده راح ناحية الباب والجاردات بتوعه وراه، بس قبل ما يخرج، لف وبص لي وقالي ب غل..


-سهلة ياكارم، اللي مايجيش بالذوق او بالفلوس، كده كده هيجي، بس مش بمزاجه، بالعافية.


قومت وقفت وبصيتله انا كمان بتحدي..


-ابقى جرب ياطاهر بيه، ابقى جرب بس، وانا ساعتها اقسملك بالله، هدفنك وانت صاحي.



الجزء التاني




-سهلة ياكارم، اللي مايجيش بالذوق او بالفلوس، كده كده هيجي، بس مش بمزاجه، بالعافية.


قومت وقفت وبصيتله انا كمان بتحدي..

-ابقى جرب ياطاهر بيه، ابقى جرب بس، وانا ساعتها اقسملك بالله، هدفنك وانت صاحي.

بعد ما قولتله كده الجاردات بتوعه كانوا هيجوا ناحيتي وكان في نيتهم يضربوني، لكنه نده عليهم وقالهم..

-سيبوه.. ماحدش يجي جنبه.

وبعد كده وجهلي انا الكلام..


-هنشوف كلام مين اللي هيمشي ياكارم، سلام، سلام مؤقتًا لأني هشوفك بعدين.


وخرج، ومن بعد ما خرج والدنيا فضلت هادية.. يوم، والتاني، والتالت، وبعد مرور اسبوع بالظبط، وبعد ما خلصت شغلي ودوق دوق روح بيته، خرجت اجيب عشا، وقتها كانت الساعة واحدة بالليل، الحارة عندنا كانت هُس هُس عشان كنا في شتا، وبمجرد ما خرجت من الحارة ووانا ماشي في حتة ضلمة ومقطوعة، ظهرت فجأة عربية صغيرة ووقفت جنبي، ماعرفش جت منين ولا جت امتى، انا كل اللي انا فاكره إن العربية خرج منها اربع تيران شبه الاتنين اللي كانوا مع طاهر، وبسرعة البرق خبطوني على نفوخي حتة خبطة، خلتني ماحسش بحاجة حواليا وغيبت عن الدنيا، بس لما فوقت وفَتحت عنيا، لقيت نفسي في مكان غريب، زي أوضة صغيرة، او انا كنت فاكرها أوضة صغيرة وطلعت كرفان.. وجوة الكرفان اللي انا كنت فيه ده، وقصادي بالظبط، كان واقف كارم ووراه اربعة من رجالته، نفس الاربعة اللي طلعوا عليا وضربوني.


قرب مني طاهر وانا قاعد على الأرض ومتكتف، وقبل ما اشتمه ضحك وقالي..


-مش قولتلك إننا هنتقابل قريب ياكارم، نورت أرضي ياجن، يلا.. يلا فوق كده عشان نشوف شغلنا.


وقتها الغضب خلاني برقتله وقولتله بزعيق..


-بعينك يابيه، اقسم بالله ما هعمل اي حاجة غصب عني.


-يا رااجل ومين قالك بس انه غصب عنك، انت كده كده هتقبل وهتعمل كل حاجة بنفس راضية، انا عرضي لسه قائم، ال ١٥% زي ما هم، أظن النسبة محترمة وتخلي أي حد يشتغل بنفس راضية، وأظن برضه إن العبيط اللي يرفض عرض مهم زي ده وهو مخطوف، يستاهل يحصل اللي قبله ويحصل ابوه وامه الله يرحمهم، مش كده ولا ايه يا مولانا؟!


لما قالي كده، غضبي زاد وزعقتله بصوت أعلى..


-ابقى جرب ياابن الزغبي، ابقى جرب بس تأذيني وانا ورحمة ابويا وامي هنفذ حلفاني.


ضحك، استهتر بيا، وفي وسط ضحكه بشكل هيستيري، طلع مسدس من ورا ضهره وحطه على راسي، كان بيهددني، لكن في وسط تهديده، ووقت ما كان هو في موقف قوة، وانا في موقف ضعف، فجأة سمعنا صوت سارينة، كانت سارينة شبه بتاعت البوليس بالظبط!


في اللحظة دي رجالة طاهر طلعوا يجروا على برة، اما هو بقى، فساب المسدس من إيده ورفع دراعاته وهو مستسلم للأمر واقع، عبيط، غشيم، افتكر إنه البوليس بحق وحقيقي، بس في الحقيقة السارينة دي ماكانتش سارينة بوليس، دي كانت تمويه.. تمويه من بعده دخل علينا الكرفان دوق دوق ومعاه شوية من شباب المنطقة، ولحد هنا خليني اقف بالحكاية وارجع بيك لساعات قبل اللي حصل.


في اليوم ده وبعد ما الزباين مشيوا، جالي هاتف وقالي إن طاهر عاملي كمين، ماعرفش بقى إذا كان ناوي يخطفني من بيتي ولا من براه، المهم اني مشيت ورا الهاتف او صوت الجن اللي جالي وندهت على دوق دوق، قعدته معايا وفهمته خطتي؛ قولتله ان رجالة طاهر الزغبي ناوين يخطفوني الليلة دي، وطلبت منه إني لما اخرج من بيتي يفضل مراقبني هو والعيال المقاطيع اللي بيقعد يحشش معاهم كل يوم بالليل، ولما يعرف مكاني ويتأكد اني جوة، يحط على المكان هو واللي معاه بعد ما يعملوا نمرة السارينة بتاعت الحكومة دي، واللي اتفقنا عليه حصل، دوق دوق فضل مراقبني من بعد ما رجالة طاهر خطفوني وخرجوا برة المنطقة، وكمل في مراقبته هو واللي معاه لحد ما وصلوا بيا للكرفان اللي في الارض الصحرا، وبعد ما رتب حاله هو ومقاطيعه، حطوا على المكان وعملوا الدخلة المظبوطة، والحقيقة ان الدخلة كملت بتكتيف الجاردات اللي طلعوا يجروا، وبفكي من الربطة المنيلة اللي كنت مربوطها.. وطبعًا بعد ما فكوني ورنوا طاهر واللي معاه علقة محترمة، كتفوه وقالوا لي انه اهو قدامي، اعمل فيه اللي انا عاوزه.


كان مرمي قدامي برة الكارفان، متكتف زي الكلب الذليل، قربت منه وبرقتله، وبكل غل وكره قولتله في وشه..


-انا ارجل منك عشان هنفذ حلفاني، ايه.. بتبحلقلي كده ليه، مش انا اقسمتلك بالله اني هدفنك حي لو أذتني، واديني اهو هنفذ حلفاني.. يارجااالة، اشحنوه على عربية من العربيات اللي انتوا جايين فيها، طاهر بيه هيشرفنا في مقابر منطقتنا، والعيال اللي متربطين دول، اعدموهم العافية لحد ما يغيبوا عن الوعي، وبعدما نخلص، كل واحد هيتراضى.



وفعلًا، شوية من العيال المقاطيع اللي دوق دوق جابهم، شحنوا طاهر على عربية من العربيات وانا كنت معاهم، والشوية الباقيين فضلوا يضربوا في الجاردات وهم متكتفين لحد ما غابوا عن الدنيا، وبعد ما خدنا طاهر ونزلنا على المنطقة عندنا، دخلنا مدفن في اخر المقابر، المدفن ده كان مهجور وماحدش بيدفن فيه، زقينا بابه المتوارب المصدي، ودخلنا، وفي أوضة من الأوضتين بتوع المدفن، رمينا طاهر وهو متكتف وبوقه عليه لزقة عشان ماينطقش، وبعد ما اترمى في الأوضة اللي بالمناسبة يعني تعتبر هي المدفن او القبر، لأن عندنا في المنطقة بندفن الميتين فوق وش الأرض، والمدافن بتبقى عبارة عن أوضتين؛ أوضة للحريم وأوضة للرجالة.. وقتها انا قربت من طاهر وفي إيدي كشاف، وجهته ناحية وشه وقولتله وانا بضحك اوي..



-نورت اخرتك يابيه، انا عارف انه مدفن مش قد المقام، مش زي مدافنكوا يعني، بس اهو.. هتقول ايه بقى، قدرك وافعالك هم اللي جابوك لحد هنا، بالسلامة يازغبي، اقابلك في الأخرة.



