أخر الاخبار

حكايات عن الذكاء حكاية مواجهة الاذكياء

حكايات عن الذكاء حكاية مواجهة الاذكياء

الثقة بالنفس,فن الكلام,يوتيوب,الفضائية,السعودية,الله,الحجاج,العريفي,هل تعلم,فن الكلام مع البنات,رئيس الحكومة المغربية,الاسلام,اقوال,لصوص العام الجديد,الحلقة الاخيرة,الغلام والحجاج,لصوص العالم الجديد كامل,اسئلة ترفيهية واجوبتها
حكايات عن الذكاء

مرحبا بكم زوار موقعنا ابو عمر نيوز , نحكي لم اليوم من صنف قصص ذكاء , حكاية رجل ثري بالغ الذكاء تعرض للاختطاف عصابة  شديدة الذكاء كذلك . 
حيث تحمل الرواية في طياتها احداثا غامضة ومشوقة , فلمن تكون الغلبة يا ترى ؟ 
نترككم مع القصة دون اطالة في المقدمة , وللمزيد تصفحو قسم حكايات وعبر 



تقول  الحكاية


من أمام فيلا واحد من الأثرياء - الذي اشتهر عنه انتصاراته على أذكى اللصوص - في كل يوم كان يتخطى ثلاثة من الرجال ذووا سمات غريبة، كانت وجوههم كأنها قد سلقت بماء مرتفع الحرارة فذهبت جغرافيتها وتشوهت، وكانوا يرتدون الملابس الرياضية ويهرولون لأكثر من ساعتين ويتمرنون بشتى أشكال التمارين.

تعود صاحب الفيلا منذ أعوام أثناء على القٌعود في هذا الوقت الذي يمرون فيه الرجال الثلاثة بالذات من كل يوم في شرفته ليحتسي الشاي ويقرأ ذات واحد من كتبه وكانت هذه أضخم متعة يعرفها لذلك هو لم يكن برغم ذكائه الحاد وفطنته المتقدة ومتانة ملاحظته لم يكن يعير كثير مراعاة لما يحدث على طول الطريق في مواجهته.

وقد كان للثري ولدين قد انشغل كل منهما في حياته المخصصة واكتفيا بالاطمئنان على أبيهما عن طريق الاتصال التليفوني واعتاد هو من ضمنهم ذلك. 



في صباح أحد الأيام استيقظ صاحب الفيلا من نومه ليجد نفسه وجهاً لوجه مع الرجال الثلاثة في قاعة نومه وبلا مقاومة منه قاموا بتقييده وخطفه مغمض العينين وخرجوا به من الفيلا بهدوء لعلمهم أن هذا الدهر بالذات لا يطلع فيه واحد من من أهل الحي.
في مخبأ العصابة السري أجلسوا الثري على مقعد وفكوا وثاقه ورفعوا العصابة عن عينيه ووقفوا من حوله فقال زعيمهم للثري: هل تعلم لما قمنا بخطفك ؟.

فلم يرد عليه الثري فقال: لست أنتظر منك إجابة سوف أقول لك، أعلم أنك تظننا نرغب في مالك فقط وبالرغم من أن ذلك صحيح إلا أن الحجة الرئيسي لخطفك هو ما تدعيه ويظنه الآخرون بك من ذكاء، لذلك عزمت أنا أن أضع حدا لادعاءاتك، وضعت أنا مخطط خطفك وانتهاج عدد محدود من مالك لتعلم أنك لست ذكياً بما يكفي، وأن كل ما قمت به من تدابير وخطط وقائية سيكون بذكائي أنا الدافع لسلب مالك، ثم التفت القائد إلى صاحبيه وصرح وهو يشير إلى أحدهما: ذلك نطلق فوقه المبدع وهو اسم على مسمى.

ثم فتح صندوقاً كان يقف بالقرب منه وأخرج قناعاً لا يمكنه إلا المتمرس وصاحب الخبرة تفريقه عن وجه الثري وارتداه وصرح ضاحكا: أليس ذلك وجهك، هذا ما صنعه المبدع بيديه، إنه تحفه أليس ايضا ؟، انظر إلى نفسك.

ففتح الثري عينيه بدهشة وهو ينظر إلى القناع الذي أشعره وكأنه ينظر إلى ذاته في المرآة.

قام بانتزاع الزعيم القناع وهو يضحك وتحدث: أرى الدهشة في وجهك، سوف أطلعك على كل شيء، جميع الأشياء، ولن أبخل عليك سوى بشيء فرد وأرجو أن تعذرني، فلكل خطة ناجحة سر إذا كشف تعرضت للفشل.

استدار الزعيم بحركة استعراضية وهو يوميء إلى صاحبه الثاني ويقول: وذلك المهندس وهو متخصص في الشبكات الإلكترونية، ولا أنسى أن أعرفك بنفسي أنا صاحب الفكر والمخطط، وتَستطيع تسميتي بالزعيم، وأحب أن أعلمك أننا نعرف عنك جميع الأشياء حتى طريقتك في تلبيس اللصوص نعرفها جيداً.

صمت الزعيم لحظات ثم رجع يقول: أعرف أنك لم تدع أي شيء ثمين في بيتك وأعلم أيضاًً أنك لم تسجل أي شيء من أملاكك الثابتة والمنقولة باسمك وإنما سجلتها باسمي ولديك وأدري ايضا أنك أعطيت تعليماتك لولديك بأن لا يصرفا أي مبلغ عارم كفدية دفعة واحدة في حال خطفك ما لم يسمعا منك كلمة السر المتفق فوقها بينكما وأزيدك من الشعر بيتناً أدري كذلك أن كلمة المرور هذه مشفرة بحيث لو تبدل فيها حرف لا تفقد معناها إلا أن يفهم منها ولداك أنك أسفل الوعيد فلا يستجيبان لطلب الصرف منك.