وبعد كده خرجت وخليت الشباب يقفلوا عليه ورجعنا المنطقة، بس بعدها بيوم، عرفت إن نفس القدر اللي خلى طاهر الزغبي يقع معايا، هو هو نفس القدر اللي خلى التربي يعدي تاني يوم الصبح من عند المدافن ويسمع صوت طاهر وهو بينازع جوة الأوضة، الظاهر إنه عرف يشيل اللزقة من على بوقه وفك نفسه، بس ماعرِفش يخرج، هو فضل يزعق وينازع لحد ما عبد الغني التربي عدى من عند المدفن وسمعه، وطبعًا لما سمع صوته فتحله الأوضة، واول ما فتحله وخرج قصاده طاهر ولقاه عايش، الراجل اتجنن وشعره بقى ابيض، ما هو ماكنش متخيل ان في حد ممكن يكون اندفن في المدفن ده من اساسه، لا وايه، ده كمان اندفن وهو صاحي.. اما عن طاهر بقى، ففضل يجري زي المجانين في الشارع لحد ما وقع وأغمى عليه، ولما الناس لقوه ونقلوه المستشفى وفاق، ماكنش بيتكلم، هو بس كتب إسمه ورقم تليفون أهله، أهله اللي جم ونقلوه من المستشفى اللي هو فيها، وودوه لمستشفى كبيرة فضل فيها لأيام من غير ما ينطق، وبس ياسيدي، انا ماهتمتش، اه ما انا وقتها الغرور عماني وافتكرت إن خلاص كده، زي ما التربي اتجنن وشعره بقى أبيض من اللي شافه، افتكرت برضه إن طاهر اتجنن وفقد النطق وبقى مستحيل يوصل لي، بس لا، اللي حصل غير كده.. انا بعدها بأيام، وفي ليلة اتعشيت فيها انا ودوق دوق وشربنا الشاي كمان، نمت، ماديتش خوانة ونمت، بس لما صحيت، لقيت نفسي قاعد على كرسي من كراسي بيتي ومتكلبش، بصيت حواليا شمال ويمين وساعتها اتخضيت، الرعب خلى إيديا ورجليا عاملين زي ألواح التلج.. البيت كان مليان حكومة، وقصادي بالظبط كان في شنطة مليانة حشيش، كانت كمية تودي في داهية، وطبعًا بعد كده الحكومة خدتني وعرفت إن حد دس لي الشنطة وبلغ عني وانا نايم، وبكل سهولة ليلتها الحكومة كسرت الباب ودخلت فتشت ولقوا اللي لقوه، واللي لقوه ده كان السبب في إن انا ابقى موجود هنا.. ومش بس موجود لفترة وخلاص، لا، ده انا لبست تأبيدة عشان القضية اتعملتلي إتجار.



لما وصل كارم لحد هنا، سألته..

-طب ومين اللي دس لك الشنطة وبلغ عنك ياعم كارم، وازاي ماعرفتش اللي حصل من الجن اللي بيخدمك، زي ما عرفت إن طاهر عاملك كمين، وازاي اصلًا ماصحتش لما الحكومة كسرت عليك الباب!


رَجع راسه لورا وضحك ضحكة غريبة، ضحكة جواها زعل على حُزن..


-أظن انت حاسس إن انا اتغفلت، وأظن كمان إن احساسك بيقولك إن اللي ساعدني بعد كمين طاهر، هو نفسه اللي وقعني في كمين اسود منه.


-قصدك مين؟.. يعني انا فهمت صح، دوق دوق مش كده؟!


-هو ياسيدي، جالي هنا بعد سجني بسنة وشوية، قعد قصادي وهو بيعيط وندمان وحكالي اللي حصل، وزي ما حكالي انا هحكيلك... دوق قبل ما الحكومة تقبض عليا بيوم، وبعد ما خلص الشغل معايا وقعدته مع الشلة التلفانة بتاعته، طلع بيته اللي عايش فيه لوحده، واول ما فتح النور وجه يدخل، لقى قصاده شخص غريب، شاب مايعرفوش، لابس لبس نضيف اوي وزي ما يكون قاعد مستنيه في الضلمة، بص له دوق دوق باستغراب وسأله انت مين؟!، شاورله الشخص ده انه يقعد بعد ما طمنه انه مش هيأذيه، وبعد ما دوق دوق قعد قصاده، مد الشاب ده ايده على الأرض وطلع شنطتين، فتح شنطة منهم وبص لدوق دوق.. وقتها كان دوق دوق عينيه مبرقين مع اللي جوة الشنطة، فلوس.. فلوس كتير اوي اوي، وفي لحظة ما كان الواد مبرق مع الفلوس، اتكلم الشاب اللي قدامه ده وقال له..


(شوف يادوق دوق، الفرصة بتيجي في العُمر مرة واحدة وبس، وانا بقى فرصتك.. اللي قصادك دول ٢٥٠ ألف جنيه، ربع أرنب زي ما بتقولوا بلهجتكوا الشعبية، والفلوس دي سهل اوي انها تبقى ملكك، لكن ده في مقابل انك تعمل حاجة واحدة بس)


رد عليه دوق دوق وهو لسه مبرق وسأله عن الحاجة اللي مطلوب منها إنه يعملها، ساعتها قام الشاب وقرب من دوق دوق وعرفه بنفسه..


(بص ياسيدي، قبل ما تعمل اللي هتعمله ده، لازم اقولك انا مين، ولازم كمان تعرف انت هتعمله ليه.. انا عز الزغبي، اخو طاهر الزغبي الصغير، اظن عارف طاهر وعارف اللي كارم عمله فيه، بس في الحقيقة بقى انا غير اخويا خالص، والحقيقة برضه إن انا ماكنتش راضي عن اللي اخويا بيعمله، انا ياما نصحته وقولتله نركز في مجموعة شركاتنا ونسيبنا من الجري ورا الأثار والكلام الفاضي ده، بس هو ماسمعش كلامي، وكانت النتيجة إنه اتعرض للي اتعرضله ده، بس لما روحتله المستشفى وكتب لي اللي حصل معاه بالتفصيل، وده لأنه مابيتكلمش طبعًا.. لومت عليه في الأول، اتضايقت، غضبت، عاتبته لأنه ماسمعش كلامي، وفي النهاية هو وعدني إنه لما يخف ويخرج من محنته، هيكمل شغل في الأرض وهينسى موضوع الأثار ده خالص، وفي المقابل بقى انا وعدته إني هجيبله حقه من اللي عمل فيه كده، كارم يا دوق دوق.. كارم لازم يدفع تمن اللي حصل لطاهر، وانا بقى ماليش في جو الشمال ده، لا ليا في الخطف ولا القتل ولا الشغل اللي يلط إسم الواحد ده، انا عملي، بحب سياسة ال خد وهات، وعشان كده جيتلك ومعايا الشنطتين دول، الشنطة المفتوحة فيها ربع مليون، خدهم، انا مسامح فيهم، لكن عشان اسيبهملك، هسيبلك معاهم الشنطة التانية، ودي فيها عشر ترب حشيش، والمطلوب منك إنك تروح بيها بيت كارم وتخبيها في مكان هتقولي عليه، وبعد كده تتعامل عادي لحد ما الليل يجي، وقبل ما تمشي، تخلي كارم يشرب أي منوم بسيط، بحيث إن لما الحكومة تيجي وتقبض عليه، مايحاولش يهرب.. يعني من الأخر كده عاوزين نسلمه للحكومة جاهز من كله.. ها.. قولت ايه؟!)



ولإن دوق دوق حشاش وابوه وامه الجنيه، فوافق، وافق وباعني لعز اخو طاهر ودس لي الشنطة في بيتي، وبعد ما اتعشينا سوا وشربت الشاي اللي هو عاملهولي بإيده ونمت، اتسلمت للحكومة بمصيبة تودي ورا الشمس.


-طب وهو جه واعترفلك ليه؟!


-عشان حمار، بعد ما خد الفلوس من عز وانا اتسجنت، خباهم في سحارة جوة كنبة اسطنبولي قديمة في بيته، وفضل يسحب منهم ويشرب ويخربها لحد ما جت له البيت واحدة من إياهم، وبعد ما شرب وكان سكران، ووقت ما كان مقضيها معاها، فتح قصادها سحارة الكنبة وشافت الفلوس، ساعتها البت عينيها زغللت وخبطته على نفوخه، وبعد ما غاب عن الوعي، قلبته وفلقت.

ضحكت على كلامه وعلى اللي حصل مع دوق دوق بصراحة، وهو كمان، عم كارم غصب عنه ضحك معايا، لكن بعد ما خلصنا ضحك سألته..


-بس برضه ماجاوبتنيش ياعم كارم، الهاتف اللي جالك قبل الكمين بتاع طاهر، ماجالكش ليه قبل كمين دوق دوق وعز؟!


-والله علمي علمك، جايز يكونوا الخدم اللي معايا كانوا بيلاعبوني وقتها، او جايز اتحجب عنهم الرؤية في الموضوع ده بالذات، حقيقي مش عارف، بس كل اللي اعرفه إن انا كنت طول عمري خاربها، اعمال وسحر وفك وجلب، وعمري ما اتمسكت، ويوم ما اتمسك، اتمسك بحاجة ماعملتهاش.. هاه، دنيا غريبة ومالهاش أمان.


-اه والله معاك حق، دنيا غريبة فعلًا، طب والخدم والجن اللي معاك، لسه موجودين؟


بص لي اوي وبرق اوي، ركز في عيني، وبصوت تخين رد عليا وقالي..


-ما هم دول اللي عاملينلي هيبة في السجن بقالهم سنين، وهم دول اللي خلوا طاهر يفضل ساكت لحد ما مات من حوالي خمس سنين، ولو مش مصدقني، اسأل اللي حواليك، وماتقلقش، انا هصرحلهم إنهم يحكولك عن كراماتي اللي عايشين بيها.. يلا بالإذن ياابو الرجال، حاكم انا حرقت معاك جاز كتير اوي.. يلا، اروح انا بقى لخلوتي.



قام كارم من جنبي بعد ما عرفت حكايته، والحقيقة إن انا ماستكفتش باللي عرفته منه، انا سألت الناس وابتدوا يقولوا لي إنه فعلًا راجل واصل، واللي يقولي بقى إنه مرة رقى مسجون ملبوس وخرج جن من عليه، واللي يقولي إنه مرة أذى عسكري اتخانق معاه، واللي يقول واللي يعيد واللي يزيد، حكايات كتير عن الجن الابيض اللي ماحدش بيقدر يهوب ناحيته ولا حد بيقدر يأذيه، لكن كل الكلام ده، كان كلام المساجين الغلابة، هم اللي سهل يتضحك عليهم بالأساطير والخرافات، أما العساكر والظباط بقى، فدول كان ليهم رأي وكلام تاني.. العساكر والظباط اللي عرفتهم بعد ما خدت عالسجن وهو خد عليا، قالوا لي إن كارم لا مخاوي ولا نيلة، ولا حتى ابوه كان مخاوي، كارم دجال، واللي عرفه إن طاهر متربصله هو ورجالته، كانت فتحية اللي سمعت طاهر وهو بيتكلم مع رجالته، وراحت بلغت كارم، أما بقى عز ودوق دوق، فعز اخو طاهر، بعد ما ساب الشنطة عند دوق دوق، كلم ظابط صاحبه كان مفهمه اللي فيها، وكمان كان قايل له إن القضية دي، قضية هتنقله نقلة تانية، يعني ببساطة كده، بلاغ عن راجل دجال.



 باين لكل الناس إنه شيخ وتقي، وفي الحقيقة هو تاجر مخدرات ومخبي ده عن كل اللي حواليه، بالتأكيد هيبقى بلاغ محترم وهينقل الظابط اللي هينزل يحقق فيه نقلة تانية، وهو ده اللي عمله الظابط، اتحرك بسرعة من قبلها وجاب إذن النيابة، وطبعًا كان مُستند في الإذن على تحرياته وعن كلام الناس عن كارم، الناس اللي متعلمين وعايشين جوة منطقته، واللي بيقولوا عن كارم إنه دجال ولازم يتقبض عليه، وفعلًا.. اتقبض عليه واتهبد تأبيدة ولسه بيقضي فيها لحد دلوقتي، اما عن دوق دوق، فبيقولوا إنه افتقر تاني بعد ما اتسرق، بس تاب وبقى بيشتغل شغلانات شريفة، طب وطاهر الزغبي؟!.. طاهر ياسيدي اتعالج من الصدمة اللي اتعرضلها وكمل المشروع، واه بالمناسبة، الأرض ماكنش فيها مقبرة فرعونية ولا حاجة، المايه اللي العمال لقوها كانت ماية بير، يعني مش ماية رَصد.. وفضل طاهر عايش وهو فاقد النطق لحد ما مات من كام سنة، وبس.. دي كانت حكاية كارم او زي ما بيقولوا عنه (الجن الأبيض).. ولحد هنا بتخلص الحكايات في الورق ده، لكنها مابتخلصش أبدًا من المساجين ولا من عندي، وماتسألش نفسك كتير عن الحكايات اللي جاية، انا زي ما وصلتلك الورق ده، هوصلك ورق جواه حكايات تانية، ماتقلقش، مش هتأخر عليك ياكاتبنا.. إمضاء، ابو الرجال.



ولحد هنا بيخلص الورق اللي لقيته جوة الظرف اللي اداهولي البقال، وفي الحقيقة انا لحد دلوقتي مش عارف، هل دي اشتغالة، هزار، حد بيألف قصص وبيعرضها من خلالي، بجد مش عارف، لكني مستني الورق الجاي بحسب كلامه، وعشان الأمانة، ف انا نقلتلكوا الحكايتين اللي اتكتبوا لي، ولو جت لي من ابو الرجال أي حكايات تانية، اوعدكوا إني هرجع وهحكيكهالكوا، سلاام..

تمت


قصة كفر الخندق بقلم الكاتب محمد شعبان العارف

 قصة كفر الخندق بقلم الكاتب محمد شعبان العارف


من امتى والصدف مابتلعبش دور في التاريخ او في الكوارث الكبيرة؟!.. ما ياما في حوادث كتير اتسببت في بلاوي سودة، وكان سببها سوء فهم او صدفة مش مقصودة.. عادي، الصدف او سوء الفهم بيحصلوا، عادي.. لكن اللي مش عادي، إنهم يتسببوا في لعنة دم لقرية بحالها.



رعب العارف,العارف,فهد العارف,محمد جويلي رعب المحكمه,يوسف شعبان,خاسرني فهد العارف,فهد العارف خاسرني,فهد العارف - خاسرني,رعب محمد جويلى,الجن العاشق,محمد رجب,خاسرني فهد العارف مع الكلمات,رجل عمره 101 عام يعيش مع ثعبان,باب الحارة,المس العاشق,العالم العربي,عادل إمام العراف,عادل امام العراف,العراف عادل امام,العراف,فيلم العراف,مسلسل العراف,طريق الخير العجوز التي ادهشت العالم,حلقات مسلسل العراف,مشاهد مسلسل العراف,مقاطع مسلسل العراف,بالعالم




طب لو كلامي مش واضح او مش فاهم القصد منه، ركز مع حكايتي وانت هتفهم.. حكايتي اللي بتبدأ من عند كلام مهم قالهولي عمار...



-يامولانا احنا اتلعننا وكل الطرق اتسدت قصادنا، بلدنا خلاص بتموت، الكفر بقى عامل زي المدافن، بالنهار الناس الغنية بتهرب منه وتروح لأي مكان تاني، وبالليل الفقرا والغلابة بيتجمعوا في بيوت قليلة وبيقعدوا يتحاموا في بعض.. ااه عاللي حط فوق نفوخنا ااه.. احنا في مرار يامولانا، ده حتى الكهربا طول الوقت فاصلة، وياريت الكهربا وبس، ده لا راديو شغال ولا اي حاجة ممكن تونسنا شغالة، وادينا اهو، على الوضع ده بقالنا تلات أيام، ولما غلُبنا ومابقيناش عارفين نعمل ايه، قولت اجيلك، ما انت برضه ابو صاحبي وفي مقام ابويا الله يرحمه.



لما عمار قالي كده، مديت ايدي ناحية كوباية عصير كانت محطوطة على الترابيزة قصادنا، اديتهاله وانا ببتسم في وشه وقولتله..


-طب اهدى طيب وامسك.. خد اشرب العصير ده واهدى كده واحكيلي من الأول خالص وبالتفاصيل، ماهو ماتقنعنيش يعني ان البلد بين يوم وليلة كده حالها اتقلب ومن غير سبب.



خد كوباية العصير وشرب منها شوية، وبعد ما حطها قصاده، بص لي وابتدا يحكي..