ثم جلس الزعيم وأشعل سيجارة وراح يحدق بالثري بصمت للحظات ثم أفاد: هل أدهشتك ؟، حسناً، لا ترغب في الخطاب، بمصداقية لا ألومك، أظنك تحس حالا بالهزيمة في قرارة نفسك لتفوق ذكائي على ذكائك، ولكن مهلاً ليس ذاك وقت الحزن، استمع إلى خطتي العبقرية واستمتع بعدها بالحزن على ثروتك وذكائك الضائعين.

أخذ الزعيم نفس من سيجارته ونظر إلى سقف الحجرة وقال بغرور: سوف يذهب المبدع بعدما يلبس القناع ويتصل بولديك ويبلغهم رغبتك بالاجتماع معهما في الفيلا وأظن ذاك لا يفتقر كلمة مرور، أليس أيضاً، وحين يأتيان سوف يبلغهما ببساطة بتغيير كلمة المرور بكلمة حديثة وبعد وافرة أيام سوف يتصل بهما هاتفيا ليبلغهما برغبتك الكريمة بالتبرع بنصف مالك لهيئة خيرية، نعم، استنتاجك صحيح، ما تلك الإدارة الخيرية سوى أنا، أسسها المهندس الذي سوف ينقل الثروات منها بمجرد عطية المبدع بالنيابة عنك طبعا ومن ثم محوها من الوجود وعدم ترك لها أي أثر.

ثم صمت لحظات ونظر إلى الثري وهو يبتسم وعاد يقول: لم تقل لي ما رأيك في خطتي ؟.

بقي الثري ينظر إلى الزعيم بصمت.


الزعيم: أممم، حسناً، لا تريد التحدث معي، لا يهم.

التفت الزعيم إلى المبدع والمهندس ونوه إليهما بعينه لتنفيذ العملية فخرجا فورا، وعاد القائد ينظر للثري ويقول: لما كان عمل صاحبي سوف ينبسط قليلا دعنا ندردش لقطع الوقت، أريد أن أسألك عن شيء حيرني، لاحظت قبل خطفك بيوم أو بيومين أنك قمت بوضع بند على باب الفيلا الرئيسي تقول (الأحمق فحسب من يشاهد ذاته أسمى الجميع ) فهل كنت تقصدنا بعبارتك هذه ؟!.

فالتزم الثري الصمت والهدوء.

القائد : لما لا ترد ؟.

نظر الثري إلى القائد نظرة ذات فحوى وأتبعها بابتسامة أثارت غضب الزعيم فقال بعصبية: يا لك من مغرور.

مرت ثلاث أيام على خطف الثري واحتجازه وهو صامت لا يتحدث رغم مساعي القائد المتكررة والمتنوعة ولما ضاق الزعيم ذرعاً بصمت الثري ويأس من استنطاقه أقسم له وتعهد بأنه سوف يدعه هو وماله إن هو كشف له سر صمته.

فأشار له الثري طالباً ورقة وقلم.

وحين أحضر الزعيم الورقة والقلم كتب الثري: أطلقني وأنا أعاهدك بدوري أنني سوف أجيب لك عن سر صمتي.
فقال الزعم: كيف تجيبني بعد أن أطلقك، هل تظنني أحمق لأعطيك عنواني لتراسلني ؟!.

كتب الثري: أعدك عقب ما تطلقني أن أكتب لك برقية وأضعها لك في موضع نتفق عليه بوقت قصير لا يكفي لإبلاغ أجهزة الأمن.
نظر الزعيم إلى الثري بيأس وتحدث: حسناً، سأفعل، فإن أنا انهزمت هذه الجولة معك، أعدك أن خسارتي لن تدوم أبديا، وأنك سوف تدفع سعر عدم وفائك بعهدك إذا لم تفي به.

ثم قام بعصب عيني الثري وجذب وثاقه وأعاده إلى الفيلا بنفسه وابتعد عنها واختبأ فشاهد الثري وهو يضع الرسالة في الموضع المتفق أعلاه فأخذها وهرب هارباً دون أن يقرأها.

وحين رجع الزعيم إلى مخبأه وجد المبدع والمهندس في أقوى حالات غضبهما وهما ينتقدانه على تركه الثري يرحل.
الزعيم وهو يفتح الرسالة: مهلاً حتى نقرأ الرسالة.


جاء برسالة الثري: (أنت قلت في معرض ثرثرتك عن خطتك العبقرية أنك سوف تشرح لي كل شيء سوى شيء واحد جعلته سرك لذا فكرت في خطتك وثبت لي أنه لن يفتقر مهندسك الإلكتروني لإقناع ولدي بأن من يتحاور إليهما هو أبوهما فعلاً بعدما أتقنت صناعه القناع سوى لصوتي لذا آثرت الصمت وما أفسد عليك خطتك الذكية سوى ثرثرتك الغبية).

فالتفت القائد إلى صاحبيه وصرح بإحباط: صدق، إلا أن لم يكن هذا نتيجة لـ ذكائه، بل كان نتيجة لـ غبائي، وما كانت ثرثرتي إلا استدراجا له ليتحدث فأسجل صوته، تبا له لقد أفسد خطتي.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-