-لا طبعًا، البلد حالها ماتقلبش كده إلا من الليلة اياها.. اصل من أيام، الكفر كله صحي على صوت صويت جاي من عند بيت العمدة، عم جامع، الناس استغربوا وراحوا ناحية البيت، ومن ضمن الناس اللي راحوا كان عم راشد، الاخ الصغير للعمدة، وعم مراد، عمهم هم الاتنين.. ساعتها الناس فضلوا يخبطوا ويخبطوا عشان يطمنوا عاللي جوة، ولما ماحدش فتح، عم مراد وعم راشد كسروا الباب، وعينك ما تشوف إلا النور.. الدم كان مغرق الفسحة بتاعت البيت!، النسوان فضلت تصوت والرجالة بقوا في حالة ذهول، لكن الذهول اتحول لصدمة ورعب لما لقوا العمدة ومراته والبنتين بناته اللي ماكملوش عشر سنين، ميتين، وياريتهم كانوا ميتين موتة طبيعية او حتى مقتولين بطريقة من طرق القتل العادية، دول كانوا مدبوحين ومتعلقين من رجليهم في سقف الاستراحة اللي بابها كان مفتوح.. الصويت زاد، والهرج والمرج انتشروا بين الناس، اللي جري يتصل بالأسعاف، واللي جري يبلغ الناس في بيوتهم باللي حصل، واللي واقف مذهول ومش قادر ينطق زي عم مراد، وفي كل اللي بيحصل ده، مشي عم راشد ناحية حد كان متكوم في ركن من اركان الفسحة، والحد ده كان ابن العمدة الوحيد، الواد ضياء اللي عنده ١٥ سنة وبيقطع في الكلام، كان متكوم ياولداه على نفسه وقاعد عمال يعيط، جري عليه عمه وحاول يفهم ايه اللي حصل، لكن مافيش، كل اللي قاله كلمتين..



 (هم.. قتلوهم).. وبعد دقايق جت الأسعاف ونقلت الجثث عالمشرحة، ومن بعدهم جت الحكومة وابتدت تحقق، ولما الجثث اتشرحت وبعد كده اتدفنت، العُمودية اتنقلت من عم جامع الله يرحمه، لعم راشد، وطبعًا كملت الحكومة في التحقيقات وماوصلتش لحاجة واتقيدت القضية ضد مجهول، وفي الاخر اتقال انهم بلطجية او مطاريد او حد بيكره العمدة، لكن مين، ماحدش يعرف، ده حتى الواد ضياء زي ما يكون اتقلب اخرس من بعدها، وبس.. راشد والمتبقين من أهل العمدة، رفضوا ياخدوا العزا فيه لحد ما يجيبوا تاره وتار مراته وعياله، وابتدا راشد بنفسه يحقق ويطقس عن اللي عمل العملة المنيلة بنيلة دي، وبعد ما بقى العمدة وبعد ما بيت العُمودية اتنضف، اتنقل راشد وعاش فيه هو واهله، وبس يامولانا، من يومها بالليل والدنيا اتقلبت، الكهربا اتقطعت عن البلد والجو بقى لبش، ولما روحنا اشتكينا وقولنا ان الكهربا مش واصلة لنا، شركة الكهربا قالت ان العيب مش من عندهم، هم توصيلاتهم سليمة والدنيا تمام، لكن تفتكر ان الموضوع وقف عند الكهربا وبس؟، ياريت.. ده الكفر بدأ يحصل فيه حاجات غريبة ومالهاش تفسير؛ زي مثلًا خيالات بنشوفها بتجري بالليل، وأصوات صويت بتيجي من الحمامات، واللي زاد وغطا إن الماية كمان اتقطعت اول امبارح، ولما اشتكينا، قالوا لنا نفس الكلام اللي قالوه بتوع الكهربا، وياريتها وصلت لحد كده وبس، ده عفش البيوت بدأ يتكسر، زي ما يكون جماعة من الجن واتطلقوا على البلد من بعد ما راشد قعد في بيت العمدة.



لما عمار وصل لحد هنا، سألته..


-طب وراشد، بيشوف حاجة غير اللي انت بتشوفوها؟، وضياء، ضياء ابن العمدة، اتكلم؟!


هز راسه بالنفي وهو بيجاوبني..


-لا ياعم الشيخ، راشد ساب البيت من بعد قطع الكهربا ورجع بيته، ولما اتسأل عن السبب، قال انه شاف عفريت العمدة وقاله امشي من البيت، اما ضياء بقى، ف راح قعد مع عمه وحاله لسه زي ما هو، لا بينطق ولا بيتكلم.. اما عن ناس الكفر بقى، فالغني منهم زي ما قولتلك، خد ديل جلابيته في سنانه وقال يافكيك، اما الغلابة اللي زي حالاتي، فبالنهار بيخرجوا يقضوا حاجتهم، وبالليل كل عيلة بتتلم في بيت حد منهم وبيناموا عنده، لكن امبارح لما حصلت حاجة غريبة والمواشي اللي في البلد كلها ماتت، كبارات الكفر الغلابة اتجمعوا وانا كنت معهم، اتجمعوا في بيت عم راشد على نور الكُلوبات، وكلمة من هنا على كلمة من هناك، العقول وقفت، ماحدش لا لقى تفسير ولا لقى حل، احنا عملنا كل حاجة، الناس المُتعلمة مننا قعدوا يقروا قرأن في قعدة تلاوة جماعية، لكن وقتها، حسوا انهم بيتخنقوا، فسكتوا، ولما جُم يكرروها تاني، واحد منهم كان هيموت، فبطلنا نعمل كده خالص، ده حتى المسجد، المكرفون بتاعه باظ، ولما جيبنا غيره بالنهار، باظ برضه، وبقى الشيخ بيأذن جواه وقت الصلاة، لكن تعرف، في حاجة غريبة، المسجد هو المكان الوحيد اللي لما بيجي الليل عليه بيكون هادي، لدرجة ان في ناس مننا ماكنوش بيعرفوا يناموا بالليل إلا جواه.. بس ازاي، ازاي يعني كلنا هننام جوة المسجد، وبعدين احنا مش هنعيش عمرنا كله بالنهار وبس يامولانا، ولا حتى هنعيش ليلنا كله جوة المسجد... لكن تعرف، رغم ان في القعدة بتاعت الكبارات دي، كل الناس كانوا مقفلين وماعندهمش حلول، إلا إن انا كنت بفكر، وفضلت افكر واعصر في دماغي لحد ما افتكرت وَليِ، ابنك وصاحبي من ايام ما كنا سوا في المدرسة الثانوية اللي في بلدكوا، وطبعًا لما افتكرت وَليِ افتكرتك معاه ياعم مُخلص، انت اقرب حد اعرفه بيعالج بالقرأن، وكمان اكتر حد ممكن أثق فيه، ولما قولت للناس المتجمعين على اقتراح انك تيجيلنا البلد وتشوف ايه اللي صابنا، رحبوا وقالوا لي اجي اجيبك، واديني اهو قدامك وحكيتلك على اللي حصل.



سكتت لثواني، ثواني كنت بفكر فيهم في اللي سمعته، الكلام اللي عمار بيقوله ده كبير.. يعني ايه كفر بحاله يتلعن بالشكل ده؟!.. وبعد تفكير مادامش كتير، قومت وقفت وانا بقوله..



-طيب، يلا بينا ياابني على عندكوا، بس استنى خمس دقايق، هغير الجلابية اللي عليا دي وهجيب المسك والمصحف الصغير اللي مابمشيش من غيره، وهجيلك.



هز راسه وانا دخلت غيرت وخدت ازازة المسك من الدولاب، وحطيت المصحف في جيب الجلابية وخرجت معاه، ركبنا عربية من الموقف اللي في بلدنا لحد اقرب بلد ليهم، وده لأن بلدهم او الكفر بتاعهم مكان متطرف، مافيهوش موقف، وعشان تركب منه وتوصل لأي مكان، لازم تخرج على رجلك للبلد اللي بعيدة عنهم بحوالي تلت ساعة مشي، وتركب من هناك.



وبعد ما نزلنا من العربية اللي ودتنا للموقف في البلد اللي جنبيهم، اتمشينا انا وهو لحد ما وصلنا قصاد يافطة البلد.. (كفر الخندق).. دخلنا في الطريق اللي محطوط على يمينه اليافطة، اتمشينا انا وهو وسط الضلمة لحد ما دخلنا وسط البيوت، ومن عند وصولنا للبلد من جوة، قلبي اتقبض، مش بس من الضلمة الكُحل ولا من أصوات الكلاب اللي بتعوي كل دقيقة والتانية، لا.. انا سبب قبضة قلبي كان الهدوء، هدوء غريب، الكفر كأنه مهجور، سكووت.. ضلمة، هوا سخن غريب بيخبط في وشي كل كام ثانية.. بلعت ريقي وجمدت قلبي وكملت مشي، كنت شايف طريقي بسبب كشاف ماسكه عمار ومنور بيه، وفي وقت ما احنا ماشيين ومركزين في الأرض قصادنا، سمعنا من مكان ما صوت حركة!



وقتها وقف عمار وقال بصوت عالي..



-بسم الله الرحمن الرحيم.. اااا.. اااعوذب بالله من الشيط...


قطع كلام عمار صوت صرخات غريبة، كأن حد متضايق من وجودنا!، بلعت ريقي وابتديت اقرأ قرأن في سري، لكن في وسط ما انا بقرأ، اتكلم عمار وهو بيحط ايده في جيب جلابيته..


-انا معايا ووكمن بحجارة كنت بشغل عليه قرأن عشان اعرف انام، هطلعه واشغله، جايز القرف ده يخف شوية ونعرف نوصل لبيت عم راشد من غير مشاكل.


طلع الووكمن من جيبه وشغله..


بسم الله الرحمن الرحيم



(قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا (1) يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا (2) وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا (3) وَأَنَّهُۥ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطٗا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا (5) وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقٗا)



واول ما وصل صوت المُقرئ لحد الأية دي، الووكمن صوته سكت، ومع سكوته سمعنا صوت حد بيجري قدامنا بس ماكناش شايفينه، استغرب عمار ورفع الكشاف ناحية مصدر الصوت، وبمجرد ما وَجِه الكشاف قصادنا بالظبط، اتسمرنا في مكاننا لما شوفناه؛ خيال أسود، طويل، طوله يجي مترين، مالوش هيئة ولا ملامح ولا باين منه اي حاجة غير عينيه اللي لونهم احمر، كان واقف بعيد عننا بحوالي ١٠ متر، رجع عمار كام خطوة لورا، اما انا، ففضلت واقف مكاني وقريت قرأن بصوت واطي، ومن غير أي مقدمات، الووكمن اللي كان في ايد عمار التانية، اتسحب منه وراح ناحية المخلوق او الجن اللي واقف قصادنا ده، وحرفيًا سمعنا صوت الووكمن وهو بيتدغدغ، اترعب عمار وكان لسه هيجري لورا، بس قبل ما يسيبني ويجري، مسكته بسرعة من دراعه وقولتله بصوت واطي..



-انت هتروح فين، ماينفعش حد فينا يسيب التاني لوحده، احنا هنمشي بكل هدوء ونكمل زي ما دخلنا البلد، الظاهر ان صوت القرأن بيغضبهم، واحنا لازم نتجنب غضبهم لحد ما نوصل للبيت اللي احنا قاصدينه، هو فاضل عليه قد ايه؟


ماردش عليا، كان فاتح بوقه ومبرق للمخلوق اللي قصاده، لكن في لحظة، المخلوق ده صرخ صرخة عالية وبعدها اختفى!


بلع عمار ريقه وبص لي وهو بيترعش..


-انا.. انا اول مرة اشوف واحد منهم يامولانا، شوفت عينيه كانت عاملة ازاي؟.. ده.. ده.. ده..

قاطعته وانا بحاول افوقه من نوبة الهيسترية اللي جتله..


-سيبك منه دلوقتي وركز.. ركز معايا ياعمار، فاضل قد ايه على بيت العمدة راشد؟

ماكنش مركز معايا، الواد حرفيًا كان بيخرف وبيهذي وكأنه مُغيب..

-انا شوفته وسحب مني الووكمن، سحبه مني و..

وقبل ما يكمل كلامه ضربته بالقلم عشان يفوق وقولتله بزعيق..

-فوق بقى وركز معايا، فاضل قد ايه عالبيت؟



بص براسه ناحية الشمال وقالي وهو لسه تايه..


-الشمال اللي جاي، سابع بيت عالشمال.


سحبته من ايده وفضلت ماشي انا وهو بكل هدوء، ماكُناش تقريبًا بنطلع اي صوت غير بس اصوات خطواتنا، حتى القرأن اللي كنت بقراه في سري وقفته خالص، وبعد ما وصلنا عند البيت اللي هو قال عليه، لقينا بابه مفتوح وفيه كُلوبات كتير على الأرض في الصالة، وحوالين الكُلوبات، كانوا قاعدين رجالة على دكك خشبية، دخلت البيت وانا ساحب عمار من إيده وقولت بصوت عالي..


-سلامو عليكوا يااهل الدار... انا الشيخ مُخلص اللي قالكوا عنه عمار.


كل اللي قاعدين ردوا عليا السلام، وبعد السلامات، اتكلم واحد من وسطهم وقالي..

-يامرحب بيك يامولانا، اتفضل اتفضل.



دخلت وقعدت على الدكة اللي على يمينه، وقبل ما اتكلم في اي حاجة، اتكلم هو وقالي وهو بيمد لي إيده..

-انا راشد الوكيل، عمدة الكفر.

سلمت عليه وانا بقوله..



-اتشرفت بيك ياجناب العمدة، انا عمار حكالي عنك وعن اللي حصل للعمدة جامع اخوك الكبير الله يرحمه، البقاء لله اولًا، وثانيًا انا عاوز اشوف ضياء.

سحب إيده من إيدي وقالي بهدوء..



-أوامرك يامولانا، مع إن ضياء يعني مافيش منه فايدة، الواد لا بينطق ولا بيقول اي حاجة من ساعة اللي حصل لاخويا ومراته وبناته، بس قبل ما اجيبلك ضياء، قولي الأول، عمار حكالك عن اللي بيحصل لنا من وقت ما روحت وقعدت في بيت اخويا جامع؟!

هزيت له راسه..



-اه.. حكالي كل حاجة بالتفصيل تقريبًا، بس انا برضه في شوية حاجات عايز اعرفها منك، هو العمدة كان بيعمل حاجة غلط في حياته.. واقصد هنا حاجة غلط بس كبير اوي.. سحر او غيره، او حتى حاجة شبه كده؟!

سكت شوية وهو بيفكر، وبعد كده رد بحزم..



-لا يامولانا، ما افتكرش، اخويا جامع طول عمره راجل دوغري، لا له في اللف ولا في الدوران، ولو على الغلطات يعني، فهو ماكنش ملاك، ماحدش فينا اصلًا ملاك، هو كان بني أدم زيه زي الناس، بيغلط غلطات عادية وبيستغفر وبيصلي، لكن حاجات كبيرة بالمعنى اللي تقصده، ف لا.. جامع ماكنش كده، وبجد انا لحد دلوقتي مش لاقي سبب لطريقة موته دي، ولا حتى عارف اربط بين اللي حصل له وبين اللي احنا فيه دلوقتي ده، تفتكر انت ايه الرابط يا مولانا؟!



-مش عارف ياحاج راشد، بس اكيد في رابط، ما هو مش طبيعي العمدة يموت بالشكل الغريب ده هو وأهله، وبعد كده لما انت تروح وتقعد في بيته، يحصل كل ده، اكيد في حاجة، والحاجة دي مش هقدر اعرفها إلا لما اروح البيت واشوفه بنفسي، بس قبل ما نتحرك من هنا، انا عاوز اشوف ضياء.



قام راشد من مكانه وغاب لدقيقتين، بعدهم رجع وفي ايده ضياء اللي قعد جنب عمه وهو ساكت، كان ولد هادي، ملامحه اللي شوفتها على ضوء الكُلوبات زي ملامح كل اللي قاعدين، كانت ملامح هادية وساكتة، لكنه كان كل وقت والتاني بيعمل لَزمة غريبة كده، كان بيحرك رقبته ناحية اليمين بحركة سريعة وكأنه بيتكهرب او بيتنفض في مكانه، بصيت له وابتسمت، وقبل ما اتكلم معاه بصيت لعمه وقولتله..



-هو بقى كده من بعد اللي حصل؟!

-لا يامولانا، ضياء مولود كده، وهو صغير دوخنا بيه عند مشايخ ياما في كل البلاد اللي حوالينا، وكلهم قالوا انه سليم ومش ملبوس، وقالوا لنا نروح بيه لأهل الطب، وفعلا، لما روحنا بيه لدكتور في القاهرة، قالنا انه عنده حاجة اسمها متلازمة باين، وكتبوله أدوية بتخفف شوية من الحركات الغريبة اللي بيعملها.



لما راشد خلص كلامه، بصيت لضياء وابتسمت..

-ازيك ياضياء، عامل ايه؟!



بص لي وماردش عليا!.. ماستغربتش، انا عارف ومقدر اللي هو مَر بيه، بس انا لازم اعرف، لازم اعرف هو شاف ايه وقت موت اهله، وعشان كده طلعت المسك وحطيت منه على ايدي، وبنفس الايد قربت منه ومسكت ايده وانا بقوله بهدوء..


-بسم الله.. بسم الله.. بسم الله ارقيك... بسم الله الرحمن الرحيم...


وقبل ما اكمل لقيت الواد زق إيدي من ايده وابتدا يمسح ايده في هدومه بسرعة هيستيرية، استغربت وقومت وقفت، وقبل ما اقرب منه، حسيت إنه اتغير، جسمه بقى ثابت ورفع راسه وبص لي وهو مبرق، استغربت من اللي حصله، وزاد استغرابي اكتر لما اتكلم بصوت غليظ وقالي..



-ماتقربش.. ماتقربش وألا هحرقهم كلهم، هحرق كل اللي قاعدين وانت منهم.

ومرة واحدة قام من مكانه وقعد على الأرض، قعد وابتدا يخبط بإيديه الاتنين على الأرض وهو بيقول بصوت عالي..

-المخزن.. تحت المخزن.. المخزن.. المقبرة.. تحت المخزن.. تحت المخزن..



وفضل يقول تحت المخزن تحت المخزن لحد ما مرة واحدة رفع راسه وبص لي، وبعد كده جسمه ساب وغاب عن الدنيا!

اول ما ده حصل عمه قام من مكانه وشاله ونيمه على دكة من الدكك اللي حوالينا، لكن اللي لفت نظري وقتها غير ضياء واللي حصل له، هو صوت راجل من اللي قاعدين حوالينا، الراجل ده كان بيتكلم بصوت واطي وكأنه بيلوم نفسه..


(انا كنت حاسس.. كنت حاسس ان اللي بيحصل ده هو السبب فيه)


سيبت راشد وابن اخوه والموقف كله، ومشيت ناحية مصدر الصوت، قربت من الراجل اللي كان بيتكلم وسألته بجدية..

-انت كنت حاسس بايه؟!



بص لي وهو باين على وشه الحزن والضيق، ومن غير أي أسئلة مني ابتدا يتكلم..


-انا مُراد؛ عم العمدة راشد والعمدة جامع، من قبل موت جامع واهله بأيام، طلبني عنده في البيت، استغربت لأنه مش عادته إنه يطلبني، اصله تملي مشغول ووقته مش فاضي، بس قولت مش مشكلة، جايز محتاجني في مشورة ولا حاجة، لكني لما روحتله واتكلمت معاه، قالي كلام غريب؛ جامع قالي انه كان بيحفر في الأوضة اللي في اخر المخزن اللي ورا بيته، ووقت ما كان بيحفر، لقى عضمة بني أدم، وبسبب العضمة دي، افتكر ان المخزن تحته مقبرة من مقابر الفراعنة وفيها مساخيط، وعشان كده هو طلبني، طلبني عشان اشوفله شيخ او اي حد يعرف يدله على بوابتها، وقتها انا اتاخدت وقولتله اني ماعرفش، بس هبقى اسأل واقوله، ومافيش... بعدها بأيام قليلة حصل اللي حصل، وانا بصراحة خوفت اتكلم لا يقولي اني السبب في موته، او اني يعني طمعت في المقبرة، ده لو في مقبرة من الأساس، لأن انا الوحيد يعني اللي كنت اعرف بيها بحسب كلامه، وقتلته عشان اخد اللي فيها، بس اقسم بالله، اقسم بالله تاني، انا لا شوفت ولا اعرف اي حاجة غير اللي قولته ياشيخ مُخلص.



لما مُراد قال كده، اتدخل راشد وقال له بزعيق..


-ولما انت عارف ده كله، مانطقتش ليه من وقتها، ليه فضلت ساكت لحد ما البلد صابها اللي صابها، وانا برضه بقالي ايام بسأل نفسي، اشمعنى اللي بيحصل ده ماحصلش الا في ليلة ما فتحت باب المخزن عشان يتهوى.

رد عليه مُراد وقال له بصوت مليان ندم..


-وانا ايش عرفني ياأخي، وبعدين ما انا قولت اهو.. انا خوفت اتكلم لا اتاخد في حاجة انا ماعملتهاش، ثم انت بتلوم عليا ليه، اللوم على اخوك الله يرحمه، هو اللي نبش ودور عشان يطلع كنز كان مفكر إنه موجود تحت بيته، لا وماكفهوش اللي عنده، ده كمان بيدور وبينبش على أثارات.


قاطعت كلامهم وخناقتهم من قبل ما تبدأ لما قولت لراشد..


-ثواني بس ياعمدة، طب وانت ليه ماقولتش إنك من وقت ما فتحت باب المخزن، والكفر صابه اللي صابه؟!


قعد في مكانه واتكلم بخنقة وضيق..


-ماكنتش عارف يامولانا، ماكنتش اعرف ولا جه في دماغي والله، انا اصلًا لحد دلوقتي دماغي واقفة ومش مستوعب كل اللي حصل، ولما عمي قال على اللي كان مخبيه دلوقتي، ومع اللي قاله ضياء قبل ما يغمى عليه، ربطت كل حاجة ببعضها.. السر في المخزن يامولانا، السر في المخزن.


في اللحظة دي كان ضياء فاق، قربت منه انا وراشد واطمننا عليه، ماكنش بيتكلم ولا بيقول اي حاجة، هو بس كان بيدمع من غير ما يتكلم، ولما حاولنا نعرف منه اي حاجة تانية، ماتكلمش، بس خلاص كده، مش مهم بقى يتكلم ولا لأ، المهم ان انا عرفت اصل اللعنة جاي منين، وعشان كده، بعد ما اطمننا على ضياء، بصيت للعمدة وقولتله..


-بقولك ايه، انا عاوز اروح المخزن ده حالًا.


وفعلًا، خرجت انا ومراد وراشد من البيت اللي كنا فيه وروحنا للمخزن اللي ورا بيت العمدة جامع، كان مبنى من دور واحد، متطرف ناحية اخر البلد، قربنا منه بهدوء واحنا في إيدينا الكُلوبات، ومع وصولنا قصاد بابه، شاورلي راشد وقالي بقلق..


-اتفضل يامولانا، ده المخزن اهو.. ادخل انت، انا.. انا مش هقدر ادخل معاك، ما هو بعد اللي حصل في البلد ده كله من بعد ما فتحت بابه، مستحيل ادخله، ده إذا كان براه وبيحصل كده، اومال جواه هيبقى فيه ايه؟!


وتقريبًا مراد قال نفس كلامه هو كمان،وده لما بص لي وإيده بتترعش وقالي..


-لا لا ماتبصليش يامولانا، انا ماهدخلش جوة، انا اصلًا لا ليا في التور ولا في الطحين، الله يخربيتك ياجامع، انت السبب في كل الهم اللي احنا فيه ده.

رد عليه راشد وهو بيبصله من فوق لتحت..

-بذمتك ودينك، بقى انت عم انت؟، يعني بدل ما تدعيله وتقول ربنا يغفرله، بتدعي عليه؟!

-اه بدعي عليه لأن طول عمره طماع، وطمعه ده اللي خلاه يبعد عننا من وقت ما ورث العُمودية من ابوك، ولا انت ناسي ياابن اخويا.

سكتتهم لما اتدخلت بهدوء..



-بس بس.. مش وقت خناق دلوقتي ولا وقت مين عمل ايه او اتسبب في ايه، انا هاخد الكُلوب وهدخل، هدخل وانا معايا أهم سلاح ممكن ينفع في الموقف ده.. إيماني بالله عزوجل، وإيماني كمان بأن انا قاصد خير، ولو عليكوا، فانتوا دخُولكوا ممكن يأذيكوا بسبب نفوسكم المريضة.



وبعد ما قولتلهم كده، وطيت على الأرض ومسكت كُلوب من التلاتة اللي على الأرض ودخلت، المكان كان ضلمة، ساكن، الهوا جواه تقيل، لكن المُلفت هي الاصوات اللي سمعتها وانا بتمشى فيه، همس ممزوج بأصوات قطط جاين من مكان ما في نهاية المخزن، استعذت بالله من همزات الشياطين وفضلت ماشي ناحية الصوت، وفي وسط ما انا ماشي كنت بلمح اشولة غلة فاضية على الأرض، وجنبها كنت بحس ان التراب بيتحرك!



كملت في مشيي لحد ما وصلت عند باب خشبي صغير، تقريبًا كان باب جوة المخزن بيودي لأوضة تانية، كان موارب، فتحته بالراحة ودخلت، وبعد ما دخلت شوفت في اخر الأوضة حفرة، وجنب الحفرة لقيت حتة عضمة!، قربت منها ووجهت الكلوب ناحيتها، دي دراع بني أدم!



اول ما اتحققت منها سمعت صوت خطوات من ورايا، ولسه هلف واشوف سبب الصوت ده ايه، سمعت همس في ودني، فمارضتش الف، خوفت لا اشوف شئ انا ماحبش اشوفه، ركزت مع الهمس اكتر لحد ما فجأة لقيته ظهر قصادي، قط اسود حجمه ضخم، خرج من الحفرة، بعدت خطوات لورا وانا بقرأ قرأن بصوت عالي، لكن فجأة، بص لي القط بغضب وحسيت ان جسمه بيكبر وخد وضع الهجوم عليا، بعدت اكتر وفضلت ابعد عنه لحد ما خبطت في حيطة ورايا ووقعت على الأرض، ومع وقعتي سكتت، فالقط بقى أهدى وقرب مني بخطوات بطيئة، وقف قصادي بالظبط وفضل باصص، كان بيبص لي بطريقة غريبة، زي ما يكون بيتفحصني، لا لا زي ما يكون ايه، ده فعلًا كان بيتفحصني، واكبر دليل على كده انه مَيل راسه ناحية اليمين، ومرة واحدة، الهمس اللي كنت حاسس بيه قريب من وداني واتحول لكلام بصوت رفيع...



(مُخلص.. مُخلص اللعنة، قلب أبيض، لا هدف له ولا مصلحة، المُنتظر.. ولكن.. قبل أن ينتهي كل شئ، وقبل أن أرشدك إلى طريق نهاية اللعنة، يجب أن ترى.. يجب أن ترى يامُخلص حتى تعرف)


وعند كلمة تعرف دي، نط القط في وشي مرة واحدة، وبسبب نطته حطيت إيدي على عيني، بس بسرعة شيلتها من تاني لما لقيت المكان حواليا متغير!



انا لقيت نفسي بالنهار وواقف في مكان صحراوي، وقصادي بالظبط، حوالي عشر رجالة لابسين جلاليب وعمم شكلها غريب اوي، ووراهم، كان في خيمة!



اتكلم واحد منهم مع التسعة الباقيين وقالهم بلهجة صعيدية أصيلة شبه لغة بلدي والبلاد اللي حواليها..

-يعني ايه بنت كبير القبيلة تتخطف من ابن كبير تجار قبيلة الوادي، واحنا واقفين نتفرج، ده احنا ولاد عاصف.

رد واحد منهم عليه وقال له..



-ايوه معاك حق، الوالا خلفان قال انه اخر مرة شافها، كانت مع جبر ابن كبير تجار قبيلة وادي، ومن وقتها والبت ماظهرتش تاني.

بعد كده اتكلم واحد تالت وقال..



-احنا مش هنسيب تارنا، البت ممكن تكون ماتت بعد ما الواد ضيع شرفها، احنا هنطلع عليهم ونموتهم كلهم.

لكن اتكلم الرابع وقاله..


-ده غباء، قبيلة وادي، قبيلة كبيرة، اهلها متربين عالحروب والصيد، واحنا عشان نهزمهم لازم نرد الضربة بنفس الضربة، بس بشكل اكبر.



استغربوا كلهم وسأل واحد منهم..

-يعني نعمل ايه ياداعم؟

جاوب الرابع واللي واضح ان اسمه داعم..


-نطلع في الليل على خيمة الملك بتاعهم، غضنفر، نخطف مراته ونجيبها هنا ونعمل فيها زي ما أكيد اتعمل في اختي، نسلب شرفها ونقطعها حتت وندفنها.



بعد كده المشهد فجأة اتغير، فجأة لقيت الدنيا بقت ليل وقصادي بالظبط كان في خيمة كبيرة اوي، خرج منها راجل ضخم لابس لبس مغطي نصه التحتاني، اما عن نصه الفوقاني، فكان من غير هدوم، بس كان واضح جدًا إنه راجل مش سهل، عضلاته والندوب اللي في وشه كانت بتقول إنه راجل شديد وله شأن.. بعد ما خرج من الخيمة ومشي لبعيد، ظهروا ست رجالة من العشرة اللي كانوا واقفين في المشهد الأول، دخلوا وفضلوا جوة شوية، وبعد كده خرجوا وهم معاهم واحدة ست مغمى عليها، وبعد ما خدوها وبعدوا، المشهد اتغير، كان ليل برضه، لكنه كان مكان صحراوي ومافيهوش خيم، وقصادي بالظبط، كانت نايمة، الست اللي اتخطفت من الخيمة، وكان في رجالة كتير واقفين حواليها، ومكانها بالظبط، كان في واحد بيغتصبها، والواحد ده بعد ما خلص، بص لراجل كبير كان واقف بيتفرج وقاله..



-انا خلصت ياابوي، تحب تنول من شرفها انت كمان ولا نموتها وندفنها؟!

هز الراجل راسه بالنفي..

-لا لا.. ادبحوها وافصلوا راسها عن جسمها وادفنوها مكانها، ده اقل رد على اللي حصل مع بنتي.



قرب منها واحد من اللي واقفين وفي ايده خنجر شكله غريب، وبسرعة مشاه على رقبتها ودبحها، منظر الدم خلاني حسيت باشمئزاز وغمضت عيني، واول ما فتحتها من تاني لقيت المشهد اتبدل، بس المرة دي كانت الدنيا نهار والدم مالي رمل الصحرا، وفي وسط الدم والجثث كان واقف الراجل اللي شوفته خارج من الخيمة، وحواليه كانوا واقفين رجالة كتير لابسين لبس شبه لبسه تقريبًا، لبس مغطي نصهم التحتاني ونصهم الفوقاني مش متداري عشان عضلاتهم المفتولة تبان، لكن اللي لفت نظري غير لبسهم، كانت الجثث والحفرة الكبيرة اللي في الأرض، الجثث كانت كتيرة اوي وكان منهم جثث العشرة والراجل العجوز اللي اسمه عاصف، بص لهم الراجل ده وقال بكل غِل وحقد بلكنة قريبة جدًا من لكنتهم..



-البصاصين قالوا لي انكوا قتلتوا مراتي بعد ما اغتصبتوها، واللي خطفته منكم عشان يأكدلي الكلام، قال إنكوا عملتوا كده عشان فاكرين ان بنتكم خطفها ابن كبير التجار عندي، اغبيا، عيشتوا وموتتوا اغبيا، ماكنتوش تعرفوا ان بنتكوا سابتكوا عشان بتحب ابن التاجر وانتوا كنتوا عاوزين تجوزوها منكم بالعافية، لكن اهو.. ده جزاء الغباء، ياجنود قبيلة الوادي، ياحراس شرف الملك غضنفر، ارموا جثثهم جوة الخندق ده وهاتولي كبير سحرة القبيلة.



ظهر من بعيد راجل عجوز ماسك عصاية خشب، شعره ابيض وملامحه جامدة وبشرته سمرة زي معظم الموجودين، كان لابس حتت قماش سودة مدارية اجزاء من جسمه، قرب من الملك غضنفر وقاله..



-تحت طوعك يامولاي.


بص غضنفر للخندق اللي جنوده رموا فيه الجثث، وبكل قرف قال..


-المقبرة دي تتلعن، العنها بلعنة تخليها منسية للأبد، انا مش عاوز أي حد يعرف ان كان في هنا ناس اسمهم أولاد عاصف من الأصل، ومش بس كده، انا عايز أي حد يفكر ينبش مقبرتهم الجماعية، تصيبه لعنة.

-أمرك يامولاي..



وبعد ما قال كده المكان كله بقى فاضي واتقلب النهار لليل، والخندق او المقبرة الكبيرة اللي كانت مفتوحة، كانت اتردمت، وجنبها بالظبط، ظهر الراجل العجوز او الساحر ده وهو قاعد على الأرض ومولع نار، ووهو قاعد، كان ماسك حجر وبيحفر عليه وبيقول كلام غريب، كلام مش فاكر منه غير شوية كلمات، زي مثلًا.. (الظهور ياجلجاش، الخادم المُخلص، ياابن النار).. وفضل يقول في الكلام ده لحد ما ظهر قصاده قط اسود كبير، بس ده مش أي قط، ده نفس القط اللي ظهرلي جوة المخزن، بص له الساحر وابتسم وقاله..


-المقبرة دي، مهمتك هي المقبرة دي، تلعنها انت وخدامك، وأي حد يقرب منها او ينبشها، تصيبه لعنة ويموت هو وكل اللي من دمه.

بعد ما قال كده، ظهروا قطط كتير من وراه، ومع ظهورهم، قام الراجل ومشي، مشي بعيد عن المكان اللي كان قاعد فيه، وبعد ما بقى أبعد، حفر في الأرض ودفن الحجر اللي كان بيتكتب عليه، وبعد كده ردم الحفرة، وعند ردمه للحفرة حسيت بخبطة على دماغي، زي ما يكون حد خبطني بقوة على دماغي لدرجة ان عيوني زغللت، الرؤية بقت مش مظبوطة، لكن الرؤية لما رجعتلي من تاني، لقيت نفسي زي ما انا، كنت لسه واقع على الأرض في المخزن وقصادي كان واقف نفس القط، لكن العجب، كل العجب، إن القط ابتدا يتغير، بِعد عني وراح ناحية الحفرة اللي في نهاية الأوضة ومن بعدها اتغير.. جسمه فضل يطول ويطول لحد ما بقى ظل اسود كبير، والظل ده ابتدا يخرج منه صوت، نفس الصوت الرفيع اللي سمعته بيكلمني في الأول..



(قبل ما تسأل أي سؤال، انا هفسرلك يا مُخلص، هفسرلك اللي كل انت شوفته والناس اللي ترجمتلك كلامهم القديم للغتك، وكمان هدلك على الطريق، ايه، مستغرب اني بتكلم بلكنتكوا؟، لا ماتستغربش، انا سهل عليا اتكلم اي لكنة وانا في هيئتي الأساسية، لكن ده مش المهم.. انا هقولك عالحكاية؛ من ألاف السنين كان عايش في الأرض الصحرواية اللي ورا مخزن العمدة، راجل إسمه عاصف، والراجل ده اتجوز وخلف ولاد وبنات، والولاد والبنات دول اتجوزوا وخلفوا، وفي يوم، بنته الصغيرة اختفت، وواحد من احفاده شافها لأخر مرة مع ابن كبير تجار القبيلة اللي جنبهم، كانت قبيلة اسمها قبيلة وادي، ملكها يبقى ملك شديد ومحارب عظيم اسمه غضنفر، وقتها ولاد عاصف حطوا خطة لما افتكروا ان اختهم خطفها ابن كبير التجار عشان ينول من شرفها، وبعد كده يقتلها ويدفنها، وخطتهم كانت خطف مرات الملك غضنفر والتمثيل بشرفها، وبعد كده قتلها ودفنها، ولما نفذوا الخطة، جنود وبصاصين غضنفر قدروا يعرفوا اللي حصل، وكمان خطفوا واحد من ولاد عاصف واعترفلهم بكل حاجة، وكانت النتيجة إنه طلع بجنوده وخلص عليهم كلهم، أبادهم إبادة جماعية، وبعد ما قتلهم حفر خندق في أرضهم ودفنهم فيه، وماكتفاش بكده، ده جاب اكبر ساحر عنده وخلاه يلعن قبرهم ويحط عليه حارس شديد ومعاه جنود من الجن، والساحر ده نفذ المطلوب منه واستدعاني انا وجنودي.. انا، جلجاش، مارد وجندي من جنود بني الجن، فضلت لألاف السنين بحرس لعنة المقبرة دي، مقبرة الخندق، واللي بسببها غضنفر قال لكل الناس ان حتة الأرض دي بقى اسمها خندق الوادي عشان يخفي سيرة ولاد عاصف، ومع الوقت، الناس جم المنطقة اللي ينفع تتزرع جنبها وعاشوا فيها .



 ومع الزمن، اتغير الإسم، من خندق الوادي للخندق بس، وفضلت انا وخدامي لسنين وسنين بنحرس الأرض دي والخندق اللي تحتها، والحقيقة ان مافيش مخلوق قرب منها لأنها أرض صحراوية، لا تنفع للبُنا ولا تنفع للزراعة، وفضل الحال زي ماهو لحد ما العمدة جامع حفر في ضهر مخزنه عشان يغير أرضيته، وفي وقت حفره بطريقة غشيمة، وصل لعضمة من عضم الأموات، فافتكر انها سبيل او بداية دليل لمقبرة جواها كنز، ولما حفر اكتر واكتر وبدأ يوصل لبداية الخندق، ظهرت انا وقومت بمهمتي، لعنته هو وكل اهله اللي عايشين معاه، خُدامي قتلوه وقتلوا مراته وبناته ولبسوا الولد اللي معاهم، يعني قتلوا اللي من دمه واللي على ذمته)


بلعت ريقي بصعوبة وسألته..


-طب.. طب والولد، ضياء، اشمعنى سيبتوا ضياء؟!


(لإنه مش ابنه، ضياء يبقى ابن مراته، ولما ابوه مات، هو اتجوز امه واعتبره ابنه ورباه.. بس ده برضه مش المهم، الأهم يامُخلص دلوقتي ان انا خلاص، اللعنة دي أنهكتني، وده سبب لعنتي انا وخُدامي للبلد من بعد ما راشد فتح باب المخزن، انا عاوز اخرج، عاوز اتحرر، بس كنت مستني حد يجي ويدور وانا كنت هدله على سبيل حل اللعنة وطريقة صرفي، انا مش مابقاش مُحبب بالنسبة لي اني أفضل احرس لعنة ماليش فيها أي استفادة)


قومت وقفت وسألته بلهفة..


-طب وايه السبيل؟.. ازاي اللعنة تتفك وازاي انت هتتحرر؟


(الحجر اللي انت شوفت الساحر بيدفنه، مكانه برة المخزن ده بحوالي خمسين خطوة بخطواتكم، ناحية الشمال، اقف في مكان ما تنتهي الخطوات الخمسين واحفر، ولما تلاقي الحجر، طلعه وكسره حتت، وخد الكسر بتاعه وارميه في مايه جارية، وقتها بس كل شئ هينتهي وهتتحقق نبؤة انتظاري، انت.. انت المُخَلص اللي استنيته من سنين وانت نبؤة انتظاري)


اول ما خلص كلامه، خرجت جري ونفذت اللي قاله، واللي قاله طلع مظبوط، بعد خمسين خطوة من ناحية الشمال، برة المخزن، حفرت، ولقيت الحجر، كان عليه نقوشات غريبة، وكان في حجم تلات قوالب طوب تقريبًا، وبمجرد ما طلعته ماستنتش، بكل قوتي ضربت عليه بالجروف اللي كان جابهولي راشد وحفرنا بيه، وبعد ما فتفتته لحتت، جمعته في شوال وبعد كده رميته في مايه جارية، وزي ما انا توقعت، كل شئ انتهى، اللعنة اتحلت وبعد كده اتكلمت مع أهل الكفر، وبناءًا على كلامي، بيت العمدة جامع اتهد والمخزن كمان، اما عن حتة الأرض الصحراوية اللي فيها الخندق، فالناس بعدوا عنها خالص اكتر ما هم كانوا بعيد، لكن الغريب بقى إن بعد ما اللعنة اتفكت وبعد ما راشد ساب العُمودية ومراد رجع لحياته، واتأكدت منهم إن فعلًا ضياء يبقى ابن مرات جامع، مش ابنه، راشد مات.. مراته دخلت تصحيه في يوم الصبح بعد ما اللعنة اتفكت، لقته ميت ووشه شاحب، وبعده بكام يوم مراد حصله، بس مراد مات متكهرب، كان بيعدل حاجة في كهربة بيته والكهربا مسكت فيه ومات، اما عن العُمودية، فهي اتنقلت لعِيلة عمار اللي كان سبب في حل المشكلة لما جابني، اما ضياء، فده اتنقل لمستشفى العباسية بسبب مرضه والمتلازمة اللي عنده وفضل فيها لحد ما مات، وبس.. انتهت لعنة كفر الخندق وانا رجعت تاني لحياتي ولعلاج الحالات الممسوسة والمسحورة، بس مهما قابلت او شوفت، عمري ما هشوف زي اللي شوفته في الليلة اللي قضيتها هناك.



خلصت مذكرات جدي اللي كنت قاعد بقراها بعد وفاته بتلات أيام وانا مستعجب، طب انا مين؟.. انا جمال وَليِ، حفيد الشيخ مُخلص الله يرحمه، الشيخ مُخلص اللي ورثت عنه من بعد موت ابويا، سيرته الطيبة ومذكرات جواها حكاية شبه حكايات الف ليلة وليلة، حكاية يمكن ماكنتش هصدقها ويمكن انت كمان ماتصدقهاش، بس تعرف انا صدقتها ليه، صدقتها بسبب اسم البلد او القرية اللي جواها، اصل احنا في قرية بعيدة عن قريتنا بشوية اسمها (كفر عمار).. وبيقولوا انها اتسمت بالأسم ده عشان كان فيها شاب اسمه عمار، شاب كان سبب في فك كرب شديد حالل على أهلها من عشرات السنين، لكن الغريب بقى واللي خلاني اصدق الحكاية دي، ان على يافطة البلد وتحت اسمها الحالي، مكتوب بين قوسين كده جملة غريبة.. (كفر الخندق سابقًا)...